New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > المنتديات الثقافة الفكرية والعلمية > المنتدى الثقافي والأدبي > ركن المنقولات الأدبية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-07-08, 03:29 AM   #46

اثير
عضو فعال

 
الصورة الرمزية اثير  







رايق

رد: sketch


.




شَداد : لقدْ نَمتْ الفكْرة دَاخلِي كَما تَنْمو شَجَرة الزَيتون .
الأم : أيّة فِكرة ؟
شَدَاد : (بِ شِرِاسة ) فكرة أن أمُوت . أن أُقَاتِل (هبا) وأصْوَاتُهُ فِي الصَحْراء , وَحِيدَاً إلاّ مِنْ سَيفي وَ ذِرَاعي ..
أن لا أرتدّ حَتى أزْرع في الأرض جَنتي , أو أقطع مِن السَماء جَنة , أو أموت , أو نَموت مَعاً ..
الأم : هَل تَكْره الحَياة إلى هذا الحدّ لِتَحكي عن الموت طَوال الوَقت ؟
شَدَادّ : سأُحاول أن أشرح لك ..
إن هَذهِ اللعبة لا تُعجبَني .
الأم : أيّة لُعبة ؟
شَدَادّ : الحياة ..



غسان كَنَفاني
الآثار الكاملة : المسرحيات .

__________________
" الجَنّةَ وَ النَار هُمّا في ذَاتِ نَفْسك " !

اثير غير متصل  

قديم 18-07-08, 06:14 AM   #47

اثير
عضو فعال

 
الصورة الرمزية اثير  







رايق

.




كَان الأصْمَعي يَمْشِي على رَمِلِ الشَاطِئ فَأنتَبَه على خُطُوط دَقِيقة حُفِرت على الرَمِل ..

يَا مَعْشَرِ العُشَاقِ بِـِ اللهِ خَبِروا
إذا حَلَّ عُشْقٌ بـِ الفَتَى كَيفَ يَصَنَعُ

فَكَتَبَ الأصْمَعِي :

يُدَاري هَواهُ ثُمَّ يَكْتُمُ سِرّهُ
وَ يَخْشَعُ فِي كُلِّ الأمُورِ وَ يَخْضَعُ

فَجَاءَ الأصْمَعِي في اليَومِ التَالِي لِيَجدْ :

وَ كَيفَ يُدَاري وَ الهَوى قَاتِلُ الفَتى
وَ فِي كُلّش يَومٍ قَلْبُهُ يَتَقَطْعُ

فَرَدَّ الأصْمَعيّ :

إذأ لأَمْ يَجِد صَبَرَاً لِكِتْمَانِ سِرَّهُ
فَلَيسَ لَهُ شَيءٌ سُوى الموتِ يَنْفَعُ

جَاءَ الصْمَعِيّ فِي اليومِ التَالي لِيَجِِدَ الفَتى قَد فَارَقَ الحيَاة وبِجَانِبِهِ قد كَتَبْ :

سَمِعْنّا أطَعْنا ثُمّ مِتْنّا فَبَلِغّوا
سَلامِي إلى مَن كَانَ لِلوَصَلِ يَمْنَعُ
هَنِيئاً لِأربَابِ النَعِيمِ نَعِمَهُمْ
وَ لِلعَاشِقِ المَسْكِينِ مَا يَتَجَرّعُ .



:(:(

__________________
" الجَنّةَ وَ النَار هُمّا في ذَاتِ نَفْسك " !

اثير غير متصل  

قديم 26-07-08, 12:22 PM   #48

اوفيليا
عضو فعال

 
الصورة الرمزية اوفيليا  







رايق


** هكذا، دونما سببٍ واضحٍ، أشعر الآن أني حزينٌ ..
وأني على وَشَكِ الموت . . والأرضُ قبري،
وأن رفاقي جميعاً،
رحلوا . . تاركين زوابعَ أنفاسهم في كؤوس النبيذ المريرةْ
هكذا، دونما سببٍ، أشعر الآن أني مريضٌ مِن الحزنِ،
والأرضُ تكمل دورتها في سديم التعاسةِ . . زرقاءَ . .
سوداءَ . .
مثخنةً تحت قبّةِ هذي السماء الضريرةْ
وأنا جالسٌ فوقها كالرسولِ اليتيمْ
أتصفَّحُ آلامها . .
وأَعدُّ ثواني الحياة الأخيرةْ.

هكذا، دونما سببٍ، أشعر الآن أني حزينٌ . . وأني
دونما أسفٍ سوف أَقطع هذا المجاز الذي يوصل الغرباءَ إلى
تربةِ الغرباءِ:
أَعدُّ خطاي على ورقِ الذكرياتِ . . وأمضي
ساهما في طريقي
أتلفّتُ حولي كمن يتوقع أن يجد الذئب مختبئا تحت أنفاسهِ
فأفكر أني . .
لم يعد لي مكانٌ على هذهِ الأرض أبني ضريحي عليهِ
وأن صديقي ( صديقي الذي في كتاب الرسولْ . . . )
سوف يمسكني فجأةً من ذراعي لكي يدَّعي أنني أنا
قابيلهُ . .
ثم يطعنني في ظلامي ويمضي إلى جهةِ التلّ مستبشرا
بالحياةِ . .
يعاتبني . . ثم يمضي،
ويندبني . . ثم يمضي،
ويتركني . . ثم يمضي
إلى جهةِ التلِّ . . كي يقطف الورد عن أمهِ
ويؤدي الصلاة على العشب كي يصفح الله عني
ويرحمَ إخوته الميتينْ! . .

ألهذا إذنْ أشعر الآنَ أني حزينٌ
وأني على وشك الموتِ، مثليَ مثل المسيح،
وأن قُضاتي يدورون حولي بلا ندمٍ، وهمو يغسلون أصابعهم
من دمي
ويُعدّون لي الشمعَ كي يطردوا وحشةَ الموتِ عن موتهم! . .
يذرفون الأنينَ على وحشتي.
يشهقونَ.
يطوفون حول نعاسي وقد أوقدوا خوفهم في مباخرهم
وأضاؤوا مصابيحهم فوق رأسي لكي ينعسوا تحت ظلمتها ..
وأنا ساكتٌ في السديم الأصمّ ْ
هادئٌ وضعيفٌ . . كما شاءني الله . .
منكسرٌ تحتَ آلامِ نفسي،



نزية أبو عفش
__________________
( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)

اوفيليا غير متصل  

قديم 26-07-08, 12:30 PM   #49

اوفيليا
عضو فعال

 
الصورة الرمزية اوفيليا  







رايق



ضاع عُمْري في دياجيرِ الحياة
وخَبَتْ أحلامُ قلبــي المُغْرَقِ

ها أنا وحدي على شطِّ المماتِ
والأعاصيــرُ تُنادي زورقي

ليس في عينيّ غيـرُ العَبَراتِ
والظلالُ السودُ تحمي مفرقي

ليس في سَمْعيَ غيرُ الصَرَخاتِ
أسفاً للعُمْـــرِ، ماذا قد بَقِي ؟

سَنَواتُ العُمْر مرّت بي سِراعا
وتوارتْ في دُجَى الماضي البعيدْ

وتبقَّيْتُ على البحْر شِراعـــا
مُغرَقاً في الدمْع والحزنِ المُبيدْ

وحدتـي تقتلُني والعُمْرُ ضاعا
والأَسى لم يُبْقِ لي حُلماً "جديدْ"

وظلامُ العيْش لم يُبْقِ شُعَاعـا
والشَّبابُ الغَضُّ يَذْوي ويَبِيـدْ

أيُّ مأساةٍ حياتي وصِبايــا
أيّ نارٍ خلفَ صَمْتي وشَكاتي

^
نازِك
__________________
( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)

اوفيليا غير متصل  

قديم 26-07-08, 12:33 PM   #50

اوفيليا
عضو فعال

 
الصورة الرمزية اوفيليا  







رايق



هذا.. رهاني الأخيرْ...
زهرتانِ، على القلبِ،
ذابلتانِ...
وسبعُ شموعٍ،
تنيرُ الضميرْ...
وأنتمْ..
خذوني بطيبة قلبي..
فإنّ المحبّةَ، طيّبةُ القلبِ
والشعرُ، مغفرةٌ...
وزمانُ المحبّين..
جدُّ قصيرْ..

^

يوسف الصائغ
__________________
( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)

اوفيليا غير متصل  

قديم 26-07-08, 12:37 PM   #51

اوفيليا
عضو فعال

 
الصورة الرمزية اوفيليا  







رايق

\


"انا لست حزينا لان الناس لا تعرفنى ، ولكننى حزين لانى لا اعرفهم"


كونفوشيوس*

__________________
( رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)

اوفيليا غير متصل  

قديم 07-08-08, 11:14 PM   #52

اثير
عضو فعال

 
الصورة الرمزية اثير  







رايق

.




كابوس (6) :-

هدأ الرصاص قليلاً ، أقتربت من النافذة، كذلك فعلت الأم التي تقطن في الدور الثالث من البناء، وكان البقال العجوز يضع لها بعض أرغفة الخبز، في سلة مربوطة بحبل، وقد وقفت هي بالقرب من النافذة وأدلت اليه بالحبل دون أن تخرج حتى يدها . اما هو فقط أحتمى بمدخل البناء .
كان الهدوء شاملاً وتخيلت أن المقاتلين يغسلون وجوههم ويبردون أسلحتهم ، وقررت أن أنادي البقال المغامر وأمارس الشيء ذاته .
وبدأت السيدة ترفع السلة المربوطة بالحبل ببطء شديد .. وقررت : - لا بد أن يديها ترتعدان الآن ! ولكن السلة كانت ترتفع باستمرار وكان حبلها دقيقاً حتى بدت مثل سلة تصعد بالفضاء نحو الخائفين ، حاملة رغيف السلام ! لاحظت أن عيون بقية الجيران المختبئين خلف النوافذ كانت ايضاً تتابع طيران سلة الخبز ، وأحسست أن قلوبنا صارت قلباً واحداً يصلي من أجل السلة ، وكأن السلة صارت طفلاً ، وظلت السلة تعلو حتى وصلت إلى الطابق الثاني ... وفجأة أنطلقت رصاصة ! و ........




غادة السمّان

__________________
" الجَنّةَ وَ النَار هُمّا في ذَاتِ نَفْسك " !

اثير غير متصل  

قديم 19-08-08, 02:16 AM   #53

زهرة
عضو شرف

 
الصورة الرمزية زهرة  







رايق

مَطر آخر .. و أُحبك !





تنويه :
لأن الشتاء .. يفضح فيّ فقراً رخيصا ..
و لأنني لا أملك إلا معطفاً .. واحداً ..
رمادياً ..

و لأن معطفي – كما قلبي – لا يكفي .. لصناعة دفء ..
و لأنني أخاف أن أتجمد منك أكثر ..
فأنا اليوم ..
سأبقى خلف النافذة .. أحصي حبات المطر ..

سأخبرهم ..
بأنني لم أخرج بسبب الزكام ، لا لأنني أضعف من أن أواجه غيابك ..
و الشتاء ..
معاً !
توثيق :
أنت ..
أول من علمني .. بأن للصقيع فوائد .. مذهلة ..
بأنه كلما أوغل في القسوة ..
اقترب الناس من بعضهم ..
ليستدفئوا .. !
هامش :
يدي الآن باردة ..
لا أملك في معطفي جيوباً ..
سأبقى في المنزل !

توثيق 2 :

و أنت ..
أول من علمني ..
بأن المطر يهطل .. لكي يمنحنا صلاحية البكاء ..
دون أن يشعر بنا ..
الآخرون !

و أنت ..
أول من علمني ..
بأن المطر .. يهطل .. لكي يلغي جميع المواعيد المملة ..
و نلتقي نحن ..!

و أنت ..
أول من علمني .. بأن المطر يطبطب على أكتافنا ..
كل ليلة ..
لينقل لنا .. أشواق أولئك ..
الذين سبقونا إلى السماء !


تبرم :

أيّ شيءٍ هذا الذي يريده غيابك مني ..
ليفضح إفلاسي من كل شيء !

أما يكتفي .. غيابك سيدي .. ؟

أم أنك بحاجة لترى حجم التشوّه فيّ ..
لتتأكد
– مثلا –
بأنني أحبك !


شكوى :


ماذا بوسع العاشقة الصغيرة .. بمعطف مهترئ ..
أن تفعل ..
أمام سلطان جائر اسمه : الشوق !

شوقك حصار ، و فقدك حصار ..
لكن ليس ثمة معاهدات .. النفط مقابل الغذاء ..
و الدموع مقابل الحياة ..
و الضحك مقابل الموت .. !

تركتني .. أنثى محنطة .. و غبت ..
و أنا ..
أتدلى ..
على منطقة وسط ..
بين عودتك ..
و الرحيل ..

و كأنك تجهل .. أن الحب لا يعترف بأنصاف الحلول ..
ولا بأشباهها ..

لكنك كالمستحيل .. لا يلقي بالاً للمسلّمات .. و المنطق ..
يسدد اعترافاته بالحب .. جزافاً ..
ثم يدفن يده في جيبه .. و يمضي .. !
يصفر ..
و يمضي .. !

أخبار غير مهمة :

- المطر يهطل بهوس ..
يشبه شوقي ..!

يسيل على طرفي الشارع .. كسيول لعاب ..
يركم نفسه في الحفر و الزوايا ..
كفلول أحزان .. قديمة

و بالنسبة لي ..
أنا التي .. لا أستدل على وجودي .. إلا عبر حزني ..
فأنا حتما .. و بمباركة غيابك ..
و هذا الشتاء ..
أعرف بأنني .. هنا !
أقتات على فتاة الذاكرة .. لما قبل الفقد .

- السماء..
تشبه قطعة ثلج كبيرة ..
تمطر كل يوم ..
لكنها ..
لا تذوب ..

كما الحزن الرابض في حنايا الصدر ..
أشعله دفئا ..
لأموت به برداً ..
و ليس ثمة جيوب ! ليس ثمة جيوب !

- و البرد .. كافر ..
و الشوق .. كافر ..
و الجـوع .. كافر ..
و الفقر – بالتأكيد – كافر ..

و أنا .. خلاصة هؤلاء ..
لكنني ..
ما زلت أؤمن بك !

تساؤل :

هل يكون حبك دائما .. بهذا التعقيد ؟
متعذرا عن الفهم ..
و محرضاً على البلاهة .. و ربما محرضا على غفوة شهية ..
على جسد الغياب ..

لماذا يحرضني غيابك ..
على اقتراف الحماقات .. ؟
يرتكبني ذنبا .. لأحيي طقوساً قديمة ..
شيئاً يشبه ..

النوم في الدواليب .. و الضحك في المآتم .. و الغناء في الجنائز .. و الرسم باللون الأبيض .. على أوراق بيضاء أصلا !
و أنا أتساءل .. ما الهدف من ذلك ..
سوى حاجة ملحة .. إلى تحسس الطهر القابع فيك .. الطهر الغائب فيك؟


طقوس :

و كل ليلة ..
أهيج مراسيم فقدك .. لأشيّع أحد أطفالي الجوعى .. في جنازة ممتدة ..
من صدري .. إلى صدري ..

أطفئ الذاكرة .. و أحكم إغلاق نافذتي ..
كي لا يتسرب الشتاء .. إليّ ..
و أسد مسامات جلدي ..
كي لا يتسرب الشتاء .. مني ..

و أتوحد .. بك ..
كتعويذة وفاء ..
أو لعنة التحام !

هاجس :

أتساءل فقط ..
إن كانت الأيام ستجبرني يوما ..
على أن أسلخ روحي .. منك ..
و أجرب التشرد ..
بلا جيوب !

مخرج طوارئ :

مطرٌ آخر ..
و أحبك !



* كرز
مُعرّف إلكتروني
__________________
وعرُ هو المرقى إلى الجلجلة ، و الصخر يا سيزيف ما أثقله! سيزيف أن الصخرة الآخرون *.

زهرة غير متصل  

قديم 22-08-08, 07:49 AM   #54

زهرة
عضو شرف

 
الصورة الرمزية زهرة  







رايق

.

لو أنبأني العرّاف ..



لو أنبأني العرّاف
أنك يوماً ستكونُ حبيبي
لم أكتُبْ غزلاً في رجلٍ
خرساء أًصلّي
لتظلَّ حبيبي

لو أنبأني العراف
أني سألامس وجه القمرٍ العالي
لم ألعب بحصى الغدران
ولم أنظم من خرز آمالي

لو أنبأني العراف
أن حبيبي
سيكونُ أميراً فوق حصانٍ من ياقوت
شدَّتني الدنيا بجدائلها الشقرِ
لم أحلُمْ أني سأموت

لو أنبأني العرّاف
أن حبيبي في الليلِ الثلجيِّ
سيأتيني بيديهِ الشمسْ
لم تجمد رئتايَ
ولم تكبُرْ في عينيَّ هموم الأمس

لو أنبأني العراف
إني سألاقيك بهذا التيه
لم أبكِ لشيءٍ في الدينا
وجمعتُ دموعي
كلُّ الدمعٍ
ليوم قد تهجرني فيه




*لميعة عباس عمارة
شاعرة من العِراق
__________________
وعرُ هو المرقى إلى الجلجلة ، و الصخر يا سيزيف ما أثقله! سيزيف أن الصخرة الآخرون *.

زهرة غير متصل  

قديم 23-08-08, 09:17 AM   #55

زهرة
عضو شرف

 
الصورة الرمزية زهرة  







رايق

.

ها أنا أعود إلى تونس بدونك ...
أوّل مساء أقضيه بعيدة عنك بعد سفري ...
أسحب كرسيا و اجلس في الشرفة الشرقية التي تطل على الحديقة ،ذلك المكان الذي تحبّه و الذي طالما جلسنا فيه معا .... كان الوقت غروبا و كانت الشمس تتباطأ في لمّ أشّعتها و الرحيل لا تريد أن تفارق النهار بسرعة
و أنا كيف فارقتك بتلك السرعة ؟
مازال عتابك يرّن معذبا في أذني :

" ببساطة ترحلين و بصعوبة تعودين " أذكر أيضا أنك كتبت لي في إ حدى رسائلك : " ............آلان منتصف الليل أستمع إلى رخماتوف ...أرى عينيك .... و هما أجمل ما رأيت في هذا النهار.... غدا صباحا أتّصل بك ....إشتقت إلى سماع صوتك ... أنت يا من لا تشتاقين لشئ ....."

هكذا ختمت رسالتك
أطوي ورقات الرسالة ،أعيدها لظرفها
أبتسم !...
أصحيح أنني لاأشتاق لشئ ؟ أم أنني أمتحن بك الإخلاص ؟ و أكذب بك ذلك المثل الفرنسي القائل " بعيد عن العين بعيد عن القلب "

ألست أ نت القائل في كتابك "عين السحاب " :
" ....نسافر لنبلغ الذين نحبهم أننا لا نزال نحبهم و ان البعد لايقوى على دهشتنا و أن المنافي لذيذة و طازجة كالاوطان نسافر ليكون الوداع مليئا بالوعود ...."

بين طائرة و طائرة أحاول عبثا حفر هوة لأردم بها حبا لا أريده ان يعيش على أسلاك الكهرباء ...و إنتظار رنين الهواتف و إذا كان الفلاسفة قد إكتشفوا أن الانسان إنما خلق اللغة ليخفي بها مشاعره فالانسان أيضا قد إخترع السفر للهرب من مشاعره .... و لكن ها أنني كلما تدثرت بالسفر يعرّيني الحنين ...

من قال أننا نسافر لننسى ؟ في السفر نحمل معنا حقائبنا ووجوه من نحب تندس خلسة بين طيّات ثيابنا ....

و ها أنا أراك في كلَ فستان ألبسه ...و في رائحة كلّ قميص ... فكل سفر و انت حبيبي !



* حياة الرايس
__________________
وعرُ هو المرقى إلى الجلجلة ، و الصخر يا سيزيف ما أثقله! سيزيف أن الصخرة الآخرون *.

زهرة غير متصل  

قديم 23-08-08, 09:22 AM   #56

زهرة
عضو شرف

 
الصورة الرمزية زهرة  







رايق

.

انتهينا رخيصين لوفرتنا!



لفرط ما أتينا ما عاد أحدٌ يفتح لنا الباب, ولفرط ما حضرنا صرنا غير قابلين للرؤية, وصرتم تعبرون بنا إلى سوانا, وتتخطون ظلالنا دون تحية! دققتم أقدامنا بمسامير حاجتكم فلم نغادر, ومن أصابعنا شكّلتم علّاقات مفاتيح فصرنا نصلكم بالطرقات, كما بغرف النوم. ضممناكم فاعتبرتم ضلوعنا أسرّة, واتخذنا أدوار مراياكم فتخففتم من ملابسكم برميها على وجوهنا. قلتم: "ابقوا إلى جوارنا؟" فزرعتمونا إلى الحائط, وقلتم: "نحبّكم" فلم نكتفِ بتقبيل أرجلكم لدوافع البهجة, قبّلنا أحذيتكم أيضاً. نمنا على الأرض لأن قلوبكم ضيقة, وأطفئنا عيوننا لأنها تضيء فتقلق مناماتكم, وأخيراً, كففنا عن التنفس, إذ لأنفاسنا صفير يزعج رهافتكم.

كنّا نبالغ في المجيء, وصرتم لاعتبارنا شأن مفروغ من حتميته؛ وتراجعنا للغياب, فلم تنتبهوا لمقاعدنا الخالية!


* مدى
مُعرف جَسدي
__________________
وعرُ هو المرقى إلى الجلجلة ، و الصخر يا سيزيف ما أثقله! سيزيف أن الصخرة الآخرون *.

زهرة غير متصل  

قديم 03-09-08, 10:55 AM   #57

زهرة
عضو شرف

 
الصورة الرمزية زهرة  







رايق

.

بعيداً عن صياحِ الأطفالِ
وأضواءِ المدينةْ
بعيداً عن غثاءِ الباعةِ
وأبواقِ العابرينْ
بعيداً عن عطورِ النساءِ
والبسماتِ العاثرةْ
بعيداً عن نزقِ متشرّدٍ
و استجداءَ شحّاذةٍ مارقة..
بعيداً عن الحفلاتِ المختبئةْ
والعيونِ الساهرةْ
بعيداً عن الأصدقاء التائهين
والأصدقاء العاشقين
والأصدقاء التافهين
بعيداً عن رائحةِ المركباتِ
والبقايا الهاربة
بعيداً عن الولائمِ المُتخَمَة
والمقاهي المكررةْ
بعيداً عن البيتِ المأهولِ
والغُرفةِ الساكِنة
بعيداً عَن صوتٍ أغنيةٍ
أو نداءاتِ هاتفٍ يائسةْ
بعيداً عن البُعدِ.. وعنهُ..
و التفاهات الحاضرةْ
كانَ صمتٌ طويلٌ
قامةٌ تميلُ ..
...وزفيرْ.




*يزيد التركي
__________________
وعرُ هو المرقى إلى الجلجلة ، و الصخر يا سيزيف ما أثقله! سيزيف أن الصخرة الآخرون *.

زهرة غير متصل  

قديم 07-09-08, 09:33 PM   #58

زهرة
عضو شرف

 
الصورة الرمزية زهرة  







رايق

.

هكذا الحبُ... فصول .


هل يذوبُ الحزنُ في صمتِ هزيعِكْ؟
حينما تقصُرُ قاماتُ شموعِكْ
ويلوذُ الجُرحُ بالملحِ
ويسلو الجفنُ بالقَرْحِ
فلا أشعُرُ بالموتِ على حَدِّ نُصوعِكْ!
حينما يخْتضِبُ الفجرُ بريحانِ طلوعِكْ
حينما ينسكبُ الأبيضُ زهراً فوق سيقانِ زروعِكْ
حينما أسألُ نفسي
ما الذي أيقظَ أوراقَ هجوعِكْ؟
ولماذا كلّما يرْبَدُّ لونٌ فيّ أمتدُّ كظِلٍّ وأولّي ظُلمتي شَطْرَ سطوعِكْ؟
وإذا ما وَجَعي صيّفَ في القلبِ وقد أنضَجَهُ..
جئتَ تجُزُّ النُّضجَ كي تزرعَ طيْشاً من ربيعِكْ؟
ولماذا أتدفّى بصقيعِكْ؟
لستُ أدري..غيرَ أني..
كلما غِبتَ أُصلي لرجوعِكْ..
ولئن طوّقْتَني قلتُ متى تشبعُ يا حبُ لقد ضِقتُ بجوعِكْ؟
أإذا الليلُ تفشّى في ربوعِكْ؟
وبدا مُنكسِراً بين ضلوعِكْ؟
أم إذا شوقاً تمادتْ بعضُ أفكارِ دموعِكْ؟
أنت لن تشبعَ يا حبُ فـها زِدْتَ انحناءً في ركوعِكْ!
أنتَ لن ترفُقَ يوماً بصريعِكْ
وأنا ما كُنْـتُـهُ..
هل حينما سَرْبلْتُ قلبي بدروعِكْ
صرتُ كالجُندِ بشِطْرَنجِكَ أمشي دون أن أدري على كلِ فروعِكْ؟؟؟
ألذا أبكي..لذا أنتظرُ الصّفحَ وما أخطأتُ..هل ذلك من عدوى خضوعِكْ؟
أيها الحبُّ وإنّا
مثلما الجدرانُ تنهارُ وتُبْنى
ولقد يهترئُ القلبُ الذي يخْتلِقُ النّشوةَ ما بين صدوعِكْ!
ولقد أُمسِكُ بالمُنهارِ من قلبيَ لكن لا يدٌ تحنو على أنقاضِ قلبِكْ!
ولقد أعقُدُ خيطَ الطُّهرِ في شرقِكَ بينا عُقدةُ الذنبِ بغربِكْ!
أنت يا حبُ كما يوسُفَ إذْ هَمَّ ولكنْ
لم ترَ بُرهانَ ربِّكْ!
فتبعثرْتُ بقُرْبِكْ!
ولذا لم أنتبِهْ حين رماني السُّكْرُ في غَيبةِ جُبِّكْ!
هكذا يا حبُ حتى سَكَنُ الليلِ بأجفانِكَ مُربِكْ!



* إيمان الحمد
__________________
وعرُ هو المرقى إلى الجلجلة ، و الصخر يا سيزيف ما أثقله! سيزيف أن الصخرة الآخرون *.

زهرة غير متصل  

قديم 13-09-08, 02:09 AM   #59

اثير
عضو فعال

 
الصورة الرمزية اثير  







رايق

.














التوليبات



التوليبات هائجة، إنه الشتاء هنا.

أُنظر كم هو أبيضٌ كلُّ شيءٍ، كم هادئٌ و مغلفٌ بالثلج.

ممددةً ساكنةً، أَتعلَّم السَّكينة،

كما يستلقي الضوء على هذه الجدران البيضاء،
هذا السَّرير وهذه الأَيدي.
أَنا لا أَحد، لا أَملك شيئاً حيال النوبات.
للممرضات منحت اسمي وثياب نهاري

تاريخي للطبيب المخدر وجسدي للجراحين.



ثَبَّتوا رأسي بين الوسادة والملاءة المكممة
كعينٍ بين جفنين أَبيضين لن يغلقا أَبداً
بؤبؤٌ أَحمقُ، عليه أَن يستوعب كل شيء.



الممرضات يعبرن ويعبرن، دون صخبٍ
كما يعبر النورس البلاد؛ بقبعاتهنَّ البيضاء

يشرن بأَيديهن، الواحدة تماماً كالأُخرى


لذا من المستحيل معرفة عددهن.




جسدي حصاةٌ بالنسبة لهم، يرعونه

كما يرعى الماء الحصى التي يجب أَن يمرَّ فوقها

يبعدها برفق
يجلبن لي الخدر بإبرهن المضيئة، يجلبن النوم.
الآن فقدتُّ نفسي، سئمتُ أَحمالي
حقيبتي الجلدية الليلية، الواضحة، كعلبة دواءٍ سوداء.
زوجتي وأَطفالي يبتسمون في صورة العائلة

ابتساماتهم تلتصق ببشرتي، صناراتٍ صغيرةٍ باسمة.




هفوتُ، حمولةَ قاربٍ عمره واحد وثلاثون عاماً

يتمسَّك بعنادٍ باسمي وعنواني.

مسحوا عني صِلاتي الرقيقة.
خائفةً وعاريةً على العربة ذات الوسادة البلاستيكية
راقبتُ فناجينَ الشَّاي، غطاءَ طاولةِ الكتابة، كتبي
وهي تغرق، والماءُ غطى رأسي.

أَنا راهبةٌ الآن، لم أَكن أَبداً بهذا النقاء.




لم أُرِد أَيّةَ زهورٍ، أَردتُّ فقط

أَن أَستلقي بيدين محض فارغتين

كم هي حرةٌ، ليس لديك فكرةٌ كم هي حرة
السكينةُ هائلةٌ، إنها تذهلكَ،
و هي لا تريد شيئاً، بطاقةَ اسمٍ، والقليلَ من الزينةِ الرخيصة.
إنها ما يقتربُ منه الموتى

مؤخَّراً، أَتخيَّلهم يغلقون فمهم عليها كخبزِ القربانِ المقدَّس.




التوليبات حمراءُ للغاية، إنها تجرحني.

أَستطيع سماعها تتنفس حتى عبر قصاصةِ الإهداء

بسهولةٍ، خَلَلَ أَقمطتها البيضاء، كطفلٍ كبير.
احمرارُها يتحدثُ إلى جرحي، يتراسلُ.
خفيفةٌ، تبدو طافيةً، لكنها تثقل عليَّ
تربكني بلسانها المفاجئ ولونها
اثنا عشر ثقلاً أَحمرَ يقودُ إلى الغرق

حول رقبتي.




لم يراقبني أَحدٌ من قبلُ، الآنَ أَنا مراقَبَةٌ

تلتفتُ إليَّ وإلى النافذة ورائي

حيث يتسعُ الضَّوءُ مرةً في اليوم
ثم ينحلُ.
أَرى نفسي، مستلقيةً، ساذجةً، ظلَّ قصاصةٍ
بين عين الشمس وعيون التوليبات
ولا وجهَ لي، أَردتُّ أن أمحوَ نفسي.

التوليباتُ الواضحةُ تأكلُ هوائي.




قبلَ أَن تأتي كان الهواءُ هادئاً كفايةً؟

يأتي ويذهب، نفساً نفساً، دونَ هياجٍ.

ثُمَّ ملأَتهُ التوليبات كصخبٍ عالٍ.
الآنَ الهواءُ يتمزَّقُ ويُدوِّم حولها كما النهر
يتمزق ويدوم حول محركٍ صدئٍ.
إِنها تستأثر بانتباهي، وهذا مفرحٌ

اللعبُ والاستراحةُ دونَ إظهارِ نفسها.




الجدرانُ أَيضاً، يبدو أَنها تدفِّئُ نفسها.

التوليبات يجب أَن تكونَ وراءَ سياجٍ كحيواناتٍ خطرةٍ

مفتوحةٌ كفم بعض القطط الأفريقية.
وأَنا قلقةٌ على قلبي، ينفتحُ وينغلقُ
أَحشاءُهُ الحمراءُ تزهرُ بحبٍ مطلقٍ.
الماءُ الذي أَتذوقهُ، دافئٌ ومالحٌ كالبحر

ويأتي من بلدٍ بعيدٍ كالعافية.





سيلفيا بلاث




__________________
" الجَنّةَ وَ النَار هُمّا في ذَاتِ نَفْسك " !

اثير غير متصل  

قديم 14-09-08, 09:01 AM   #60

زهرة
عضو شرف

 
الصورة الرمزية زهرة  







رايق

فاطمة




I

وأريد كتابة شيء يشبه قلقكِ حين تتحدثين. وأريد أن أستيقظ لمرة واحدة فقط، ورائحة غرفتي لا تشبه الإنتظار. وأريد أن أمشي، باكراً على غير العادة. وأريد أن أصل، ولا تتحول إشاراة المرور قرب بيتكِ إلى أصابع تشير إلى اللا مكان. وأريد أن أفهم بدايتي قرب المدخل. وخلف الباب صوتكِ يشبه احتكاك الهواء في فصل ربيع. وأريد أن أعرف من أين يأتي الحيوان الغريب، ولماذا يأكل الوردة. وأريد ثلاثة أمتار لا تشبه المسبح. وخطوتين إلى الأمام. وسياج يشبه النافذة. وموسيقى ليل هادئ يصلح لافتتاح الرقص. ونبيذ يشبه يديكِ. ووردة لا يأكلها الحيوان الغريب. وغروب يشبه استطراد قلبي.. يا فاطمة

II

ونهار يا فاطمة، لا يشبه شخص ما، مستعدٌ للتمارين.. دائماً. وشمس في استطالة العضلة بين قلبي والشارع، تهدد هذا الجسد بمسام أوسع من رصيف. وطقس لا يقرر متى أو أين. وجهات ضيقة، وأبواب، وشجرة على الكنيسة تشبه الله في كل شيء، حتى الأمل..
وأمل لا يثق بالنوافذ، ونافذتي، وأصوات تتّكئ عليها فكرتي عن الخوف، والقلق، وتعابير جسدكِ كل خمس دقائق.
وجسد يخذل الذاكرة. وذاكرة تخذل الجسد. ولوحة بيضاء مستعدة للتمارين دائماً، إلاّ أنتِ. وأفكار مختصرة عن الحب، والحياة والأصابع الخفيفة. ومحاولات مضحكة لاستدراج الملامح.
وملامح أريد كتابتها، تشبه كلاماً عن الماء والموسيقى والنار في مزاج عكر.. يا فاطمة .


III

أعرفُ أنهم قالوا: وردةٌ في الروح تبللُ حكايتي كل مساء. أنهم قالوا: سناجبٌ غامضةٌ ترتب عشبة قلبكِ، وأنها تخرج من يدي اليسرى سعيدةً. وأنهم قالوا: مطرُ الأمس وشاحٌ نهاريٌ تركتيه على مقعدٍ غارق في الحديقة. أعرفُ.. ما يعرفه الوحيدْ: خيالٌ خصبٌ و..بابٌ موارب.

وأعرفُ تفاصيل الوقت بين ضفتينْ. ورائحة ليلٍ على الأصابعْ. وأغنية يحملها الهواء ببرودة مشجب. وتلويحٌ صامدٌ يذكرني بعينيكِ وقت الغروب. وأعرفُ ثيمة الإنتظار في المرايا. وقامة الدقائق في محطة الباص. وحصّة النار بين ضلعينْ. وانتصارٌ مختصرٌ يمجّد الضحية. وهزيمةٌ مشتركةٌ لا تهيّء قاتلاً..

أعرفُ.. أعرفُ..



* Sinclair
__________________
وعرُ هو المرقى إلى الجلجلة ، و الصخر يا سيزيف ما أثقله! سيزيف أن الصخرة الآخرون *.

زهرة غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
sketch زهرة ركن المحذوفات البسيطة 69 06-10-08 07:25 PM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 01:59 PM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited