استفسار قرآني .,..

[نورس الحب]

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام على القلوب العامرة بذكر الله في هذا الشهر الفضيل,,

لدي استفسار قرآني ,,فأنهلنا أيها المنهال من علمك وأفض علينا ,,سائلين المولى أن يعمرقلوبنا جميعاً بذكر الله وذكر محمد وآل محمد عليهم أفضل الصلاة والسلام ,,

في قوله تعالى: «و إذ قال الله يا عيسى بن مريم، أ أنت قلت للناس اتخذوني و أمي إلهين من دون الله» سورة الأنعام آية 116
كانت هناك مشافهة بين الله عزوجل والنبي عيسى بن مريم عليه السلام وجاءت بأسلوب الإستفهام وربط فيما بعد ثمار المصداقية في القول حين يأتي يوم القيامة حين قال عزوجل "«قال الله هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم»,,فهل كانت مشافهة الله لعيسى من باب التشكيك بالرغم من الله يعلم مافي باطن القلوب وظاهرها ,,أم ليتعرف نبي الله عيسى بثبات الألوهية الباري ونفي الألوهية عنه وعن والدته السيدة مريم عليها السلام وقد أجاب النبي عيسى على الله بأدب وتذلل عجيب لله مما يستبعد احتمال التشكيك (وهنا وردت مسألة عقائدية في الآيات ألا وهي الألوهية ) ؟؟

دعائي لكم بالموفقية وأرجو إفادتي
نورس الحب

[المنهال]

بسمه تعالى
السلام عليكم ورحمة الله
بعد الاعتذار على التأخير وذلك بسبب عدم توفر الخدمة من خمسة ايام تقريباً واليوم ارجع بخدمتكم
مولاتي المفسرون يقولون أن هذه الآيات تشير إلى حديث يدور بين الله والمسيح يوم القيامة (لاقامة الحجة على قومه يوم القيامة ) ويستدلون على هذا بمجموعة من الادلة نعرض منها محل الشاهد :
قوله تعالى : هذا يوم ينفع الصادقين صدقهم ..ولا شك أنه يوم القيامة
وقوله تعالى : فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم ..ايضاً تدل على أن الحوار قد جرى بعد عهد نبوة المسيح ( عليه السلام )
ثم يستعرض الاعلام دليل جميل وهو :الفعل " قال " الماضي ويقولون أن هذا لا يتعارض مع ما ذهبنا إليه أي ان الحوار يوم القيامة وذلك لأن القرآن ملئ بذكر أمور عن يوم القيامة استعمل فيها الزمن الماضي .. وهو إشارة إلى أن وقوعه حتمي
أي أن مجيئه في المستقبل على درجة من الثبوت والحتمية بحيث أنه يبدو وكأنه قد وقع فعلا .. فيستعمل له صيغة الماضي ...
على كل حال لنرى الآية التي وردت في السؤال ماذا تقول وسوف نستعرض بعض الايات على التدريج ..
تقول الآية : وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله ..
اختنا المؤمنة لا ريب أن المسيح ( عليه السلام ) لم يقل شيئا كهذا بل دعا إلى التوحيد وعبادة الله اذن ماهو القصد من هذا السؤال ؟
يقول الاعلام في تفاسيرهم : أن القصد من هذا الاستفهام هو استنطاقه أمام أمته وبيان إدانتها ... فيجيب المسيح ( عليه السلام ) بكل احترام ببضع جمل على هذا السؤال نرجو التأمل فيها :
1 - أولا ينزه الله عن كل شرك وشبهة : قال سبحانك .
2 - ثم يقول : ما يكون لي أن أقول ما ليس لي بحق أي ما لا يحق لي قوله ولا يليق بي أن أقوله .. فهو في الحقيقة لا ينفي هذا القول عن نفسه فحسب بل ينفي أن يكون له حق في قول مثل هذا القول الذي لا ينسجم مع مقامه ومركزه .
3 - ثم يستند إلى علم الله الذي لا تحده حدود تأكيدا لبراءته فيقول : إن كنت قلته فقد علمته تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك إنك أنت علام الغيوب
4 - ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي وربكم لا أكثر من ذلك .
5 - وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد أي كنت أحول دون سقوطهم في هاوية الشرك مدة بقائي بينهم.. فكنت الرقيب والشاهد عليهم ، ولكن بعد أن رفعتني إليك ، كنت أنت الرقيب والشاهد عليهم .
6 - إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ، أي على كل حال فالأمر أمرك والإرادة إرادتك إن شئت أن تعاقبهم على انحرافهم الكبير فهم عبيدك وليس بامكانهم أن يفروا من عذابك فهذا حقك بإزاء العصاة من عبيدك .. وإن شئت أن تغفر لهم ذنوبهم فإنك أنت القوي الحكيم ..فلا عفوك دليل ضعف.. ولا عقابك خال من الحكمة والحساب ...
نكتفي بهذا القدر وننتظر تشريفكم واسئلتكم
والسلام

[نورس الحب]

أشكرك أخي الفاضل على هذه الإجابة الوافية ’,
فقد أفضت علينا من علمك حقاً,,
سائلة المولى أن يرعاكم ويشملنا وإياكم برحمته الواسعة ,,
فلتسمح لي بسؤال آخر مولانا ,,

ماصفة العبادة عند أنبياء الله قبل خاتم النبيين والمرسلين ,,؟؟وقد ورد توصيف لعبادة بعض الأبرار في القرآن الكريم كـ السيدة مريم بنت عمران عليها السلام .. ما هو من صلاة ذات دعاء و ثناء و استغاثة و استشفاع، و منها صيام ينسب إليها و يسمى باسمها، و كل ذلك يقرن بالخضوع و الخشوع ,,
؟

دعائي لكم بالموفقية وجعل قلوبنا مستقر لعلوم آل البيت عليهم السلام
نورس الحب

[المنهال]

اختي المؤمنة
السلام عليكم
لا يخفى على امثالك ان الانبياء والمرسلين والصديقين يحملون مقامات عالية ودرجات روحية كبيرة فهم عليهم السلام اعطاهم الله امتيازات وخصائص فقد وصفهم في الكثير من الايات باعظم الوصف وترجم حالاتهم معه وما وهبهم واعطاهم في ايات يقف العقل حائراً امامها منها قوله تعالى : أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل ...فقد اشار لنا في آيات تسبق هذه الاية ووصف الكثير من حالاتهم وصفاتهم البارزة المعروفة ثم اكمل بقوله : وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمن خروا سجدا وبكيا .. لقد اعتبر بعض المفسرين جملة وممن هدينا واجتبينا . . .
بيانا آخر لبعض الانبياء مثل : موسى وهارون وزكريا ويحيى وعيسى وغيرهم
الا ان الكثير من المفسرين يتبنون شمولها للائمة من اهل البيت عليهم السلام ويستشهدون بالحديث المروي عن الإمام زين العابدين علي بن الحسين ( عليه السلام ) ، إذ قال أثناء تلاوة هذه الآية : " نحن عنينا بها " ..
وعلى اي حال كأن وصف سجداً وبكيا.. ليس محصوراً بالانبياء انما ذكره الله من باب المصداق الواضح لمتبعي الانبياء وأولياء الانبياء الواقعيين بعد هذه المقدمة ينبغي التنبيه الى امرين :
الاول : ان المعرفة التفصيلية لعبادة الانبياء السابقين نحن غير مكلفين بها انما علينا ان نؤمن بما جاء به القرآن الكريم من اوصاف عالية لهم عليهم السلام ومن ضمنهم مريم عليها السلام رغم انها ليست نبيه!! فقد كانت من مصاديق عباد الرحمن الذين اذا تتلى عليه آيات الرحمن خروا سجداً وبكيا..
الثاني: ينبغي البحث عن طرق الوصول الى العبادة الحقيقية التي ارادها لنا القرآن عن طريق محمد وآل محمد صلى الله عليهم اجمعين لانه في كل زمان ومكان مصاديق لتلك الاية الكريمة وعليه لو تأملنا الى الكثير من الايات لوجدناها لم تحصر المشمولين بنعم الله بالأنبياء بل أضافت إليهم الصديقين والشهداء فنذكر من باب المثال هذه الاية : فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء..
اذن علينا ان نتعلم كيف نصل لنكون من مصاديق هذه الاية ونكون مع الذين انعم الله عليهم لماذا ؟
لان في المقابل هناك موضوع مخيف جداً وهو الذي تحدثت عنه بعض الآيات فأخبرتنا عن جماعة انفصلوا عن دين الأنبياء المربي للإنسان الحقه .. وكانوا خلفا سيئا لم ينفذوا ما أريد منهم !! فهنا آية تعدد بعض القبائح فتقول :
فخلف من بعدهم خلف :
1- أضاعوا الصلاة
2- واتبعوا الشهوات
ما مصيرهم ؟
فسوف يلقون غيا ...
وهذا بالفعل ما يعنينا ان نقرأ القرآن بتأمل وتدبر هذه الجملة من الآية خطيرة جداً السير في طريق الضلال وقع فيه بعض ابناء الانبياء كيف حدث هذا ؟
القرآن يجيب بثلاث امور ويعطي نتيجة :
1- نسوا الله
2- رجحوا اتباع الشهوات على ذكر الله
3- ملؤوا الدنيا فساداً
النتيجة : ذاقوا وبال أعمالهم السيئة في الدنيا
هل نتهى الامر ؟
الجواب : لا ..ولكن سيذوقونه في الآخرة أيضا ..
سؤال مهم جداً ما المراد من إضاعة الصلاة ؟
هل هو ترك الصلاة .. أم تأخيرها عن وقتها ... أم القيام بأعمال تضيع الصلاة في المجتمع ؟
احد المفسرين يقول :
أن الاقرب هو انهم قاموا بأعمال تضيع الصلاة ..
وهنا هل نلاحظ هذا في مجتمعنا ام لا؟
لماذا يؤكد القرآن على الصلاة من بين العبادات ؟
بعض الاعلام يجيب بهذا الجواب :
قد يكون السبب أن الصلاة - كما نعلم - سد يحول بين الإنسان والمعاصي فإذا كسر هذا السد فإن الغرق في الشهوات هو النتيجة القطعية لذلك ..
بتعبير اوسع كأن هذا العالم يقول : فكما أن الأنبياء يبدؤون في ارتقاء مراتبهم ومقاماتهم من ذكر الله .. وعندما كانت تتلى عليهم آيات الله كانوا يخرون سجدا ويبكون .. فإن هذا الخلف الطالح بدأ انحرافهم وسقوطهم من نسيانهم ذكر الله ...
اكتفي بهذه الاشارات واتمنى ان وفقت فالاجابة على السؤال وانتظر تشريفك وتعليقك
والسلام

[نورس الحب]

أشكرك أخي الفاضل على هذا التوضيح الوافي ,,
وجعله في ميزان أعمالكم وحشرنا الله وإياكم مع نبي الرحمة وآله الطاهرين,,

دمتَ في ظلال الر حمة الإلهية
نورس الحب

[المنهال]

اخذا الله بايدينا واياكم لما يحب ويرضى انه سميع مجيب
اللهم سر نبيك وآله بأعمالنا
لاتنسوني من الدعاء في ظهر الغيب

[نورس الحب]

اللهم بحق شهرك الفضيل ومافيه من البركات زدنا من فضلك واغفر لنا ذنوبنا واهدنا للصراط المستقيم ,,
أخي الفاضل المنهال
بإذن الله لاننساكم ولاننسى المؤمنين من دعائنا ,,
ونسألكم الدعاء فنحن مرتحلون لضامن الجنان عليه السلام

دمتَ موفقا
أختك / نورس الحب

[المنهال]

افضل الاعمال في شهر رجب زيارة الرضا روحي فداه ابلغيه سلامي واشواقي وهنيئا لكم القرب الرضوي اسئل المولى ان يتقبلكم باحسن قبول وان يجعلكم من الذين يحظون بعنايته ارواحنا فداه
دعواتكم