قد تكون .. شيئا ما ..

قلب أبيض.. · 13-10-05, 09:50 PM

ِلم أكن لأكتب شيئا على تلك الصفحات الجائعة التي تنتظر مني أن أشبع نهمها , والتي كثيرا ما كنت أتحايل عليها بإضافة الحبر الأبيض فيضفي عليها صمتا على خرسي ...شئ ما دفعني وأوقد فيّ رغبة كانت مقبرة منذ زمن غابر...

ربما كان منطق وليام شكسيبر في آحدى مسرحياته التي كان يقول في أحد مقاطعها ....

" اليس من العجيب ..
أن تبقى الرغبة ..
بعد زوال القدرة ..
بسنين عدة؟! "

أو ربما لأنك جأتني وحيا يأمرني بالكتابة ,ولأني كالعادة أبحث عن عذر أو مهرب أستطيع النفاذ به بقول : " أنا لست بكاتب "
فترد عليّ كعادتك..و بأجابتك التي لا تحتاج لوقت في صياغتها : " لم يكن أبو البشرية أدم ليزرع ..لولا الحاجة فرضت عليه نفسها .."

هل كالعادة كان يجب عليّ أن أستنتج من قولك إنني بحاجة الى الكتابة أو ان الكتابة حاجة اليّ ! ..أم أن ارفف الكتب التي أعطيتني ولم تهدينياها كانت تواعدني في أمسياتي على كوب قهوة واحد أرتشفه وحدي ونجلس سوية كلا بحسب موقعه ..هي على المكتب وأنا على المقعد ونبدأ في الأحاديث ...التي أنا أقوم بتكبد عناء الأختيار وهي تتكفل بعناء الحديث وأنا الاستماع ..أو القراءة بالمعنى الأدق...

أذكر عندما قلت لي ّ وانا مادون الثامنه من عمري.. " أكتبي شيئا ما لأرى خطك فيه .. ولتكن قصة قصيرة ".. حينها عبثيا رحت أمسك بقلم الرصاص والممحاة ولم انسي العزيز الدفتر .. وشرعت في كتابة قصة فورا طرئت على فكري ..وهي حكاية فتاة ترتدي رداء صوفي أحمر اللون من صنع الجدة العجوز التي تكنّ للطفلة حبا ليس كالعادة ....

أذكر قبل ان اعطيك إياها أخرجت كراريس الخط وجلست أتعلم كيفية كتابة الحروف على الأسطر كي تصبح كتابة أحرفي صحيحة .. ولم أغفل عن طمس الغين لتستطيع التفريق بينه وبين الفاء وكتابةحرف الميم بالوضع الواقف.التي تكره أن أكتبه متساوي مع السطر .. وبعد المسح والكرّ والتثبيت إنتهيت ..وأعطيتك إياها بصورة كنت أعتقد أنها تعجبني ..ولاكن من الصعب أن ترضي شخصك الصعب ..وتفاجئني برد فعلك البارد بقولك : " أعيدي كتابتها مرة أخرى لإنها لم تعجب مزاجي ..!"
غضبت منك وربما حقدت عليك قليلا من مزاجك الأحمق هذابالرغم من صغر سني .. وأستعنت بكتب لا أذكر من أين أتيت بها لتعلم الخط العربي وعرضتها عليك مرة آخرى ..
تذكر ماذا حدث بعد ذلك ؟!
ربما انت لا تذكر ولن تتكلف عناء التذكر ..أو لم يكن الموقف ليعنيك كثيرا كي تبقيه في ذاكرتك , لاكني أملك ذاكرة طالبه في بداية سن التعليم من الصعب أن تنسى ..

قمت فأرجعتها لي لتقول بكل بساطة وثقه مبالغ فيها : " أعيديها " .. ..

بعد هذه السنين أدركت قصدك ..

كنت تقول : " أعيديها .. "
لاتقول : " أعيديه .."
تقول ايظا : " أعيدي كتابتها .."
لاتقول : " كتابته .."
وتقول : "لم تعجب .."
لا : " لم يعجب.."

أكنت تقصد الخط أم القصة ؟! .. إن كان كذلك لماذا لا تأمرني مباشرة لتقول .. " أكتبي شيئا ما بقلمك" .. أى من انتاجك
أو كما تحب أن تقول : " أكتبي شيئا ما بخطك" ؟!

أتدري..
حينما قلت لي : " أكتبي شيئا ما .. جعلتني أشبهك بالطبيب " كابوستكي " الذي قال لخالد بن طوبال في رواية ذاكرة الجسد للروائية مستغانمي بفرنسيته المكسرة : " إذن برسم أحب الأشياء الى نفسك .. أرسم أحب الأشياء اليك .. أرسم فقد لا تكون في حاجة اليّ بعد اليوم " ..
لم تقل لي ماذا أكتب أكتفيت فقط بقول : " شيئا ما "..

ولم تكن تعلم بأن هاتان الكلمتان شكلت ثقل علىّ وكأني نبي يحمل عبء الرسالة على كاهله ومكلف بتأدية ما أمر به على أحسن وأكمل وجه.. أو كأني أستاذ يبذل أقصىطاقاته التعليمية .. ويغير من طريقته ليوصل ما يبتغيه الى دماغ ومزاج طلابه..
وترفض أن أكون ممثلا على مسرح خشبي نسي ما يقول أمام هذا الكم الهائل من الجمهور ..

الآن اتقدت فيّ الرغبة الملحة في الكتابة .. لأكتب شيئا ما ..
ولا أدري هل ستكون ( شيئا ما ) مطلع كتاباتي أو الخاتمة أو تكون توقيع كتاباتي أو حتى وحي لأجل ان أكتب ....!

لم أعد أدري بأي شئ سوى إنني أريد أن أكتب ..

فهل أكتب مثلا :
" شيئا ما دخل لى أوراقي فبعثر حروفها وأربك زوياها ثم خرج؟! ..."

أو أكتب ..:

"شيئا ما يرفض الخروج من جسدي ربما كان أسمه (الرغبة..؟ )"

أو ربما كان موضع هاتان يريحك انت ومزاجك عندما تكون هكذا :

" ..............
.........
.............

التوقيع :
شيئا ما "

فهل ستبتسم بأمتسامتك الخرساء على هذه الطريقة في الكتابة ؟
ولم لا ؟!
ربما يوم من الايام أكتب بها .. اجمعها جميعا في أسلوب واحد أطلق عليه ( منهاجي الكتابي ؟! )
أوتظن بأني أعجز..!
حتى وإنك إن لم تنسى ما حدث ماضيا عندما جلبت ليّ رواية " الارض الطيبة ..لبيرل باك " وقرئتها في أقل من يومان وأصبحت أحداثها تطن ّفي رأسي الى أن تفجرت فيّ طاقة أدبية أعتقد بأني أكتسبتها من تأثير هذه الفترة القصيرة التي قرئت فيها الرواية ..وأفرغت ما أمتلأ في رأسي على شكل قصة في ورق .. وعندما عرضتها عليك قرأتها جهرا لا صمتا وكنت أستمع الى قصة كنت أضنها من نسج خيالي أنا ولاكن في الحقيقة كنت أستمع الى رواية باك مختصرة ..وذهلت لأني سمعت ايظا أحداث ومقاطع كاملة من رواية بيرل باك ..التي ربما كنت قد حفضتها غيبيا وأقحمتها داخل تلك الرواية المختصرة ..

لم أنسى في الاسبوع التالي ماذا فعلت.. قمت وأحضرت لى ديوان شعري .. قرأته بمتعه بالغه وحفظت القصائدالمذهلة حقا وتأثرت كثيرا بالاسلوب الفريدلهذا الشاعر الذي كان يكتب بنفس ساخرة من الاوضاع المتأزمة وتاره آخرى يكتب بنفس يملأها الحزن والرغبة في أنطاق ساكن واليأس احيانا ..

