New Page 1
قديم 24-03-12, 05:36 AM   #1

ياوديعة علي
عضو قدير جداً

 
الصورة الرمزية ياوديعة علي  







عاشقة

القريه التي كانت حاظرة البحر




بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وآله

الآيات 161 - 171

وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ وَكُلُواْ مِنْهَا حَيْثُ شِئْتُمْ وَقُولُواْ حِطَّةٌ وَادْخُلُواْ الْبَابَ سُجَّدًا نَّغْفِرْ لَكُمْ خَطِيئَاتِكُمْ سَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ ﴿161﴾ فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنْهُمْ قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِّنَ السَّمَاء بِمَا كَانُواْ يَظْلِمُونَ ﴿162﴾ واَسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ﴿163﴾ وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ ﴿164﴾ فَلَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ ﴿165﴾ فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ ﴿166﴾ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿167﴾ وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿168﴾ فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ وَرِثُواْ الْكِتَابَ يَأْخُذُونَ عَرَضَ هَذَا الأدْنَى وَيَقُولُونَ سَيُغْفَرُ لَنَا وَإِن يَأْتِهِمْ عَرَضٌ مُّثْلُهُ يَأْخُذُوهُ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِم مِّيثَاقُ الْكِتَابِ أَن لاَّ يِقُولُواْ عَلَى اللّهِ إِلاَّ الْحَقَّ وَدَرَسُواْ مَا فِيهِ وَالدَّارُ الآخِرَةُ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ يَتَّقُونَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ ﴿169﴾ وَالَّذِينَ يُمَسَّكُونَ بِالْكِتَابِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُصْلِحِينَ ﴿170﴾ وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴿171﴾



http://www.hodaalquran.com/rbook.php?id=4128&mn=1


مهران ، عن الحسين بن ميمون ، عن محمد بن سالم ، عن أبي جعفر عليه السلام في حديث طويل قال : فما استجاب لكل نبي من استجاب له من قومه من المؤمنين جعل لكل نبي منهم شرعة ومنهاجا ، والشرعة والمنهاج سبيل وسنة ، ( 1 ) وكان من السبيل والسنة التي أمر الله عز وجل بها موسى أن جعل عليهم السبت ، وكان من أعظم السبت ولم يستحل أن يفعل ذلك من خشية الله من قوم ثمود سبقت الحيتان إليهم يوم السبت أدخلها الله الجنة ، ( 2 ) ومن استخف بحقه واستحل ماحرم الله عليه من العمل الذي نهى الله عنه فيه أدخله الله عزوجل النار ، وذلك حيث استحلوا الحيتان واحتبسوها وأكلوها يوم السبت غضب الله عليهم من غير أن يكون ( 3 ) أشركوا بالرحمن ولا شكوا في شئ مما جاء به موسى عليه السلام ، قال الله عزوجل : " ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين " الخبر .
( 4 ) 5 فس : " واسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لايسبتون لاتأتيهم " فإنها قرية كانت لبني إسرائيل قريبة من البحر ، وكان الماء يجري عليها في المد والجزر ، فيدخل أنهارهم وزروعهم ويخرج السمك من البحر حتى يبلغ آخر زروعهم ، وقد كان الله حرم عليهم الصيد ( 5 ) يوم السبت فكانوا يضعون الشباك في الانهار ليلة الاحد ، ويصيدون بها السمك ، وكان السمك يخرج يوم السبت ويوم الاحد لا يخرج وهو قوله : " إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لاتأتيهم " فنهاهم علماؤهم عن ذلك فلم ينتهوا فمسخوا قردة وخنازير ، وكان العلة
في تحريم الصيد عليهم يوم السبت أن عيد جميع المسلمين وغيرهم كان يوم الجمعة ، فخالف اليهود وقالوا : عيدنا السبت ، ( 1 ) فحرم الله عليهم الصيد يوم السبت ، ومسخوا قردة وخنازير .
حدثني أبي ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبيدة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : وجدنا في كتاب علي عليه السلام أن قوما من أهل أبلة ( 2 ) من قوم ثمود ، وأن الحيتان كانت سبقت إليهم يوم السبت ( 3 ) ليختبر الله طاعتهم في ذلك ، فشرعت إليهم يوم سبتهم في ناديهم وقدام أبوابهم في أنهارهم وسواقيهم ، فبادروا إليها فأخذوا يصطادونها ولبثوا في ذلك ماشاء الله ، لاينهاهم عنها الاحبار ولا يمنعهم العلماء من صيدها ، ثم إن الشيطان أوحى إلى طائفة منهم أنما نهيتم عن أكلها يوم السبت ولم تنهوا عن صيدها ، ( 4 ) فاصطادوا يوم السبت وكلوها فيما سوى ذلك من الايام ، ( 5 ) فقالت طائفة منهم : الآن نصطادها ، ( 6 ) فعتت وانحازت طائفة أخرى منهم ذات اليمين ، فقالوا : ننهاهم ( 7 ) عن عقوبة الله أن تتعرضوا بخلاف أمره ، واعتزلت طائفة منهم ذات اليسار

فتنكبت ( 1 ) فلم تعظهم ، فقالت للطائفة التي وعظتهم : " لم تعظون قوما الله مهلكهم أو معذبهم عذابا شديدا " فقالت الطائفة التي وعظتهم : " معذرة إلى ربكم ولعلهم يتقون " قال : فقال الله عزوجل : " فلما نسوا ماذكروا به " يعني لما تركوا ماوعظوا به ومضوا على الخطيئة ، فقالت الطائفة التي وعظتهم : لا والله لا نجامعكم ولا نبايتكم الليلة في مدينتكم هذه التي عصيتم الله فيها مخافة أن ينزل بكم البلاء فيعمنا معكم ، قال : فخرجوا عنهم من المدينة مخافة أن يصيبهم البلاء فنزلوا قريبا من المدينة فباتوا تحت السماء ، فلما أصبح أولياء الله المطيعون لامر الله غدوا لينظروا ماحال أهل المعصية فأتوا باب المدينة فإذا هو مصمت فدقوه فلم يجابوا ولم يسمعوا منها حس أحد ، فوضعوا سلما على سور المدينة ثم أصعدوا رجلا منهم فأشرف على المدينة فنظر فإذا هو بالقوم قردة يتعاوون ، فقال الرجل لاصحابه : ياقوم أرى والله عجبا ، قالوا : وما ترى ؟ قال : أرى القوم قد صاروا قردة يتعاوون ، لها أذناب ، فكسروا الباب ، قال : فعرفت القردة أنسابها من الانس ، ( 2 ) ولم تعرف الانس أنسابها من القردة ، فقال القوم للقردة : ألم ننهكم ؟ فقال علي عليه السلام : والله الذي فلق الحبة و برأ النسمة إني لاعرف أنسابها ( 3 ) من هذه الامة لاينكرون ولا يغيرون ( 4 ) بل تركوا ما أمروا به فتفرقوا ، وقد قال الله تعالى : " فبعدا للقوم الظالمين " فقال الله : " أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون " .
( 5 ) توضيح : قوله : ( ليلة الاحد ) أي لئلا يرجع ما أتاهم يوم السبت ، لكنه مخالف لسائر الروايات والسير ، والظاهر أن فيه سقطا ، ولعله كان هكذا : ليلة السبت ويصطادون يوم الاحد .
قوله عليه السلام : ( إني لاعرف أنسابها ) أي أشباهها مجازا ، أي أعرف جماعة من هذه الامة أشباه الطائفة الذين لم ينهوا عن المنكر حتى مسخوا ، ويحتمل أن يكون
سماهم أنسابهم لتناسب طيناتهم ، ولا يبعد أن يكون في الاصل أشباههم ، ( 1 ) ويمكن إرجاع الضمير إلى هذه الامة لكنه أبعد وأشد تكلفا .
أقول : قال السيد ابن طاوس : رأيت في تفسير أبي العباس بن عقدة أنه روى عن علي بن الحسن ، عن عمرو بن عثمان ، عن الحسن بن محبوب ، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبيدة ، عن أبي جعفر عليه السلام مثله .
( 2 ) ثم قال : إني وجدت في نسخة حديث غير هذا أنهم كانوا ثلاث فرق : فرقة باشرت المنكر وفرقة أنكرت عليهم وفرقة داهنت أهل المعاصي فلم تنكر ولم تباشر المعصية ، فنجى الله الذين أنكروا ، وجعل الفرقة المداهنة ذرا ، ومسخ الفرقة المباشرة للمنكر قردة .
ثم قال : ولعل مسخ المداهنة ذرا لتصغيرهم عظمة الله وتهوينهم بحرمة الله فصغرهم الله .
( 3 ) ص : بالاسناد ، عن الصدوق ، عن ابن المتوكل ، عن الحميري ، عن ابن عيسى ، عن ابن محبوب ، عن ابن رئاب ، عن أبي عبيدة مثله مع اختصار .
( 4 ) شى : عن أبي عبيدة مثله .
( 5 ) 6 كا : العدة ، عن سهل ، عن عمرو بن عثمان ، عن عبدالله بن المغيرة ، عن طلحة ابن زيد ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى : " فلما نسوا ماذكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء " فقال : كانوا ثلاثة أصناف : صنف ائتمروا وأمروا فنجوا ، وصنف ائتمروا ولم يأمروا فمسخوا ذرا ، وصنف لم يأتمروا ولم يأمروا فهلكوا .
( 6 ) بيان : لعل المراد بهلاكهم صيرورتهم قردة .
7 ص : بهذا الاسناد ، عن أبي عبيدة ، عن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى :
" لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم " فقال : الخنازير على لسان داود عليه السلام والقردة على لسان عيسى عليه السلام وقال : إن اليهود أمروا بالامساك يوم الجمعة فتركوا وأمسكوا يوم السبت فحرم عليهم الصيد يوم السبت ، فعمد رجال من سفهاء القرية فأخذوا من الحيتان ليلة السبت وباعوا ، ولم ينزل بهم عقوبة فاستبشروا وفعلوا ذلك سنين ، فوعظهم طوائف فلم يسمعوا وقالوا : " لم تعظون قوما الله مهلكهم فأصبحوا قردة خاسئين " .
( 1 ) 8 شى : عن عبدالصمد بن برار ( 2 ) قال : سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول : كانت القردة هم اليهود الذين اعتدوا في السبت فمسخهم الله قرودا .
( 3 ) 9 شى : عن زرارة ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله عليهما السلام في قوله : " فجعلناها نكالا لما بين يديها وماخلفها وموعظة للمتقين " قال : لما معها ينظر إليها من أهل القرى ، ولما خلفها قال : نحن ولنا فيها موعظة .
( 4 ) بيان : هذا أحد الوجوه التي ذكرت في تفسير الآية مرويا عن ابن عباس وغيره وقيل : أي عقوبة للذنوب التي تقدمت على الاصطياد ، والذنوب التي تأخرت عنه ، وقيل لما بين يديها من القرى ، وما خلفها من القرى ، وسيأتي تأويل آخر عن العسكري عليه السلام .
10 شى : عن الاصبغ بن نباتة ، عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : كانت مدينة حاضرة البحر فقالوا لنبيهم : إن كان صادقا فليحولنا ربنا جريثا ، ( 5 ) فإذا المدينة في وسط البحر قد غرقت من الليل ، وإذا كل رجل منهم مسوخا جريثا يدخل الراكب في فيها .
( 6 ) 11 شى : عن هارون بن عبدالعزيز ( 7 ) رفعه إلى أحدهم عليهم السلام قال : جاء قوم إلى أمير المؤمنين عليه السلام بالكوفة وقالوا له : يا أمير المؤمنين إن هذه الجراري ( 1 ) تباع في أسواقنا ، قال : فتبسم أمير المؤمنين عليه السلام ضاحكا ، ثم قال : قوموا لاريكم عجبا ، ولا تقولوا في وصيكم إلا خيرا ، فقاموا معه فأتوا شاطئ الفرات فتفل فيه تفلة وتكلم بكلمات فإذا بجريثة رافعة رأسها ، فاتحة فاها ، فقال له أمير المؤمنين عليه السلام : من أنت ؟ الويل لك ولقومك ، فقال : نحن من أهل القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يقول الله في كتابه : إذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا " الآية ، فعرض الله علينا ولايتك فقعدنا عنها فمسخنا الله ، فبعضنا في البر وبعضنا في البحر ، فأما الذين في البحر فنحن الجراري ، وأما الذين في البر فالضب واليربوع .
قال : ثم التفت أمير المؤمنين إلينا فقال : أسمعتم مقالتها ؟ قلنا : اللهم نعم ، قال : والذي بعث محمدا بالنبوة لتحيض كما تحيض نساؤكم .
( 2 ) 12 فس : في رواية أبي الجارود ، عن أبي جعفر عليه السلام في قوله : " إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه " الآية ، وذلك أن موسى أمر قومه أن يتفرغوا لله في كل سبعة أيام يوما يجعله الله عليهم ، وهم الذين اختلفوا فيه .
( 3 ) 13 م : قال الله تعالى : " ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت " لما اصطادوا السمك فيه " فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين " مبعدين عن كل خير " فجعلناها " تلك المسخة ( 4 ) التي أخزيناهم ولعناهم بها " نكالا " عقابا وردعا " لما بين يديها " بين يدي المسخة من ذنوبهم الموبقات التي استحقوا بها العقوبات " وما خلفها " للقوم الذين شاهدوهم بعد مسخهم يرتدعون عن مثل أفعالهم لما شاهدوا ماحل بهم من عقابنا " وموعظة للمتقين " الذين يتعظون بها فيفارقون المخزيات ( 5 ) ويعظون بها الناس ويحذرونهم المرديات .
وقال علي بن الحسين عليهما السلام : كان هؤلاء قوما يسكنون على شاطئ بحر نهاهم الله و أنبياؤه عن اصطياد السمك في يوم السبت ، فتوسلوا إلى حيلة ليحلوا بها لانفسهم ماحرم الله ، فخدوا أخاديد ( 1 ) وعملوا طرقا تؤدي إلى حياض ، يتهيأ للحيتان الدخول فيها من تلك الطرق ولا يتهيأ لها الخروج إذا همت بالرجوع ، ( 2 ) فجاءت الحيتان يوم السبت جارية على أمان الله لها فدخلت في الاخاديد وحصلت في الحياض والغدران ، ( 3 ) فلما كانت عشية اليوم همت بالرجوع منها إلى اللجج لتأمن صائدها ( 4 ) فرامت الرجوع فلم تقدروا ، فبقيت ليلتها في مكان يتهيأ أخذها بلا اصطياد ( 5 ) ( لاسترسالها ) ؟ فيه وعجزها عن الامتناع لمنع المكان لها ، فكانوا ( 6 ) يأخذونها يوم الاحد ، ويقولون : ما اصطدنا في السبت ، وإنما اصطدنا في الاحد ، ( 7 ) وكذب أعداء الله بل كانوا آخذين لها بأخاديدهم التي عملوها يوم السبت حتى كثر من ذلك مالهم وثراؤهم وتنعموا بالنساء ( 8 ) وغيرهن لاتساع أيديهم به ، فكانوا في المدينة ( 9 ) نيفا وثمانين ألفا ، فعل هذا منهم سبعون ألفا ، ( 10 ) وأنكر عليهم الباقون ، كما نص الله تعالى : " واسئلهم عن القرية التي كانت حاضرة البحر إذ يعدون في السبت " الآية ، وذلك أن طائفة منهم وعظوهم وزجروهم عذاب الله ( 11 ) وخوفوهم من انتقامه وشديد بأسه وحذروهم فأجابوهم عن وعظهم : " لم تعظون قوما الله مهلكهم "
-بحار الانوار جلد: 14 من صفحه 57 سطر 13 إلى صفحه 65 سطر 13 بذنوبهم هلاك الاصطلام " أو معذبهم عذابا شديدا " فأجابوا القائلين هذا لهم : " معذرة إلى ربكم " هذا القول منا لهم ( 12 ) معذرة إلى ربكم إذ كلفنا الامر بالمعروف و
النهي عن المنكر ، فنحن ننهي عن المنكر ليعلم ربنا مخالفتنا لهم وكراهتنا لفعلهم ، ( 1 ) قالوا : " ولعلهم يتقون " ونعظهم أيضا لعلهم تنجع فيهم المواعظ فيتقوا هذه الموبقة و ( يحذروا ) ؟ عقوبتها ، قال الله تعالى : " فلما عتوا " حادوا وأعرضوا وتكبروا عن قبولهم الزجر " عما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين " مبعدين عن الخير مقصين .
( 2 ) قال : فلما نظر العشرة آلاف والنيف أن السبعين ألفا لايقبلون مواعظهم ولا يحفلون ( 3 ) بتخويفهم إياهم وتحذيرهم لهم اعتزلوهم إلى قرية أخرى قريبة من قريتهم وقالوا : إنا نكره أن ينزل بهم عذاب الله ونحن في خلالهم ، فأمسوا ليلة فمسخهم الله كلهم قردة ، وبقي باب المدينة مغلقا لا يخرج منهم أحد ، ولا يدخل عليهم أحد ، ( 4 ) وتسامع بذلك أهل القرى فقصدوهم وتسنموا حيطان البلد ( 5 ) فأطلعوا عليهم فإذا كلهم رجالهم ونساؤهم قردة يموج بعضهم في بعض يعرف هؤلاء الناظرون معارفهم وقراباتهم وخلطاءهم ، يقول المطلع لبعضهم : أنت فلان ؟ أنت فلان ؟ فتدمع عينه ويؤمي برأسه أن نعم ، ( 6 ) فما زالوا كذلك ثلاثة أيام ، ثم بعث الله عليهم مطرا وريحا فجرفتهم إلى البحر ، ( 7 ) ومابقي مسخ بعد ثلاثة أيام ، وأما الذين ترون من هذه المصورات بصورها فإنما هي أشباهها ، لاهي بأعيانها ولا من نسلها .
ثم قال علي بن الحسين عليهما السلام : إن الله مسخ هؤلاء لاصطيادهم السمك ، فكيف ترى عند الله عزوجل حال من قتل أولاد رسول الله وهتك حرمته ؟ ! ( 8 ) إن الله تعالى وإن لم
يمسخهم في الدنيا فإن المعد لهم من عذاب الآخرة أضعاف أضعاف عذاب المسخ .
ثم قال عليه السلام : أما إن هؤلاء الذين اعتدوا في السبت لو كانوا حين هموا بقبيح فعالهم سألوا ربهم بجاه محمد وآله الطيبين أن يعصمهم من ذلك لعصمهم ، وكذلك الناهون لهم لو سألوا الله عزوجل أن يعصمهم بجاه محمد وآله الطيبين لعصمهم ، ولكن الله عزوجل لم يلهمهم ذلك ولم يوفقهم له فجرت معلومات الله فيهم على ما كان سطر في اللوح المحفوظ .
( 1 ) بيان : قال الطبرسي قدس الله روحه في قوله تعالى : " ولقد علمتم الذين اعتدوا منكم في السبت " : أي الذين جاوزوا ما أمروا به من ترك الصيد يوم السبت ، وكانت الحيتان تجتمع في يوم السبت لامنها فحبسوها في السبت وأخذوها في الاحد ، فاعتدوا في السبت ، أي ظلموا وتجاوزوا ماحد لهم لان صيدها هو حبسها .
وروي عن الحسن أنهم اصطادوا يوم السبت مستحلين بعد مانهوا عنه .
" فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين " هذا إخبار عن سرعة مسخه إياهم ، لا أن هناك أمرا ، ومعناه : جعلناهم قردة ، كقوله : " فقال لها وللارض ائتيا طوعا أو كرها " .
( 2 ) قال ابن عباس : فمسخهم الله عقوبة لهم ، وكانوا يتعاوون وبقوا ثلاثة أيام لم يأكلوا ولم يشربوا ولم يتناسلوا ، ثم أهلكهم الله تعالى وجاءت ريح فهبت بهم فألقتهم في الماء ، وما مسخ الله أمة إلا أهلكها ، فهذه القردة والخنازير ليست من نسل أولئك ، ولكن مسخ أولئك على صورة هؤلاء يدل عليه إجماع المسلمين على أنه ليس في القردة والخنازير من هو من أولاد آدم ، ولو كانت من أولاد الممسوخين لكانت من بني آدم .
وقال مجاهد : لم يمسخوا قردة وإنما هو مثل ضربه الله كما قال : " كمثل الحمار يحمل أسفارا " ( 3 ) وحكي عنه أيضا أنه قال : مسخت قلوبهم ، فجعلت كقلوب القردة لا تقبل وعظا ولا تتقي زجرا ، وهذان القولان يخالفان الظاهر الذي أكثر المفسرين عليه من غير ضرورة تدعو إليه .










نسألكم الدعاء

__________________
ساخت الارض بأهلها فمتى تعود ترانا ونراك (عج)
غريب ياقلبي كيف تعيش

ياوديعة علي غير متصل  

قديم 24-03-12, 08:52 PM   #2

NASSRZAKI
عضو واعد

 
الصورة الرمزية NASSRZAKI  







ثرثار

B18 رد: القريه التي كانت حاظرة البحر


يعطيك العافيه ...
طبعا الأيات هذه في سورة الأعراف ..
إذا سمحتى لي آشرح بإختصار ,,,
والمقصود بأهل السبت هم اليهود ...
قصتهم آن الله عزوجل منعهم من الصيد يوم السبت ... فوجدو آن هذا اليوم تكثر فيه السمك ( الحيتان ) وغيره لا يوجد سمك او تقل ...
( فقاموا بالتحايل على آمر الله يضعوا شباكهم قبل هذا اليوم وييزيلونها بعد هذا اليوم ... في بعض الروايات )
وهذ آحد عصيانهم لله عزوجل ...
ومنها قتلهم الأنبياء ...
طبعا كلما عاهدوا ( اليهود ) عهدا نقضوه حتى خسف بهم الله وحولهم لقردة وخنازير ...
يعطيكِ العافيه على موقع هدي القرآن الكريم الإلكتروني ...
__________________


إذا آردت آن تعيش فدع غيرك يعيش

NASSRZAKI غير متصل  

قديم 24-03-12, 09:08 PM   #3

ياوديعة علي
عضو قدير جداً

 
الصورة الرمزية ياوديعة علي  







عاشقة

رد: القريه التي كانت حاظرة البحر


الله يعافيك ناصر وشكرا لاختصار القصه

__________________
ساخت الارض بأهلها فمتى تعود ترانا ونراك (عج)
غريب ياقلبي كيف تعيش

ياوديعة علي غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مناااااظرة ام سارة منتدى الثقافة الإسلامية 0 29-11-10 08:21 AM
المرجع الشهيد السيد محمد الصدر سحر الخيال منتدى الثقافة الإسلامية 2 09-08-03 11:23 AM
الامراض الجنسية والتناسلية - س/ج الاسئله كثيره ظل الشرق منتدى الطب والطب البديل 1 24-02-03 03:04 AM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 08:26 AM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited