هناك سؤال اريد الاستفسار عنه؟
فتاة اضرها شخص بحيث انه تكلم عليها وهذا الكلام احدث لها الكثير من الضرر
فهل يحق لها ان تدعو على هذا الشخص ؟؟
اختنا المحترمة سيدة الاحلام حقق الله احلامك بجاه سيدة النساء نعم كما تفضلتي اختي الكريمة العفو والصفح والتجاوز مطلوب وهنا اكتب بعض ما اراه مفيد لاتمام الفائدة ..
قال أبو عبد الله عليه السلام : إنما المؤمنون إخوة بنو أب وأم وإذا ضرب على رجل منهم عرق ، سهر له الآخرون..
بيان سريع وهو المقدمة للجواب ان شاء الله تعالى وبعده نعرض مجموعة من الروايات عن الرسول واهل بيته المعصومين عليهم السلام :
إنما المؤمنون إخوة كما قال تعالى في كتابه العزيز أي إخوة في الدين ، أو ينبغي أن يكونوا بمنزلة الاخوة في التراحم والتعاطف ..
ثم أكد عليه السلام ذلك بقوله " بنو أب وأم " أي ينبغي أن يكونوا كهذا النوع من الاخوة أو نفي لهذا المعنى ..وبيان أن اخوتهم متأصلة بمنزلة الحقيقة لاشتراكهم في طينة الجنة والروح المختارة المنسوبة إلى الرب الاعلى كما في روايات الطينة ..
أو المراد بالأب روح الله الذي نفخ منه في طينة المؤمن .. وبالأم الماء العذب والتربة الطيبة كما في طينة الآدم وحوا كما يتبادر إلى بعض الأذهان لعدم اختصاص الانتساب إليهما بالايمان إلا أن يقال : تباين العقائد صار مانعا من تأثير تلك الاخوة لكنه بعيد .. وهناك وجه آخر وهو اتحاد آبائهم الحقيقية الذين أحيوهم بالايمان والعلم أو أن النبي صلى الله عليه وآله أبوهم وخديجة أمهم بمقتضى الآية القرآنية وإخراج غير المؤمنين لأنهم عقوا والديهم بترك ولاية أئمة الحق ..فهم خرجوا عن حكم الأولاد وانقطعت الاخوة بينهم كما أن المنافقات من أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم خرجن بذلك عن كونهم أمهات المؤمنين كما طلق أمير المؤمنين عليه السلام عائشة يوم البصرة ليظهر للناس خروجها عن هذا الحكم على بعض الوجوه .. وإن بقي تحريم نكاحها على المسلمين ..
وضرب العرق حركته بقوة والمراد هنا المبالغة في قلة الأذى ، وتعديته هنا بعلى لتضمين معنى الغلبة كما في قوله تعالى " وضربنا على آذانهم "
في النهاية ضرب العرق ضربا وضربانا : إذا تحرك بقوة وفي القاموس : سهر كفرح لم ينم ليلا انتهى ، والمعنى أن الناس كثيرا ما يذهب عنهم النوم في بعض الليالي من غير سبب ظاهر فهذا من وجع عرض لبعض إخوانهم ، ويحتمل أن يكون السهر كناية عن الحزن للزومه له غالبا ..
تذكير وتخويف وترغيب من خلال بعض الروايات :
اتق دعاء المظلوم ، خصوصا اليتامى والعجائز ، فإن الله تعالى لا يسامح بكسر كسير
فقد ورد عن الرسول الاعظم صلى الله عليه وآله انه قال: دعوة المظلوم مستجابة وإن كان فاجرا ففجوره على نفسه .
وورد ايضا: ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن : دعوة المظلوم ، ودعوة المسافر ، ودعوة الوالد على ولده .
وورد : إياكم ودعوة المظلوم ، فإنها ترفع فوق السحاب حتى ينظر الله عز وجل إليها ، فيقول : ارفعوها حتى أستجيب له .
وورد : أربعة لا ترد لهم دعوة حتى يفتح لهم أبواب السماء ويصير إلى العرش : الوالد لولده ، والمظلوم على من ظلمه ، والمعتمر حتى يرجع ، والصائم حتى يفطر .
وعن الصادق عليه السلام : اتقوا الظلم ، فإن دعوة المظلوم تصعد إلى السماء .
وورد ايضا : خمس دعوات لا يحجبن عن الرب تبارك وتعالى : دعوة الإمام المقسط ، ودعوة المظلوم يقول الله عز وجل : لأنتقمن لك ولو بعد حين ، ودعوة الولد الصالح لوالديه ، ودعوة الوالد الصالح لولده ، ودعوة المؤمن لأخيه بظهر الغيب ..
تحذيرمهم
وورد : لا تحقروا دعوة أحد ، فإنه يستجاب لليهودي والنصراني فيكم ، ولا يستجاب لهم في أنفسهم ..
وورد في خصوص الدعاءفي الصلاة على الظالم : تدعوا في الوتر على العدو ، وإن شئت سميتهم
وورد ايضاً : في حديث . . . إن رسول الله صلى الله عليه وآله قد قنت ودعا على قوم بأسمائهم وأسماء آبائهم وعشائرهم ..
وفي مكاتبة إبراهيم بن عقبة إلى أبي الحسن ( ع ) : " جعلت فداك قد عرفت بعض هؤلاء الممطورة فأقنت عليهم في صلاتي ؟ قال ( ع ) : نعم ، أقنت عليهم في صلاتك "
ثم إنه يظهر من صحيح هشام بن سالم : " أن العبد ليكون مظلوما فلا يزال يدعو حتى يكون ظالما "
وقد ذكر الفقهاء حرمة الدعاء على المؤمن بظلم ونص بعضهم بهذا :لا بأس بالذكر والدعاء وقراءة القرآن في جميع أحوال الصلاة - ما عدا آيات السجود الواجب - بشرط أن لا يستلزم الاخلال في نظم واجب آخر من قراءة أو ذكر ، ولا يكون مثل الدعاء على المؤمن ، فإنه محرم ومبطل للصلاة .
وعلى هذا هناك مجموعة من الروايات تنص على حرمة الدعاء على المؤمن :
عن هشام بن سالم قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن العبد ليكون مظلوما فما يزال يدعو حتى يكون ظالما..
عن ثوير ، قال : سمعت علي بن الحسين ( عليه السلام ) يقول - في حديث - إن الملائكة إذا سمعوا المؤمن يذكر أخاه بسوء ويدعو عليه قالوا له : بئس الأخ أنت لأخيك ، كف أيها المستر على ذنوبه وعورته ، ( وأربع على نفسك ) واحمد الله الذي ستر عليك ، اعلم أن الله عز وجل أعلم بعبده منك ..
قال رسول الله صلى الله عليه وآله : سألت الله أن لا يستجيب دعاء حبيب على حبيبه
عن عبادة بن الصامت ، ان النبي صلى الله عليه وآله قال : ما على الأرض من رجل مسلم يدعو الله بدعوة ، الا اتاه الله إياها وكف عنه من السوء مثلها ، ما لم يدع باثم أو قطيعة ..
والذي انصح به ترك الدعاء على الاخوان مهما صدر منهم والتقرب بذلك العفو الى صاحب العصر والزمان عليه السلام لقضاء الحوائج فمن منا لايحتاج الى دعاء الامام المعصوم عليه السلام والعفو عن الاخوان مما حث عليه الشارع المقدس ..
ولا حرمنا الله واياكم حسن الختام
والسلام
30-10-07, 02:42 PM
العرض العادي
المواضيع المتشابهه
