New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > المنتديات الثقافة الفكرية والعلمية > منتدى المكتبة الإلكترونية

منتدى المكتبة الإلكترونية قسم يختص بالكتب الإلكترونية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
Prev المشاركة السابقة   المشاركة التالية Next
قديم 16-06-06, 07:58 AM   #1

الربعاوي
مجموعة رجال

 
الصورة الرمزية الربعاوي  







رايق

متى جمع القرآن للامام المجدد الشيرازي قدس سره


متى جمع القرآن
لآية الله العظمى السيد محمد الحسيني الشيرازي قدس سره


مقدمة الناشر :


نالت أقلام التحريف الكــتب الــسماويــة التي سبقت القرآن الكريم، ومنها ما انــدثر نهائياً لتوالي الـــعصور عليها حيث قدر لبعض الكتب السماوية أن لا تصمد إلا لفترات دعوة الأنبياء في حياتهم ولما جاء الدين الإسلامي بالرسالة التي ختمت فترة النبوة والكتب، جاء بأخر هذه الكتب ومعه صك الحفظ بنص الآية الشريفة انا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظون وبقي القرآن الكريم مصوناً من التحريف والتغيير والتبديل كما نصت على ذلك الروايات والأحاديث الواردة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والائمة عليهم السلام من بعده، ومع ذلك فانه بعض السن اللغط أخذت ترمي القرآن تهم من قبيل إن تغييراً قد طرأ على بعض الكلمات أو ربما الأيات زيادة أو نقصا، وهذه المقولات لا تقصر على فريق من المسلمين دون غيره ولعل الدليل الأقوى على سلامة القرآن مما قذف به من إفتراءات في إمكانية تبديله أو تحريفه أو أنه لم يكن على هذه الصورة التي وصلتنا، هو زمن جمع القرآن حيث أكدت الروايات على وجود الكتاب الكريم في آخر حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كاملاً وكما سنرى في كتاب سماحة الإمام الشيرازي دام ظله الذي جاء غنياً بمادته الروائية ليزيل الشك والإبهام والغموض في هذه المسالة الحساسة من عقيدة المسلمين..
مقدمة المؤلف
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين.

وبعد فهذه جملة من الروايات الواردة في كتاب الوسائل وغيره في فضل القرآن وآدابه ذكرناها تعميما للفائدة، وقدمنا عليها بعض ما يرتبط بجمع القرآن وعدم تحريفه، وانه لم يزد كلمة ولا حرفاً، ولم ينقص منه شيء، فهو اليوم نفس القرآن الذي نزل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وقد جمعه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بهذه الكيفية من ترتيب السور والآيات بأمر من الله تعالى في حياته

نسأل الله سبحانه أن يجعلنا من حملة القرآن إنه سميع مجيب

قم المقدسة

محمد الشيرازي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

الرسول وجمع القرآن

ما يؤيد جمع الرسول للقرآن

ويؤيده ما روي في تفسير علي بن إبراهيم1، عن الإمام الصادق (عليه السلام)، عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) انه أمر علياً (عليه السلام) بجمع القرآن، وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "يا علي القرآن خلف فراشي في المصحف والحرير والقراطيس فخذوه واجمعوه ولا تضيعوه كما ضيعت اليهود التوراة"، فانطلق علي (عليه السلام)، فجمعه في ثوب أصفر، ثم ختم عليه2.

وهذه الرواية تدل على أن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) أمر بجمع القرآن، وعلي (عليه السلام) هو الذي جمعه بأمر مباشر من الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك في حياته (صلى الله عليه وآله وسلم) كما يستفاد من ظاهر الرواية.

وعلى ذلك اتفقت كلمة جمهور فقهاء الشيعة، ففي مجمع البيان نقلاً عن السيد المرتضى قدس سره انه قال: "إن القرآن جمع في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسلم بالشكل الذي هو اليوم بأيدينا،" قال وذكر أيضاً رضوان الله عليه - إشارة للسيد المرتضى قدس سره : "إن القرآن كان على عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مجموعا مؤلفا على ما هو عليه الآن." واستدل على ذلك إن القرآن كان يدرس ويحفظ جميعه في ذلك الزمان، حتى عين على جماعة من الصحابة في حفظهم له، وأنه كان يعرض على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويتلى عليه، وأن جماعة من الصحابة مثل عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عدة ختمات، وكل ذلك يدل بأدنى تأمل على أنه كان مجموعا مرتبا غير مبتور ولا مبثوث3.

