شكرا للأخت monia على متابعتها لهذا المنتدى وشكرا لها لطرحها لمثل هذه الأسئلة
وفقك الله لما فيه الخير والصلاح
وبالنسبة للإجابة على أسئلتك نقول :
1- لماذا أمر الله عز و جل الملائكة بالسجود لآدم (ع) مع أن السجود لا ينبغي الا له عز و جل ؟
المروي عن أئمتنا عليهم السلام أن السجود لآدم عليه السلام كان على وجه التكريم لآدم ، والتعظيم لشأنه ، وتقديمه على الملائكة، ولهذا كانت هذه الآية دالة على أن الأنبياء أفضل من الملائكة من حيث امرهم الله بالسجود لآدم ، وذلك يقتضي تعظيمه وتفضيله عليهم ، وإذا كان المفضول لا يجوز تقديمه على الفاضل علمنا أنه أفضل من الملائكة .
أما عن كون السجود لا ينبغي إلا له عز وجل فنقول :
إن السجود حق لله عز وجل على عباده يتصرف فيه كيف يشاء ومتى يشاء ، وأين يشاء ، فلا يجوز لهم السجود لغيره ، إلا إذا أمرهم بخلاف ذلك وتنازل عن حقه ، لأجل مصلحة تقتضي ذلك ،وهذا ما حصل في هذه الآية حيث إنه سبحانه وتعالى تنازل عن حقه .
فلو كان سجودهم من غير أن يأمرهم سبحانه وتعالى لكان معصية له ، ولكن لما أن أمرهم بالسجود لغيره أصبح واجباً عليهم لابد من تنفيذه ، ومخالفته هي المعصية .
وخلاصة الكلام : أن السجود مطلقاً لا ينبغي إلا له عز وجل مالم يأمر هو سبحانه وتعالى بخلاف ذلك ، ففي تلك الحالة ينبغي بل يجب تنفيذ أمره .
************
2-لماذا يشير الله تبارك و تعالى الى ذاته بصيغة الجمع كقوله ( انا سنلقي عليك قولا ثقيلا )
فهو من باب التعظيم لنفسه وإظهار لجبروته وكبريائه سبحانه وتعالى وهو أهل الكبرياء والعظمة وأهل الجود والجبروت .
بينما قد قال في موضوع آخر من القرآن الكريم بغير لفظ التعظيم وذلك في قوله تعالى :
{إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى} (12) سورة طـه
{أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (30) سورة القصص
ولم يقل إنا ، كما في الآية السابقة وغيرها ونجيب عليه :
بأنه في هذا كناية على تأكيد الدلالة وإزالة الشبهة وتحقيق المعرفه بأن هو الله سبحانه وتعالى لا أحد غيره . فلم يكن سبحانه في مقام تعظيم نفسه بل في مقام تأكيد على أنه هو الله لا أحد غيره ، وهذا الأمر في نفسه عظيم ، فلا يحتاج إلى تعظيم .
وله سبحانه أن يستخدم ما شاء من التعابير .
أرجو أن نكون قد وفقنا في إيصال المعلومة
20-05-02, 12:51 PM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
