محمد سعيد البيات
على الرغم أنني كنت في السادسة او السابعة من عمري عندما
كان لي شرف لقاء الامام الراحل المجدد السيد محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي وذلك بصحبة والدي حفظه الله في مدينة قم المقدسة.
لقد كان اللقاء الاول لي مع سماحته إلا ان هذا الرجل استطاع ان يحفر رسمه في ذاكرتي وان يجذبني اليه بدماثة اخلاقه وتواضعه الجم. فعلى الرغم انه كان مرجعا كبيراً في وقته ومع انشغالاته الجمة الا انه لم يغفل ان يلاطفني.
فعندما انتهى بي المطاف في الجلوس امامه بجانب والدي والمجلس المبارك غاصاً بالزوار من شتى الاماكن والاقطار، وكعادته رضوان الله عليه يبدأ بسؤال الحاضرين عن المنطقة التي قدموا منها وعن احوالهم لكي يبدأ ينثر من كلماته المضيئة وتوجيهاته السامية.
فبدأ يوجه السؤال لكل واحد بالمجلس عن اسمه وعمله ونشاطاته، الا ان سماحته وبعفوية تجاوزني من دون ان يوجه لي سؤالا مما اثار حفيظتي ودعاني لان اقول : "وانا من القطيف " جوابا لسؤال وجهه لكل واحد من الحاضرين من اين انت.
فابتسم قدس سره ابتسامة عريضة لجوابي "وانا من القطيف" من دون ان يوجه لي سؤالا واردف قائلا والابتسامة تعلوا محياه : اهلا بالشيخ القطيفي.
فلقد أسرني هذا الرجل الفذ والفريد في خلقه الرائع وبنور وجهه الذي يشع ضياءاً ليزرع في قلبي شجرة الايمان وحب العلماء وتقديسهم باعتبارهم الامتداد الرسالي لخط الائمة سلام الله عليهم اجمعين.
نعم، كان ذلك لقائي الاول بهذا الرجل العملاق الذي كان امتداداً حقيقيا لخط اهل البيت وترجمانا للقرآن في سلوكه ومناقبه التي لا تعرف الحدود.
فسلام عليك يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً.
أقول :
كان مقال بسيط للبيات وحرك مشاعري وذكرني بأول لقاء لي مع الإمام الشيرازي الراحل ( قدس سره ) حينها دخل هذا الرجل في قلبي وأصبحت أواليه منذ ذاك اللقاء كان عمري حينها 9 سنوات وكان هو رضوان الله تعالى عليه يتحدث الى ابي ومجموعة من المؤمنين من القطيف ، بعد عودة اشتريت صورته وعلقته فوق منامي وهي ماتزال موجودة في كل زاوي من زوايه منزلنا ، كبرت وكبر حبه معي بعد أن اطلعت على ( عناوين ) الكتب اللتي ألفها فهو مثال للمرجعية الحقيقية الزاهره بمختلفة انواع العلوم والمتصدية لجميع انواع الإشكالات ، علم زاهر ورثه من جده الحسين ومن جده علي ابن ابي طالب .
رضوان الله تعالى عليك يا أبارضا يامحمد الشيرازي .
تحياتي