لولا الأطباء لعاش الناس سعداء
يظن الناس بأن أرض البشر ستكون عرضة لكل شر عظيم فيما لو خلت من الأطباء...
أرجو أن يعفي القارىء عقله من هذا الوهم فلولا الطب والأطباء لعاش الناس مستريحين من شواغل المرض ولماتوا حين تدنو آجالهم حتف أنوفهم لاحتف الطب والأطباءولسنا ننكر أن الطب الحديث وجد السبيل إلى مكتشفات جديدة رائعة ساعدت على الوقاية من الأوبئة ولكنه مازال يتعثر بالتجارب الكثيرة المستمرة يكاد يتجمد حائرا أمام أسرار الحياة والموت
وقد يدهش قارىء أن يقرأ هنا أن الإنسان يدفع للطبيب والأطباء أضعاف ما يأخذ وهنا لايقصد المدفوعات المالية والمادية يعني أن جهود الأطباء في مكافحة الأمراض الجماعية والفردية عن نفوس البشر لا تساوي ماسلب من البشر من روح المقاومة الطبيعية أو مانسميه بالمناعة لقد أفسد الطب الوقائي الحياة على الأحياء وجعلها هشة رقيقة لاتصمد لتقلبات الزمن وعوامل الطبيعة فأين جسم فتى الصحراء من جسم فتى المدينة السوداء لقد صهرت الطبيعة جسم الأول فجعلت منه جلمودا يصمد للعوادي ورعت المدينة جسم الثاني فنشأمدللا يتداعى لأقل الصدمات
ويقيننا أن تزايد خوف النلس من المرض والأمراض يسير طردا مع تقدم الأبحاث والمخترعات ذلك أن الوهم أعدى للأنسان من المرض بل هو مرض مستفحل لايفارق طبيعة الأنسان مادام للأنسان خيال خصيب وأدراك رحيب ويتكلم الطبيب بخبرة الذي لمس من عواده نساء ورجال ما جعله على يقين من أن ثمانين بالمئة من العلل يعود إلى الوهم وهل يزرع الوهم سوى الأطباء
لقد حدا وجود الطبيب إلى أشاعة الخوف والحذر في النفوس مما أفسد الحياة كأنما تآمر الطب زالأطباء على أن يضوا الإنسان في موضع ذلك الرجل الذي مر بواد لا عهد له به فهو في خوف مرهق مما صوره صوره له حارس ذلك الوادي فيفترش الأرض بأوهامه لا بعلة من العلل المحسوسة
(يشفي الطبيب نادرا ويخفف الآلام غالبا ويواسي دائما ...)
ونرجو أن يكثر بين ظهر أنينا الأطباء المواسون
مع تحياتي طيف
:)