حينها قمت ونظمت شعرا بلا قافية ولا وزن لجهلي الشديد ببحورالشعر
حتى عندما قرأته ظننت مني إنني قد قمت بترجمة شعر غربي الى العربية بترجمة سيئة جدا.

لم أقتنع ابدأ أنني أستطيع الخلاص من عقدة تسمى في مصطلاحاتي : "بالأسلوب الشخصي "
فأنا أريد أن أبتكر ليّ أسلوب جديد في الكتابة كما أبتكر الشاعر البصري أحمد مطر بحرا جديدا من بحور الشعردون قصد منه عندما كان يكتب قصيدته الرائعه حقا ( ميلا د الموت) حين زاوج بين مجزوء الخفيف والمجتث وهو معكوس الاول ..
قال : " ...... عندما شرعت في الكتابة لم أكن قاصدا الى ابتكارهذه النغمه .. بل كنت أكتب بتوافق موسيقي عفوي ..لم أشعر في أثنائه بأي خروج عن البحور المألوفة ..فلما أكتشفت ذلك بعد كتابة البيت الخامس عشر لم أتوقف بل مضيت حتى نهاية القصيدة ......."

أتذكر قولك الماضي ليّ ( الشئ الجميل في كتابة القصة وإن شئتي الرواية هو أنك تستطيعين بكل سهولة تحريك شخصياتك بـ 28 حرفا فقط ..تشكلينها حسبما يمليه عليك ضميرك وخاطرك .. وربما تستغني عن بعضها ايظا ..وإذا ما أردت الكتابه بغير العربية فستقل حروفك فكأنك بهذا تلعبين لعبة الدمى الأصبعية .....)

ولاكن الم تسمع من قبل قول القائل : " يوجد هناك شخصان ..الاول يأمر والأخر يطيع ..ولاكن الآمر يبتسم .. والمطيع يبكي ! "
أعلم أنك لم تسمع به لأني ولتعاسه أمري كنت أنا القائل له والمطيع لك..

وما أنا عليه الأن .. فلأني أستيقضت لتوي من سباتي لأكتب على مضض " شيئا ما "

وما يؤخرني عن الكتابة الإ لقلة ذات الفكر الوقت .. والحظ احيانا
وحتى إن رأيتني أقدم لك قصاصات ورقية تتحدث عن شيئا ما فلا تذهب أنت و فكرك بعيدا لإنها لم تكن سوى قصيرة فقط ..

قصة قصيرة بائسة لم تتحرر الى الأن من قيودها الثقيلة الصدئه التي تشل بعثرة أصابعي ..
أو لأني لا أملك صبر كبار الكتّاب الذين يقضون أعواما كي ينتجوا كتاب .. ربما كان يتضمن جوانب من حياتهم الطويلة هذه ...
أو لأني لا أملك مدد يسال من عقلي الباطن ...
أو ربما لأني ....

23

سبتمبر

9\Shapan\ 1425

.. ( lozh ) ..

زهرة · 14-10-05, 01:35 AM

بسم اله الرحمن الرحيم ..

السلام عليكم ..

أتدري لوزة ..
قبل هذة الفترة ...
قرأتها الى (أكتبي شيئا ما بخطك ).. أحسست بأنني مشتتة الذهن ..
و ما كتبتي يحتاج الى تركيز ..
خرجت من عضويتي .. أغلقت الكمبيوتر ..
بقيت قي داخلي ا لرغبة الشديدة في قرأتها ..

لممت شتات ذهني ..
عاودت الآن قرأتها ..الى .. (أو ربما لأني .. )

لا أدري ما أقول ..
و ربما الأفضل أن لا أقول ..
لا أدري .. أحس بأنكِ تعلمين جيدا ما أريد أن أقوله لكِ ..

كل ما أستطيعه الآن .. هو النقر على لوحة الكيبورد .. لأكتب لك ِ
دمت بألف خير .. وُفقت لكل خير ..

أختك : زهرة ..

عماد عبدالله · 14-10-05, 08:06 AM

ما شاء الله
ثقافه عاليه اسلوب رائع و مشوق
شكرا لك مشاركتك
و نسأل الله العلي القدير لك التوفيق و المزيد من الابداع

الأيــــام · 15-10-05, 09:47 AM

بسمه تعالى

ما شاء الله
ثقافه عاليه ، اسلوب رائع و مشوق

شكرا لك على مشاركتك القيمة
و نسأل الله العلي القدير لك التوفيق و المزيد من الابداع .

أخوك: الأيام
منتدى تـاروت الثقـافي
بستان الفكر والمعرفة

فرقد الوردة · 16-10-05, 01:53 PM

نزف خطه قلمك ..

فكان في قمة الروعة،،

أتمنى أن أرى منك المزيد،،

قلب أبيض.. · 20-10-05, 10:33 PM

تحية طيبة للجميع

أختي زهرة

وعليك السلام ورحمة الله وبركاته

هناك ما يقال ولا يكتب .. وهناك ايظا ما يكتب ولا يقال ..

أعتقد ان ما تودين قوله قد وصلني بمجرد قرأتك للقصة وادارة لوحة المفاتيح للرد .أشكرك

اخي tootoo والايام

في مقابله صحفية للكاتب الأرجتيني بور خيس ..سأله فيها الصحفي :
ماذا كنت تقصد عندما سئلت مرة عن حياتك فقلت " حدثت لي اشياء قليلة ولاكنني قرئت كثيرا
فأجاب : كنت اقصد لأنني قرئت كثيرا حدثت لي اشياء كثيرة ..

ربما اكون قد وجدت نفسي في هذه القصة قد اتبعت ما قيل ( تثبيت الفكرة قبل ان تطير )
وهذه عبارة رائعة وخاصة ان نيتشه قال ذات مرة ( ان اعظم الافكار هي تلك التي تأتينا ونحن نمشي )

أختي فرقد الوردة

تأتي الروعة من قرائتك للقصة ..أشكرك كثيرا

ينبوع المعرفة · 21-10-05, 05:19 AM

وكأني اقرأ نصا لروائيه من الدرجه الاولى ,,, نصا تخبرنا فيه عن بداياتها ورحلتها مع القلم ..

وكأنني امام كاتبه واديبه ذات مخزون ثقافي كبير فرغت للتو من اخر اصدارتها العديده ,, والان ستعلن عنها ,, فأبتدأت بالحديث عن قصتها مع البدايه وبداية رحلتها مع القلم ,,لتجعلنا نتتبعها خطوة بخطوة ..

ننتظر الابدااع منك دوومااا ,,

تحياتي
اخووك
ينبوع المعرفة

قلب أبيض.. · 21-10-05, 01:09 PM

أخي ينبوع المعرفة

كلامك دوخني كثيرا ..

روائية من الدرجة الاولى مرة وحدة ..! شكرا كثيرا لك فالواحد فينا يود ان يكتب ما تراكم عليه من الافكار التي يخشى ان تذهب عنه في حين من الاحيان..

13-10-05, 09:50 PM	#1
قلب أبيض.. ...(عضو شرف)...	قد تكون .. شيئا ما .. ِلم أكن لأكتب شيئا على تلك الصفحات الجائعة التي تنتظر مني أن أشبع نهمها , والتي كثيرا ما كنت أتحايل عليها بإضافة الحبر الأبيض فيضفي عليها صمتا على خرسي ...شئ ما دفعني وأوقد فيّ رغبة كانت مقبرة منذ زمن غابر... ربما كان منطق وليام شكسيبر في آحدى مسرحياته التي كان يقول في أحد مقاطعها .... " اليس من العجيب .. أن تبقى الرغبة .. بعد زوال القدرة .. بسنين عدة؟! " أو ربما لأنك جأتني وحيا يأمرني بالكتابة ,ولأني كالعادة أبحث عن عذر أو مهرب أستطيع النفاذ به بقول : " أنا لست بكاتب " فترد عليّ كعادتك..و بأجابتك التي لا تحتاج لوقت في صياغتها : " لم يكن أبو البشرية أدم ليزرع ..لولا الحاجة فرضت عليه نفسها .." هل كالعادة كان يجب عليّ أن أستنتج من قولك إنني بحاجة الى الكتابة أو ان الكتابة حاجة اليّ ! ..أم أن ارفف الكتب التي أعطيتني ولم تهدينياها كانت تواعدني في أمسياتي على كوب قهوة واحد أرتشفه وحدي ونجلس سوية كلا بحسب موقعه ..هي على المكتب وأنا على المقعد ونبدأ في الأحاديث ...التي أنا أقوم بتكبد عناء الأختيار وهي تتكفل بعناء الحديث وأنا الاستماع ..أو القراءة بالمعنى الأدق... أذكر عندما قلت لي ّ وانا مادون الثامنه من عمري.. " أكتبي شيئا ما لأرى خطك فيه .. ولتكن قصة قصيرة ".. حينها عبثيا رحت أمسك بقلم الرصاص والممحاة ولم انسي العزيز الدفتر .. وشرعت في كتابة قصة فورا طرئت على فكري ..وهي حكاية فتاة ترتدي رداء صوفي أحمر اللون من صنع الجدة العجوز التي تكنّ للطفلة حبا ليس كالعادة .... أذكر قبل ان اعطيك إياها أخرجت كراريس الخط وجلست أتعلم كيفية كتابة الحروف على الأسطر كي تصبح كتابة أحرفي صحيحة .. ولم أغفل عن طمس الغين لتستطيع التفريق بينه وبين الفاء وكتابةحرف الميم بالوضع الواقف.التي تكره أن أكتبه متساوي مع السطر .. وبعد المسح والكرّ والتثبيت إنتهيت ..وأعطيتك إياها بصورة كنت أعتقد أنها تعجبني ..ولاكن من الصعب أن ترضي شخصك الصعب ..وتفاجئني برد فعلك البارد بقولك : " أعيدي كتابتها مرة أخرى لإنها لم تعجب مزاجي ..!" غضبت منك وربما حقدت عليك قليلا من مزاجك الأحمق هذابالرغم من صغر سني .. وأستعنت بكتب لا أذكر من أين أتيت بها لتعلم الخط العربي وعرضتها عليك مرة آخرى .. تذكر ماذا حدث بعد ذلك ؟! ربما انت لا تذكر ولن تتكلف عناء التذكر ..أو لم يكن الموقف ليعنيك كثيرا كي تبقيه في ذاكرتك , لاكني أملك ذاكرة طالبه في بداية سن التعليم من الصعب أن تنسى .. قمت فأرجعتها لي لتقول بكل بساطة وثقه مبالغ فيها : " أعيديها " .. .. بعد هذه السنين أدركت قصدك .. كنت تقول : " أعيديها .. " لاتقول : " أعيديه .." تقول ايظا : " أعيدي كتابتها .." لاتقول : " كتابته .." وتقول : "لم تعجب .." لا : " لم يعجب.." أكنت تقصد الخط أم القصة ؟! .. إن كان كذلك لماذا لا تأمرني مباشرة لتقول .. " أكتبي شيئا ما بقلمك" .. أى من انتاجك أو كما تحب أن تقول : " أكتبي شيئا ما بخطك" ؟! أتدري.. حينما قلت لي : " أكتبي شيئا ما .. جعلتني أشبهك بالطبيب " كابوستكي " الذي قال لخالد بن طوبال في رواية ذاكرة الجسد للروائية مستغانمي بفرنسيته المكسرة : " إذن برسم أحب الأشياء الى نفسك .. أرسم أحب الأشياء اليك .. أرسم فقد لا تكون في حاجة اليّ بعد اليوم " .. لم تقل لي ماذا أكتب أكتفيت فقط بقول : " شيئا ما ".. ولم تكن تعلم بأن هاتان الكلمتان شكلت ثقل علىّ وكأني نبي يحمل عبء الرسالة على كاهله ومكلف بتأدية ما أمر به على أحسن وأكمل وجه.. أو كأني أستاذ يبذل أقصىطاقاته التعليمية .. ويغير من طريقته ليوصل ما يبتغيه الى دماغ ومزاج طلابه.. وترفض أن أكون ممثلا على مسرح خشبي نسي ما يقول أمام هذا الكم الهائل من الجمهور .. الآن اتقدت فيّ الرغبة الملحة في الكتابة .. لأكتب شيئا ما .. ولا أدري هل ستكون ( شيئا ما ) مطلع كتاباتي أو الخاتمة أو تكون توقيع كتاباتي أو حتى وحي لأجل ان أكتب ....! لم أعد أدري بأي شئ سوى إنني أريد أن أكتب .. فهل أكتب مثلا : " شيئا ما دخل لى أوراقي فبعثر حروفها وأربك زوياها ثم خرج؟! ..." أو أكتب ..: "شيئا ما يرفض الخروج من جسدي ربما كان أسمه (الرغبة..؟ )" أو ربما كان موضع هاتان يريحك انت ومزاجك عندما تكون هكذا : " .............. ......... ............. التوقيع : شيئا ما " فهل ستبتسم بأمتسامتك الخرساء على هذه الطريقة في الكتابة ؟ ولم لا ؟! ربما يوم من الايام أكتب بها .. اجمعها جميعا في أسلوب واحد أطلق عليه ( منهاجي الكتابي ؟! ) أوتظن بأني أعجز..! حتى وإنك إن لم تنسى ما حدث ماضيا عندما جلبت ليّ رواية " الارض الطيبة ..لبيرل باك " وقرئتها في أقل من يومان وأصبحت أحداثها تطن ّفي رأسي الى أن تفجرت فيّ طاقة أدبية أعتقد بأني أكتسبتها من تأثير هذه الفترة القصيرة التي قرئت فيها الرواية ..وأفرغت ما أمتلأ في رأسي على شكل قصة في ورق .. وعندما عرضتها عليك قرأتها جهرا لا صمتا وكنت أستمع الى قصة كنت أضنها من نسج خيالي أنا ولاكن في الحقيقة كنت أستمع الى رواية باك مختصرة ..وذهلت لأني سمعت ايظا أحداث ومقاطع كاملة من رواية بيرل باك ..التي ربما كنت قد حفضتها غيبيا وأقحمتها داخل تلك الرواية المختصرة .. لم أنسى في الاسبوع التالي ماذا فعلت.. قمت وأحضرت لى ديوان شعري .. قرأته بمتعه بالغه وحفظت القصائدالمذهلة حقا وتأثرت كثيرا بالاسلوب الفريدلهذا الشاعر الذي كان يكتب بنفس ساخرة من الاوضاع المتأزمة وتاره آخرى يكتب بنفس يملأها الحزن والرغبة في أنطاق ساكن واليأس احيانا .. حينها قمت ونظمت شعرا بلا قافية ولا وزن لجهلي الشديد ببحورالشعر حتى عندما قرأته ظننت مني إنني قد قمت بترجمة شعر غربي الى العربية بترجمة سيئة جدا. لم أقتنع ابدأ أنني أستطيع الخلاص من عقدة تسمى في مصطلاحاتي : "بالأسلوب الشخصي " فأنا أريد أن أبتكر ليّ أسلوب جديد في الكتابة كما أبتكر الشاعر البصري أحمد مطر بحرا جديدا من بحور الشعردون قصد منه عندما كان يكتب قصيدته الرائعه حقا ( ميلا د الموت) حين زاوج بين مجزوء الخفيف والمجتث وهو معكوس الاول .. قال : " ...... عندما شرعت في الكتابة لم أكن قاصدا الى ابتكارهذه النغمه .. بل كنت أكتب بتوافق موسيقي عفوي ..لم أشعر في أثنائه بأي خروج عن البحور المألوفة ..فلما أكتشفت ذلك بعد كتابة البيت الخامس عشر لم أتوقف بل مضيت حتى نهاية القصيدة ......." أتذكر قولك الماضي ليّ ( الشئ الجميل في كتابة القصة وإن شئتي الرواية هو أنك تستطيعين بكل سهولة تحريك شخصياتك بـ 28 حرفا فقط ..تشكلينها حسبما يمليه عليك ضميرك وخاطرك .. وربما تستغني عن بعضها ايظا ..وإذا ما أردت الكتابه بغير العربية فستقل حروفك فكأنك بهذا تلعبين لعبة الدمى الأصبعية .....) ولاكن الم تسمع من قبل قول القائل : " يوجد هناك شخصان ..الاول يأمر والأخر يطيع ..ولاكن الآمر يبتسم .. والمطيع يبكي ! " أعلم أنك لم تسمع به لأني ولتعاسه أمري كنت أنا القائل له والمطيع لك.. وما أنا عليه الأن .. فلأني أستيقضت لتوي من سباتي لأكتب على مضض " شيئا ما " وما يؤخرني عن الكتابة الإ لقلة ذات الفكر الوقت .. والحظ احيانا وحتى إن رأيتني أقدم لك قصاصات ورقية تتحدث عن شيئا ما فلا تذهب أنت و فكرك بعيدا لإنها لم تكن سوى قصيرة فقط .. قصة قصيرة بائسة لم تتحرر الى الأن من قيودها الثقيلة الصدئه التي تشل بعثرة أصابعي .. أو لأني لا أملك صبر كبار الكتّاب الذين يقضون أعواما كي ينتجوا كتاب .. ربما كان يتضمن جوانب من حياتهم الطويلة هذه ... أو لأني لا أملك مدد يسال من عقلي الباطن ... أو ربما لأني .... 23 سبتمبر 9\Shapan\ 1425 .. ( lozh ) .. التعديل الأخير تم بواسطة قلب أبيض.. ; 13-10-05 الساعة 09:56 PM.

14-10-05, 01:35 AM	#2
زهرة عضو شرف	مشاركة: قد تكون .. شيئا ما .. بسم اله الرحمن الرحيم .. السلام عليكم .. أتدري لوزة .. قبل هذة الفترة ... قرأتها الى (أكتبي شيئا ما بخطك ).. أحسست بأنني مشتتة الذهن .. و ما كتبتي يحتاج الى تركيز .. خرجت من عضويتي .. أغلقت الكمبيوتر .. بقيت قي داخلي ا لرغبة الشديدة في قرأتها .. لممت شتات ذهني .. عاودت الآن قرأتها ..الى .. (أو ربما لأني .. ) لا أدري ما أقول .. و ربما الأفضل أن لا أقول .. لا أدري .. أحس بأنكِ تعلمين جيدا ما أريد أن أقوله لكِ .. كل ما أستطيعه الآن .. هو النقر على لوحة الكيبورد .. لأكتب لك ِ دمت بألف خير .. وُفقت لكل خير .. أختك : زهرة .. __________________ *وعرُ هو المرقى إلى الجلجلة ، و الصخر يا سيزيف ما أثقله! سيزيف أن الصخرة الآخرون .**

14-10-05, 08:06 AM	#3
عماد عبدالله عضو فعال	مشاركة: قد تكون .. شيئا ما .. ما شاء الله ثقافه عاليه اسلوب رائع و مشوق شكرا لك مشاركتك و نسأل الله العلي القدير لك التوفيق و المزيد من الابداع __________________ [flash=http://www.tarout.info/montada/uploaded/tootoo.swf ]WIDTH=400 HEIGHT=130[/flash]

15-10-05, 09:47 AM	#4
الأيــــام .::( النائب )::.	بسمه تعالى ما شاء الله ثقافه عاليه ، اسلوب رائع و مشوق شكرا لك على مشاركتك القيمة و نسأل الله العلي القدير لك التوفيق و المزيد من الابداع . أخوك: الأيام منتدى تـاروت الثقـافي بستان الفكر والمعرفة __________________

16-10-05, 01:53 PM	#5
فرقد الوردة أمل دمعه	مشاركة: قد تكون .. شيئا ما .. نزف خطه قلمك .. فكان في قمة الروعة،، أتمنى أن أرى منك المزيد،، __________________ ارفع راسك وخلك عنيد واذا سألوك انت شيعي قولهم طبعا وبالجنة اكيد

20-10-05, 10:33 PM	#6
قلب أبيض.. ...(عضو شرف)...	مشاركة: قد تكون .. شيئا ما .. تحية طيبة للجميع أختي زهرة وعليك السلام ورحمة الله وبركاته هناك ما يقال ولا يكتب .. وهناك ايظا ما يكتب ولا يقال .. أعتقد ان ما تودين قوله قد وصلني بمجرد قرأتك للقصة وادارة لوحة المفاتيح للرد .أشكرك اخي tootoo والايام في مقابله صحفية للكاتب الأرجتيني بور خيس ..سأله فيها الصحفي : ماذا كنت تقصد عندما سئلت مرة عن حياتك فقلت " حدثت لي اشياء قليلة ولاكنني قرئت كثيرا فأجاب : كنت اقصد لأنني قرئت كثيرا حدثت لي اشياء كثيرة .. ربما اكون قد وجدت نفسي في هذه القصة قد اتبعت ما قيل ( تثبيت الفكرة قبل ان تطير ) وهذه عبارة رائعة وخاصة ان نيتشه قال ذات مرة ( ان اعظم الافكار هي تلك التي تأتينا ونحن نمشي ) أختي فرقد الوردة تأتي الروعة من قرائتك للقصة ..أشكرك كثيرا

21-10-05, 05:19 AM	#7
ينبوع المعرفة عضو فعال	مشاركة: قد تكون .. شيئا ما .. وكأني اقرأ نصا لروائيه من الدرجه الاولى ,,, نصا تخبرنا فيه عن بداياتها ورحلتها مع القلم .. وكأنني امام كاتبه واديبه ذات مخزون ثقافي كبير فرغت للتو من اخر اصدارتها العديده ,, والان ستعلن عنها ,, فأبتدأت بالحديث عن قصتها مع البدايه وبداية رحلتها مع القلم ,,لتجعلنا نتتبعها خطوة بخطوة .. ننتظر الابدااع منك دوومااا ,, تحياتي اخووك ينبوع المعرفة __________________ كم لله من لطفٍ خفي ,,, يدق خفاه عن فهم الذكي

21-10-05, 01:09 PM	#8
قلب أبيض.. ...(عضو شرف)...	مشاركة: قد تكون .. شيئا ما .. أخي ينبوع المعرفة كلامك دوخني كثيرا .. روائية من الدرجة الاولى مرة وحدة ..! شكرا كثيرا لك فالواحد فينا يود ان يكتب ما تراكم عليه من الافكار التي يخشى ان تذهب عنه في حين من الاحيان..

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)

المواضيع المتشابهه
الموضوع	كاتب الموضوع	المنتدى	مشاركات	آخر مشاركة
صلوا على النبي.....	عطوف	منتدى الثقافة الإسلامية	4	01-05-02 07:00 PM
الأم قدوه....	السنابسي وبس	منتدى قضايا المجتمع والحوار الجاد	1	21-04-02 03:25 PM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية

.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.