New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > منتديات العلوم الدينية > منتدى الثقافة الإسلامية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 12-02-04, 05:24 PM   #1

روح الاْمل
مبتدئ  







رايق

الإيمان.. الطريق إلى شاطئ السعادة


الإيمان.. الطريق إلى شاطئ السعادة

السلام عليكم ورحمة الله .
حبيت اشارك معكم وهذه اول مشاركه لي في المنتدى وان شاء الله افيد وستفيد معكم وتقبلوا تحياتي.
الايمان ... الطريق الي شاطئ السعاده.
آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي

عندما تصل النفس إلى شاطئ الإيمان وتتنسم نسيم الوحدانية المطلقة فهناك يستشعر الإنسان الراحة ، وعندما تجد النفس نور الإيمان وتنعم بالاتصال الروحي بالله عز وجل فحينئذ يزول القلق والاضطراب منها ، فتسعد وتطمئن بضالتها التي عثرت عليها.

يقول سيد الشهداء أبو عبد الله الحسين عليه السلام وهو يناجي ربه في دعاء عرفة : (ما فقد من وجدك ، وما الذي وجد من فقدك) ، فالذي لا يعرف ربه ولا يجده من خلال الإيمان فإن قلبه سيبقى خاويا فارغا مليئا بالتوتر وان أعطيته الدنيا وما فيها ، ولعل في الحياة شواهد كثيرة تبرهن على صدق هذه الحقيقة.

والإنسان الذي لا يريد بلوغ الحقيقة العظمى ، ولا يريد لقلبه هدوء اليقين والطمأنينة ، ويصر على ضلاله وغيه ، فإنما هو نموذج للإنسان المغرور الذي خاطبه الله عز وجل قائلا : (يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم* الذي خلقك فسواك فعدلك) [الانفطار/ 6-7].

إن ابن آدم لابد أن يبحث عن ربه ـ من حيث يدري أو لا يدري ـ فمرة يهتدي ، وتستقر روحه وتطمئن نفسه ويستريح قلبه المتعب ، ومرة يخطئ الطريق فيضل ، وقد يهتدي من بعد ذلك ان أبصر النور وفتح قلبه للهداية ، وقد يصر على الضلالة فيزداد تيها وخسرانا.

ولا توجد ساعة ألذ وأحلى عند أولئك المهتدين من ساعة يختلون فيها مع ربهم فيدعونه ويناجونه ويتضرعون إليه بقلوب صهرها حب المعشوق السرمدي فإزدادت تعلقا به سبحانه.
ولاشك ان ليس هناك مثل النبي صلى الله عليه وآله والأئمة المعصومين عليهم السلام في دعائهم ومناجاتهم وانصرافهم إلى ربهم ، وانشغالهم عن الدنيا الا عن ما أحل لهم الله تعالى من طيباتها واقتضته ضرورة الحياة ، فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يصلي ليله ونهاره ، وانها لأكبر متعة وأجمل لحظات عند رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام عندما يختلون بربهم الكريم يناجونه ويدعونه بقلوب ملؤها الخشوع ، وعيون تنساب منها الدموع ، وحناجر يزفر منها الأنين ، وجوارح يهزها الحب والحنين.

وقد كانت فاطمة الزهراء عليها السلام إذا وقفت ساعة الصلاة طال وقوفها حتى تتورم قدماها وكذلك ولداها الحسن والحسين عليهما السلام ، فإما المجتبى فقد كان إذا نهض وتهيأ للصلاة أصفر وجهه وارتعدت فرائصه حتى يكاد ينكره من عرفه من أصحابه.

ولو تعرضنا لحياة الإمام زين العابدين عليه السلام فيكفي ما أطلق عليه من الكنى والألقاب دليلا وشاهدا على عظيم عبادته ، فهو زين العابدين وسيد الساجدين حتى غدت عبادته وانشداده إلى الله سبحانه وتعالى مثلا في العالمين.

وهكذا فإننا لم نخلق لكي نأكل فنشبع ، ونشرب لنرتوي ، ولا لننام ونشبع غرائزنا الحيوانية ، بل خلقنا لنكون (خليل الله) وكليمة ولنكون كما قال الله تعالى في حديث قدسي : (عبدي اطعني تكن مثلي أقول للشيء كن فيكون وتقول للشيء كن فيكون).

فالهدف هو بلوغ الكمال والمعرفة الإلهية ، وما الحياة وما فيها من حركة ونشاط وعمل الا وسيلة لبلوغ هذا الكمال ، وأسباب للاستمرار في الحركة التكاملية للإنسان.

وحقا فإن الإنسان ـ ساعة الموت ـ ينفض يديه من كل شيء ولا يبقى له الا عمله ، وما بلغه من درجات في رحلة الكمال ، فأما ان يموت وهو لا يعرف شيئا من الحقائق القدسية بل وهو غارق في التيه والضلال ، واما أن يموت بنفس مطمئنة ترجو رحمة وغفران ربها بما عرفته من الدين والكمال ثم عملت بحسب معرفتها هذه.

ان الله سبحانه وتعالى يريد من العبد حين يدعوه ويلهج بثنائه وحمده وذكره لأسمائه الحسنى والتوسل بها ان يرفع من شأنه وقدره ومنزلته عنده ، ولذلك فإن أسمى الأهداف وأنبلها جميعا وأعظم نعم الله على الإنسان في هذه الدنيا ان يبلغ هذا الإنسان بإيمانه وتقواه وورعه ومعرفته لربه مقام القرب منه تعالى وتأسيسا على ما سبق فإن الحياة الدنيا وما فيها من مشاغل مادية ليست هي الغاية بل هي وسيلة لبلوغ الإيمان ، ونيل رضا الله عز وجل بالشكر والحمد والثناء.

تحياتي للجميع
روح الاْمـــــــــــــل.

روح الاْمل غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 04:00 AM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited