سؤال كثيراً ما يُطرح

[كريمي]

لماذا أنتم تحيون هذه المجالس والمآتم وتلطمون وتبكون وترددون هذه الذكريات في كل يوم أو في أكثر الأيام ؟

الجواب :

1-إن أئمة الهدى من بعد شهادة الإمام الحسين عليهم السلام أرادوا لنا إحياء هذه الذكريات لما لها من نتائج عظيمة وكبيرة جداً فعن الإمام الصادق عليه السلام قوله :

( أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا ) .

2-تثبيت المبادئ الحقة التي اهتزت في دولة بني أمية ولم يبق من الإسلام إلا اسمه ومن القرآن إلا رسمه .

3-تربية الأمة الإسلامية على مبادئ الإسلام وأحكامه وهذا ثمرة تلك المجالس التي تعقد على مصابهم .

4-استمرارية الفتح الذي بدأه الإمام الحسين عليه السلام . وذلك من جراء تفاعل مظلومية الإمام وتجددها .

5-الوعي للأمة الإسلامية فإن ثورة الإمام الحسين عليه السلام أوجدت في الأمة سقفاً عالياً من الوعي الأخلاقي والثقافي والسياسي والاقتصادي ورفع لواء الحرية والكرامة والعزة والشهامة وكم مقهور ومظلوم انتصر على الظلم والعدوان ببركة الثورة الحسينية ، مسلماً كان أو غير مسلم .

فقد قال غاندي : ( تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر ) فأين غاندي من الحسين ..

وقامت الثورة الإسلامية في إيران ببركة الإمام الحسين عليه السلام ومبادئه .

وتحرر الجنوب اللبناني من دنس الصهاينة المجرمين الإسرائيليين بالسير على نهج الإمام الحسين حتى أذهل العالم وكشف ضعف إسرائيل ، وقهر الجيش الذي لا يقهر كما قيل .

وها هي الثورة الحسينية تلقي في كربلاء بظِلالها على فلسطين السليبة الدامية وآثار النصر بارز للعيان .



مزيد من الوعي


إن هذا الوعي للأمة الإسلامية يجب أن يرتفع سقفه وتتعمق الأمة في أسرار الثورة الحسينية وشموليتها وعطائها وبركاتها كما يلزم أن يشمل هذا الوعي الحسيني أكثر أفراد الأمة فإن هذا العطاء وهذه الروحية قد حرمت منه شريحة كبيرة من هذه الأمة لأسباب كثيرة أهمها الحرب الإعلامية المضلِلة وتشويه الحقائق .


الإمام الحسين عِبرَةٌ وعَبرَة


ليس من الإنصاف في حق الإمام الحسين أن يهتم بعض المحبين بالجانب المأساوي للإمام الحسين عليه السلام - وإن كان مهماً – وترك الجانب البطولي والتحرري والإبى والشهامة والكرامة فهذا إجحاف في حقه . وما استشهد إلا لهذه المبادئ الكريمة .

وعليه فمن المسؤولية على الأمة :

1-أن تبعد الأشخاص المتلبسين بالقراءة على الإمام الحسين عليه السلام وهم بعيدون عن أهداف ثورة الحسين ومبادئه .

2-التدقيق في هويات من ينتسب إلى العلم والعلماء وهم على طرفي نقيض مع ثورة الإمام الحسين ومبادئه وشعاراته التي رفعها في كربلاء فكل عالم يبرر الظلم والعدوان والاستعمار على المظلومين والمحرومين والمستعمرين يجب أن توضع عليه أكثر من علامة استفهام .

3-إن المرجعية الواعية الرشيدة هي التي تحفظ للأمة كرامتها وعزتها بل وتسير بها إلى النصر وتحافظ على بيضة الإسلام وكيان المسلمين .

فلابد للأمة الواعية من وضع يدها مع يد المرجعية الواعية الرشيدة ، وإذا لم تكن كذلك فلا يؤمن سقوطها في ميادين يصعب التخلص منها .

إن الموقف الواعي المسؤول من العلماء أمر ضروري لنجاح المسيرة الناجحة في الأمة فعن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: أما والذي فلق الحبة وبرأ النَسَمة لولا حضور الحاضر وقيام الحجة بوجود الناصر ، وما أخذ الله على العلماء أن لا يقاروا على كِظّة ظالم ولا سَغَبِ مظلوم لألقيت حبلها على غاربها )
والكِظّة : ما يعتري الآكل من إملاء البطن بالطعام والمراد به هنا استئثار الظالم بالحقوق .

والسَغب : شدة الجوع والمراد به هنا هضم حقوق المظلوم من قبل الظالم .

فلا يجوز للعالم السكوت على ظلم الظالم واستبداده لحقوق الآخرين وكذلك إذا أصبحت الشعوب مقهورة مسلوبة الكرامة ومستعبدة مستعمرة ، فعلى العالِم أن يظهر علمه و إلا فعليه لعنة الله .



وبعد كل هذا ؟ّ ألا ينبغي للأمة الإسلامية الإقتداء بالمنهج السامي " كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء "؟ إن النهضة العامة الشاملة ينبغي أن تحصل في كل يوم، وفي كل أرض، ففي عاشوراء وقعت نهضة أقدم عليها قلة من التواقين إلى العدالة، يدفعهم إيمانهم العظيم وحبهم الفريد لله، إلى الوقوف في مقابل الطغاة الناهبين الجائرين من سكان القصور. إن الأمر الوارد إلينا هو أن يكون ذلك قدوة لحياة أمتنا في كل عصر ومصر.