New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > منتديات العلوم الدينية > منتدى أفراح وأحزان آل البيت عليهم السلام

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-03-03, 05:46 PM   #1

starnoor2000
عضو فعال

 
الصورة الرمزية starnoor2000  






رايق

قلب مقالات في عاشوراء الحسين (ع ) ...


مفهوم البطل والشهيد

وهناك لمحة بسيطة نود أن نذكرها قبل أن نفتح بوابات التاريخ لمتابعة نشوء هذه الشعائر وتطورها، وتتعلق هذه اللمحة بمفردة البطل والشهيد.. إذ نادراً وتكاد تنعدم كلمة البطل في الكتابة عن الحسين (ع) ، فيما كلمة الشهيد أو أبو الشهداء أو سيد الشهداء أو الشهيد المظلوم، ملازمة للحسين (ع) لا تنفك منه ولا ينفك عنها... هذا رغم موقعية البطل والبطولة في مأساة كربلاء، وفي رجالاتها أيضاً.. وخصوصاً لدى الحسين (ع).. كما نرى في معاني البطل والبطولة في اللغة العربية.. حيث عرّف ابن منظور البطل بأنه الشجاع.. وفي الحديث: شاكي السلاح بطل مجرب.. ورجل بيّن البطالة والبطولة، شجاع تبطل جراحته فلا يكترث لها ولا تبطل نجادته، وقيل: إنما سمي بطلاً لأنه يبطل العظائم بسيفه فيبهرجها بها، وقيل: سمي بطلاً لأن الأشداء يبطلون عنده، وقيل: هو الذي تبطل عنده دماء الأقران فلا يدرك عند ثأر من قوم أبطال(17)..

على أن لفظة بطل أصبحت بمرور الوقت تشير إلى معاني أخرى مثلما عبر عنها كارلايل في كتابه الأبطال (التاريخ العام أو تاريخ ما أنجزه الإنسان هو في صحيحه تاريخ عظماء الرجال الذين عملوا في هذه الدنيا، وقد كان هؤلاء العظماء هم قادة الناس، وهم المبدعون والأُسى والقدوات، بل هم بالمعنى الواسع مبتكرو كل ما حاول السواد الأعظم من الناس أن يعملوه، وكل ما نراه في هذه الدنيا قائماً مكتملاً هو بحذافيره النتيجة المادية الخارجية والتحقيق العملي والتجسيم للأفكار التي استقرت في نفوس عظماء الرجال الذي أرسلوا إلى هذه الدنيا، ويمكن أن يقال بحق: إن روح تاريخ العالم برمته هو تاريخ هؤلاء الرجال)..

وهؤلاء الرجال العظماء سواء كانوا شعراء أو مصلحين أو كتّاباً أو رجال أعمال أو رجال دين فإنهم جميعاً يحملون بين جنوبهم هذا السر الغامض، سر العظمة والبطولة الذي تنزّل عليهم، وأودع في قلوبهم.. فليسوا هم من مخلوقات الظروف وصنع الحوادث، وإنما هم الذين يخلقون الظروف ويصنعون الحوادث ويملون إرادتهم ويحققون مثلهم العليا، ويقول عنهم كارلايل )مثل هذا الرجل هو ما ندعوه الرجل الأصيل الطريف، وهو رسول موفد من المجهول اللانهائي يحمل إلينا الأخبار والبشائر، يحملها إلينا مباشرة من الحقيقة الداخلية الباطنة للأشياء، وهو يعيش متصلاً اتصالاً دائماً بهذه الحقيقة، ولا تستطيع الإشعاعات الباطلة والتخرصات الكاذبة أن تحجبها عنه، إنه مقبل من قلب الوجود النابض وهو جزء من الحقائق الأولية للأشياء) (18)...

ومن هنا قد نتبين المغزى الذي تنطوي عليه صفة الشهيد ومترادفاتها حين تقرن بالحسين(ع) دون الأئمة الباقين..

غير أن للبطل في التاريخ وجهاً آخر يتبينه المرء عندما ينتهي فعل البطولة إلى نهاية مأساوية لشخص البطل.. وفي مجمل التراث الديني العالمي، عرف هذا الشق المأساوي للبطولة بالشهادة(19).

نور

__________________
اللهم بحق محمد المصطفى و علي المرتضى و فاطمة الزهراء و الحسن المجتبى و الحسين الشهيد بكربلاءفرج عنا و عن كل مؤمن و مؤمنه كل فاقة و بلاء و ارحمنا و من نحب أجمعين و صلى الله على محمد و آله الميامين..

starnoor2000 غير متصل  

قديم 06-03-03, 05:47 PM   #2

starnoor2000
عضو فعال

 
الصورة الرمزية starnoor2000  






رايق

قلب الشعائر الحسينية.. النشأة.. والتطور


الشعائر الحسينية.. النشأة.. والتطور

لم تكن نشأة الشعائر الحسينية بالشكل المتعارف عليه حالياً، بل كانت مجرد شعائر رمزية عمل الزمن والأحداث على تطويرها بالشكل الذي نراه الآن..

تعود أقدم المؤشرات التاريخية على نشوء تلك الشعائر إلى ما كان يقوم به المناصرون لأهل البيت بالذهاب إلى كربلاء والتجمع حول قبر الحسين (ع) وخاصة يوم العاشر من محرم من كل عام لإظهار الندم وطلب المغفرة لتقاعسهم عن نصرته في واقعة كربلاء.. (وبحسب مصادر تاريخية موثقة، فإن المختار بن يوسف الثقفي الذي قاد حركة التوابين، ورفع شعار (يا لثارات الحسين) كان أول من أقام احتفالاً تأبينياً في داره في الكوفة بمناسبة يوم عاشوراء، وأنه أرسل بعض النادبات إلى شوارع الكوفة للندب على الحسين (وكان ما قام به التوابون أول حركة مقاومة ضد الحكم الأموي مدفوعين بشعارهم يا لثارات الحسين) (23).

أما الدينوري فقد أشار إلى مثل هذه الاحتفالات التي أقيمت يوم عاشوراء، والتي جاءت على شكل ندب ونياحة على مقتل الإمام علي (ع) وعلى أبنائه من بعده، التي قام بها الشيعة الأوائل عند تجمعهم حول قبور الأئمة من أبناء علي (ع) (24)..

ولا يجب أن ننسى تجمعات الشيعة الأوائل في بيوت الأئمة(ع) في مجالس صغيرة يعقدونها كل عام لرثاء الحسين والبكاء عليه..

(غير أن تلك الاحتفالات والتجمعات لم تكن عادات راسخة ذات شعائر وطقوس دينية ثابتة، وإنما كانت مجرد تجمع عدد من الأتقياء من الشيعة الأوائل لقراءة الفاتحة والترحم على الحسين (ع) وحيث ينشد أحد الشعراء قصيدة في رثائه وتقديم العزاء والسلوى لأهل البيت) (25).

ذكر ياقوت الحموي وابن خلكان في وفياته، بأن الشاعر المعروف (الناشئ الأصغر) كان يعقد (مجالس النياحة) على الحسين بعد أن انتشر التشيع وخفت وطأة السلطات الحاكمة على العلويين(26)..

وقد روي أن الناشئ الأصغر قال: (كنت مع والدتي في سنة 246هـ وأنا صبي في مجلس الكبوذي في المسجد بين الوراقين والصاغة (ببغداد) وهو غاص بالناس، وإذا برجل قد وافى وعليه مرقعة وفي يده سطحية وركوة ومعه عكاز وهو شعث فسلم.. ثم قال: أتعرّفون لي أحمد النائح؟ قالوا: ها هو جالس.. فقال: رأيت مولاتنا (فاطمة الزهراء(ع)) في النوم فقالت امضي إلى بغداد واطلبه وقل له نح على ابني شعر الناشئ الذي يقول فيه:

بني أحمد قلبي لكم يتقطع بمثل مصابي فيكم ليس يسمع

وكان الناشئ حاضراً فلطم لطماً عظيماً على وجهه وتبعه المزوق والناس كلهم.. وكان أشد الناس في ذلك الناشئ ثم المزوق.. ثم ناحوا بهذه القصيدة في ذلك اليوم إلى أن صلى الناس الظهر وتقوض المجلس.. وقد تطورت النياحة إلى قراءة (مقتل الحسين) لابن نما ثم لابن طاووس، وهي أولى كتب المقاتل التي تتحدث عن واقعة كربلاء..

وخلال القرن السابع للهجرة أصبحت قراءة المقتل عادة متبعة يوم عاشوراء.

وكان المستنصر بالله العباسي قد أمر المحتسب جمال الدين بن الجوزي عام 640هـ - 1223م (بمنع الناس من قراءة المقتل في يوم عاشوراء والإنشاد في سائر المحال بجانبي بغداد سوى مشهد موسى بن جعفر(28).

وقد ذكر ابن الجوزي، بأن اللطم جرى يوم عاشوراء في المشهد وذلك بحدود منتصف القرن الخامس للهجرة/الحادي عشر الميلادي(29) وهي أول إشارة في ذكر اللطم يوم عاشوراء في العراق(30)..

تاريخياً ارتبط العزاء الحسيني بالاضطهاد الذي مارسته السلطات الأموية والعباسية ضد الشيعة في العراق، وكانت سياسة الحكومات المتعاقبة متبدلة ومتغيرة، بحسب الأوضاع الاجتماعية والسياسية، وبحسب المصالح والميول الدينية والسياسية، غير أن ميزان القوى كان قد تغير لصالح الشيعة خلال فترة معز الدولة البويهي(936م - 967م) الذي ناصر الشيعة أو تشيع لهم كما ذكر بعض المؤرخين. وكان معز الدولة أول من جعل مراسيم العزاء الحسيني عادة تتبع سنوياً في بغداد..

في العاشر من محرم (353هـ - 963م) جرت ولأول مرة احتفالات فريدة في بغداد في ذكرى استشهاد الإمام الحسين حيث أغلقت الأسواق وسارت النادبات في شوارع بغداد وقد سودن وجوههن وحللن شعورهن ومزقن ثيابهن وهن يلطمن وجوههن ويرددن مرثية حزينة. وقد أشار بعض المؤرخين إلى أن الشيعة كانوا يلبسون السواد، وقد زاروا قبر الحسين في كربلاء(31).. وفي كربلاء خرجت النساء ليلاً وخرج الرجال نهاراً حاسري الرؤوس حفاة الأقدام لمواساة الحسين(32).

وبحسب ابن الجوزي ، كان معز الدولة البويهي قد أمر بغلق الأسواق، حيث عطل القصابون أعمالهم، وتوقف الطباخون عن الطبخ، وفرغت الأحواض والصهاريج مما فيها من الماء، ووضعت الجرار مغلقة باللباد في الشوارع والطرق لسقي عابر السبيل والعطشان ، وكانت النسوة يمشين بشعور منثورة وأوجه مسودة وملابس ممزقة، يلطمن ويولولن حزناً على الحسين الشهيد(33)..

من خلال تلك الأحداث التي رواها المؤرخون يمكن أن نعد فترة الحكم البويهي في العراق، من أهم الفترات في تاريخ نشوء وتطور الشعائر الحسينية.

أما (الشكل الشائع لعاشوراء على النحو المعروف لنا في الوقت الحاضر (أي رواية سيرة الحسين في محافل شعبية) فتعود جذوره - على الأرجح - إلى القرن العاشر للهجرة/السادس عشر للميلاد، عندما اعتلى الصفويون سدة الحكم في إيران، واتخذوا من التشيع عقيدة رسمية لدولتهم.. وكان لهم دور في انتقالها إلى الهند وأذربيجان التركية والأناضول وبعض مناطق سيبيريا.. ومع الوقت، تطورت هذه الشعائر بنوعيها المعروفين لنا في الوقت الحاضر، أي رواية سيرة الشهيد (ممسرحة في تجمعات شعبية حافلة) تليها المواكب، وكانت حصيلة الدمج بين هذين النمطين في إيران إبان القرن الثامن عشر، ولادة ما يعرف في هذا البلد بمسرح التعزية) (34).

نور

__________________
اللهم بحق محمد المصطفى و علي المرتضى و فاطمة الزهراء و الحسن المجتبى و الحسين الشهيد بكربلاءفرج عنا و عن كل مؤمن و مؤمنه كل فاقة و بلاء و ارحمنا و من نحب أجمعين و صلى الله على محمد و آله الميامين..

starnoor2000 غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
على هامش موضوع العزاء الحسيني وهرطقات العصر الشارونية ..اطرحه للفائدة الصراط المستقيم منتدى الثقافة الإسلامية 10 14-03-04 02:14 AM
كيف نحمل اليوم رسالة الحسين (ع) ؟ محرر الإتصالات منتدى الثقافة الإسلامية 4 06-05-02 11:48 PM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 04:12 PM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited