السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أن الامام المهدي عجل الله فرجه هو الذي سيترك الامان والسلام يعم على العالم وعلى شيعة الله محمدعليه افضل الصلاة والسلام...
فإن نهاية الصراع بين الحق والباطل، والعدل والظلم، تقتضي بأن يحكم أهل الحق والعدل على الكرة الارضية، وبذلك يقضون على كل مظاهر الفساد والظلم، والتي منها الخوف وعدم الأمان.
ولا يتحقق ذلك إلا في دولة آخر الزمان وعلى يد الإمام الثاني عشر المهدي المنتظر(ع)، فهناك يكون الأمن السياسي، والأمن الاجتماعي، والأمن العسكري، والأمن الاقتصادي، والأمن من الحقد والحسد والعداوة والسرقة والقتل والسجن وكل الويلات الاجتماعية، كما يتحقق الأمن من الأمراض الجسدية، بل يشمل علاقة الإنسان بالحيوان حيث يأمن الإنسان من الحيوانات، بل ويأمن الحيوان من الحيوان والخلاصة: إن الأمن الذي سيتحقق في عصر الإمام المهدي(ع) هو أمن كوني عام وليس أمناً جزئياً خاصاً.
واليك بعض النصوص:
قال تعالى: (وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، وليبدّلهم من بعد خوفهم أمناً يعبدونني لا يشركون بي شيئاً، ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون)
وعن الإمام الصادق(ع) في تفسير قوله تعالى: (سيروا فيها ليالي واياماً آمنين) أنه قال: (مع قائمنا أهل البيت).
وفي قوله تعالى: (ومن دخله كان آمناً) من بايعه ودخل معه ومسح على يده في عقدة أصحابه كان آمناً.
عن الإمام علي(ع): (لو قام قائمنا أذهبت الشحناء من قلوب العباد، واصطلحت السباع والبهائم، حتى أن المرأة تمشي من العراق إلى الشام لا يهيبها سبع ولا تخافه).
وعنه(ع): (... وترعى الشاة والذئب في مكان واحد، ويلعب الصبيان بالحيات والعقارب، لا يضرّهم شيء، ويذهب الشر ويبقى الخير).
وفي صحف ادريس عن الله تعالى: (وألقي في ذلك الزمان الأمان على الأرض فلا يضر شيء شيئاً، ولا يخاف شيء من شيء، ثم تكون الهوام بين الناس والمواشي لا يؤذي بعضها بعضاً، وانتزع حمة كل ذي حمة من الهوام وغيرها واذهب سمّ ما يلدغ).
وفي حديث نزول المسيح في آخر الزمان (وتقع الأمنة في الأرض).
قد يقال: كيف يمكن تحقق الأمن في عصر الظهور؟
الجواب: يتم ذلك من خلال القضاء على أسباب الخوف في آخر الزمان والتي يمكن ارجاعها إلى الكفر، والفقر، وعلى حد تعبير الإمام علي(ع): (كاد الفقر أن يكون كفراً).
فإذا تحقق الإيمان بالله الواحد انتهى الكفر والصراع العقائدي بين الشعوب والأمم. قال تعالى: (ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون) الصف9 وإذا ساد الإيمان طبّق العدل والانصاف في كل المجالات الحياتية وأهمها الاقتصادية وعلى حد تعبير الإمام الباقر(ع): (... يسوّي بين الناس حتى لا ترى محتاجاً إلى الزكاة).
هذا بالإضافة إلى أن الناس يصلون إلى أعلى مراتب الكمال وعلو النفس، بحيث يترفعون عن ارتكاب أي عمل يؤدي إلى ارباك الأمن واشاعة الذعر والخوف بين الناس.
اللهم عجل فرجه وسهل مخرجه الشريف
تحياتي أختكم
ضــوء القمــر