وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المقصود من التقية المداراتية : هي التي تكون في غير حالة الخوف وليست لدفع ضرر أو حفظ دين إنما تحسين الصورة والإندماج و اتقاء فحش الآخرين بإلانة الكلام لهم والتبسم في وجوههم ومعاشرتهم المعاشرة الطيبة وإن خالفوه في فكره وعقيدته ، وقد كان سيد الساجدين الامام زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام ، مشهورا بمداراة أعدائه حتى عظم في عيونهم وانتزع منهم على رغم طغيانهم وعتوهم توقيره وتبجيله .
وفي ذلك يقول الزهري : ما عرفت له صديقا في السر ولا عدوا في العلانية ، لانه لا أحد يعرفه بفضائله الباهرة إلا ولا يجد بدا من تعظيمه ، من شدة مداراة علي بن الحسين عليهما السلام ، وحسن معاشرته إياه ، وأخذه من التقية بأحسنها وأجملها .
وهي مصداق لما ورد عنهم عليهم السلام : كونوا دعاة لنا بغير ألسنتكم .
فمعاشرة المخالفين بالعشرة الطيبة ، لا شك أن لها تأثيرا عليه من قريب أو من بعيد ، وتحببه تدريجيا إلى مذهب أهل البيت عليهم السلام وربما تدخله فيه .
ومواردها كثيرة ، وربما أشهرها هو الصلاة معهم ، كما لو كنت في الحرم المكي أو المدني رزقنا الله وإياكم زيارتهم .
ولكن هل تصلي معهم كما يصلون ؟؟؟
هنا تكمن المداراة ، من يراك يظن أنك تصلي بصلاتهم ، ولكن في الواقع يجب أن تقرأ لنفسك ، لأن قراءتهم باطلة حسب مذهبك فهي بدون بسملة وبدون تحديد سورة بل يقرأ ماشاء من الآيات ، وهذا خلاف مذهبنا كما سبق ، فعليك إذا أردت الصلاة معهم أن تقرأ لنفسك .
ويعتبر هذا أجلى مصاديق التقية المداراتية وأوضحها .
نتمنى أن نكون قد وفقنا في الرد على استفساركم ولا تنسونا من دعائكم