اليوم ,الخميس 1426-09-17هـ الموافق 2005-10-20م العدد 11815 السنة الأربعون
فرحة واحتفال بالقرقيعان
هدايا منوعة
حسين آل لباد ، عقيلة آل حريز ـ القطيف ، أحمد العمري ـ رأس تنورة ، مصطفى الشريدة ـ الاحساء
القرقيعان او الناصفة مناسبة تحييها كثير من دول الخليج، كل حسب طبيعته وتراثه، وجرت العادات والتقاليد أن تحييها محافظة القطيف في النصف من شهر رمضان المبارك، بمشاركة جميع أفراد المجتمع ما بين صغير وكهل وشيخ، وكذلك على المستوى النسائي، فهن الأخريات يحيينها بطرقهن التي اعتدن عليها وتوارثنها، بل وجددنها.
وبعد أن كان القرقيعان حدثا صغيرا يستمر ساعة أو ساعتين بعد صلاة المغرب، حيث يتجول الأطفال على البيوت القريبة منهم لنيل الحلويات والفول السوداني المعروف في المنطقة باسم كسكبال أو سبال والاتجاه راضين فرحين إلى منازلهم لتبقى الذكرى للسنة التي تليها ..
أما الآن فقد تغيرت أمور كثيرة، وأضيفت الكثير من البرامج والأجواء وفقاً لتقدم الزمان واتساع المكان. فتقام الاحتفالات، والأمسيات الثقافية والأدبية، كما تقام معارض تراثية توضح تراث المنطقة، من مهن حرفية، أو أدوات تستخدم في العقود المنصرمة، إضافة إلى تجوال الأطفال على البيوت، والتي لا تزال متواصلة منذ عقود إلى وقتنا الحالي.
ليلة جميلة
توجهنا إلى الأوجام غرب القطيف وأخبرنا ( محمد الناصر ) بأن البلدة تعيش أجواء من الفرح بالشهر الفضيل، وبليلة القرقيعان التي ينتظرها الجميع، كما أشار الى أن الحفل عندهم مكون من عدة فقرات أهمها ( أوبريت مسرحي ، أنشودة لفرقة من الأحساء، مسابقة للحضور وعليها جوائز قيمة ) كما أردف قائلاً إنه سيتم إعلان نتائج مسابقة المجلس المثقف أثناء الحفل، أضافة إلى وجود معرض للتراث، وقسم لتوزيع الهدايا والألعاب على الأطفال.
حلويات وعصير
وفي سيهات مررنا بعدة بوابات تقدم العصير والحلويات للمارين، ووقفنا بقلب المدينة، حيث أقامت ( ديوانية الحاله ) بوابة جميلة، أطلعنا الأخ ( محمد علي ) على برنامجهم حيث توزيع المأكولات والفواكه والعصيرات، كما أشار الى أن الديوانية في هذه الليلة تساعد الفقراء والأيتام.
كما التقينا بالحاج مهدي الشافعي وصديقه الحاج عبد الله الزواد، واغرب عن فرحتهما وسعادتهما بهذه الليلة مشيرين الى أن القرقيعان كان صغيراً جداً في تلك السنوات التي كانوا بها صغارا، والآن أفضل بكثير، حيث البرامج المتنوعة وإن ازدحام الشوارع بالناس دليل فرحة وسرور.
كما يستمر الفرح بهذه المناسبة في الليلة التالية الأربعاء ليلة الخميس حيث تحيي مدينة سيهات ليلة رمضانية مفتوحة يشارك فيها من البحرين كل من عبد الأمير البلادي وجعفر الدرازي حيث يقدمان أهازيج ومواويل تراثية بالنكهة البحرينية الخاصة بليلة القرقيعان، ويشارك الفنان علي المهنا بفقرات كوميدية وتمثيلية. كما تشارك في الحفل فرقة أفنان للفنون المسرحية.
القرقيعان نهارا
في صفوى كان القرقيعان أكثر هدوءا وأشار (يحيى عبد الوهاب) الى أن صفوى دون باقي المناطق تحيي القرقيعان في النهار، أما ليلة القرقيعان فتشمل بعض الاحتفالات العادية حيث يقوم بعض الشباب بتوزيع الحلويات والعصيرات على السيارات المارة.
3 احتفالات
وكثر الازدحام بالعوامية حيث تقام 3 احتفالات بالشارع العام، ورابع بداخلها، تميزت بوجود مائدة مفتوحة للحضور حيث تقدم ( الحلوى البحرينية المعروفة مع الخبز العربي، كما تقدم الكثير من الأكلات الشعبية كالخبيصة والسمبوسة والبليلة النخج وغيرها...) إضافة إلى التوزيع المعتاد على السيارات المارة بالاحتفالات.
الوالد ( منصور العبد الجبار ) أشار الى أن القرقيعان في الماضي أفضل، مبيناً أن تواصل الناس ببعضهم البعض كان أقوى، حيث الثقة والمحبة وتداخل الجيران كأنهم أسرة واحدة، قائلا إن الناس قديماً تفتح منازلها للجميع وكل يوزع حسب استطاعته، فحتى الخبز قديماً كان يوزع، ومن هو بحالة اقتصادية جيدة يوزع الحلويات وبعض القروش على الأطفال. لم يكن القرقيعان مقتصراً على الأطفال والشباب، كان يعم الجميع، أما الآن فمن الصعب على كبير السن أن يشارك. وبين أن من اهم عيوب قرقيعان هذا الزمان كثرة الضجيج والازدحام غير المبرر، دون تنظيمٍ يستوعب هذا الازدحام.
أما رئيس جميعة العوامية الخيرية حسن السبيتي ، فبين أن الجمعية تقوم بتوزيع صدقات مخصصة لهذة الليلة للأيتام والفقراء، داعياً الله تعالى أن يزيد أبناء الوطن عامة والمنطقة خاصة من الخيرات والبركات بحق هذا الشهر المبارك.
وفي جزيرة تاروت أقيمت عدة احتفالات وقفنا عند احدها حيث تنوعت فقراته المفيدة والممتعة ومأكولاته اللذيذة أيضاً.
حيث أقامت لجنة الرسول الاعظم احتفالها السنوي والذي كان منه كلمة للشيخ فوزي السيف، وقصيدة للشاعر معتوق المعتوق، وأنشودة لفرقة القاسم بن الحسن، كما أقيمت به مسابقة ثقافية ممتعة، وصدحت فرقة (يا مال تاروت) بموالات بحرية واهازيج تراثية جميلة.
الكبار يشاركون
ويقول أبو (عبد الله ) نحن نشارك الأطفال فرحتهم حين نوزع عليهم الحلويات والمكسرات فهذه الليلة تعتبر مميزة يمكنهم أن يتذكروها حين يكبرون وحول اختلاف أجواء الناصفة اليوم عن الماضي فهو يرى بأنه لا يوجد اختلاف بينهما فهي نفسها الناصفة التي تحمل الفرحة للجميع، كل ما هنالك ربما تفنن في توزيع الحلويات وأكياسها على الأطفال وكل حسب مقدوره ، لكن الناصفة أو القريقعان هو نفسه لم يطله تغيير كتراث عريق نحبه ونحافظ عليه لأننا نحن أيضاً نحتفظ به بينما يعبر (منصور) بأن الناصفة ليست مختصة بالأطفال وحدهم فالكبار أيضاً يشاركون فيها ويستعدون لها قبل أيام من بدئها خاصة حين يعلقون الزينة سواء على البيوت أو على مداخل الشوارع والبوابات، كما يتزاورون فيها ويتبادلون التهاني ويجتمعون في أماكن الدرس والمساجد ليختموا تلاوة القرآن ويلحقوه بالدعاء والتسبيحات التي تمتلئ بها أجواء هذه الليلة لتضفي عليها جوا إيمانيا بهيجا ومريحا للنفس في شهر يطلب فيه غفران الله ورضاه .
أهازيج وأناشيد
(أم مصطفى) وهي توزع القرقيعان الناصفة على الأطفال بفرحة تملأ وجهها وتحرص على ترديدهم لأهزوجة الناصفة بلسانهم تقول هذه ليلة كلنا نحبها نساء وأطفالا ورجالا ليلة تمتلئ بالبراءة والبركة ففيها الجميع يشارك والأطفال يعطون طابعا خاصا وجمالا مميزا أحرص أنا حين يدخلون بيتي أن ينشدوا، بعضهم يبدو خجلاً لكني أصر عليه ليتذكر أهازيج الناصفة ولا ينساها أعادها الله علينا وعليكم باليمن والبركة .
عالم خاص
(وائل) طفل في الخامسة من عمره، يسرع راكضا خلف إخوته الذين سبقوه ببضع خطوات، يحمل كيساً فارغاً في يده يبدو أنه قد خرج لتوه من بيته سألناه ما أكثر شيء يعجبك في الناصفة فقال الألعاب أحب أن أحصل على ألعاب كثيرة هذه الليلة بينما قالت (ديما 6 سنوات) تعجبني الزينة أحب البيوت المزينة بالأنوار الملونة في هذه الليلة وأسعى للحصول على الريالات وقد جمعت منها خمسة حتى الآن بالإضافة للحلوى ،وقالت أنها تحب الناصفة وتنتظرها بفارغ الصبر وقالت (زينب ووديعة وولاية وحنان ولميس ومنار ومرام جميعهن في المرحلة الابتدائية) صغيرات كن يناصفن ويطلقن الأهازيج احتفاء بهذه الليلة وقد عبرن عن فرحتهن بهذه المناسبة وبأن أكثر شيء يحببنه فيها هو جوها البهيج فهن يشعرن بأن الفرحة تدخل للجميع فلا بيت لا يشارك ولا طفل يحرم من الفرحة فيها وقلن إنهن يجمعن الحلويات ويتسابقن مع بعضهن في الحصول على أكثرها.
هدايا وزهور
وفي محل مكتظ لبيع الزهور والهدايا كانتا (أمل ومرام) طالبتان في المرحلة الثانوية ليستا بعيدتين عن أجواء الناصفة بكثير، فهما قد خرجتا مع غيرهما للمناصفة وقد طرأ عليهما شراء بعض الزهور لإهدائها لمعلماتهما فهذه المناسبة مناسبة جميلة يمكن للناس أن يتهادوا فيما بينهم فيها ولن تجد أجمل من الزهور هدية لهذه المناسبة وفي رأس تنورة احتفل الأهالي وخاصة الأطفال بالقرقيعان حيث تجول الأطفال على المنازل لجمع الهدايا وسط الأهازيج والأناشيد صوفي منيزلة الاحساء شارك حوالي أكثر من 500 طفل في احتفال القرية بالقرقيعان في وسط المنيزلة حيث بدأ العمل في الساحة التي أقيم فيها القرقيعان قبل ثلاثة أيام ولبس الأطفال زياً موحداً في منظر لا يتكرر سوى في المنيزلة وفي ليلة واحدة كل عام منتصف شهر رمضان المبارك، وما ميز ليلة المنيزلة الأناشيد الوطنية التي صاحبت توزيع الحلوى والعود مما زاد من تألق الأطفال.
وتواصلت الأفراح ببلدة الساباط التي هي الأخرى قام أهاليها بالاحتفال بالمناسبة وقدمت أنواع الحلويات وسط مشاركة من جميع الأهالي .
وللتذكير كل ما يقدم في هذه الاحتفالية تطوع وتبرعات من الأهالي أنفسهم.
21-07-07, 04:56 AM
"القرقيعان" ليلة تقاوم الاندثار ... وينتظرها الكبار والصغار
العرض العادي
