للتوضيح : ناندوز مطعم مشهوور في استراليا ولديه فروع حلال
.................................................. ......................
السلام عليكم
ناندوز عنصري؟!
غادة الشميمري
منذ أن قدِم إلى أستراليا وهو يتهم الجميع بالعنصرية. فـ المعهد عنصري لأنه رسب في المستوى. و الدكتور عنصري لأنه حصل على درجة ضعيفة في المادة. وسائق الباص عنصري لأنه لم يبتسم... وناندوز عنصري لأنه ما حط له perry perry*!!
ينتقد ويذم "العنصرية" التي يواجهها سواءً كانت أفعال أو كلمات أو حتى نظرات.. مقصودة أو غير مقصودة. ويغضب عندما تستخدم stereotypes* سلبية ضده. فـ كيف يتسرعون بالحكم عليه بسبب مظهره أو جنسيته أو ديانته؟! وكيف يستهزئون بطريقة كلامه أو"الأكسنت"؟ ولماذا يتوقعون منه أن يتقن اللغة وكأنه من أهل البلد؟
فـ تجده ينعت هؤلاء بالجهل والتخلف والتحجر.. والعنصرية.
ردة فعله غير مُستغربة أبداً. فـ كل إنسان يحب أن يُعامل أحسن معاملة وأن لا يُظلم أو يُستهزأ به أو يُقلل من شأنه. لكن الشيء الغريب والعجيب: كيف يذم العنصرية وهو يتفنن في ممارستها؟!
أنسي كيف هي نظرته للأجانب والمقيمين في بلده؟ وكيف يعاملهم؟
كيف يعامل الخادمة و السائق وكأنهم روبوتات بلا مشاعر و احتياجات؟
كيف يسخط عليهم وينعتهم بالغباء عندما لا يفهمون أوامره بسبب ضعف لغتهم أو حتى انعدامها؟
كيف يستخدم جنسيات معينة لشتم الناس بقصد "إهانتهم"؟
كيف تتعالى ضحكاته على نكت تستهزئ بالشعوب الأخرى؟
(لكن يا سواد ليل من يغلط عليه!)
ليتها تقف عند هذا الحد. بل إنه يمارس العنصرية حتى ضد أبناء بلده! فـ يصنفهم بناءً على أصولهم أوالمناطق التي ينتمون إليها. فـ لا يكف عن الاستهزاء بالمنطقة الفلانية وكل من ينتمي إليها. و يضحك على أهل منطقة أخرى وطريقة كلامهم ولباسهم. وطبعاً أحسن الناس هم أبناء منطقته (ما فيها كلام!) ولا يريد الاختلاط إلا بهم.
المخيف في الأمر، أنه اعتاد على هذه التصرفات سواء كانت ضد أهل بلده أو ضد الأجانب منذ أن عرف نفسه حتى أصبحت شيء "عادي" جداً بالنسبة له.. لا خطأ فيه! ولكن الآن وبعد أن أصبح هو الأجنبي والمقيم والمغترب، وتذوّق مرارة العنصرية -إن كان ممن مروا بمواقف-. هل استوعب الآن أن ما كان يفعله هو أسوأ أنواع العنصرية؟ بل أسوأ بمراحل مما قد يتعرض له هنا (في الغربة)؟ هل سـ يقر أن تلك التصرفات خاطئة؟ والأهم من ذلك أنها مخالفة لديننا؟
هل سيتغيّر؟
قد يقول: "المجتمع كله كذا، جات علي أنا؟"
نعم. لأن المجتمع مكوّن من أفراد مثلك أنت وأنا وهي. فـ عندما نتغيّر نحن الأفراد سيتغير المجتمع بإذن الله.
ختاماً..
لا تنه عن خــلقٍ وتأتِ بمثـله عــار عليك إذا فعـلت عظيم
ابدأ بنفسك وانهها عن غيّها فإذا انتهت عنه فأنت حكيم
وكل عام وأنتم بخير
*Stereotype: صورة نمطية عن مجموعة من الناس من عرق أو ديانة أو ثقافة معينة.
*Perry perry: بهار يشتهر به مطعم ناندوز.
((الكاتبة مبتعثة لدولة أستراليا))