مشكلة الخضرية بالدمام

[الكشاف]

الأهالي يحذرون من انفجار قنبلة المستودعات في خضرية الدمام

٢٠١٣/٦/٤ - العدد ٥٤٨ التعليقات الدمام – جابر اليحيوي


لم يعد دخان الحرائق بالشيء الغريب على سكان الأحياء القريبة من الصناعية «الخضرية» بالدمام، فقلما يمر يوم دون أن نسمع عن نبأ اشتعال حريق في أحد المستودعات، أو مخازن البضاعة في إحدى المدن الصناعية بالمنطقة، حيث أصبح الدخان المتصاعد من المستودعات إضافة للورش المتنوعة هناك روتيناً يومياً يشاهده الجميع في فترات مختلفة. ودائماً ما تنتشر النيران في وقت وجيز لتغطي مساحة ليست بالصغيرة، مخلفة خسائر مادية فادحة، ولكن الأمر يزداد سوءاً عندما تكون هذه المستودعات، التي يحتوي بعضها على مواد مشتعلة بجانب تلك الورش بأنواعها، وكذلك الأخشاب والمناجر.

والمشكلة الوحيدة هناك هي آلية التخطيط.. كيف جمعت مستودعات متنوعة بجانب ورش كبيرة ومتعددة؟
حيث من المعلوم أنه من ضمن أنظمة السلامة في المستودعات يجب أن تكون مستقلة وفي مكان آمن حتى لا تجر الموقع لحرائق قد تمتد إلى الأحياء المجاورة، إضافة إلى أن عدداً من العمالة في أحيانٍ كثيرة قد اتخذوا تلك المستودعات مساكن لهم.

«الشرق» كانت لها جولة بالموقع. رصدت من خلالها آراء مختلفة لبعض الموجودين هناك. حيث تذمر كثير منهم بسبب الحرائق المتكررة، مبدين تخوفهم من تطور الأمر ليصبح كارثة حقيقية تخيم على حاضرة الدمام.

مواد مشتعلة

نعيم الكمراني صاحب إحدى الورش أفاد بأنها تهدد مدينة الدمام كاملة، فإن تم إهمالها فهي كفيلة بإشعال مساحة كبيرة، كون بعض المستودعات تحوي مواد كيميائية مشتعلة وبلاستيكية ما يصعب إخماد الحرائق الناتجة عنها بسهولة. مبيناً أن الأمر يزداد خطورة مع كثرة الحرائق، وكذلك سوء التخطيط بالمنطقة، إذ تغلب عليها العشوائية، فنشاهد مستودعاً هنا وورشة هناك. متسائلاً ما سر هذا التغافل عن تلك المنطقة؟

كابوس مزعج

ووصف أيمن محمد مقيم يعمل بإحدى الورش القريبة من المستودعات هذه الحرائق بأنها كابوس مزعج. وقال: أتوقع أن يصل شرارها إلى الورش، أو بالعكس تنتقل من الورش للمستودعات، فقد صار الأمر ليس بالغريب أن نسمع أو نشاهد تصاعد الدخان معلناً عن اندلاع حريق بأحد المستودعات.

إعادة هيكلة

أحمد العبدالله من سكان الأحياء المجاورة، ناشد الجهات المسؤولة بإعادة النظر في تلك المنطقة التي باتت هاجساً يزعج السكان المجاورين مطالباً بنقل تلك المستودعات أو نقل الورش إلى خارج النطاق العمراني وفصلهما عن بعض، مبيناً أن الصناعية قد تتسبب باندلاع حرائق بتلك المستودعات. فالصناعية لا تخلو من أجهزة اللحام وورش الحدادة والنجارة، إذ إننا لا نستغرب انطلاق شرارة واحدة فقط من إحدى تلك الورش، فإنها قد تشعل المستودعات وقد يصل الأمر إلى اشتعال المنطقة الصناعية كاملة، مشيراً إلى أن رجال الإطفاء يتكبدون معاناة كبيرة في حال اندلاع حريق كبير بهذه المنطقة.

أعطال مضاعفة

وأضاف العبدالله أن لعشوائية الورش بالصناعية وسوء الطرق المحيطة بها رواية حزينة أخرى، يتلخص مضمونها بكونك تأتي لتصلح سيارتك هناك لتتسبب إحدى الحفر بالصناعية بعطل آخر وتكاليف باهظة. فضلاً عن أنك ربما تفقد الورشة التي أصلحت سيارتك فيها قبل شهر، وتبحث عنها فلا تجدها. فتضطر لإصلاحها في أول ورشة تصادفك، وهذا ضياع للوقت والجهد والمال. متسائلاً: أين هو التخطيط الصحيح؟ وأين اللوحات الإرشادية التي تدلنا على الشارع الذي تقع فيه هذه الورشة أو ذلك المستودع؟ لا أسماء شوارع ولا بنايات معروفة؟
فمن الأجدر أن تأتي بسيارتك محمولة على إحدى الـ»سطحات» وتخرجها كذلك.

لا يمكن فصل الورش

من جهته، أوضح المتحدث الرسمي للدفاع المدني بالمنطقة الشرقية بالنيابة المقدم عمار مغربي لـ «الشرق» أن الورش والمستودعات جزء لا يتجزأ من بعض، لذا لا يمكن فصلهما عن بعض، ولا غنى لبعضمها عن الآخر.

مشاريع للسفلتة والإنارة

أما المتحدث الرسمي لأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان فقد أوضح لـ «الشرق» أن الخضرية تحظي باهتمام كبير من قبل الأمانة خلال الفترة القادمة من خلال طرح عديد من المشاريع للسفلتة والإنارة.. خصوصاً بعد الانتهاء من تغطية نسبة كبيرة من شبكة تصريف مياه الأمطار.

وأضاف «الصفيان» أن البلدية تعمل على التوازي بعمل حملات تفتيشية على الورش وإلزام أصحابها بإزالة المخالفات والتعديات، وكذلك التنسيق المستمر مع إدارة المرور لرفع السيارات المهملة لتسهيل حركة المرور وتنفيذ مشاريع الأمانة.