"مستقبلي" يعرض تجربة سبع سنوات من الخدمة للجيل الواعد
إعداد/ سلمان العيد - 28/05/2013م
الجشي: هدفنا رفع نسبة الإبداع، والحد من السلبية في المجتمع
الزاير: معرفة المسار الأكاديمي رسالة نسعى لإيصالها
الشماسي: في كل عام يسجل "مستقبلي" فعاليات أكثر إبداعاً ضمن إنجازاته
المحروس: "مستقبلي" برنامج اجتماعي لا ينهض إلا بدعم أهله
الصفار: مبادرة "مستقبلي" تُشيع الفخر و الإعتزاز في نفوسنا
نصر الله: البرنامج يؤكد وجود فئات قادرة على قراءة المستقبل
استضاف منتدى حوار الحضارات بمحافظة القطيف مساء أمس الأول السبت (18/مايو/2013 الموافق 8/رجب/1434) أمسية تعريفية بعنوان (برنامج مستقبلي: أنموذج لمؤسسات المجتمع المدني) برعاية فؤاد نصرالله للبرنامج المعروف اختصارا بــ "مستقبلي" حيث حضرها لفيف من الشخصيات الاجتماعية من الجنسين، وتم خلالها عرض تجربة البرنامج بعد مرور سبع سنوات على انطلاقته.
وقال مدير الأمسية الأستاذ صادق الجشي إن (مستقبلي) برنامج متخصص يعني بالشأن الثقافي والتنموي للشباب من كلا الجنسين، فكلنا يرى ويسمع عن الظواهر السلبية التي نعاني منها، وكلنا يلعن الفقر والجهل والجريمة، ومع اتفاقنا على أن الظواهر السلبية لا تمثل سوى 10% بل أقل من ذلك، وأن هناك الكثير من اللجان والجمعيات التي تقاوم الفقر والجهل، لكن هناك نسبة قليلة أيضا (أقل من 10%) تعنى بمجالات المتميزين، و 80% هم شريحة المجتمع، وما نريده هو ألا تزيد نسبة الــ 10% من المجتمع التي تتبنى العمل السلبي و يكون مجتمعنا أسوأ مما هو عليه، من هنا كان علينا التفكير بشكل جدي لإصلاح مجتمعنا وأحوالنا، فانطلقت هذه الفكرة لدعم المبدعين و لكي يصبح المستقبل زاهرا.
حيث أن البرنامج يسعى لتحقيق رؤيته و هي: :"تبوء مركز الريادة في تطوير رعاية البرامج الشبابية المتميزة بجودة عالية لتعميق المشاركة الفعالية في التنمية الاجتماعية"، و ذلك من خلال رسالته: "الشباب في خدمة المجتمع"، و أيضا في ظل شعار: "معرفة .. آفاق .. مستقبل"
و تبعا لذلك تحدث خلال الأمسية الأخ حسام الزاير واستعرض كافة الفعاليات التي يقوم بها البرنامج، مشيرا إلى أن "مستقبلي" يستهدف "خريجي الثانوية من كلا الجنسين لرفع مستوى الوعي نحو اختيار التخصص الصحيح، كما يستهدف طلبة الكليات و الجامعات و مختلف شرائح المجتمع من خلال نشاطات متعددة ومدروسة على جميع المستويات و على مدار العام لبناء جيل متمكن واعد".
وأضاف بأن نشاط البرنامج يمر عادة بعدة مراحل، تتمثل المرحلة الأولى في استقراء الاحتياج ثم الإثراء من خبرة 7 أعوام ليُصمم القالب الأمثل لما تم دراسته في مرحلة التخطيط، و يعقب ذلك مرحلة التنفيذ المتميز و بتجديد مستمر في الفعاليات و الأنشطة، و بمرحلة المراجعة وتقويم الأداء يحافظ العمل على الرقي و التطور.
كما ذكر أن من الفعاليات التي يقوم بها البرنامج هي (الزيارات المدرسية) حيث يُقدم "مستقبلي" برنامجا تدريبيا تفاعليا ذا جودة عالية لأكثر من 3000 مستفيد عبر زيارات منظمة ومنسقة لقرابة 31 مدرسة ثانوية في المنطقة للبنين والبنات خلال العام الدراسي، آملين أن يتمكنوا من الوصول إلى جميع مدارس المنطقة، حيث يضع ممثلو "مستقبلي" الطلبة أمام سيناريوهات افتراضية للخيارات المحتملة بعد التخرج من أجل مساعدتهم على صناعة القرار بشكل سليم، وهذا من الفعاليات التي تتم طوال العام.
