New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > منتديات العلوم الدينية > منتدى الثقافة الإسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 26-06-13, 01:18 PM   #1

أميري حسين
عضو نشيط  






رايق

شرح خطبة المتقين للإستاذ بناهيان الجلسة 2


هذا الذي بين يديك أيها القارئ العزيز هو الجلسة الثانية من سلسلة أبحاث سماحة حجة الإسلام والمسلمين الشيخ علي رضا بناهيان في شرح خطبة المتقين لأمير المؤمنين(ع) حيث ألقاها في مسجد جامعة طهران. بدأت بترجمتها لما تنطوي على أبحاث بديعة في مختلف المواضيع الأخلاقية وأسأل الله تعالى أن يوفقني لتكملة الترجمة كي لا تقتصر فائدتها على من له معرفة باللغة الفارسية. أسأل الله تعالى أن يتقبل هذا العمل القليل خدمة للإسلام والمسلمين ويعصمه من آفات النفس الأمارة والشيطان الرجيم، إنه أرحم الراحمين.

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله على سيدنا وحبيبنا أبي القاسم المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين المعصومين.

عند ما يعزم أمير المؤمنين(ع) على صنع خطبة ذات موسيقية ومفاهيم فاخرة نابعة من صميم قلبه، بطبيعة الحال تصبح هذه الخطبة خطبة إعجازية. ولهذا السبب نرى أثرها الإعجازي وهو موت همّام حبا وعشقا، حيث كان هو السائل والمخاطب الأول لهذه الخطبة الرائعة. وقد أشار أمير المؤمنين(ع) إلى أثرها الغريب حيث قال: «هَكَذَا تَصْنَعُ الْمَوَاعِظُ الْبَالِغَةُ بِأَهْلِهَا».

اغتنموا جمال هذه الخطبة

من خصائص هذه الخطبة هي أنها تطرح المعارف العالية والسامية بأسلوب جميل جذّاب، وهذا ما لا ينبغي أن نمرّ منه مرور الكرام. من نصائحي لكم أيها الشباب أن لا تأخذوا المعارف الدينية باردةً، خذوها على أوج حرارتها ونضارتها وطعمها وعطرها. فقد اتخذ الله هذا الأسلوب في القرآن وطرح معارفه بهذا الشكل. وكذلك نرى أمير المؤمنين(ع) في نهج البلاغة وباقي أئمتنا في أدعيتهم المأثورة عنهم قد انتهجوا هذا المنهج في طرح المعارف الإلهية. كان يوصي إمامنا الراحل أولاده أن لا يوقضوا أطفالهم لصلاة الصبح بعنف وشدّة، إذ قد يؤدي إلى مرارة نكهتها في مذاقهم.
أنا لا أعرف كيف أقيّم الدروس الدينية الجامعية أو الأبحاث التي يطرحها علماؤنا العظام والتي تتصف بنسبة من البرود بحسب ما يقتضيه طابعها العلمي. ولكن أقترح عليكم أن تجربوا هذه المعارف المودعة في أحشاء الكتب والمقالات، بطبيعتها الحارّة النضرة، وبعد ذلك ارجعوا إلى كتبكم وراجعوها كما هي عليه من برود طابعها العلمي.
إن الاكتفاء بالأسلوب العلمي البارد في أخذ المعارف الإلهية لا يخلو من تداعيات سلبية على الإنسان. فإن أخْذ الحكم والمعارف المجرّدَة عن جمالها ومشاعرها وإحساسها والاكتفاء بهذا النمط من الطرح مضرّ جدا. إن مثل هذه الخطبة لفرصة ثمينة وضرورية في نفس الوقت للإنسان كي يستلم معارفه الدينية محفوفة بهالة من الجمال والمحبوبية. ولابدّ لنا من سعي متواصل دائم في هذا المسار.
لقد قال الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم: (وَ لكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْإيمانَ وَ زَيَّنَهُ في‏ قُلُوبِكُم‏).[1] فشاء الله أن يكون الإيمان جميلا وحبيبا في قلوبكم. وإن خطبة المتقين المباركة تعيش هذه الأجواء، فحاولوا أن تغتنموا هذه الخصيصة إلى جانب باقي خصائصها التي مرّ ذكرها في الجلسة الماضية.
اجعلوها نغمة قلوبكم. لا أريد في هذا المقام أن أحرق قلبي شفقة على الأغاني والنغمات الدانية والهابطة في مستواها، بل يحترق قلبي على أنفسنا حينما تألف هذه الأغاني الفارغة ما تؤدي إلى عواقب خطيرة جدا. فلا يمكن التفكيك بين العلم والفكر وبين الإحساس، ولم تنفك يوما.
جاء في الخطبة 193 من نهج البلاغة: «رُوِيَ‏ أَنْ صَاحِباً لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ ع يُقَالُ لَهُ هَمَّامٌ وَ كَانَ رَجُلًا عَابِدا»، وقد سبق أن همّام كان أحد أزهد أربعة من زهّاد صدر الإسلام. «فَقَامَ إِلَيْهِ وَ قَالَ لَهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ صِفْ لِيَ الْمُتَّقِينَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِم».

أقسام الأسئلة

1ـ الأسئلة الدانية

السؤال على أنواع؛ فبعض الأسئلة مدعاة للتطور والارتقاء، وبعضها مدعاة للتراجع والهبوط. وإن اختلافها راجع إلى اختلاف دوافعها وحوافزها. الأسئلة التي تطرح بدوافع رجعية، تنشأ من كون الإنسان يخالف حقا، ثم يطرح الأسئلة واحدا تلو الآخر ليشكك في ذاك الحق. فعلى سبيل المثال يعقتد بعض علماء فلسفة الأخلاق، إن مصدر تبلور هذا العلم؛ أي علم فلسفة الأخلاق هو أن الناس أصبحوا لا يطيقون بعض الأحكام الأخلاقية، فأقبلوا يتساءلون من قال أن لهذا العمل قيمة؟! ومن قرّر على أن يكون هذا العمل قيّما؟! كان هذا السلوك قيما في ما مضى أما الآن فليس من المعلوم أنه قد بقى على حاله. ما هو المعيار في تقييم الأعمال الجيدة والسيئة؟ وهل يمكن تغيّر هذه المعايير؟... وهكذا فتح باب فلسفة الأخلاق. إن منطلق معظم هذه الأسئلة هو مخالفة الإنسان للأحكام الأخلاقية. فإن أمثال هذه الأسئلة تطرح في سبيل التراجع لا التقدّم. بينما الإنسان الرشيد لا يطرح مثل هذه الأسئلة المنطلقة من دوافع التراجع، ولا تتبادر في ذهنه أبدا. فمن خصائص هذا النمط من الأسئلة هو إنك إن حصلت على أجوبة ستين سؤال من هذا النوع ما زلت لم تتحرك من نقطة الصفر.
إن استفحلت ونشطت النفس الأمارة والرذائل في وجود الإنسان، وخرج الإنسان عن اعتداله يكثر في طرح الأسئلة بدافع التراجع.
مضارها:

إن هذه الأسئلة لا تضيّع وقت الإنسان وحسب، وليس ضررها الرئيس هو ضياع الوقت، بل أهمّ ضررها هو أن الإنسان بعد ما طرح أسئلته هذه قد يحصل على بعض الأجوبة الظّنية غير القطعية، ثم يتحجّر على هذه الأجوبة ويتعلق بها، أو يعشقها ولا ينفكّ عنها. هذه قاعدة مهمة وهي أنه إذا تبادر لك سؤال بدافع مخالفة الحق والتمرد عليه، عند ذلك سوف تتعلق بأسوء الأجوبة له وأكثرها بطلانا. وعليه فمن المهمّ جدا أن نسعى لمنع تبلور أمثال هذه الأسئلة في أذهاننا.

قيموا أسئلتكم

ليس كل سؤال بحري أن يطرح، فقد قال رسول الله(ص): «حُسْنُ‏ السُّؤَالِ‏ نِصْفُ‏ الْعِلْم‏».[2] ولهذا فحري بالإنسان أن يعرض أسئلته على أستاذ في الأخلاق أو أستاذ في السير والسلوك المعنوي ليرى كيف يقيّم أسئلته. لا داعي لأن يجيب عن


يتبع إن شاء الله...

[1]. الحجرات، الآية 7.
[2]. بحار الأنوار، ج1، ص224.


التعديل الأخير تم بواسطة أميري حسين ; 29-06-13 الساعة 07:13 AM.

أميري حسين غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
‎شرح خطبة المتقين للأستاذ بناهيان أميري حسين منتدى الثقافة الإسلامية 8 17-08-13 10:41 AM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 07:35 AM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited