العودة
لم يعد من هادي سوى ثيابه , وكتاب الدعاء الذي رافقه في رحلة الحيلة والجهاد , وخاتمه العزيز الذي كان يلبسه في المهمات الصعبة وسلسلته الفضية...وبقي جسده محتجزا لدى القوات الاسرائيلية فترة من الزمن ....
حاول الإسرائيليون خلالها التفاوض مع حزب الله لتبادل جثة السيد "هادي" ببقايا جثة الصهيوني إيتمار إيليا لكن سماحة السيد اعتبر أن المفاوضات تنتهي عند هذا الحد , وأن جثة الصهيوني ستبقى رهينة حتى يتم الإفراج عن أسرى أحياء وجثث الشهداء..
وفي الخامس والعشرين من شهر حزيران من عام 1998 ميلادي , عادت جثث الشهداء الأبرار , ومن بينهم جثة السيد " هادي"
عاد هادي ليرقد في المكان الذي طالما زار الشهداء فيه وقرأ على أضرحتهم سورا من القرآن الكريم عن أرواحهم الطاهرة عاد ليكن وردة بينهم , يفوح منه عطر النبوة ..ز عطر الحسين والحسن...... وعطر الشهادة ....ز وفي يوم السبت الموافق للسابع والعشرين من شهر حزيران وبعد احتفال حاشد في ملعب الراية صلى على أجساد الشهداء سيد المقاومين وأخو المجاهدين السيد حسن نصر الله ... بعدها حمل الأخوة المجاهدون النعوش على أكتافهم متجهين بهم نحو روضة الشهيدين في الغبيري حيث مثواهم الأخير ...
وسد السيد حسن رأس ولده في القبر وأخذه بين ذراعيه مودعا ليحدثه بأخر وصايا الدنيا .. وأذكر بني والدا وأما وإخوة لك بخير عند مليك مقتدر .... وأوصل السلام ....أي بني , لكل الشهداء ..... للشيخ راغب ,للسيد عباس, ولاتنسى عهدا وبيعة لصاحب الزمان أمانة توصلها إليه من أمة ستبقى تضحي حتى الظهور .. بأمان الله .... يا عمرا ربيته بدمعة وودعته بحرقة وبسمة
وأقيلت إليه والدته ترش على مثواه الأخير حفنة منن التراب الندي .... ولتأنس بقبر تحاكي سكونه وتحسد ترابه الذي يضم جسد حبيب لها, وكانت روحه سكنت روحها..... ضج الجميع بالبكاء , وغير أن عظمت المشهد تجعل من كل شيء يبدو صامتا , ولا شيء, لاشيء يمكن أن يكون أعظم من وداع شهيدا كتب لنا على جدار الزمن بنجيعه معان الحياة..رحل هادي تاركا في القلب دمعة, تحفر على جدار الذكريات كلمات لا تنسى ومشاهد لا تمحى فصفحات حياته ستبقى على مسرح الوجود أمثولة للسائرين نحو الله ...............فسلام عليه يوم ولد , ويوم اشتم رائحة والده النبوية ويوم سار في درب المجاهدين , ويوم عانق جسده الطاهر تراب جبل الرفيع ويوم يبعث حيا نوره يسعى بين يديه ......
13.12.1998
منقولة من كتاب عرس ايلول قصةةالشهيد هادي حسن نصر الله.