على ضفاف بحيرة عانقت فيها طيور سعادتي ...
افترشت وسادة ذكرياتي ..
في كل قطرة ماء و وردة حمراء ...
نظرت فيها للبحر الذي شاركني الذكريات ...
مخلوق غامض ...
يرحب بكل من حوله لدرجة أن حتى من يسكنه يصعب عليه فراقه ..
عجبآ لهذا المخلوق و سبحان من خلقه ...
حكايتي بدأت عندما التقيته هنا في هذا المكان ..
على ضفاف بحيرة ...
رسمنا على شطآنها اسمينا ...
على ضفاف البحيرة ... رسمنا للألم و الدمع و الحب و السعادة عنوان ...
على هذا الكرسي ... تحادثنا كما الطفلان ..
تسامرنا كما الأخوان ...
تعاهدنا على زمن النسيان إن لا يقودنا للهجران ...
امتعضنا من لحظات القلق و الخوف من الكائنات المحيطة بنا ...
و لكن دافع الحب الذي يمتلك قلبينا جعلنا لا ننتهي ...
سلسلة لا تنتهي من كلمات الحب و الغزل و الهيام ..
في كل يومٍ يسمعنيها فأطرب و أطرب و أغرق لحد الثمالة ...
أخذ بمفاتيح قلبي و كان ماهرآ في انتقاء أحرفه و أبياته ...
تلاعب بألفاظه ختى تهتُ أيِ الطرق أسلك ؟؟؟؟
أغرقني في بحر حبه ... حتى بت لا أقاوم فراقه ...
ذلل لي كل الصعاب ..
هدايا ... رسائل .. ورود .. شمعدانات .. قلوب ماسية ..
امتلك قلبي بمفاتيحه و أقفل عليه فتربع على عرش ٍ لن يدخله سواه ...
لم أرى في الدنيا غيره ..
كان هوائي .. بلسمي .. و طريقي الذي أرى به الدنيا ....
بعد مضي سنة و بضعة شهور .. طلب مني ما لم أستطع تنفيذه ...
و هو " ان ادخل معه في شرك الغواية "
امتنعت في كل مرة .. حتى تطور به الأمر و قطع اتصالاته ..
لم أضعف .. فكنتُ أخاطب نفسي ب " أن لو كتب لهذه العلاقة الإستمرار فلن ينتهي بي المطاف
لأن ادخل في شرك الشيطان , و إن كان فعلآ يدعي ما يقول من حبٍ و غيره فلن يرضى لي بفعل
ما يغضب ربي و سيخاف عليّ أكثر من نفسه ....."
كنتُ أصبر نفسي .. مع ان جبروت حبه طغى بالكامل على قلبي .. لكنني جعلت من هذا الحب
مرشدي في عدم إضلال الطريق ...
عاد يهاتفني و نحى منحىً آخر لكي يلبي رغبته في غوايتي و إصطيادي ...
و لكنني فهمت جلّ رغباته فقد أصبح لي كتابآ مفتوح ...
أخذت أكيد له " بكيد النساء "
أجريتُ بضعة إختبارات و في كل مرة يفشل فيها ..
و لكنني أحببتُ أن يقتنع قلبي لا عقلي بفكرة أنه منحط أخلاقيا حتى يتوصل قلبي
للنقطة الأخيرة و هي نسيانه ....
و في الإختبار الأخير و قع !!!!! :قليل حيا
في هذه المرة قررت أن اخبره بأنني مريضة " و لحسن حظي كان سهل المنال "
و أنني أحتاج لعملية بأسرع وقت ممكن ...
في البداية صعق بالخبر و طبعآ ككل من يسمع يحاول أن يتباكى و يتأثر بالموقف ...
أخبرته أن موعد العملية بعد أسبوع ...
في اليوم الأول كان يتصل .. أما بعدها فبدأ بالتقهقر ...
في نفس الليلة أخبرني فيها و كنتُ أوهمه بأنني مريضة جدآ فقال :
- بماذا أستطيع ان أساعدك ؟؟ أطلبي مني أي شيء و ستجدينه .. أعدكِ !!!!!
قلتُ له :
- أعطني حياتك كي أعيش ... أعطني قلبي الذي دمرته ...
أعطني الحب الذي كنت تستهين به ..
و نزلت عليه كلماتي كالصاعقة .... و أغلق السماعة بدون رجعة ...
كنت أتوقع أسوء النتائج .. و فعلآ ...
لم يكترث و اخذ بمصاحبة اخرى !!!!!!!!!
وبعد هذه الحادثة رجعتُ لنفسي التي ضيعتها مع شخص حطم أشرف و أقدس
ملكة يمتلكها البشر و هي الحب ...
و كانت هذه آخر ما شاركته مع ضفاف البحيرة ......
.................................................. .............
كانت هذه من مئات القصص التي نسمعها و قلما مانرى أناس يتحدثن عنها سواء من قريب
أو من بعيد ...
هذه القصة واقعية مليون في المئة على لسان الضحية بل الذكية التي لم ترضخ لهكذا
استفزاز من قبل شبابنا اليوم ...
و انا في مقامي هذا أهنئها على جرأتها و ذكائها في التعامل مع هذا الموضوع ...
تحياااتي الرومانتكية ....
أتمنى ان تعجبكم و في انتظار آرائكم النيرة ..
دمتم في رحاب الله ...