سر دمعتي
في ذلك المكان الذي اعتدت الجلوس فيه..قصدت وجهتي
جلست تحت ضوء خافت لا تكاد تُرى به
إلا لمعان الدمعة فوق الوجنتين
في ذلك الركن المظلم من غرفتي
جلستُ وحدي أصارع ألامي وأحزاني
اصارع وحدتي التي تعودت عليها
أصارع ظلم البشر وقسوتهم
أصارع نفسي
أتحدث ولا أجد من يسمع حتى الجدران لا تسمعني
فانا وحدي جالسه أعاتب الزمن ومن ثم ......
أصمت
وأصمت
وأعاود الحديث مع قلبي وضميري
لماذا ألمحُ الحزن داخلك أيها القلب الحزين؟؟
لماذا أرى نزف ألمك دوماً
لم لا ألمحُ الفرحة تغمرك؟؟
يجيبني بهمسة خنجر تقتلني
إني أنزف من غدر وقهر الزمان
إني أنزف من ظلم وألم الآخرين
إني أنزف وسأظل أنزف
بل لن يتوقف نزفي للأبد
إني غدوت في زمن امتزج فيه الكذب بالصدق
في زمن طغت فيه الخيانة على الوفاء
في زمن بات فيه الغدر عنوان لنا
في زمن أصبح الجرح فيه هواءا نتنفسه
كفاااااكِ يا زمن ذبحـاً لقلبي
آآآآآآآآآآآآآآآآه يا قلبي
لو كان لنزفك دماء ظاهرة ....لغرقت بها
ولو بقيَ دمعي رطبا لا يجف ....لغرق عالمي به
فأمزجُ دماء قلبي بدمع عيني
وأبقى غريق في بحر الحياة
أذوق مرارة الجرح ....و ألم الفراق
بل ألم الغدر بروحي
سيبقى جرحي ينزف بلا توقف ...في رحلة طويلة .. لا أعلم مداها
أقاسي ظلمة الليل ...وعطش السنين
وأقاسي أيامي ...وآلامي
وأقف
أقف بلا سبب
ثم أعاود التحدي مجددا في تلك الرحلة
فلا أجد محطة لي ألتمس فيها الراحة والأمان
ولا أجد ما يروي عطشي
ويمسح دمعتي
ويداوي ألمي
فأتحدى وحيدا..كما بدأت
وبينما أنا كذلك
غارق في حديثي مع قلبي.. ونفسي
ألمح بقعة ضوء خافتة
تدخل من نافذتي
تفقدتها
فإذا هي خيط من خيوط الشمس قد دخل عالمي
لمحتها
تبسمت لنفسي
وهمست لقلبي
أنظري
ها قد بدأنا يوما جديدا
لنقاسي مجددا ونتحدى ظلم الزمان
يا ترى هل سينجلي ضوء الشمس يوما معلنا نهاية المطاف؟؟
أم سيحلُ الليل كما حل البارحة ..وتغمرني الظلمة مجددا وتغمرني الدموع؟؟
وأعود كما بدأت في ذلك الركن؟؟
أظهرت لنفسي بعض الشجاعة والتحدي والشموخ
وقلت لن أعود
ولن أقاسي الليل
وسأرمي بألمي عرض الحائط
فانتظرت المساء لأثبت شموخي وعزتي بنفسي
فإذا بي أترك ذلك الركن
سعيداً
فَرحاً
بانتصاري على نفسي
وفجأه
أخذني الكرسي المتحرك
بلا شعور
إلى ركن مظلم آخر من الغرفة
جلست
وبدأت القصة معه
واستسلمت نفسي
لكني ضحكت
وأيقنت أن لا مكان لي إلا هنا
وعدت كما كنت
بقلم أم التحدي
</b></i>