تقرير: ورشة مشروع إضاءة

[ابراهيم السادة]

قلم/ زينب آل مرزوق
تصوير/ ابراهيم السادة

تحت مظلة الفنون الجميلة وعلى مسرح نادي الفنون بالقطيف أقامت جماعة التصوير الضوئي بالقطيف ورشة (مشروع إضاءة) والتي قدمها الفنان يوسف المسعود ليلة الخميس الموافق 29/5/1431هـ حيث تميزت الورشة بحضور لافت من كلا الجنسين والذي أكد مدى حرصه في حضور هذه الورشة الضوئية التي أعدت بمعدات اصطناعية لا تنفصل عن توأمها الضوء، في تسخير عوامل أخرى تغذي الظل كمحاكاة للطبيعة بتأثيراته الشعاعية والماسية والتي يرغب كل فنان في تسخيرها لقضايا الإنسان والتحدث بآلاف الكلمات المخنوقة التي تجمعها صورة واحدة يبحث فيها المتذوقون عن مدى جمالياتها وأسرارها التي أدت لنجاح هذه الصورة، ببلاغة مرئية غير مسموعة يتحدث فيها ابطالها بصمت رفيع.

ألقى كلمة البدء رئيس جماعة التصوير الضوئي الأستاذ محمد الخراري موجهاً ترحيبه وشكره الخاص للأخوات الزائرين من منتدى عدسات عربية (قسم مخمليات الشرقية)، كما رحب بجميع الأخوة والأخوات الذين ساهموا في حضورهم لدعم النشاط كما تحدث باختصار موجز عن ما ستتناوله الورشة من إضاءة وكيفية توزيعها لإخراج عمل فني ناجح والذي سيقدم على جزءين وهما النظري والعملي، مشيراً الى بطل هذا المشروع الطفل الصغير حيدر ابن الفنان فايز الزاير، كما قدم شكره لشركة واستديو فوكس بوينت لتعاونهم الكبير في إنجاح هذه الورشة بتوفيرهم معدات التصوير..
بدأ بعدها المسعود بشكره لكل من ساهم في إنجاح الورشة موجهاً سؤاله للحضور عن الأفكار التي تبادرت الى أذهانهم عن ما سيعطى في مشروع هذه الليلة ؟؟
مبتدئا مشروعه الصغير بالجانب النظري الذي تضمن أجندة اللقاء على النحو التالي:
مقدمة تناولت خطوات مشروع الإضاءة والتي نصت على:
· شرح بعض الخطوات التي تسبق المشروع.
· شرح لبعض الأساسيات في عالم الإضاءة.
· مقطع فيديو لكواليس العمل .
· تطبيق المشروع على الخطوات السابقة (نظري – عملي).
· معالجة المشروع.

ثم انتقل لشرح خطوات المشروع والذي يحتاج لتخطيط وإعداد مسبق من قبل المصورليكون ناجحاً وإن لم يكن ناجحاً في بدايته فهو في طريق النجاح إذا طور وخطط له وشمل لتخطيط (الفكرة والإضاءة والتنفيذ) متناولا الكل على حدا.

· الفكرة : والتي تتبلور حول هدف المشروع سواء كان مشروع دعائي أو فني للمشاركة في المسابقات أو توعوي لإعلان ما.

كما قدم المسعود نصائحه حول رسم الفكرة قبل عملية التنفيذ وإشراك الآخرين في عملية الرسم والتي من شأنها تطوير المشروع، منتقلاً بعد هذا للإضاءة والتي من غيرها لا نبصر الأشياء من حولنا موجزاَ وظائفه في ثلاث نقاط (إضاءة الموضوع - إبراز العمق والتجسيم - الجو العام لصورة)، بعدها انتقل الى المرحلة الحاسمة من المشروع وهو وقت التنفيذ حيث يحتاج فيه المصور إلى تجهيز للبيئية المناسبة (المكان المراد تصويره) وتجهيز الموديل مع كامل احتياجاته (ملابس وغيرها) وتجهيز عدة التصوير المناسبة للموضوع.

تناول بعدها الخطوة الثانية وهي شرح لبعض الأساسيات في عالم الإضاءة والتي ترجع براعة المصور لتشكيله وتوظيفه للإضاءة كيفما شاء خلال عمله موجهاً إلى أهمية تدريب العين على معرفة مصدر الإضاءة مع ملاحظة الظلال من حيث النعومة والحدة ومدى تأثيرها على الألوان والتي من بعدها يصبح المصور مدركاً للإضاءة سواء كانت طبيعية أو اصطناعية.
كما تناول مصادر الإضاءة واتجاهاتها تحت مسمى :
· الإضاءة المباشرة الأمامية: وهي تكون من الأمام بنفس اتجاه الكاميرا وتعمل هذه الإضاءة على تسطيح الموضوع وتقليل التجسيم.
· الإضاءة الجانبية: تكون على أحد جانبي الموضوع وتعمل هذه الإضاءة على تأكيد الظلال مما يعطينا تجسيم جميل للموضوع.
· الإضاءة الجانبية 90درجة.
· الإضاءة الخلفية: وهي الإضاءة التي يكون مصدرها من خلف الموضوع وهي تعطي تحديد جميل للموضوع ولكنها بمفردها تكون سليويت.
· الإضاءة الراسية: وهي الإضاءة التي يكون مصدرها من أعلى الموضوع وتكون الظلال فيها عميقة وصغيرة.
· الإضاءة من أسفل: وهي الإضاءة التي يكون مصدرها من أسفل الموضوع وتستخدم عادة لتخفيف الظلال أو كمصدر رئيسي لصور الرعب.

انتقل بعدها للخطوة الثالثة من المشروع ألا وهي تطبيق المشروع على الخطوات السابقة (القسم النظري)، حيث بين المسعود في نص التطبيق بأنه كمثال لتنفيذ المشروع وهو (كطلب من إحدى الجمعيات من منطلق الصورة الفوتوغرافية أبلغ من آلاف الكلمات) فجاءت الفكرة بتصوير طفل يعمل في ورشة ميكانيكا، فالهدف منها فني توعوي، فكيف نحمي من خلالها مستقبل أطفالنا أي (حق أطفالنا في التعليم).

ورقة الفكرة المبدئية التي تناولت المشروع من حيث إعداد بيئة مناسبة، كالذهاب الى ورشة أو تهيئتها داخل الأستوديو مما يعني الاحتياج لأدوات ومستلزمات للعمل، فالإضاءة المستخدمة في العمل وبما أن التصوير داخل الأستوديو فهناك اضاءتين نستطيع استخدامها:
· إضاءة أستوديو بحتة أي بمجرد النظر الى العمل نعلم أن الصورة تم تصويرها بإضاءة اصطناعية.
· إضاءة تحاكي إضاءة الطبيعة (الشمس).
بعد الإختيار نقوم بالرسم البياني للمشروع والذي يتناول أماكن الإضاءة التي يحددها المصور للخروج بإضاءة طبيعية تحاكي إضاءة الشمس.

بعد كل ما ذكر في الطرح النظري المتضمن لأهم أجندة هذا المشروع الضخم في فقرات صغيرة تم إزاحة الستار عن المشروع الحلم الذي أهدى الساحة الفوتوغرافية شيئاً من الإخلاص والتفاني في تقديم أعمال تخدم المجتمع بشتى شرائحه، حيث قـُدم بعد تخطيط وإعداد مسبق، وبعد تجارب في كل مرة تقام تفتح معها أفق جديدة تضاف لأحلام المصورين.

أزيح بعدها الستار الأحمر عن هذا المشروع العملي المترقب، الذي ضم في جنباته الكثير من الأدوات والمعدات الصناعية والتي أحضرت خصيصا لهذا المشروع الفني التوعوي وابتدأ بتطبيق الأجندة تطبيقاً عملياً، وشرحاً وافياً في استخدام وقياس شدة الإضاءة كلاً على حدى مع مراعاة الزوايا.
حيث استخدم المسعود 7 مصادر ضوئية، إضاءة رئيسية من الأمام بزاوية وانحناءة بدرجة 45، وإضاءة تعبئة تكون من الجانب الآخر موجهة بشكل مباشر لتخفيف الظلال الناتجة من الإضاءة الرئيسية، وإضاءة خلفية جانبية بوجود محدد لها موجهة لجانب الموديل، كما استخدم إضاءة للخلفية بزاوية 45 درجة بدمج جلاتين اصفر وبرتقالي موجهة عليها لتعطي إيحاء بانتشار ضوء الشمس أو مروره من خلال النافذة، وإضاءة للشعر تكون خلف الموديل مباشرة من أعلى، كما استخدم فلاش sb 900 بجلاتين برتقالي لتحديد منطقة عمل الموديل حيث يوضح الأشكال الدائرية في الموديل، كما استخدم فلاش آخر لنشر الإضاءة البرتقالية على كامل الموضوع ليعطي إحساس لإضاءة الشمس المنتشرة.

ولم يكتفي المسعود بالتطبيق العملي، بل أكمل مشواره مع الحاضرين ليمتع ناظريهم بكيفية التعامل مع الصورة والى أي مدى تحتاج الى أن تعالج وهل الصورة ناجحة أو لا من خلال برنامج الفوتوشوب، فقام بتعديل ميلان الصورة وحدد الشعاع المماثل لضوء الشمس في منطقة معينة في الخلفية، كما قام بحرق بعض المناطق لإعطاء التكوين والتجسيم للجسم، وإعطاء مناطق الضوء شيئاً من الهاي لايت.

حيث أسهمت كل تلك التطبيقات بشكلها الموسع إلى نجاح التجربة التي أبدا الحاضرين مدى شكرهم وامتنانهم للفنان على ما قدمه لهم في الورشة من خلال المداخلات التي أتيحت بعد انتهاء تطبيقه.

وفور انتهاء المسعود من ورشته وإجابته على المداخلات التي طرحت ، قدم له رئيس الجماعة الخراري درعاً تكريمياً لما قدمه من جهود أثرت الليلة بجماليات الإضاءة الطبيعية وكيفية تسخيرها صناعياًمن منطلق الصورة ابلغ من الآلف الكلماتكما وجه شكره للجنة الأنشطة على ما قدمته وما ستقدمه داعياً الأخوة والأخوات في المساهمة بتقديم اقتراحاتهم التي لا تستغني عنها الجمعية والتي من شأنها خدمتكم وإتاحة الفرصة في الاستماع الى مقترحاتكم.

أسدل الستار الذي غلفته آلاف الومضات المخلصة في صورة واحدة تعجز الكلمات عن وصفها وعن اكتشاف بقية ما لم يُرى من تحضير أقيم وأعد استعداد لها وكما ابتدأت بأجواء حماسية غادرتنا.

__________________

اللجنة الإعلامية