وتطرق إلى فعالية (الرحلات الميدانية) حيث يتم العمل على إعداد مجموعة من الرحلات التعليمية والممتعة بشكل دوري إلى أماكن العمل من مستشفيات و شركات و مؤسسات، و ذلك ليتعرف الطالب على بيئة العمل لعدد من التخصصات، و كذلك زيارة المعارض و المؤتمرات العلمية مثل المعرض و المؤتمر الدولي للتعليم بالرياض. فضلا عن إقامة البرنامج معرضه السنوي بمسمى (معرض مستقبلي) و الذي يحفل بفعاليات و أنشطة توعوية تهدف للتعريف بالتخصصات الأكاديمية و تهيئة الخريجين لمرحلة ما بعد الثانوية،
يضاف إلى ذلك فعالية (الملتقى التعليمي) الذي يحوي 35 ركنا يشرف عليه طلاب و طالبات المرحلة الجامعية، يعرضون عبرها تخصصاتهم و طبيعتها و تجربة الحياة الجامعية، و كل ذلك بهدف إعطاء تصور كاف للخريجين عما ينتظرهم، ويجيب على استفساراتهم.
وذكر بأن "مستقبلي" ينفذ برامج سميت بـ (البرامج التفاعلية) يقيمها من خلال مجموعة من الخبراء والمتخصصين في مختلف التخصصات الصحية والهندسية والإدارية والتقنية بطرق عرض حديثة وجذابة ضمن محاور مميزة وتفاعلية.
كما يصاحب المعرض مجموعة من الملتقيات المساندة التي ينفذها البرنامج و يسعى لإقامتها منها: (ملتقى الإبداع، وملتقى ذوي الاحتياجات الخاصة، ومعرض الإبتعاث، و ورش العمل المتنوعة)، و لكل فعالية من هذه الفعاليات أنشطة خاصة، إذ يتم ـ من خلال ملتقى الإبداع ـ الاحتفاء بالمبدعين من أبناء المنطقة من جميع المجالات و التخصصات عبر إقامة نشاطات خاصة تتناول موضوعات إبداعاتهم من تجارب حية تحث أبناء المجتمع على اكتشاف هذه الإبداعات، وتنميتها. في حين يتم ـ من خلال ملتقى ذوي الاحتياجات الخاصة ـ خلق آفاق جديدة تمكنهم من تجاوز العوائق، عبر استضافة قصص نجاح تعزز من روح مواصلة المسير نحو الإبداع وبناء الفرص.
وقال الزاير إن اهتمام البرنامج لا يتوقف عند هذا الحد بل يولي عناية بالمبتعثين, فهناك (معرض الإبتعاث) حيث يستضيف مجموعة من الطلبة المبتعثين وعددا من الخبراء بمجال الإبتعاث لإعداد برنامج متكامل للخريجين المقبلين على الدراسة بالخارج للتعرف على أبرز المصاعب والتحديات بالتجهيز الفعلي لهذه المرحلة. مضيفا بأن البرنامج ينفذ مجموعة من ورش العمل على مدار العام بهدف تطوير الذات يستهدف عبرها جميع شرائح المجتمع .
و لفت إلى أن البرنامج سيصدر (دليل التخصصات الأكاديمية) في نسخته الثالثة متضمنا أكثر من 90 تخصصا أكاديميا بمشاركة أكثر من 100 متطوع ومتطوعة، كما أن لدى البرنامج موقع على الشبكة العنكبوتية يتم من خلاله التعريف بكافة الفعاليات أمام المتلقي والمستفيد، و كذلك سيدشن في الأسابيع القليلة القادمة تطبيقه الإلكتروني الخاص به للهواتف الذكية.
بعد ذلك تحدث الأخ عبدالله الشماسي عن أنشطة البرنامج و إنجازاته وقال أن طموحنا المزيد من التغيير للأفضل، ففي كل عام يصنع طاقم مستقبلي فعالية مميزة جديدة تختلف عن العام الذي قبله، تُضاف بالطبع إلى الفعاليات التي تقام على مدار العام، ففي عام 2008 تمت استضافة القنصل الأمريكي وممثل المكتب البريطاني وتم الحديث عن العديد من الهموم المشتركة. وفي عام 2010 انطلقت فعاليات البنات،
و استمرت مدة الفعاليات الموجهة للأولاد بالإزدياد، و في عام 2011 ترشح "مستقبلي" لنيل جائزة الملك خالد للأعمال الخيرية على مستوى المملكة، وفي عام 2012 أنُجز الفلم التعريفي "مصنع مستقبلي و الذي يُعرف بأكثر من 30 تخصص هندسي و إداري من تنفيذ مؤسسة قيثارة،
وفي عام 2013 و بالرغم من أن المعرض السنوي لم يبدأ بعد, إلا أن التميز عنوان هذا العام مجدداً حيث قمنا بزيارة كافة مدارس القطيف الثانوية و كذلك معرض التعليم العالي بالرياض، و بذلك يكون عدد المستفيدين من خدماتنا هو 13500 خلال سبعة أعوام، منهم 3360 في العام الجاري و قبل بداية (معرض مستقبلي) السنوي.
كما نوه على أن الإستهداف في 2007 كان متواضعاً ب 5 مدارس ثانوية للأولاد, مواصلاً رؤيته الطموحة ففي العام الحالي تمكن "مستقبلي" من الوصول لـ 41 مدرسة ثانوية للبنين و البنات، لافتا إلى أن النشاط كان في بدايته في القطيف، لكنه استقطب جمهوراً من الدمام و الجبيل و الخبر و الأحساء و المدينة المنورة، مع الإشارة لتوزيع 400 نسخة من دليل التخصصات الأكاديمية 2011 في المدينة المنورة, مشيراً لنفاذ كافة نُسخ الإصدار الثاني من دليل التخصصات الأكاديمية رغبةً في إقتنائه.
و أضاف أننا نعمل على تقييم الأداء من خلال استطلاع رأي المستفيدين أنفسهم، و نسعى دوماً لتحقيق نسبة عالية من الرضا لمختلف الفعاليات و الأنشطة.
و ذكر بأن إنجازات "مستقبلي" و أرقامه على مدى 7 أعوام تحمل في طياتها إبداعاً مستمر، يتمثل في إخلاص الشباب بالعمل، و الالتزام الكبير في عملهم التطوعي, سجله
ثم تحدث الدكتور محمد المحروس الذي أكد على هذا البرنامج خيري تطوعي على المجتمع أن يقف معه، خاصة وأن هناك رغبة لدى العاملين في البرنامج للتطوير، واستقطاب المزيد من الكوادر للعمل التطوعي من الجنسين، كما أنه من البرامج الاستشارية التي تقدم التوصيات وبالتالي تخفف من معاناة الطلاب وتبدد مخاوفهم وتحدد لهم آفاق حياتهم المستقبلية.
وتحدث الشيخ حسن الصفار بكلمة مختصرة قال فيها إن مما يبعث على التفاؤل والأمل هو أن نرى مثل هذه المبادرات، وأعتقد إننا نتحمل مسؤولية كبيرة في دعمها وتشجيع مثيلاتها، فحينما يرى الشاب مبادراته تحظى بالدعم فسوف يفكر في مبادرات أخرى، و إذا لم يحظ بذلك فقد يشعر بشيء من الإحباط. وأبدى الشيخ الصفار استعدادا لدعم هذا البرنامج من كافة النواحي، و يرى أن من واجبه الشرعي و الاجتماعي الوقوف مع هذه المبادرات الاجتماعية المميزة.
وتحدث خلال الأمسية من جانب الحضور الرجالي عبدالمجيد إسماعيل الذي أشاد بفكرة البرنامج وقال إننا نحتاج إلى أن نفكر في دعم مثل هذه البرامج ماديا و معنويا.
من جانبه دعا السيد فاضل الشعلة إلى مساهمة اجتماعية و مالية داعمة و حقيقة لهذا البرنامج لأننا جميعا نستفيد من مخرجات هذا البرنامج.
وتطرق المرشد الطلابي الأستاذ حسين العوى إلى الدور الكبير الذي تلمسه شخصيا للمجهودات التي يقدمها طاقم "مستقبلي" على مدى الأعوام الماضي من دورات توجيهية و ورش عمل نوعية و فعاليات مميزة.
وفي الختام تحدث راعي منتدى حوار الحضارات الإعلامي فؤاد نصر الله بأن هذه الفعالية تؤكد على أن هناك كوادر وطنية قادرة على الفعل وعلى صناعة المستقبل, مقدما خالص شكره وتقديره للحضور وللقائمين على برنامج مستقبلي.