وقال بمقالته قبله الشيخ الصدوق والشيخ المفيد قدس سرهما وغيرهما من كبار علماء الشيعة، وقال بمقالته بعده شيخ الطائفة الشيخ الطوسي قدس سره والمفسر الكبير الشيخ الطبري قدس سره المتوفى سنة 548 هـ وباقي علماءنا الأبرار إلى يومنا هذا.

وعن زيد بن ثابت انه قال: "كنا نجمع القطع المتفرقة من آيات القرآن، ونجعلها بأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في مكانها المناسب، ولكن مع ذلك كانت الآيات متفرقة فأمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علياً عليه السلام أن يجمعها في مكان واحد وحذرنا من تضييعها."

وعن الشعبي انه قال: "جمع القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من قبل ستة نفر من الأنصار. وفي الصراط المستقيم قال أنس: جمع القرآن على عهد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أربعة أبي ومعاذ وزيد وأبو زيد4."

وعن قتادة انه قال: "سألت أنساً عن انه من جمع القرآن في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال أربعة نفر من الأنصار ثم ذكر أسماءهم."

وروي عن أنس أيضا قال: "مات النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم يجمع القرآن غير أربعة أبو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وأبو زيد5"

وعن علي بن رباح إن علي بن أبي طالب (عليه السلام) جمع القرآن هو وأبيّ بن كعب في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).
................................
(1) تفسير القمي ج 2 ص451 سورة الناس
(2) بحار الأنوار ج 89 48 ب 7 ح 7 ط بيروت
(3) تفسير مجمع البيان ج1 ص15
(4) الصراط المستقيم ج 3 ص38 فصل النوع الثالث في عثمان
(5) بحار الأنوار ج 92 ص77 ب7

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

حديث ابن عباس في ترتيب القرآن

في المناقب عن ابن عباس انه قال: لما نزل قوله تعالى انك ميت وانهم ميتون1، قال (رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم): "ليتني أعلم متى يكون ذلك" - هذا وهو صلى الله عليه وآله وسلم يعلم الغيب بإذنه تعالى ووحيه - فنزلت سورة النصر، فكان بعد نزولها يسكت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بين التكبير والقراءة، ثم يقول: "سبحان الله وبحمده، أستغفر الله وأتوب إليه،" فقيل له في ذلك، فقال: "أما أن نفسي نعيت إلي، ثم بكى بكاءً شديداً،" فقيل: يا رسول الله أو تبكي من الموت وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ فقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "فأين هول المطلع؟ وأين ضيقة القبر وظلمة اللحد؟ وأين القيامة والأهوال؟" أراد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الإلماع إلى الأهوال لا انه (صلى الله عليه وآله وسلم) يبتلى بها كما هو واضح، ثم قال: فعاش (صلى الله عليه وآله وسلم بعد نزول هذه السورة عاماً2.

ثم نزلت آيات وآيات، حتى إذا لم يبق على ارتحال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من هذه الدنيا سوى سبعة أيام، فنزلت: ((وَاتَّقُواْ يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون))3، فكانت هذه الآية على بعض الروايات هي آخر آية من القرآن الكريم نزل بها جبرائيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله )، وقال له: "ضعها في رأس المائتين والثمانين من سورة البقرة4."

كما ان أول آية من القرآن كان قد نزل بها جبرائيل (عليه السلام) على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) هي قوله تعالى: ((بَسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ))5 - الآيات. فأول آية من القرآن ابتدأ بأول يوم من البعثة النبوية الشريفة، وآخر آية من آيات القرآن اختتم في الأيام الأخيرة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وما بينهما من فترة كان نزول ما بين هاتين الآيتين وتلك الفترة استغرقت مدة ثلاث وعشرين سنة، وهنا ما يلفت النظر ويجلب الانتباه وهو قول جبرائيل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) عند نزوله بالآية الأخيرة - كما في الرواية "ضعها في رأس المائتين والثمانين من سورة البقرة" - فإنه صريح في أن الله تعالى أمر نبيه بجمع القرآن، وبترتيبه ترتيباً دقيقاً حتى في مثل ترقيم الآيات، وقد فعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ذلك في حياته (صلى الله عليه وآله وسلم) كما أمره الله تعالى، ولم يكن (صلى الله عليه وآله وسلم) ليترك القرآن متفرقاً حتى يجمع من بعده.

وهل يمكن للرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) مع كبير اهتمامه وكثير حرصه على حفظ القرآن الكريم أن لا يقوم بجمع القرآن وترتيبه، وأن يتركه مبعثراً في أيدي المسلمين، ويوكل جمعه إليهم، مع أن الوحي أخبره بقوله انك ميت وانهم ميتون6؟

فهل يصح أن يكون (صلى الله عليه وآله وسلم) حريصاً على القرآن من جهة حتى انه (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يأمر بحفظ القرآن، والاهتمام به، والتحريض على تلاوته، والعمل به وخاصة في أيامه الأخيرة ، حيث كان يقول مراراً وبألفاظ مختلفة متقاربة: "إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً"7، وأن لا يجمع القرآن ويتركه مبعثراً من جهة أخرى؟ بل أليس القرآن هو دستور الإسلام الخالد ومعجزته الباقية على مر القرون والأعصار إلى يوم القيامة؟ ومعه هل يعقل أن يتركه (النبي صلى الله عليه وآله وسلم) مبعثراً من دون أن يجمعه؟

أم كيف يأذن الله تعالى لنبيه بأن لا يقوم بجمعه؟ مع انه تعالى يقول: (( إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَه وَقُرْآنَه))8، ويقول سبحانه أيضاً: ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون))9، فعلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) إبلاغ القرآن مجموعاً ومرتباً إلى الناس كافة كما جمعه الله تعالى ورتبه.

إذن فهذا القرآن الذي هو بأيدينا على ترتيبه وجمعه وترقيم آياته وترتيب سوره وأجزائه هو بعينه القرآن الذي رتبه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وجمعه للمسلمين في حياته (صلى الله عليه وآله وسلم)، وذلك بأمر من الله تعالى، لم يطرأ عليه أي تغيير وتحريف أو تبديل وتعديل أو زيادة ونقصان.
......................
(1) سورة الزمر 30
(2) راجع بحار الأنوار ج22 ص471 ب 1 ح 20 وراجع المناقب ج1 ص234 فصل في وفاته ص عن ابن عباس والسدي لما نزل قوله تعالى إنك ميت وإنهم ميتون قال رسول الله ص ليتني أعلم متى يكون ذلك فنزلت سورة النصر فكان يسكت بين التكبير والقراءة بعد نزولها فيقول سبحان الله وبحمده أستغفر الله وأتوب إليه فقيل له في ذلك فقال أما أن نفسي نعيت إليّ ثم بكى بكاءً شديدا فقيل يا رسول الله أو تبكي من الموت وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال فأين هول المطلع وأين ضيقة القبر وظلمة اللحد وأين القيامة والأهوال فعاش بعد نزول هذه السورة عام
(3) سورة البقرة 280
(4) تفسير شبر ص 83 سورة البقرة
(5) سورة العلق 1
(6) سورة الزمر 30
(7) فقه القرآن ج1 ص63 وليس فيه بعدي أبداً وراجع إرشاد القلوب ص340 وفيه إني مخلف فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي هما الخليفتان فيكم وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض وراجع نهج الحق ص394 الفصل الثاني وفيه إن رسول الله ص قال إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي لن تضلوا ما إن تمسكتم بهما ولن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض
(8) سورة القيامة 17
(9) سورة الحجر 9

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

الشواهد الأخرى

سورة الفاتحة


منها تسمية سورة الحمد بسورة الفاتحة في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يعني إنها فاتحة القرآن، مع أنها لم تكن السورة ولا الآيات الأولى التي نزل بها الوحي على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

فتسميتها بفاتحة الكتاب في عهده (صلى الله عليه وآله وسلم) تشير إلى أن الكتاب كان مجموعاً بهذا الشكل الموجود بأيدينا اليوم، وكانت سورة الحمد فاتحته كما هو اليوم فاتحته أيضاً.

حديث الثقلين

ومنها إن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كان يقول في حديث الثقلين المروي عن الفريقين متواتراً: "إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً"1. فالكتاب الذي يخلفه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) في أمته هو الكتاب المجموع والمرتب لا الآيات المتفرقة، إذ لا يطلق عليها الكتاب2.

وقد سبق الله تعالى رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا التعبير، حيث أطلق مراراً وفي آيات متعددة كلمة "الكتاب" على القرآن إشارة إلى انه مجموع ومرتب عنده تعالى في اللوح المحفوظ - كما قال به بعض المفسرين، وانه تعالى أطلع رسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) على جمعه وترتيبه لديه، وأمره بأن يجمع القرآن على ما هو مجموع في اللوح المحفوظ، ويرتبه وفق ترتيبه، وفعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ذلك.

قال تعالى: ((وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُّصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنذِر أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِه وَهُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُون))3

وقال سبحانه: ((وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّة فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ))4

وقال عز وجل: ((يَا أَهْلَ الْكِتَاب قَدْ جَاءكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيرًا مِّمَّا كُنتُمْ تُخْفُونَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَاب مُّبِين))5

وقال سبحانه: ((وَهَـذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوه وَاتَّقُواْ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُون))6

وقال عز وجل: ((كِتَابٌ أُنزِلَ إِلَيْكَ فَلاَ يَكُن فِي صَدْرِكَ حَرَجٌ مِّنْه لِتُنذِرَ بِهِ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِين))7

وقال تبارك وتعالى: ((كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِير))8

وقال عز من قائل: ((كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَات إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيد))9

ختم القرآن


ومنها ما ورد من أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بختم القرآن في شهر رمضان وفي غيره من سائر الأيام وبيان ما لختمه من الفضيلة والثواب، ولولا أن القرآن مجموع ومرتب لم يكن لختم القرآن معنى، لأن الختم يقال لما يبدأ من أوله وينتهي بآخره10.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): "من ختم القرآن فكأنما أدرجت النبوة بين جنبيه ولكنه لا يوحى إليه"11. وقال (رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم): "إن المؤمن إذا قرأ القرآن نظر الله إليه بالرحمة، وأعطاه بكل آية ألف حور، وأعطاه بكل حرف نورا على الصراط، فإذا ختم القرآن أعطاه الله ثواب ثلاثمائة وثلاثة عشر نبيا بلغوا رسالات ربهم، وكأنما قرأ كل كتاب أنزل الله على أنبيائه، وحرم الله جسده على النار، ولا يقوم من مقامه حتى يغفر الله له ولأبويه."12 - الحديث.

حتى أن عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب وغيرهما قد ختموا القرآن عند رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عدة مرات، واذا لم يكن القرآن مجموعاً في عهده (صلى الله عليه وآله وسلم) كيف ختموه عنده؟

قال في متشابه القرآن، وقد ثبت أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قرا القرآن، وحصره، وأمر بكتابته على هذا الوجه، وكان يقرأ كل سنة على جبرائيل مرة، إلا السنة التي قبض فيها فإنه قرأ عليه مرتين، وأن جماعة من الصحابة ختموا عليه القرآن، منهم أبي بن كعب وقد ختم عليه ابن مسعود عشر ختمات13.

وقال العلامة المجلسي قدس سره في بحار الأنوار: "روى البخاري ومسلم ابن حجاج والترمذي في صحاحهم وذكره في جامع الأصول عن أنس، قال: جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب ومعاذ بن جبل وأبو زيد وزيد يعني ابن ثابت"14.
.........................
(1) راجع بحار الأنوار ج13 ص147 ب7 ح111 وفيه إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي وأنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض
(2) ورد في لسان العرب مادة كتب الكتاب اسم لما كتب مجموعاً وفي المنجد مادة كتب الكتاب ما يكتب فيه سمي بذلك لجمعه أبوابه وفصوله ومسائله
(3) سورة الأنعام 92
(4) سورة الأنعام 59
(5) سورة المائدة 15
(6) سورة الأنعام 155
(7) سورة الأعراف 2
(8) سورة هود 1
(9) سورة إبراهيم 1
(10) ورد في لسان العرب مادة ختم ختم فلان القرآن إذا قرأه إلى آخره وفي معجم الوسيط ختم الشيء أتمه وبلغ آخره وفرغ منه يقال ختم القرآن وفي المنجد الختم قراءة الكتاب كله
(11) الكافي ج2 ص604 ح5
(12) بحار الأنوار ج89 ص17 ب1 ح18
(13) متشابه القرآن ج2 ص7
(14) بحار الأنوار ج89 ص77 ب 7 بيان

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ

بين المحراب والمنبر


ومنها ما ورد من أن القرآن كله كان مكتوباً موضوعاً بين المحراب والمنبر وكان المسلمون يكتبون منه.

عرض القرآن على رسول الله


ومنها ما ورد من أن جبرائيل عليه السلام كان يعرض القرآن على رسول (الله صلى الله عليه وآله وسلم) كل عام مرة، وعرضه عليه (صلى الله عليه وآله وسلم) في عامه الأخير مرتين، فإذا لم يكن القرآن مجموعاً كيف يعرض عليه كاملة في السنة مرة أو مرتين؟ وفي الحديث انه لما أحس النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالمرض الذي اعتراه أخذ بيد علي (عليه السلام) وقال: "أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم، وأن جبرائيل كان يعرض عليّ كل سنة مرة، وقد عرض عليّ العام مرتين ولا أراه إلا لحضور أجلي."1

وقال (صلى الله عليه وآله وسلم): "إن جبرائيل كان يعرض عليّ القرآن كل سنة مرة، وقد عرضه العام مرتين ولا أراه إلا لحضور أجلي."2

حفظ القرآن


ومنها ما روي من أن جماعة من الصحابة كانوا قد حفظوا القرآن كله في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم3، وإلا فكيف يحفظ كله ما لم يجمع؟ ولا يخفى ذلك على من راجع تفسير القرآن للعلامة البلاغي قدس سره، ولوالدي رحمه الله4 كلمة حول ذلك طبعت في إحدى أعداد أجوبة المسائل الدينية5 في كربلاء المقدسة.

أحاديث موافقة لكتاب الله


ومنها ومما يدل على أن هذا القرآن بنفسه هو الذي نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) من غير تحريف ولا زيادة ولا نقصان، الروايات التي تأمر بعرض الأحاديث المروية عن الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وعن أهل بيته (عليهم السلام) لمعرفة غثها من سمينها على القرآن الكريم، وتقول ما وافق كتاب الله فقد قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، وقاله أهل البيت (عليهم السلام)، وما خالف الكتاب فهو زخرف وباطل، وانهم لم يقولوه.

فقد أحالتنا هذه الروايات إلى هذا القرآن الذي هو بأيدينا لمعرفة الحق من الباطل، مما يدل على سلامته من كل زيادة ونقيصة وتبديل وتحريف، وإلا فالكتاب المحرف لا يصلح لأن يكون مرجعاً لمعرفة الحق من الباطل.

فعن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: "قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): إن على كل حق حقيقة، وعلى كل صواب نورا، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالف كتاب الله فدعوه."6 وعنهم (عليهم السلام): "إذا جاءكم منا حديث فاعرضوه على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالفه فاطرحوه أو ردوه علينا."7 وعنهم (عليهم السلام): "إذا جاءكم عنا حديثان فاعرضوهما على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فخذوه، وما خالفه فاطرحوه."8 وعنهم (عليهم السلام): "ما أتاكم عنا فاعرضوه على كتاب الله، فما وافق كتاب الله فخذوا به، وما خالفه فاطرحوه."9

هذا، وقد سبقت الإشارة إلى أن هناك آيات وروايات كثيرة تدل على أن القرآن نزل على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مرتين، مرة نزل بمجموعه على قلب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) كما قال تعالى: ((إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْر))10، ومرة نزل عليه نجوماً ومتفرقاً عبر ثلاث وعشرين سنة في المناسبات والقضايا المتفرقة، والنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قد وعى قلبه القرآن الذي نزل عليه أولاً مجموعاً ومرتباً، فجمع القرآن الذي نزل عليه ثانياً نجوماً ومتفرقاً حسب جمع القرآن الأول، ورتبه وفق ترتيبه، وهو بعينه القرآن الذي بأيدينا اليوم.

إلى غير ذلك مما يشير بمجموعه إلى أن هذا القرآن الذي هو اليوم بأيدينا هو القرآن الذي جمع بأمر من الله ورسوله (صلى الله عليه وآله وسلم) في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) بهذه الكيفية الموجودة، لم يزدد حرفاً، ولم ينقص حرفاً، ولم يتغير شيء منه، ولم يتبدل أبداً، كيف وقد قال تعالى: ((لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِن خَلْفِه))11، وقال سبحانه ((إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُون))12.
...........................

(1) قصص الأنبياء للراوندي ص357 فصل 13
(2) بحار الأنوار ج22 ص466 ب1 ح19 والبحار ج22 ص471 ب1 ح20
(3) وفي بحار الأنوار ج41 ص147 ب107 ح45 اتفق الكل على أن أمير المؤمنين عليه السلام كان يحفظ القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
(4) هو آية الله العظمى السيد ميرزا مهدي الشيرازي قدس سره
(5) نشرة دينية كانت تصدر في كربلاء المقدسة بأمر من الإمام الشيرازي وكان يشرف عليها الأفاضل من العلماء
(6) الكافي ج1 ص69 ح1
(7) التهذيب ج7 ص274 ب21 ح5
(8) الاستبصار ج1 ص190 ب112 ح9
(9) الاستبصار ج3 ص157 ب103 ح5
(10) سورة القدر 1
(11) سورة فصلت 42
(12) سورة الحجر 9

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ
يتبع
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة الربعاوي ; 16-06-06 الساعة 09:13 AM.

الربعاوي غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف تحفظ القران الكريم ؟؟؟ ولد تاروت منتدى القرآن الكريم 2 27-10-08 03:28 PM
برنامج القرآن الكريم ..كل ما عليكم هو اختيار السورة المطلوبة حسين الرويعي منتدى الثقافة الإسلامية 3 08-05-02 02:50 PM
الى كل من يعشق القرآن الكريم أقدم ...... الصراط المستقيم المنتدى الثقافي والأدبي 2 06-05-02 04:12 AM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 01:24 AM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited