New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > المنتديات الثقافة الفكرية والعلمية > المنتدى الثقافي والأدبي > ركن القصة والرواية والمسرح

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02-09-10, 10:43 PM   #1

QAd
مبتدئ  






رايق

قراءة في مسرحيات رائد مسرح الطفل في الخليج العربي


بدات بلدان الخليج العربي مؤخرا في مجال مسرح الطفل ونلاحظ ان الاقلام التي اقتحمت هدا المجال قليلة ومنذ ان الف ابناء المنطقة ظهرت معها امال الى جانب مخاوف حول ما يمكن ان يحدثه المسرح في حياةالصغار من اثار وكانت امال النتفائلين قد اشارت الى قدرة المسرح الكبير على التجسيد الفني تجعل منه وسيله تربوية واتصالية اجتماعيه بالغه التاثير في الاطفال وتجعل من عملية اكتسابهم الثقافية والقيم عملية جذاية مشوقة وعن طريق التقليد وتقمص الشخصيات يستطيع المسرح ان يكسب الاطفال الادوار التربوية الايجابية على المستوى الاجتماعي والاخلاقي اضافية الى ادخال البهجة والسرور على نفوس الصغار ومك اوقات فراغهم بما يعود عليهم بالنفع فالمسرح قادر من خلال مسرحياته الهادفة والاسكتشات والمشاهد الصاقة و الضاحكة على ارساء قواعد الالغة والمحبة وازالة الفوارق الاجتماعيه وازالة السلوكيات السلبية التي ينفر منها الناس بينما المتطرفون في التشاؤم فيرون بان الاطفال يختلفون في قدراتهم العقلية والمعرفية وقد بتعرضون لمؤثرات عديدة في المسرحيات نتيجة لعدم وجود اناس متخصصين لمسرح الطفل وكتابات البعض لا سيما مسرحيات الرعب والاجرام مما تساعد على بلورة بعض الميول المنحرفة وقد تحض الاطفال على الانسياق نحو الانحراف حيث يحاول الطفل التشبه بالشخصيات التي تقوم باعمال سيئة اجرامية .
لكننا نجد ان الاغلبية يرون بان مسرح الطفل من اهم واخطر الوسائل في تشكيل شخصيه الطفل ويؤكدون على الاهتمام باصلاحها ومراقبتها وتوجيهها ووضع القوانين التي تنظم المسرحيات وتحدد فلسفتها والقواعد الخلقية والاجتماعية التي عليها ان ترعاها وتلتزم بها حيث ان هذه الاحداث المسرحية لها اثرها على الاطفال بما يعرض على المسرح من مناظر الغش والكذب والخداع والظلم والاهانات اذ يسهل استجابة الاطفال لمختلف المؤثرات وذلك لضعف ملكة النقد لديهم لذا يجب على كتاب مسرخ الطفل تقديم مسرحيات موجهة توجيها سليما .
والواقع ان المسرح يمتلك تجليين اثنين فمن جهة نجد النص الدرامي الذي يصح ان يقرا بشكل فردي وان يطبع وينشر ونجد من جهة ثانية العرض او الفرجة التي تنشا بعد النص ويساهم في ابداعها فريق من المبدعين (المخرج , صانع الديكور ,والسينوغراف )ونجد ان العلاقة بين النصين علاقة احتواء لا علاقة تقاطع يتكاملان ويتعاضدان حيث ان النص يحضر في العرض في الصور اقوال وحوارات يستظهرها الممثلون وبالمقابل يحضر العرض في النص في شكل اولي للاخراج وقدا دى تطور العلوم والمعارف في النصف الثاني من القرن العشرين الى تعميق الرعي بخصوصية المسرح السيمائية وكما قال العيوطي ان المتفرج يتلقى في كل لحظة من لحظات العرض ست معلومات او سبعا صادرة عن الديكور و الملابس والانارة ومكان الممثلين وحركاتهم وايماءاتهم وكلامهم وعموما السيمائية قد وظفت في العرض المسرحي على شكل حوارات بين الشخصيات لكن يوظف الى جانبة انساق اخر متنوعة منها ماهو سمعي كالمؤثرات الصوتية ومنها ماهو بصري كاللباس و الديكور والايماءة وهذا يلزم ان يسير في اتجاهين
1. الاهتمام على الدلالة المسرحية فندرس طبيعة العلاقة المسرحة ومكوناتها والتفاعلات بين العلامات في العرض المسرحي
2. ان لا نغفل دور المتلقي (الطفل ) في الدلالة المسرحية والتفاعل بينه وبين الممثل والفضاء المسرحي طيلة العرض لاسيما ان بعض الاتجاهات المسرحية الحديثة تراهن على اشراك الطفل المتفرج وتفصيل دوره في انجاز الفرجة .
وانني بعد هذه المقدمه ارى ان الدكتور عبدالله ال عبد المحسن رائد مسرح الطفل في الخليج العربي قد سار في الكثير من مسرحياته باستخدام الدلالة المسرحية والا هتمام بالمتلقي الذا نجده يهم بالحدث والافكار والاناشيد وتحيقيق القيم الاخلاقية ومن الواضح ان باعث الاديب ((عبدالله )) لصنع المسرحيات ليس منفعا وانما وليد المشاعر التي بواسطتها يخلق طفلا متفتحا واعيا عارفا بقيم مجتمعه ويستهدف ايضا فن الصنعة ولقد كان ((ال عبد المحسن )) في مسرحيته (حكايات جدتي ) التي تدور حول اخلاقيات الماضي وصفاء النفوس و التعاون والمحبة والبساطة وكانها مسرحية تعليمية وان كانت غنية الخيال فيجب ان ننشئ تضادا بين مواضعات الاخلاق (الملاى بالريا ) المتفق عليها في الحياة الجتماعية وبين الاخلاق النابعة من القلب وان ننشئ جسرا بين عالم القواعد وبين العالم الذي يظهر فيه الانسان على حقيقته فالتقليد ليس ان نعكس نموذجا حسيا بل هو الكشف تحت المظاهر عن نموذج مثالي فالابداع الفني هو البحث عن نموذج عن شكل موجود وهي الجدة بحنانها وبصدقها وحبها كانت النموذج ولا ريب ان المسرحية قد حققت هدفا ووظيفة ولكن المسرحية تحتاج الى تغيير جزء من التعبير المسرحي بحيث يتناسب مع العصر الحديث وعموما ان هذه المسرحية التي تعلم الاخلاق بصورة مباشرة تفرض على الطفل حساسية خلقية بينما لواشرك الطفل فسيتغير
ويصبح العمل فنا جديدا لايجب ان نكتفي بالحرص على ربط المعاني الاخلاقيةبالابداع المسرحي بينما الابداع ياتي من دفع الطفل للتفكير بالمعاني الاخلاقية ومخاطبة خيالة قبل كل شي فالاثارة للشعور الخيالي لايعني بان تكون نسخة من الواقع المسمى بالحقيقة . فمسرحية تكتب بالرعاية الكاملة للقواعد المسرحية هي طرفة منسقة وحصيلة فن كمالي يشير الى ماهو ممكن اكثر مما يشير الى ما هو ضروري .
ولو القينا نظرة عجلى على مسرحية اخرى ولتكن ((المغامر )) فنجد انها تعبر عن انفعالات تخلق رؤيا للواقع تعطي مكانة اسمى للتصورات الفكرية الخاصة بالقيم والمثل ونجد ان احداثها الثانوية متنوعة واعتقد ان ما دفع ((عبدالله ))الى هذا التوجه هو الاعتقاد بان المسرحية بمعناها التقليدي (قصة _ حبكة _شخصيات _زمان ومكان ...الخ ) لذا حافظ على الحبكة الدرامية بمضامينها النفسية والاخلاقية وسار بالمسرحية كباحث لحل رموز قصته وكان الاسلوب ولغة المسرحية جيدة لكننا نجد ان الحياة الجمعية لا تقوم على مستوى الايديولوجيا وهذا في حد ذاته تهذيب بيد انه ما من اداة من ادوات التعبير تكون كافية لانشاء فن مسرحي اصيل بدون الفنون الجميلة كالموسيقى والاستعراضات والحدث والاسلوب الذي من شانه ان يخلق مسرح اصيلا وان يجعل المتلقي ((الطفل)) اكثر سعادة وافضل حالا. ففي هذه المسرحية نجد ان الاحداث تميل الى ان تتكاتف في مكان من المسرحية دون مكان . فقد بدات هادئة العواطف ثم اتت لحظة اندفعت فيها المشاعر والاحداث الى قمة شعورية كبيرة فبلغت اعلى مراتب التوتر ويحس المشاهد انه بازاء مشكلة انسانية وسرعان ما تبدا النهاية المتجمعة وذلك بفك المشكلة وفك العقدة .فالزمن قد تعاقب على المغامر

النص كل تلك كان لها اثرها على المتلقي لقد وضع الطفل المشاهد على افكار مملوسة ووقائع واشخاص بطريفة كوميدية وهذا ولاشك يتطلب ملكة ابداعية وخيال خصب وتفهم للأطفال فجاءت تلك المسرحيات بفن رفيع ومرجع ذلك الى ان
((ال عبد المحسن ))يختار المحتوى للقصة والموضوع الرئيسي وكذا الافكار الاساسية التي تحتويها القصة ولاينسى معايير اختيارالمحتوى كأنه يكون مرتبطا بالهدف وصدق المحتوى ودلالته وارتباطه بواقع ثقافة الطفل وميول وحاجات الاطفال ثم يقوم بترتيب وتنظيم المحتوى –فالمسرحية عند ((عبدالله))بناء متناسقا يسود بين مشاهدها وفقراتها المنطق والروابط الذهنية ولو لم يكن الدكتورمتقنا لوسائل وادوات كتابة المسرحية لما تمكن ان يكمل المشوار فكتابة المسرحية تحتاج لتنظيم ونقد وذوق وتحليل وملكات خصبة للتمكن من النفوذ من الوقائع والاحداث الجزئية الى الوقائع الكلية وما ينتظم فيها من الخصائص والصفات العامة بل انه تمكن من اللعب بالمظاهر الملتبسة للشخصية المسرحية كما في مسرحية ((الثعلب المكار ))و((الفيل والنملة)) و ((ارنوب في خطر )) من خلال القدرات الهائلة التي يملكها الفيل والثعلب والذئب فنجده في تلك المسرحيات الثلاث قد خالط الحوار لتلك الحيوانات بصفتهم شخصيات رئيسية مكنت مؤلفنا من الدخول في متاهات هواجز الانسان المكار الغيور الاناني فكتبها على ايقاع هذه الهواجز وتنقلاتها وتخيلاتها المتضاربة فسمح بانفلاش الحوار الداخلي (المونولوج) وتحويله الى مناجاة هي اقرب الى لغة الكلام المنطوق وقد اعتمد الكاتب على التنظيم الذي يعتمد التطور والتسلسل في العرض من المقدمة الى الخاتمة مرورا بالتفاصيل في حدث المسرحية وهذا يعتبر نجاحا يحقق الفاعلية الجيدة في الاقناع .
ففي تلك المسرحيات الثلاث نجد ان المقدمة لكل منهم تجذب الاطفال وتشدهم للمتابعة لما بها من عناصر التشويق والترغيب تخدم ما يليها من مشاهد وفصول ونجد ان البساطة في المظمون الذي من شأنه اقناع الصغار بالمواقف بل انه تمكن من ربط العناصر المكونة للشكل العام في المسرحية فجاءت وحدة البناء قوية وهكذا نجده ينطلق الى ذروة الحدث لصنع المواقف ثم تتجه المسرحيات عنده في حدثها الرئيسي الى الحل المعقول لمشكلة المسرحيات وبهذا تصل الفكرة للمتلقي بسهولة وكما يرى الدكتور نفسه ان اي عمل يجب ان يترجم افكار واحاسيس الصغار والمؤلف فلكل مؤلف احساسه الخاص بدرجات متفاوتة تتوافق مع احاسيس المتلقين وتشكل في النهاية حسا جماعيا خاصا بالعمل .
والحقيقة عندما قدم هذه الاعمال على المسارح سواء التي اخرجها بنفسه او الفنانون كماهر الغانم ومهدي الجصاص وعاطف الغانم وحسن المبارك وحسين ال عبد المحسن فقد حقق معهم نجاحا كبيرا فاطراه واكبراه النقاد واعجب بأعماله الجمهور ويعتبر العديد من المربين والفنانين أن للمسرحية قوة تأثير في ايضاح الاتجاهات والمفاهيم وذلك عن طريق فهم الموقث الاجتماعي يعمق واعداد مواقف واقعية بقدم الفكر بطريقة جذابة ومسلية لأن العمل المسرحي وتمثيله يقوم على الموقف والحادث والحالة وعملية ايجاد حلول لهذه المواقف ولا يمكن ان يكتمل التمثيل بدون تفهم المواقف الاجتماعية بعمق وصدق كما ان التمثيل يقوم على تحقيق
1- عملية الجذب والشد والتشويق من خلال الاحداث والمواقف وبناء الحكاية
2- عملية التفكير والجدل والنقاش بين ماهو معروض وبين ماهو مفهوم
3- عملية التسلية الهادفة والمتعة من خلال الجوانب الجمالية في الديكور والانارة والايقاع عبر الصور المجسده للممثلين والاسلوب وكل ذلك نجد الكاتب " عبدالله "
يدقق عليها حيث كما يرى انها تقدم له مقدراته الفريدة في التأليف المسرحي والحقيقة أن المؤلف قادر على اعطاء اشكال مسرحية يكون لها تأثيرا على تحريك مشاعر الاطفال بعمق بعد ان يكسو عمله المسرحي بالمفاتن المتمثل الوحدة الكاملة أو الكمال للمسرحية , التناسب او التجانس والوضوح كي تمارس تأثيرا ثابتا على اجيال متعاقبه من الناس , فمسرحيته " الطالب الكسول " وجد " آل عبد المحسن " ان التربية المسرحية لمثل الطالب الكسول او الانسان الظالم ليست الا قناعا تخفي عن الممثل حقيقته الذاتيه فيقوم بأعمال مرائية للآخرين ويعود ويلتقي من جديد بجوهره الكسل او الظلم مثلا , بل يزيد حرصا على وضعه كما لو انه يريد التحرر من شيء يرهقه , لذا نجده يبلور العواطف والأهواء للطفل الكسلان وتبريرياته , وأن يسجل المواقف والأدوار المحتملة التي لا يستطيع القيام بها لحسابه الشخصي , وعلى ذلك فالمسرحية تصبح مجرد توضيح منتاسق للانسان المهمل .
بينما نجد في مسرحيتي " ملك الغابة " و " حكاية جدتي " نجد المؤلف يبدأ المؤلف بالاخراج المسرحي قبل ابداعه في كتابة المسرحية بغية توضيح الحياة لملك العابة وكذا الجدة , فنجده قد وزع الاداور والسلوكيات الخيالية كما لو انه يعيش في الغابة او في اسرة ممتدة ليبين الحنين على هامش السمو الضايع وكأنه يؤلف رمزا لما هو مأساوي وكان ذلك مخاطرة يغامر بها المؤلف , حيث سعى جاهدا لتنشيط الصور السائدة للأسد وكذا الجدة . لكننا نجد ان قوة الابداع التي تمتع بها " الدكتور عبدالله " وذكاءه , كان أرقى مما تمتع به معاصروه من المؤلفين المسرحيين في ابراز التجارب الاجتماعية من خلال تنوع الشخصيات والقصص المتداخلة في المسرحية , بل وجدناه سيد مملكة خيالية مستقله في مسرحياته وكأنه الشخصية الرئيسية وبطل الممارسة المسرحية , ومامن أحد من كتاب مسرحيات الاطفال في منطقة الخليج العربية قد وفق بين العالم الخيالي والحياة المشخصه مثله . فكان دوره في التأليف وتجاوز تنظيم المشاهد وكأنه مسؤول عن التأصل المتزايد للمسرح في لحمة الحياة الجمعية للممثلين وبعبارة أخرى فكأنه المؤلف والمخرج في أن واحد ولا سيما في تلك المسرحيتين السالفتين فقد اعتقهما من الزمن الخارجي زمن الساعات والايام والليل والنهار لتخضع للزمن الداخلي الزمن الذاتي وذلك عبرالاستعانه بالحوار الداخلي وبما يسمى ((مجرد الوعي ))الذي ظل ((ال عبد المحسن )) وفيا له في الكثير من مسرحياته وهي محاولته التقاط الرعشات الداخلية في اللحظات التي تسبق الحدث وان اعتمد فيهما اعتمادا كبيرا على السوائل الرمزية للتعبير عن المسرحيات التي تردنا الى صراع الانسان ضد مختلف التبلورات والعقبات القائمة في الحياة المعاصرة كاستعادة لجوهر الانسان بهدف اعادة انشاء دارة بين المثل والقيم وبين الانسانية التي حطمها المجتمع فالحكايتان هنا تكشفان عن معنى اوسع وهي تحرير الفرد من سلطة عقل مسكين ذلك هو السر الكبير لهاتين المسرحيتين التي تخدم اهداف المجتمع من خلال اظهار الانسان على حقيقته.
ونجد ان ((ال عبد المحسن )) يفرض على ابطاله حركة ليس أصلها قائما في نفوسهم ولكن كقيمة فتنسيق المناظر (المونتاج ) وتركيب المكان يرغمان الشخصية على التغير فالبطل انما يوجد في علاقة مع شخصيات اخرى ومع خطوط القيم النبيلة الذي يبتعد الكثير عنها يغير البطل من دون ان يعرف باسم ماذا يتغير ومن غير ان يفسر بأية صورة أخرى طبيعية القيم ففي مسرحية (السعادة)وكذا ((جزاء الامانة)) فإن كل شخصية حتى الأبسط شأنا في المسرحية تبدو مثقلة برغبتها الرئيسية فهي تعبر عن نفسها دون التزاوج مع التفكير فالإيهامات والاحداث تنتظم في هاتيين المسرحيتين خارج البعد الزمني في مساحة تشكل فيها مدة المسرحية الاشارة الزمنية الوحيدة ربما لتتوالى الصور في خيال الطفل المشاهد وهنا نجد ان كل شئ يحصل في حاضر متجدد يحول دون اللجؤ الى الذاكرة والخيال وهي جملة اسقاطات المجتمع حيث يغرق الفرد في الإكتئاب والملل والتعاسة فيتيه ممثلو المسرحيتين دون بلوغ الجوهر الذي تكتنزه شخصية السعيد أو الأمين وصادق النية وهنا نبلغ الهدف من انعدام التكيف في المحيط المجتمعي نتيجة لإنفصال جوهري في أفراد يعانونه فكل الممثلين يمشون بحثاً عن معنى هارب دوماً في عالم عدائي حيث يلتزم الناس السلبية أو ينسجون إلى مواقع الغش والتلصص والتصرفات الطائشة لينظروا ببلادة وبرغبة عاجزة – ما يدور حولهم وتكون ردة الفعل من المجتمع لمن يخالفهم كالإنسان الأمين أو السعيد كاناس خارقين ومحل تقدير والاستشراق والتبصير الصادق عما يعانون في دواخلهم من هموم واستيهامات وقلق وحيرة وضياع .وهنا نجد في هاتيين المسرحيتيين ان الذاكرة عادت والمشاعر والاحاسيس والعواطف الذاتية لتحتل مكانتها من جديد وهكذا عاد بنا (ال عبد المحسن )في هاتين المسرحيتين الى الشحنات الانسانية والقيم النبيلة لزرعها في نفوس المتلقين من الاطفال وهكذا نستخلص الهدف لهاتين المسرحيتين ان قيمه العمل اي عمل لايقاس بمايذكر به بل بما يستشرقه وبهذا ترك لنا المؤلف مسرحيات للأطفال يصعب على الطفل الذي شاهدها محوها من الذاكرة .كيف ينساها والطفل يسمع اسئلة متلاحقة من بطل المسرحية فمثلا في مسرحية السعادة نجد بطل المسرحية يبحث ويسأل عن السعادة يلتمسها في العاب الأطفال في الاطفال الذين يلعبون معه في النقود التي تمكنه من شراء ما يحتاجه ويرغب فيه وفي ...وفي.. لكنه لما يصادفها والاسئلة تترى وبعد فوات الاوان ادرك انها كانت معه طوال الوقت وهو لا يدري وهنا تتجلى الحركة الذهنية في الانتقال من رغبة الى اخرى بحثا عن السعادة وهكذا لم يجدها ذلك ان هذه ليست حركة في الزمن ولا هي حركة في المكان وكان هدف المؤلف عبدالله ان يوازن بين منابع السعادة موازنة ذهبية فيمر بكل منها ويستعرض الامكانيات لينتهي إلى ان السعادة تنبع من نفس الانسان لا من خارجها .
فالهيكل الذهني ليس ساكنا وانما هو هيكل حركي ينتقل في الذهن من فكرة الى اخرى خارج حدود الزمن واستدعت الخاتمة بروزها والاجهار بها لتنتهي المشكلة الفكرية .
فالحياة الايديولوجية التي يعيش الانسان داخلها تؤدي الى اكتشاف الحل للمشكلة التي تشغل التفكير .
وهنا يتساءل المؤلف هل نكتفي برسم الحقيقة بلا نقد ويجيب في الوقت نفسه يحسن ان نتخذ الحقيقة كنقطة بدء وملاحظة عدم انسجام المجتمع او الخلل في المجتمع لنجعل من ذلك عنصر اتهام ونلاحقه بالاسئلة ما دمنا واثقين من امتلاك الحقيقة.
وكان على ((المؤلف ))ان يعرض في المسرحية اثارا تتجسد فيه القيم في الحياة العادية لكي يزداد تقبل المتلقين عليها بل ترغم المتفرجين على اتخاذ موقف .
واذا انتقلنا الى مسرحتي الاطفال الصامتتين وهما((من تدخل فيما لا يعنيه لقي مالا يرضيه )) و((سبع صنايع والبخت ضايع)) ومع انهما صامتتين الا انهما هادفتين وكشفت عن الكثير من التجاوزات الغير مرغوبة في قضايا اجتماعية وتربوية يتعلم منهما المتفرج الصغير ويحذر من الوقوع في تلك الاخطاء التي لها انعكاساتها السلبية على المجتمع ومما رفع هاتين المسرحييتين للتميز الحدث الذي مارسه الممثلون على مستوى رفيع من الاتقان ومن الايماءات والاشارات التي تلقفها المتلقي بسهولة وتفاعل معها ومن الماخذ التي تؤخذ على مسرحية ((سبع صنايع والبخت ضايع )) والتي تكشف مساوئ المجتمع كالرشوة والواسطة والمحسوبية في الاعمال والوظائف حيث ان توزيع الاهتمام كان منصبا على التمثيل بكامله .وعموما المسرحية في مجموعها تستقبل كما لو انها كشف عن معنى وهذا يعني ان مدلول المسرحية لم يعد يقبل الرد الى الترقب المسبق للجمهور ولا الى المفاهيم المألوفة في الحياة اليومية حيث ان تبلور الشئ الاجتماعي يبدو كما لو انه حمل ثقيل مؤلم يرهق الحياة النفسية لهؤلاء الثائرين على الفساد الاداري كالرشوة والمحسوبية والوساطات والتلاعب بأموال الدولة والمجتمع . فالعقبات التي تقف دون تفتح العفوية الانسانية ليس من السهل التغلب عليها الا بتظافر جهود المجتمع وهنا نجد المؤلف ينتزع هذه الاقنعة لان صور الحياة في المجتمع ماتزال تحتفظ بهيبة هذه الانتسابات فإذا امنا بأن المعرفة العملية للتغير والتعاون استطعنا القضاء على الفساد .وهكذا نفهم ان صورة الانسان المعرفة باستحالة انتزاع نفسه من القناع المتبلور للضغوط الاجتماعية المتجمدة لا يسعها ابدا بعد الان ان تكون شبيهة بالصورة التي يتعرف بها الانسان على نفسه .
وقبل الختام اقول بان مسرحيات رائد مسرح الطفل في الخليج العربي الدكتور:عبدالله ال عبد المحسن كما ارى يريد بها انتاج القيم وتباين تناقضات الواقع وحركة هذا الواقع الداخلية لذا تصبح مسرحياته مجالا للاشتغال واستخراج الصور القائمة لرؤية المجتمع وتفكير المؤلف وهنا ننظر إليها كنقاد من زاوية قصصية مسرحية تثير جملة من الاسئلة عن الابداع في التأليف المسرحي واستخدامه لكشف الوعي واللا وعي في المجتمع وانعكاساتها على وعي الصغير ضمن حركة تقليده أو صراعه مع المجتمع .ففي مسرحياته يصف المتغيرات ويمد الجسور مع المتلقي من خلال البنية السردية أو الحوارية أو الحركة للمسرحية ولا شك ان المفاهيم النقدية حول مرتكزات المسرحيات وخصائص الابداع موجودة فلو رصدنا العلاقة الواعية التي ارادها (ال عبد المحسن )نجدها علاقة بالواقع وبالمشاهد وهي احدا الغايات التي يسعى اليها المؤلف ليبين وظيفة المسرح بالاخلاق والتربية والترفيه ونجد الى جانب ذلك ان لغة المسرحية عربية تتناسب وقاموس الطفل اللغوي لكنها اثناء التمثيل تتحول الى اللهجة الدارجة للمجتمع وهذه محل نظر لها انصارها ولها معارضيها لكني افضل اللغة العربية على الدارجة ومن محاسن مسرحياته نجد بها مراعاة المرحلة وخياله كان دقيقا فيها ماعدا المغامر فهيا فوق مستوى العاشر من العمر التي تمكن كاتبنا فيها من القاء خيالات وصور وقيم لها التأثير نفسيا وتربويا واجتماعيا على الطفل لتغييره الى الافضل في مستوى وجداني واخلاقي وعقلي وعموما مسرحياته لم تكن كلام قصصي وانما افصاح عن خصائص مجتمع بمحاسنه ومساوئه بعاداته وتقاليده هي اشبه بهويتة وتأمل في الطفل وهي توازن بين الجمالية ومافيها من امتاع وقيم .وكما يرى (ال عبد المحسن )بأن المسرحية تتطور وتنبني كعملية هندسية فيها خطوط غير مرئية هي التي يبنيها المؤلف لايعرفها الا البصير بالمسرح والقاص وهنا يكمن التوازن وانا اسير معه في هذا الرأي فعندما اقول بأن مسرحيات عبدالله ال عبد المحسن متميزة في اغلبها معنى انني احسست بذلك التوازن الخفي وقد عرف هذا التوازن الفنانون والنقاد المسرحيون لذا كرم في الكويت ودوله البحرين ودولة قطر وفي وطننا الغالي المملكة العربية السعودية .ويدفعني ذلك الى القول ايضا ان ال عبد المحسن كاتبا متميزا في مؤلفاته التي بلغت ثلاثين مؤلفا في التراث والاجتماع والتربية والنفس وفي كتاباته لمسرحيات الاطفال التي ميزته عن غيره من المؤلفين الذين اتوا بعده في التأليف المسرحي .وحقيقة استطاع (عبدالله )ان يقدم انواعا مختلفة القوالب من المسرحيات للأطفال فترك بذلك بصمة بارزة في تاريخ وادب مسرح الطفل في الخليج خاصة وفي البلاد العربية عامة .والله من وراء القصد وهو ولي التوفيق.

المؤرخ والباحث :علي الدرورة
1418 هـ

QAd غير متصل  

قديم 02-09-10, 10:55 PM   #2

ღ ღ
كاتب متميز

 
الصورة الرمزية ღ ღ  







تعبانة

رد: قراءة في مسرحيات رائد مسرح الطفل في الخليج العربي


موضوع طويل جداً
كان بأمكانكـ اختصار القليل منه
يسلمو على الطرح

__________________
لا أمثل لمن حولي شخصيه
كي أرضيهم
فأنا كما أنا وإن لم يتقبلوني فتلك:
NoT My PrOBLem

ღ ღ غير متصل  

قديم 03-09-10, 03:16 AM   #3

daood
كاتب متميز

 
الصورة الرمزية daood  







رايق

رد: قراءة في مسرحيات رائد مسرح الطفل في الخليج العربي


يسلمو على الطرح

__________________

يمنع كتابة رقم الجوال في خانة التوقيع

daood غير متصل  

قديم 03-09-10, 10:48 AM   #4

أم فيصل
Banned  







وحيدة

رد: قراءة في مسرحيات رائد مسرح الطفل في الخليج العربي


تسلم أخوي على الطرح ..

أم فيصل غير متصل  

قديم 04-09-10, 01:46 AM   #5

أم فدى
عضو فعال  







رايق

رد: قراءة في مسرحيات رائد مسرح الطفل في الخليج العربي


يسلموووووووووووووو

أم فدى غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف ترعى طفل لدية تأخر عقلي ؟؟؟ شروفه منتدى ذوي الإحتياجات الخاصة 2 24-08-13 09:08 PM
صعوبات النطق وعيوب الكلام عند أطفال ما قبل المدرسة (سلوكيه) الجوارح ركن الطفل 0 10-12-09 06:45 PM
طرق الاسعافات الاوليه ((الطارئة)) للأطفال .. special ركن الطفل 2 23-11-09 03:54 PM
تدريبات لزيادة القدرات متلازمة داون شروفه منتدى ذوي الإحتياجات الخاصة 6 17-01-06 03:51 AM
من هو رائد مسرح الطفل بمنطقة الخليج العربية ؟؟!! الموهوب المنتدى الثقافي والأدبي 2 17-12-05 08:18 PM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 08:52 PM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited