|
لا أدري ماذا حدث لابنتي ذات الأربعة أعوام فبعد أن كانت طفلة هادئة محببة للكل أصبحت مشاغبة وتؤذي من حولها وتبعثر ألعابها التي تفضلها جداً في كل مكان،
فهل يعني هذا أنها أصبحت أختاً كبرى لأختها ذات الخمسة أيام.
هذا كلام أم تدرك أن هذا الاختلاف في تصرفات ابنتها نتيجة هذا الزائر الجديد وهي لا تريد أن تكون قاسية على ابنتها وتفضل أن تتفهم تغيرها ولكن في الوقت نفسه لا تريد أن يستمر هذا الحال دون رادع لهذه التصرفات التي يمكن أن تؤدي إلى شيء لا تحمد عقباه فماذا تفعل؟
■ خطوات الانتقال
إن هذه القصة ربما تتكرر في كثير من البيوت، وحتى تصبح عملية الانتقال من ابن أصغر إلى ابن أكبر وأخ لطفل صغير أكثر سهولة إليكم هذه الخطوات:
1- اتبعي خطوات متدرجة: كثير من الأطفال يحب أن يجلس في حضن والدته، يمثل دور الطفل الصغير أو أن يحبو حول سرير أخيه فماذا كان هذا هو الحال فدعيه يحبو لفترة أو يجلس في حضنك لفترة أيضاً ثم ابدئي معه في تغيير مجرى تفكيره، فمثلاً قولي له: لقد لعبنا كثيراً والآن جاء دور أن تكون طفلاً كبيراً.
أو ما رأيك أن تختار لنا قصة نقرؤها جميعاً معاً.
وإن رفض أي اقتراح تقدمينه له فلا بد هنا أن يشعر من صيغة الكلام أنك تعنين كل كلمة تقولينها قلت انتهى الأمر.
2- الابن الأكبر قبل الابن الأصغر: قبل الذهاب إلى إطعام الطفل الصغير أو تقديم حمام دافئ له لابد أن تجد الأم شيئاً يملأ فراغ الابن الأكبر كأن تقترح عليه أن يرسم رسمة لأخيه الصغير أو أن يلعب بالصلصال أو أن يلعب بالحاسب الآلي كالكبار حتى تنتهي هي من التعامل مع الطفل الأصغر.
3- عندما يبدأ الطفل في تحريك يدي أخيه أو رجليه أو حتى رأسه بطريقة عنيفة فلا تصرخي فيه بل اطلبي منه بدائل عن طريق بعض الجمل مثل: أليس هناك طريقة أفضل لتحرك يده؟ أعتقد أنه يفضل أن تمسكه وتلعب معه بهذه الطريقة . ثم امتدحيه عندما يفعل هذا.
4- عندما يقول الابن: لماذا لا نعيد هذا الطفل الذي يتبول في ثيابه من حيث أتى؟ فاضحكي معه على هذه الفكرة واشرحي له الفرق بين الإنسان والبضاعة التي يمكن أن نردها للبائع وتقبلي أحاسيسه بالغيرة بهدوء ودون انزعاج وابتسمي له حتى لا يشعر بالذنب أو القلق.
5- في بعض الأحيان يعبر الطفل عن غيرته بأسلوب مختلف، فهو لا يؤذي أخاه الوليد، بل يحاول أن يرجع إلى مرحلة كان فيها سعيداً فيعود مرة أخرى إلى الطفولة فيتبول في ملابسه أو يطلب أن يأخذ الأكل في المرضعة، وهي مرحلة صعبة في حياة الطفل فتعبيره عن الغيرة بالنكوص وليس بالغضب هو دليل الصدمة الشديدة التي تعرض لها ولكن ما يطمئن أن هذه المرحلة مؤقتة ممكن أن يجتازها الطفل بمساعدة الوالدين بسهولة، أما إذا استمرت لفترة طويلة جداً فهنا تصبح استشارة طبيب مختص ضرورية.
6- من الأفضل ألا تسمحي للابن في هذه الفترة بحقوق مبالغ فيها لم يكن يحصل عليها من قبل، وألا نغض الطرف عن وقاحته، كما أنه ليس من الذنب أن نداعب أخاه أمامه، فالطفل لن يشعر بالسعادة أو الاطمئنان إذا شعر أن والديه يخضعان له تماماً وسيعتقد الطفل في نفس الوقت أن والديه قد ارتكبا ضده خطأ مما يزيد من غيرته، فالتصرف الطبيعي هو ما يحتاجه الطفل منا في هذا الوقت .
7- عندما يطالب ابنك بأن تقارني بينه وبين أخيه ويطلب الاعتراف بأنه الأقوى والأجمل يجب أن توافقيه وتضيفي له أنك لم تكوني لتستطيعي العناية بالمولود الجديد لولا مساعداته ولكن تذكري عند المقارنة ألا تقولي أنك تفضلينه عن أخيه، بل أنك تحبينهما كليهما، لأن المقارنة تولد المنافسة والغيرة.. وعلى الطفل أن يشعر أنه محبوب بحسناته وسيئاته.
8- شجعي ابنك على أن يلعب دور الوالد فهذا الطلب يجعله يمتلئ بالفخر الحقيقي ويشعره بأنه أكثر نضجاً وقادر على تحمل مسؤولية أخيه الأصغر.
9- عليك أيضاً اتباع وسائل الأمان مع المولود الصغير بعدم تركه دون مراقبة والاحتفاظ بأدواته وأدويته بعيداً عن اللمس واللعب، فأنت عندما تفعلين هذا تنقذين الوليد من الأذى وتنقذين الطفل الأكبر من الإحساس بالذنب.
لنحول تجربة الغيرة في حياة الطفل إلى تجربة تبني أكثر مما تدمر، فالطفل الذي يساعده والداه على تخطي الغيرة طفل قوي الشخصية فهو تخلص من مخاوفه من فقدان حب والديه وتحمل إلى جانب هذا مسؤولية أخيه الأصغر
المصدر : مجلة ولدي
14-06-03, 08:46 PM
عندما تتولد الغيرة مع المولود الجديد
العرض العادي
