2-عوامل بيئية لم يعرف كنهها بعد.
3. نتيجة التعرض لعوامل مرضية أو تأثيرات جانبية لبعض الأدوية المستعملة خلال فترة الحمل .
وصف التشوه :
من الملاحظ منذ اليوم الأول للولادة وجود شق في الشفة العليا تختلف شدته من مولود إلى آخر فقد يكون على شكل ندبة في الفم أو قد يكون شق فعلي جزئي في الشفة وقد يكون في كامل الشفة ممتدا من الشفة الحمراء وحتى قاعدة الأنف . في بعض الحالات يصاحب شق الشفة شقاً آخر في سقف الحلق أو قد يظهر شق في سقف الحلق من دون شق في الشفة والتي غالبا ما تلاحظ عند الإناث .
عادة ما يكون الشق في أحد جوانب الشفة إلا أنه في بعض الحالات النادرة يكون الشق في الجانبين كما قد يظهر في الوسط إلا أن ذلك يعد من الحالات النادرة جدا . يؤدي شق سقف الحلق إلى استرجاع الطفل للحليب والسوائل أثناء الرضاعة وخروجها من الأنف نظراً للاتصال المباشر ما بين مجرى الأنف وفتحة الفم .
آثار شرم الشفة :
أولاً التأثير الجمالي :
تعد الشفة إحدى معالم الوجه الجمالية الهامة التي تعطي الوجه قسماته الجذابة وبالتالي يمكن ملاحظة أي تغيير بها بسرعة نظراً لدقة تفاصيلها وتعقيدها وأي تغيير أو عيب في شكلها يمكن أن يعطي تأثيراً مشوهاً للشفة والوجه .
ثانياً التأثير الوظيفي :
يتكامل التشكيل الجمالي للشفة مع إسهامها الوظيفي فوجود شرم بالشفة يؤثر على إخراج بعض الأصوات مثل ألــ ( م ـــ ب ـــ p ) كما أن لها تأثيرا طفيفا على قدرة الطفل للمص والرضاعة إلا أنه سرعان ما يتعود الطفل على وجود الشق ويتمكن من استخدام عضلات الفم الأخرى للرضاعة بشكل فعال .
بالمقارنة نجد أن شق سقف الحلق يعد ذا أهمية كبيرة للدور الكبير الذي يلعبه سقف الحلق في إخراج الأصوات ومنع السوائل من الدخول إلى الأذن الداخلية وحمايتها من الالتهابات . لذا فإنه ينصح ترميم الشق في خلال الأشهر الأولى من العمر قبل أن يبدأ الطفل بالكلام .
ثالثاً التأثير النفسي :
يصبح شرم الشفة إحدى السمات المميزة للطفل والتي يتعرض بسببها خلال مراحل النمو إلى ملاحظات الأطفال الآخرين وتعليقاتهم التي قد تكون جارحة في كثير من الأحيان مما تؤدي إلى انطواء الطفل وانعزاله عن المجتمع وعن أقرانه . قد يستمر التأثير النفسي إلى فترة البلوغ مما يؤثر سلبياً على إنتاجه وتفاعله مع المجتمع .
العلاج :
مع تقدم الطب قام الجراحون باستحداث المبادئ التالية والتي يجب اتباعها عن علاج شرم الشفة :
1. تحرير عضلات الشفة من جانبي الشق وتقريبهما بالخياطة الجراحية لتتمكن من أداء وظيفتها الطبيعية .
2. المحافظة على العلامات الجمالية للشفة الطبيعية المذكورة سالفاً .
3. إخفاء الشق الجراحي بقدر الإمكان كي لا تؤثر على قسمات الوجه .
الجراحة التجميلية :
يتم إصلاح العيب الخلقي على عدة مراحل جراحية تبدأ في الأشهر الأولى من العمر تتبعها عمليات أخرى حسب الحاجة لتحسين المظهر أو لتعديل النطق . في الكثير من الحالات يستدعي الأمر إجراء عمليات تحسينية بعد اكتمال نمو الشفة والأنف وذلك خلال سني المراهقة . من هذه العمليات على سبيل المثال إجراء عملية ترميمية للأنف لتسوية شكل الأنف وإزالة أي تحدب أو نتوء كما قد تتطلب الحالة إجراء عمليات تصحيحية لشكل الفتحة الخارجية للأنف بالإضافة إلى تسوية الحاجز الأنفي المنحرف .
أما بالنسبة للشفة فإن الرغبة المشتركة لمعظم المراهقين الذين تم إصلاح شفاههم جراحياً خلال مراحل الطفولة هي إزالة الندبة الناتجة عن هذا التشوه بشكل تام . وبما أن هذا غير ممكن إلا أن مظهر الشفة يمكن أن يتحسن بشكل ملحوظ بإيجاد نوع من التناسق والتكامل في الشفة بعملية تتفاوت في تعقيدها من مجرد تهذيب أنسجة الشفة إلى نقل الأنسجة من الشفة السفلى .
من المهم جدا التشديد على أنه بالرغم من حدوث تحسن ملحوظ في الشكل لدى العديد من الأفراد إلا أنه لا يمكن إزالة جميع آثار مشكلة الشق الأولي لذا يجب أن تكون أهداف وآمال المريض والطبيب الجراح والأهل واقعية .
عند إصابة المريض بشق حلقي فإنه من الأفضل إجراء الجراحة لإقفال هذا الشق خلال السنة الأولى كي يتمكن الطفل من النطق بشكل جيد كما أن هناك عمليات أخرى يمكن إجراؤها لتعديل النطق المصحوب بغنة أنفية الذي يحدث نتيجة لخروج الهواء بشكل غير عادي من الأنف أثناء الكلام وذلك بالتنسيق مع أخصائي تقييم النطق .
بالإضافة إلى دور جراح التجميل فإن لبعض التخصصات الأخرى دورا هاما في العلاج . من هذه التخصصات على سبيل المثال :
طب الأنف والأذن والحنجرة :
معظم الأطفال الذين يولدون بشق حلقي قد يعانوا من مشاكل التهابات الأذن الوسطى أثناء السنوات الأولى من حياتهم ولكن ولحسن الحظ نسبة كبيرة من الالتهابات تشفي تماما عند بلوغ الطفل مرحلة المراهقة ولا يتبقى إلا نسبة ضئيلة تعاني من صعوبات في حاسة السمع أو التهابات الأذن الوسطى . لذا عند ظهور أي مشاكل في الأذن كضعف حاسة السمع أو خروج سوائل متكررة من الأذن أثناء سنوات المراهقة لا بد من مراجعة أخصائي الأنف والأذن والحنجرة .
طب الأسنان التقويمي :
يعطي تقويم الأسنان للشفتين دعامة أفضل ويرتب الأسنان بحيث تظهر بمظهر جيد متناسق وتمكن من المضغ بشكل أفضل كما تقلل من قابلية الأسنان للنخر وأمراض اللثة كما أنه يمكن بالتعاون مع طبيب الأسنان الصناعية علاج بعض مشاكل النطق وذلك بسد شق سقف الحلق بسدادة صناعية يتم تثبيتها في الأسنان وتمنع تسرب الهواء من الفم إلى الأنف عند النطق ز
علاج النطق :
تنتج الأصوات عند اهتزاز الحبال الصوتية الناتجة عن مرور الهواء الصاعد من الرئة إلى الخارج عن طريق فتحة الفم . إلا أنه عند الأطفال المصابين بشف في سقف الحلق يتسرب الهواء عن طريق فتحة الأنف مما ينتج عنه غنة صوتية وخطأ في اللفظ ( اضطراب في مخارج الحروف ) التي تشمل :
1. الحذف ( حذف حرف دون استبداله بحرف آخر )
2. الإبدال ( إبدال حرف مكان آخر )
3. التحريف أو التشويه ( لفظ حرف بصورة مشوهة وغير مقبولة )
في بعض الحالات يمكن علاج المسبب بالتدريب على النطق من غير تدخل جراحي حيث يشمل تدريب الشخص على النطق باستخدام العضلات المتوفرة لتعويض النقص وتعديل مخارج الحروف إلا أنه في حالة النقص التكويني في العضلات فإن العلاج الجراحي يعد الأفضل . في كثير من الأحيان فإن الهدف هو تمكين الشخص من النطق بشكل مفهوم والذي لا يعني بالتالي النطق بشكل طبيعي .