New Page 1

العودة   .. :: منتدى تاروت الثقافي :: .. > المنتديات الثقافة الفكرية والعلمية > المنتدى الثقافي والأدبي > ركن المنقولات الأدبية

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 04-01-08, 10:14 AM   #16

زهرة
عضو شرف

 
الصورة الرمزية زهرة  







رايق

لـ إيليا ابو ماضي


المساء


السحــــــب تركض في الفضاء الرحب ركض الخائفين

والشمس تبدو خلفها صفراء عاصبة الجبين

والبحر ساجٍ صامتٌ فيه خشوع الزاهدين

لكنما عيناك باهتتان في الأفق البعيد


سلمى ...بماذا تفكرين؟

سلمى ...بماذا تحلمين؟


أرأيت أحلام الطفولة تختفي خلف التخوم؟

أم أبصرتْ عيناك أشباح الكهولة في الغيوم؟

أم خفتِ أن يأتي الدُّجى الجاني ولا تأتي النجوم؟

أنا لا أرى ما تلمحين من المشاهد إنما


أظلالها في ناظريك

تنم ، ياسلمى ، عليك


إني أراك كسائحٍ في القفر ضل عن الطريق

يرجو صديقاً في الفلاة ، وأين في القفر الصديق

يهوى البروق وضوءها ، ويخاف تخدعهُ البروق

بلْ أنت أعظم حيرة من فارسٍ تحت القتام


لا يستطيع الانتصار

ولا يطيق الانكسار


هذي الهواجس لم تكن مرسومة في مقلتيك

فلقد رأيتك في الضحى ورأيته في وجنتيك

لكن وجدتُك في المساء ووضعتِ رأسك في يديك

وجلستِ في عينيك ألغازٌ .. وفي النفس اكتئاب


مـثل اكتئاب العاشقين

سلمى .. بماذا تفكرين ؟


بالأرض كيف هـوت عروش النور عن هضباتها؟

أم بالمروج الخُضرِ ساد الصمت في جنباتها؟

أم بالعصافير التي تعدو إلى وكناتها؟

أم بالمـسا ؟ إن المسا يخفي المدائن كالقرى


والكوخ كالقصر المكينْ

والشـوكُ مـثلُ الياسمين


لا فرق عند الليل بين النهر والمستنقع

يخفي ابتسامات الطروب كأدمع المتوجعِ

إن الجمالَ يغيبُ مثل القبح تحت البرقعِ

لكن لماذا تجزعين على النهار وللدجى


أحلامه ورغائبه

وسماؤُهُ وكواكبه؟


إن كان قد ستر البلاد سهـــــولها ووعورها

لم يسلب الزهر الأريج ولا المياه خريرها

كلا .. ولا منعَ النسائم في الفضاءِ مسيرُهَا

ما زال في الـوَرَقِ الحفيفُ وفي الصَّبَا أنفاسُها


والعندليب صداحُه

لا ظفرُهُ وجناحهُ


فاصغي إلى صوت الجداول جارياتٍ في السفوح

واستنشقي الأزهار في الجنات مادامت تفوح

وتمتعي بالشهب في الأفلاك مادامتْ تلوح

من قبل أن يأتي زمان كالضباب أو الدخان


لا تبصرين به الغدير

ولا يلذّ لك الخريرْ


مات النهار ابن الصباح فلا تقولي كيف مات

إن التأمل في الحياة يزيد إيمان الفتاة

فدعي الكآبة والأسى واسترجعي مرح الفتاةْ

قد كان وجهك في الضحى مثل الضحى متهللاً


فيه البشاشة والبهاءْ

ليكن كذلك في المساءْ



بذخ في العمق هالشاعر و الله

زهرة غير متصل  

قديم 24-01-08, 12:16 AM   #17

سمرقند
مدينة الحب  






رايق

يازهره/ هذي القصيدة لحسن المرواني توجع!


.




أولْ قَصِيدة أَقْرَأها لـِ حسن وأظِنْها الأخِيرَة بَعْدَها لمْ أبحَث عنْ كِتاباته رُبما لأني أشعر إني لنْ أجد اُخرى بِمثلْ هذا الوَجَع/الألَمْ/الجَمالْ/العُمْق!
أحسْها قُطْعَه مِنْ قَلْبه!
مَادري.. يمْكنْ القصيدة الاولى بـِ قراءتنا دائماً تكُونْ مُختلِفة عنْ باقِي القصائِد
تَمَاما كَ هذه القصيدة لـِ أمل الفرج أول قصيدة أقرأها لها .. بعدْ قِراءتي لِقصائدها الاُخْرى لَمْ أجِدْ مايُضاهيها بِ الجمال..
قصيدة شفافة بِكُلْ ماتَحْمِل هذه الكلمة مِنْ معنى !


/
يزاحمني العشق



مثلما يسقطُ في كفيَّ ..غيمٌ يتبللْ ..!

أو بكاراتُ جنونٍ
في مساءٍ يتدلل

سيلذُّ البوحُ في عالمكَ المأهول
بالطل

وتغنيني فراشاتٌ
إلى عشقٍ مرتّل

بلغ الروح
فأحيته حواسٌ تتقبل ..!

؛،؛،

نقطةٌ أبعدُ من حبي ..
إلى موجكَ تنسل

تتجلى ..
كلما أعقبها
النهر المزمّل

هي ذي أشياؤها نعسى
على جفنٍ تململ

حين فوضى الحب
ترتاح على عيني
لتسأل

وتفضُّ الرعشات اللاتي
بالأحلام تبتل

؛،؛،

وحلالاً ..
مرَّرتْ صوتاً من العتمة أقبل

يتنادى بعناقٍ
ألهبَ القلبَ .. فأبدل

حينما ارتدت إليه النظرة الحمراء
تنهل

أبطأت .. فاحتضنتْ في خطوها
الكون المدلل ..

وإلى لا أحدِ إلاَّك

تلتمُّ

وتفتل

؛،؛،

أيُّ هذا العشق ..
قد زاحمني حتى تسلّـل ..!

في متاهات حروفي
نحو فيضٍ تتأمّـل

لفظتْ ناراً
وماءً
وشهيقاً
يتمثل

وصلاة عقدتْ ركْـعاتها ..
عمراً مجلل

سرّبَ الوجد
فأوحى ضوءه كالبدر أكمل

؛،؛،

ولجتْ للروح ..
تستشري بواديهِ المظلّـل

فإذا اشتدّ شحوبُ الشوق
في حبرٍ توجّـل ..

شفّتْ الذكرى وجوه الخفقِ
حتى تتحول .!!

تكتبًُ الأسرار منفىً
برؤى الحب تكحّـل

وتُرامي عطرها الماثل ..
بالقلب المؤمل

؛،؛،

قِطَعُ النبض هفت وانصهرت ..
بوحاً مرمّـل

ينحني للقبلة العذراء
شوقاً يتخلل

شدّ فيها لمماً
مثل رهامٍ يتهطّـل

غرقت فيها حكاياتي ..
فعاد العشقُ أجمل

إنه العشق الذي
بات مع الأيام أكمل ..!

؛،؛،

أيها الحب أعدْ وجهكَ ..
حتى نتغلغل

فمتاه النشوة الكبرى
بهذا الحب مخمل

يرتوي في عمقه ..
والعمق بالأشواق أمثل

فأنا الراسخ في عشقي
وروحي تتبتّـل ..

وجنوني
معبدٌ
طهر
وآهاتي
هيكل
!!








.
__________________
لنْ تستريح مِنْ سفر مؤقت..وإقامة مؤقتة..
وعِشق مؤقت,

سمرقند غير متصل  

قديم 24-01-08, 07:32 AM   #18

سمرقند
مدينة الحب  






رايق

قصيدة فِ الإمام علي [ع] لِ رباب الحُسَين


.



مولايَ الأمير ،،

ما بين الكعبة والمحراب ..
مسافة قلب ،،

ما بيني وبينك ..
مسافة حُب

تقطع للعشقِ سماوات ..
أقطع للحبِ كلمات

ما بيننا مسافاتٌ مسافات ،،

لكن حبّكَ يا مولاي ..
غيرُ الكلمات ،،
غير الكلمات ..

ليعذرني الجوى ،،

يظمأ العاشق بين يديك ..
كلما ارتوى ،،

بعض هذا الجسم داء ..
بعض هذا الداءِ نوَى ،،

وليسَ يبقى غيرُ الروح ..
هذا الهوَى ،،

ها أنا ذا يا مولاي ..
خلف بابكَ المشرّع على الملكوت ،،

مهدُكَ بيتُ اللهِ العتيق ..
حيثُ يُقدّس إسم الله ،،

فأُحني الجبين ..
موقناً أنك في الأحداق ..
أجملُ صورة ،،

وفي الآفاقِ شمسُ اليقين ..
وأنك في صمت الأعماق ..
سرّ العاشقين ،،

من أنت !
ومن أنا !

فراشة الضوءِ لولا الضوءِ تتيه
نجمة الليلِ لولا الشمسِ تغور
صيحة الحقِ لولا الحقِ تهون

مولاي

تُدركُ من أنا
لكنني لا أدركُ من تكون ،،

غيرَ أني خلفَ بابكَ المشرّع على الملكوت
شمعةً أحيا ،،
بدون أشعةِ أنواركَ تفنى وتموتْ !
.
__________________
لنْ تستريح مِنْ سفر مؤقت..وإقامة مؤقتة..
وعِشق مؤقت,

سمرقند غير متصل  

قديم 24-01-08, 10:38 AM   #19

سمرقند
مدينة الحب  






رايق

والشعر قهوة الارق وسُعال الاختناق !


.



ريتا

بين ريتا وعيوني
بندقية ،

والذي يعرف ريتا، ينحني
ويصلي
لإله في العيون العسلية

وأنا قبَّلت ريتا
عندما كانت صغيرة
وأنا أذكر كيف التصقت

بي، وغطت ساعدي أحلى ضفيرة

وأنا أذكر ريتا
مثلما يذكر عصفورٌ غديره

آه... ريتا

بينما مليون عصفور وصورة
ومواعيد كثيرة
أطلقت ناراً عليها...بندقية

اسم ريتا كان عيداً في فمي
جسم ريتا كان عرساً في دمي
وأنا ضعت بريتا...سنتين
وهي نامت فوق زندي سنتين

وتعاهدنا على أجمل كأس، واحترقنا
واحترقنا
في نبيذ الشفتين
!وولدنا مرتين

آه... ريتا
أي شيء ردَّ عن عينيك عينيَّ
سوى إغفاءتين
وغيوم عسلية!
قبل هذي البندقية
كان يا ما كان
يا صمت العشيّة
قمري هاجر في الصبح بعيداً
في العيون العسلية
والمدينة
كنست كل المغنين، وريتا
بين ريتا وعيوني... بندقية



محمود درويش
.
__________________
لنْ تستريح مِنْ سفر مؤقت..وإقامة مؤقتة..
وعِشق مؤقت,

سمرقند غير متصل  

قديم 26-01-08, 05:06 PM   #20

سمرقند
مدينة الحب  






رايق

الأشقياء لايموتون سريعاً يانزيه !


.


وعِـشنا/نزيه أبو عفش



بقوة اليأسْ
بقوة تناقض الأفكارْ
بقوةِ ضعفِ الحقيقة
وجاذبيةِ الهزائم
بقوة ماحَلُـمنا وماسوف نحلم :
سنواصلُ العيش.

سنواصلُ العيش ونقول : عِـشنا.
تألمّنا وعِـشْنا.
خُضنا الحروب َ والخيباتِ ومكائد الحب
وعشنا!

بكينا على أمواتٍ كثيرينْ
وعــشنا!

عشنًا موتًا طويلاً :
عشنا الحيـــاة
.



.

__________________
لنْ تستريح مِنْ سفر مؤقت..وإقامة مؤقتة..
وعِشق مؤقت,

سمرقند غير متصل  

قديم 27-01-08, 12:35 PM   #21

سمرقند
مدينة الحب  






رايق

فدوى طوقان وأيام زمان عز الله ع ذيك الايام !


.



لا مفر/فدوى طوقان


لو أني رجعتُ صغيرة
لو أني رجعتُ وملء يديا
تجارب عمري وخبراته
وما لقنتني الحياة الكبيرة
وما علمتني السنون الكثيرة
لعدت برغمي لأخطائيه
ونفس حماقاتيه
لكنت أواجه نفس المصير
ونفس الضياع
وذات الحبال تروح تلفّ على كتفيه
وتمضي تحزُّ وتقسو عليّهْ
وما من خلاصٍ ، وما من مفرّ
* *
هناك وراء الوراء،بأعماق ذاتي
هنالك يرسب شيء خفيُّ
يظلّ خفياً ولا شكلَ لَهْ
يظلّ قوياً ولا لون لَهْ
يوجّه سيري،يخط دروبي
ويرفع بين يديّ صليبي
ويحدو خطاي إلى الجلجلة
!




.

__________________
لنْ تستريح مِنْ سفر مؤقت..وإقامة مؤقتة..
وعِشق مؤقت,

سمرقند غير متصل  

قديم 01-02-08, 09:44 PM   #22

زهرة
عضو شرف

 
الصورة الرمزية زهرة  







رايق

يزاحمني العشق



مثلما يسقطُ في كفيَّ ..غيمٌ يتبللْ ..!

أو بكاراتُ جنونٍ
في مساءٍ يتدلل

سيلذُّ البوحُ في عالمكَ المأهول
بالطل

وتغنيني فراشاتٌ
إلى عشقٍ مرتّل

بلغ الروح
فأحيته حواسٌ تتقبل ..!

؛،؛،

نقطةٌ أبعدُ من حبي ..
إلى موجكَ تنسل

تتجلى ..
كلما أعقبها
النهر المزمّل

هي ذي أشياؤها نعسى
على جفنٍ تململ

حين فوضى الحب
ترتاح على عيني
لتسأل

وتفضُّ الرعشات اللاتي
بالأحلام تبتل

؛،؛،

وحلالاً ..
مرَّرتْ صوتاً من العتمة أقبل

يتنادى بعناقٍ
ألهبَ القلبَ .. فأبدل

حينما ارتدت إليه النظرة الحمراء
تنهل

أبطأت .. فاحتضنتْ في خطوها
الكون المدلل ..

وإلى لا أحدِ إلاَّك

تلتمُّ

وتفتل

؛،؛،

أيُّ هذا العشق ..
قد زاحمني حتى تسلّـل ..!

في متاهات حروفي
نحو فيضٍ تتأمّـل

لفظتْ ناراً
وماءً
وشهيقاً
يتمثل

وصلاة عقدتْ ركْـعاتها ..
عمراً مجلل

سرّبَ الوجد
فأوحى ضوءه كالبدر أكمل

؛،؛،

ولجتْ للروح ..
تستشري بواديهِ المظلّـل

فإذا اشتدّ شحوبُ الشوق
في حبرٍ توجّـل ..

شفّتْ الذكرى وجوه الخفقِ
حتى تتحول .!!

تكتبًُ الأسرار منفىً
برؤى الحب تكحّـل

وتُرامي عطرها الماثل ..
بالقلب المؤمل

؛،؛،

قِطَعُ النبض هفت وانصهرت ..
بوحاً مرمّـل

ينحني للقبلة العذراء
شوقاً يتخلل

شدّ فيها لمماً
مثل رهامٍ يتهطّـل

غرقت فيها حكاياتي ..
فعاد العشقُ أجمل

إنه العشق الذي
بات مع الأيام أكمل ..!

؛،؛،

أيها الحب أعدْ وجهكَ ..
حتى نتغلغل

فمتاه النشوة الكبرى
بهذا الحب مخمل

يرتوي في عمقه ..
والعمق بالأشواق أمثل

فأنا الراسخ في عشقي
وروحي تتبتّـل ..

وجنوني
معبدٌ
طهر
وآهاتي
هيكل!!



__________________
وعرُ هو المرقى إلى الجلجلة ، و الصخر يا سيزيف ما أثقله! سيزيف أن الصخرة الآخرون *.

زهرة غير متصل  

قديم 04-02-08, 01:38 AM   #23

زهرة
عضو شرف

 
الصورة الرمزية زهرة  







رايق

غادة السّمان


هاربة من منبع الشمس




مازلت في أعماقي..

تمسح الطين عن جسدي بأهدابك !

مازلت في أعماقي...

النجوم تفور من منابت شعرك فوق الجبين الأسمر وتنهمر فوق صدرك وهديرها أبداً يناديني .. يهتف باسمي ذائباً ملهوفً ..

وأسرع في مشيتي، أشد كتبي إلى معطفي، وتظل أنت تتمطى في أعماقي، والشتاء يتأوه في قطرات المطر التي تلعق وجهي .. وتظل أنت تهتف باسمي، والريح تعول وتدور حول الأذرع الرمادية لأشجار متعبة تسندها ظلالها إلى جانبي الطريق .. والرعد يتدفق في أذني كصرخات دامية التمزق لامرأة ضائعة في صحاري شاسعة.

مازلت في أعماقي تتمطى!

وأنا أنزلق فوق ظلمة الشارع، ويخيل إليّ أن برك الماء المتجمدة قد ابتلعت أنوار الجامعة التي خرجت منها قبل قليل ..

وألتفت ورائي وكأنني أريد أن أتحقق من أنها فعلا هناك .. المكتبة، والمقاعد الخشبية في الحديقة، والنادي المزدحم حيث التقيت زرقة عينيك الضالتين أول مرة، يوم جئت تبحث عن أختك، زميلتي في الصف، وتطوعت أنا لأشاركك التفتيش عنها .. وأحسسنا بسعادة مبهمة ونحن ندور معاً من مدرج إلى مدرج ومن باحة على باحة فلا نجدها .. ونتبادل الحديث بعفوية لذيذة كأي صديقين قديمين ..

كم كانت أختك رائعة وكريمة ذلك اليوم! .. لقد اختفت .. لم نجدها بالرغم من الساعة التي قضيناها منقّبين، والتي انتقل البحث في دقائقها الأخيرة من القاعات إلى وجهينا ..

وشدتني إلى عينيك كآبة حنون، مغرية الدفء كلهيب موقد يلوح لضائع بين الثلوج من وراء زجاج نافذة .. تنهدت بارتياح لما لم نجدها، وعرضت عليّ تناول كأس من الليمون في النادي ريثما نستريح ونعاود البحث من جديد .. وجلست أمامك .. أشرب من ملامح وجهك وأخزنها في أعماقي بحرص بينما أنت تحدثني ببساطة وانطلاق عن رتابة ساعاتك .. عن جلستك البلهاء كل أمسية وراء زجاج المقهى وتشابه أيامك .. كيف أن السبت يمكن أن يكون ثلاثاء أو أربعاء بالنسبة إليك .. الأشياء التي فقدت طعمها ولونها والأيام التي أضاعت مدلولها ..

وظللت أعب من كأسي وفرحة جديدة تعربد فوق المنضدة وتنثر شعرها إشعاعات سعادة في كل ما حولنا .. حتى في نظرات زملائي المرتابة التي بدأت تنتقل من وجهي إلى وجهك بحدة وفضول ..

قلت لك ضاحكة لأخفي بعض ارتباكي: " إنهم يحدقون إلينا وكأننا .. حبيبان!! " والتقت نظراتنا بصورة غير عادية لما نطقت بكلمتي الأخيرة "حبيبان" .. لا أدري لماذا ارتعش صوتي مع انتفاضة أهدابك، بينما رددّت أنت عبارتي شبه حالم وكأن حجب الغيب قد انتهكت أمام عينيك : " كأننا حبيبان " . !

وظللت أتأملك مفتونة نشوى، وكأنني اكتشفت في أعماق عينيك مغارة مسحورة ياقوتية الجدران، تومض كنوزها المكدسة قوس قزح وديع الهدوء، يترسب في حواسي، ويغمرها بخدر لذيذ .. لا يعكره سوى همسات الزملاء الذين ركزوا اهتمامهم على التيارات اللامرئية الهادرة بين مقلتي وشفتيك .. لذا لم أتردد في للخروج معك حينما اقترحت عليّ بصوت مبهم النبرات أن نستمر في " البحث عن أختك " خارج الجامعة !

وارتمين شبه حالمة في زرقة سيارتك لنضيع معا في شوارع المدينة التي لم تبد كئيبة كعادتها .. وأدركت أنك بدأت تتسلل إلى أعماقي ..

ولما جئت مع مساء اليوم التالي، عرفت أنك لم تأت باحثاً عن أختك .. وأسندت وحشتي إلى سأمك وانطلقنا بهما إلى الغوطة حيث وأدناهما قرب خيمة ناطور أغرتنا نيرانه بالاقتراب منه وإلقاء التحية عليه .. وجلست ترقب رقصة الوميض على جانب وجهي، بينما أنا أعبّ القهوة العربية، والقمر يستند على جانب الخيمة حينا، وتختطفه أرجوحة الرياح الغمامية حينا آخر ...

مازلت في أعماقي !! .. تضحك زرقة عينيك لكآبتي . المنحنى قد غيّب الجامعة عن أنظاري .. والوحشة ترتّل أنات الفراق في دبي .. وأنا اسير إلى غرفتي الباردة وأهذي ..

أمواج المساء لم تعد تنحسر عن ضياء عينيك.

بحاري الكئيبة لم تترقب رنين مرساتك الذهبية في أبعادها السحيقة .. أسير .. وأتعثر وحيدة كطفل جائع في معبد مهجور، مازالت رائحة دم حار تسيح من جدرانه المرعبة .. وأنت .. مازلت في أعماقي ! تمسح الطين عن جسدي بأهدابك .. وصوتك الذائب، صوتك الملون مازال يعربد في عروقي مبتلا بالمطر .. مطر دافئ كان يغسل نوافذ سيارتك " الهائمة في غوطة دمشق " وتتمسك قطراته بالزجاج، وتحدق بفضول على الداخل .. إلى حيث الدفء .. إلى حيث أنا وأنت ذرّتا رمل جمعتهما العاصفة في شاطئ صخري .. وتظل حبات المطر تنزلق ببطء منصتة لهمساتنا ..

- اقتربي مني يا رندة .. اسكبي الألوان في الأشياء التي أضحت باهتة كالأشباح .. اضرمي النيران في وحشتي ففي نفسي جوع إلى النور .. ضمّي وحدتك وتشردك إلى لهفتي وفراغي ..

وأقترب منك .. ألتصق بذراعك الأيمن وأرمي بأثقال رأسي إلى كتفك :

- مذ حضرت من بلدتي الصغيرة وانتسبت إلى الجامعة ومدينتكم وحش يخيفني ..

- ماذا يخيفك فيها يا حلوتي ؟

- لكل شيء طابع لا إنساني هنا .. أسمع ضجيجا وعويلاً أرى مصدره .. تنبع من الزوايا المظلمة صرخات بلا شفاه .. تتفجر من شقوق أحجار الشارع دماء بلا جراح .. الزيف يلون كل شيء بكآبة باهتة صفراء ..

وفجأة توقف سيارتك وتلتفت إليّ وكأنما روّعتك حرقتي وأثارت حنانك .. وتتجمع قطرت المطر بفضول حول النوافذ كلها وتظل تنصت بينما أنا أهذي شبه باكية :

- كنت أخرج من الجامعة مساء، أدور في الشوارع وأبحث عبثاً عن ظلي . واكتشفت أن كل شيء في مدينتكم مزيف، حتى النور الأبيض الفاجر محروم من الظلال من الظلال التي تكسبه مسحة حزن إنساني مستكين ..

- يا غجريّتي الصغيرة الضائعة ..

- كنت أصرخ بوحشية كلما كفّنني صمت غرفتي لعلّي آنس بصدى .. ولكن الجدران بخيلة حتى بالصدى !! .. وأضربها بقبضتي .. أحاول أن أغرس أظافري في أحجارها الصلدة .. وأنشج .. وعبثاً أنتظر أي وتد حقيقي في عدمي المريع .. لا ظل .. لا صدى .. لا شيء .. لا شيء حتى وجدتك ..

وتزداد اقتراباً مني .. ويخيل غلّ أنك تريد أن تلتقط بشفتيك كلماتي المتعثرة فوق عنقي وذقني قبل أن تتناثر في فضاء السيارة الدافئ ..

- كنت أتشرد كل ليلة في دربي المقفر .. أحس بملايين الأيدي الخفية تضغط على عنقي .. تسمرني في الشوارع عارية تحت أسياخ المطر الباردة .. تحملني من شعري بقسوة وتدلي بي في البرك الموحلة .. وتظل تنقلني بين الآبار المتجمدة و أتخبط في الهواء، لا أقبض إلا على حزم الريح، لا أقبض على شيء !

لا شيء حتى وجدتك .. ولن أفقدك لأي سبب في العالم ..

وأشدد قبضتي على ذراعك بينما تتحسس يداك ظهري وتبعثان رعدة دافئة في جسدي المنهك .. وتهتف بي :

- أنت ترعبينني بهذه الأفكار ! ..

- بل إنها ترعبني أنا بالذات .. لم أجرؤ قط على الاعتراف بها لنفسي وأنا وحيدة .. أما الآن .. وأنا أمام صدرك ..

وقاطعتني هامسا بحرارة :

- بل أنت تغفين في صدري .. تتبعثرين في الدم الذي يتدفق في كل ذرة من كياني ..

ويسعدني دفء أهدابك التي تمسح الطين عم جسدي وأنا أهذي :

- كم تعثرت في برك الطين ولطختني الأوحال .. وأنا أحسن أن قطرات المطر مدببة الجوانب وخّازة الحواف .. تنغرس في خدي بينما بردها الكاوي يلهب عذابي ..

- والآن يا رندة ؟ ..

- تبزغ شمس في كل قطرة مطر ..

وأشدك إلى صدري بكل قواي .. أفتّتك ذرّات، وأسحقك ذرّات، وتنسلّ كل ذرة من إحدى مسامي إلى أعماقي .. إلى حيث ينضم بعضها إلى البعض الآخر من جديد .. وأحس أنك حي تعربد في الحنايا والضلوع .. وتهتف بنشوة :

- أيتها الغجرية الهاربة من منابع الشمس .. ألا ترين أن الصقيع أدماني ؟؟ ..

وأحدق إلى الشعيرات البيض التي تسلّلت إلى شعرك، ويخيّل إليّ أن ثلجاً لئيماً يتمسك بها .. وأحاول إذابته بشفتي الملتهبتين وأنا ألثمها شعرة إثر شعرة ...

وتبعدني عنك ضاحكا، وتمسك بوجهي بكلتا يديك، فتتألق حلقة ذهبية في بنصر يدك اليسرى طالما رأتها من قبل ..

وأسألك بكثير من اللامبالاة :

- منذ متى تزوجت ؟

- منذ سبع سنوات ..

ما يهمني سواء كنت متزوجا أم لا ؟ .. أنا وحيدة .. وحيدة .. يدي المتخبطة في فراغ الذعر لن تسأل اليد التي تعلق بها : كم عمرها ؟ لمن كانت من قبل .. حسبي أنها يد إنسان .. حسبي أنها يدك يا أغلى غال ..

ويخيّل إليّ أن ذرّات الظلام تتفجر حول شفتي، وأن قطرات المطر تقفز مذعورة عن النافذة وأنا أسألك :

- هل لك أولاد ؟؟

- صبي وبنت !!

حاولت أن أرسم في ظلمة السيارة صورة لصبي وبنت يتعلقان بثيابك كلما دخلت دارك .. وزوجة تكشف لك طبق الطعام على المائدة، ويتصاعد البخار فيغطي وجهها بينما تحوط يداك خصرها كأي زوج .. لم أستطع .. حاولت أن أخجل من نفسي أن أتذكر ما تعلمته في بلدتي المنعزلة .. لم أستطع .. خيّل إليّ أن جميع أطفال العالم قد ذهبوا في حلقات متماسكة الأيدي إلى كوكب سحيق البعد .. وأن الطعام بارد على منضدتك .. وأن زوجتك لا تغري بالتقبيل .. وأن يديك لم تخلقا إلا لتضماني هكذا .. هكذا ..

وتظل قطرات المطر تتمسح بزجاجنا منصتة .. وأبخرة الدفء تتكاثف في الداخل حتى لا تعود القطرات الفضولية ترى شيئا .. وحتى لا تعود تسمع شيئا بعد أن تخفت همساتنا، وتستحيل إلى قبل مكتومة .. فتهوي إلى التراب وتمتزج به في عناق وديع الاستسلام ..

وتنفض عن عشنا الأزرق ذرّات المطر ونحن ننطلق من جديد إلى أعماق الغوطة، إلى حيث تلوح خيمة الناطور ذي الوجه الباش والكلب الأبيض الودود .. وتوقف هدير المحرك وأنت تسألني ككل ليلة :

- ما رأيك بفنجان دافئ من القهوة ؟

ويتلوى شبابي طربا ً .. وأجيبك بفتح باب السيارة والقفز منها غير عابئة بالمطر .. وتركض يدي في يدك إلى الخيمة ونجلس أمام نيران الناطور طفلين في الغاب هربا من مذبح مرعب نذرا فيه قربانين لإله أحمر العينين .. وتتعانق نظراتنا بين أحضان اللهب الذي يزداد تأججاً .. والناطور يرقبنا ببهجة فطرية طالما افتقدتها في أعين العابرين من أهل المدينة . حتى إذا ما سرى في عروقنا دفء قهوته العربية، عدنا إلى عشنا الأزرق حيث تلتقط بشفتيك حبات المطر العالقة بأهدابي .. ويغيبنا المنحنى الرمادي .. لماذا أستعيد هذا كله الليلة مادمت قد مضيت ؟ ..

أنا أعرف أننا لن نعود نلمّ الحنين .. لن نشرب القهوة العربية عند خيمة القمر .. لن تلتقط بشفتيك حبات المطر عن أهدابي ..

مضيت .. دون أن نتشاجر مرة واحدة .. دون أن نختلف في رأي .. كان كل شيء على حاله يوم افتراقنا ..

الطريق ينزلق بهدوء تحت عجلات عشنا الأزرق .. والاطمئنان يسبل جفنيه النديين على قلبينا، وأنا أدفن قُبلي بين عنقك وياقة معطفك، وأغمغم ببساطة : لم تعد المدينة ترعبني منذ تمددت في زرقة عينيك .. ستكون لي أبداً، أنت والمطر، والقهوة عند خيمة القمر ..

- نكاد نصل يا رندة، ارتدي معطفك . لا أريد أن يصيبك البرد .

وأنهض على ركبتي، ووجهي متجه نحو المقعد الخلفي كي ألتقط معطفي الذي رميته هناك كعادتي كل ليلة .. وفجأة .. أراها هناك ! ..

فردة حذاء طفل تبسم في وجهي بسخرية ممزقة ! .. فردة حذاء طفل منسية سقطت من قدم ابنك بينما زوجتك تحمله وهي تهبط به من سيارتكما .. أجمد ! .. يغمرني خجل مذعور مفاجئ ..

وكعادتك تظل قابضاً على المقود بيدك اليسرى بينما تحوط خصري باليمني وتجذبني إلى صدرك ضاحكاً مداعباً .. لا أغمر وجهك بقبلي اللاهثة .. أظل زائغة التعبير مجمدة النظرات إلى الوراء، حيث ترمي ببصرك متسائلاً .. وتراها كما أرها .. لا شيء .. مجرد فدرة حذاء طفل تبسم بسخرية ممزقة !! ..

وأدرك أنك تفهمني تماماً .. لا حاجة بي إلى الكلام مادمت تسمع هذيان صمتي المحموم ..

توقف سيارتك ويخيل إليّ أن صوتك انبعث متعبا هدته الليالي وأنت تقول :

- لقد وصلنا .. هل أنتظرك غدا كالعادة ؟

وأجيبك ونظراتي مشدودة إلى فردة حذاء طفلك الساخرة :

- لا .. لم يعد ذلك ممكنا .. أليس كذلك ؟ ..

كان ذلك آخر نقاش دار بيني وبينك .. لكني أحسست ساعتئذ أن الرياح قد حطمت نوافذ عشنا إلى الأبد .. ونظرت على صدرك، إلى حيث تسحقني كل ليلة مودعا، وخيل إليّ أن جميع أطفال العالم عادوا منشدين من كهوفهم السحيقة، وتبعثروا على صدرك، بأطرافهم الشفافة وأجسادهم الهشة ورؤوسهم الدقيقة .. يكفي أن أحاول لمسهم حتى يتناثروا أشلاء بريئة بين أصابعي الدموية ومخالبي المرعبة .. وأردت أن تضمني مودعاً لكنني هربت .. هل كنت تريد أن نسحق صرخاتهم بين جسدينا ؟؟؟ .. أن نلطخ أكتافنا وأذرعنا بطفولتهم الشفافة الدقيقة ؟ أما يكفينا عذابنا ؟؟ ..

ومددت يدي أصافحك، وكان الصمت يهذي، وكانت أعيننا تنضح دموعها إلى الداخل .. إلى الأعماق .. وكانت ثورة شعري المبعثر تبكيك .. وكان عذابي ينشج بسكون ..

واختطفت معطفي وأنا أتحاشى النظر إلى فردة حذاء الطفل المنسية التي ظلت تبسم بوداعة دافئة حينما هبطت من العش الكسيح .. إلى الأبد ..

ولما ضمني برد غرفتي، رأيتك بين أشباح السقف تدخل دارك الدافئة .. أطفالك يتمسحون بثيابك وأنت تنحني إلى الأرض لتدخل في قدم ابنك فردة حذائه الضائعة بحنان دقيق .. وتُقبل زوجتك سمينة متدحرجة .. فتقبّل خديها اللذين تفوح منهما رائحة طعام شهي ..

ورأيتكم جميعا بوضوح .. وأدركت أنني لم أعد أستطيع انتزاعك من إطارك الحقيقي لأطير بك إلى مغاوري الفضية في جبال القمر .. لم أعد أستطيع .. ولكنك مازلت في أعماقي !

تتمطى وتحدثني وأنا أخرج من الجامعة كل ليلة .. يبتلعني بحر الظلام الكئيب وتحملني أمواجه إلى غرفتي الباردة . أدرس أحياناً، وأكتب الرسائل المطولة إلى أمي وأبي .. وأنت تنزلق بين الكلمات .. تستلقي على الحروف وتقفز فوق النقاط وتهمس بين السطور .. وأنت تتسلق الصفحات وتظل زرقة عينيك تبسم ..

مازلت في أعماقي .. تمسح الطين عن جسدي بأهدابك !

وأنا أسير وقد اختفت الجامعة تماماً .. البرق يلتمع ويضيء البقعة التي كنت تربض عندها بسيارتك منتظراً أن أصل إلى البوار ..

أسير بحذر وأشد كتبي إلى صدري والمطر يتسلل على جسدي .. وأنت مازلت في أعماقي تهمس " اقتربي يا رندة، في نفسي جوع إلى فجور النور " .. الدموع تتفجر في عيني وتضيع مع المطر المتدفق .. موضع عجلاتك الراحلة يهذي .. ينهش من قدمي وأنا أمر وأمزق الذكريات مع ضربات حذائي .. وتصرخ يدي .. تريد أن تمتد لتفتح الباب كما كانت تفعل .. وتصرخ قدماي .. تريدان الصعود على دفئك الملون .. ويصرخ جسدي حيث طحنتك ذرّات تسللت من مسامي إلى أعماقي وتتلوى نظراتي .. تحن إلى التمسح بالشلال الأزرق الهادر من العينين .. ويظل صوتك يهمس من أغوار سحيقة مرعبة : " غجريتي الهاربة من منبع النور، ألا ترين أن الصقيع أدماني ؟ " وأحسن أني ظمأى .. ظمأى لشفتيك تجمعان المطر عن أهدابي .. ظمأى لخيمة القمر وقدح القهوة الدافئ وضحكاتنا الغجرية في كبد الليالي .. أنا ظمأى إليك وأنت تتمطى في أعماقي ببساطة مرهقة !

غربان القدر تنهش عيني الناطور قرب خيمته الممزقة .. رياح الشتاء تذرو رماد نيرانه .. والأمطار تغسل الحمرة عن جمراته حيث تترسب ليالي العذاب سوداء فاحمة .. الرمال أفاع تزحف لتغطي كل شيء .. الكلب يعوي في الخواء منتحبا . وأنا هنا .. وقد عادت الأيادي الخفية تضغط على عنقي .. تسمّرني في الشارع عارية تحت أسياخ المطر .. تحملني من شعري بقسوة وتدلي بي في البرك الموحلة والآبار المتجمدة .. وأشد وشاحي إلى رأسي .. أشده .. وأظل أشعر أن الأيدي تجذبني من شعري .. وأمضي إلى غرفتي .. لا أحلم بأكثر من جدران لا تبخل على وحشتى بصدى ..
__________________
وعرُ هو المرقى إلى الجلجلة ، و الصخر يا سيزيف ما أثقله! سيزيف أن الصخرة الآخرون *.

زهرة غير متصل  

قديم 05-02-08, 12:32 AM   #24

زهرة
عضو شرف

 
الصورة الرمزية زهرة  







رايق

يا سمرقند / و الله قصيدة المواكب تذهل كمان .. ينتفسوا فلسفة الحياة كانو و الله


/

أعطني الناي و غنِ / جبران خليل جبران


أعطنــــي النَّــــايَ وَغَـــنِّ فالغِنَــــا سِــــرُّ الخــــلود

وأنيــــنُ النَّــــايِ يبقــــى بعــــد أن يفنـــى الوجـــود

هـــل تَخِــذْتَ الغــابَ مِثــلي مــــــنزلاً دون القُصُـــــور

فَتَتَبَّعْـــــــتَ الســــــواقي وتســــــلَّقْتَ الصخـــــور?

هــــل تحــــمَّمْتَ بعِطـــرٍ وتَنَشَّـــــــفْتَ بنـــــــور

وَشَــــرِبْتَ الفَجْـــرَ خَـــمْرًا فـــي كـــؤوسٍ مِــنْ أثــير?

هــل جَلَسْــتَ العَصْــرَ مثــلي بيــــنَ جَفْنَــــاتِ العِنَــــب

والعنـــــــاقيدُ تــــــدلَّت كَثُرَيَّــــــاتِ الــــــذَّهَب?

فَهْــــيَ لِلصَّــــادي عُيُـــونٌ وَلِمَــــنْ جَــــاعَ الطعــــام

وهـــي شَـــهْدٌ وَهْــيَ عِطْــرٌ وَلِمَــــن شَــــاءَ المُــــدَام

أعطنــــي النَّــــايَ وَغَـــنّ فالغنــــا عــــزمُ النفـــوس

وأَنيــــنُ النَّــــايِ يبقــــى بَعْــــدَ أَن تَفْنَـــى الشـــموس

أعطنــــي النَّــــايَ وَغَـــنّ فالغنــــا خــــيرُ العُلُــــوم

وأنيــــنُ النَّــــايِ يبقــــى بعــــد أن تُطْفَــــا النجـــوم

هـــل فَرَشْــتَ العشــبَ ليــلاً وَتَلَحَّـــــــفْتَ الفَضَــــــا

زاهِـــدًا فـــي مـــا ســيأتي ناســـيا مـــا قـــد مضــى

وســــكون الليــــل بَحْـــرٌ موجُــــه فــــي مَسْـــمَعك

وبِصَــــدْرِ اللَّيــــلِ قلـــبٌ خَــــافِقٌ فـــي مَضْجَـــعك?

أَعطِنــــي النَّــــايَ وَغَـــنِّ فالغِنَــــا خَــــيْرُ الصَّـــلاَة

وأنيــــنُ النَّــــايِ يَبْقَــــى بَعْــــدَ أَن تَفْنَــــى الحَيَـــاة
__________________
وعرُ هو المرقى إلى الجلجلة ، و الصخر يا سيزيف ما أثقله! سيزيف أن الصخرة الآخرون *.

زهرة غير متصل  

قديم 05-02-08, 08:46 PM   #25

شمس الأصيل
بريق روح

 
الصورة الرمزية شمس الأصيل  







مشوشة

رد: sketch


موضوع يستحق التوقف عنده..

أحسنتِ اختي ..

تحياتي

شمس الأصيل

__________________
لأي الأمور إليك أشكو ؟

شمس الأصيل غير متصل  

قديم 14-02-08, 12:39 AM   #26

سمرقند
مدينة الحب  






رايق

.




ينبئني شتاء هذا العام أنني أموت وحدي
ذات شتاء مثله، ذات شتاء
ينبئني هذا المساء أنني أموت وحدي
ذات مساء مثله ذات مساء
و أن أعوامي التي مضت كانت هباء
وأنني أقيم في العراء
ينبئني شتاء هذا العام أن داخلي
مرتجف بردا
وأن قلبي ميت منذ الخريف
قد ذوى حين ذوت
أول أوراق الشجر
ثم هوى حين هوت
أول قطرة من المطر
و أن كل ليلة باردة تزيده بعدا
في باطن الحجر




صلاح عبد الصبور
.
__________________
لنْ تستريح مِنْ سفر مؤقت..وإقامة مؤقتة..
وعِشق مؤقت,

سمرقند غير متصل  

قديم 19-02-08, 08:51 PM   #27

حسام
عضو واعد

 
الصورة الرمزية حسام  







رايق

رد: sketch


( أعرف الحب ولكن )
هتفت بي :
انني مت انتظارا
شفتي جفت
وروحي ذبلت
والنهد غارا
وبغاباتي جراح لا تدارى
وبصحرائي لهيب لا يدارى
فمتى يا شاعري تطفئ صحرائي احتراقا؟
ومتى تدمل غاباتي انفجارا؟


أنني اعددت قلبي لك مهدا
ومن الحب دثارا


تأملت مرار
وتألمت مرار
فاذا نبضك إطلاق رصاص
واغانيك عويل
واحاسيسك قتلى
وامانيك اسارى
واذا انت بقايا
من رماد وشظايا
تعصف الريح بها عصفا
وتذروها نثارا
أنت لا تعرف ما الحب
واني عبثا مت انتظارا



رحمة الله على قلبك يا انثى
ولا أبدي اعتذارا
اعرف الحب ولكن
لم اكن املك في الأمر اختيارا
كان طوفان الأسى يهدر في صدري
وكان الحب نارا
فتوارى

كان شمسا
واختفى لما طوى الليل النهارا
كان عصفورا يغني فوق اهدابي
فلما اقبل الصياد طارا




آه لو لم يطلق الحكام
في جلدي كلابا تتبارى
آه لو لم يملأوا مجرى دمي زيتا
وانفاسي غبارا
آه لو لم يزرعوا الدمع
جواسيس على عيني بعيني
ويقيموا حاجزا بيني وبيني
آه لو لم يطبقوا حولي الحصارا


لتنزلت باشعاري على وجد الحياري
مثلما ينحل غيم في الصحارى
ولأغمدت يراع السحر في النحر
وفي الثغر
وفي الصدر
وفي كل بقاع البرد والحر
وهيجت جنون الرغبات الحمر
حتى تصبح العفة عارا
ولأشعلت البحارا
ولأنطقت الحجارا
ولخبأت إمرأ القيس بجيبي
ولألغيت نزارا


آه لو لم يطبقوا حولي الحصارا
لاستفزت شفتاي الكرز الدامي
بأطباق العذارى
ولزادته احمرارا
ولأرسلت يدي ترعى
فتخفي ما بدا هصرا
وتبدي ما توارى
ولأيقظت السكون العذب
في غاباتهن البكر عصفا واستعارا
ولأرقصت القفارا
ولألقيت على خلجانهن الموج
حرا مستثارا
فيصارعِـن اختناقا
ويصارعِـن انبهارا
ثم يستلقين تحت الزبد الطاغي
يغالبن الدوارا



اعرف الحب أنا


لكن حبي
مات مشنوقا على حبل شراييني
بزنزانة قلبي
لا تظني أنه مات انتحارا
لا تظني أنه دالية جفت
فلم تطرح ثمارا
لا تظني انه حب كسيح
لو به جهد على المشي سارا
لا تظني
واصفحي عنه وعني
أنا داعبت على المسرح أوتاري
وأنشأت اغني
غير أني
لم أكد أبدأ حتى
أطلقوا عشرين كلبا خلف لحني
تملأ المسرح عقرا ونباحا وسعارا
وانا الراكض من ركن لركن
لي قلب واحد
عاث به العقر دمارا
فانا اعزف دمعا
وانا اشدو دماء
وانا احيا انتظارا
وأنا في سكرتي .. لا وقت عندي
كي أغني للسكارى

فاعذريني
انا ان اطفأت أنغامي
واسدلت الستارا
.... أنا لا أملك قلبا مستعارا

أحمد مطر

حسام غير متصل  

قديم 04-04-08, 09:39 PM   #28

سمرقند
مدينة الحب  






رايق

.







الحُزن يفترش الطريق


يا صاحبي، إني حزين
طلع الصباح، فما ابتسمت، ولم ينر وجهي الصباح
وخرجت من جوف المدينة أطلب الرزق المتاح
وغمست في ماء القناعة خبز ايامي الكفاف
ورجعت بعد الظهر في جيبي قروشْ
فشربت شاياً في الطريق
ورتقت نعلي
ولعبت بالنرد الموزع بين كفي والصديق
قل ساعة او ساعتين
قل عشرة او عشرتين
وضحكت من اسطورة حمقاء رددها الصديق
ودموع شحاذ صفيق
وأتى المساء
في غرفتي دلف المساء
والحزن يولد في المساء لأنه حزن ضرير
حزن طويل كالطريق من الجحيم الى الجحيم
حزن صموتْ
والصمت لا يعني الرضاء بأن أمنية تموت
وبأن أياماً تفوت
وبأن مرفقنا وَهَنْ
وبأن ريحاً من عَفَنْ
مس الحياة، فأصبحت وجميع ما فيها مقيت
حزن تمدد في المدينه
كاللص في جوف السكينه
كالأفعوان بلا فحيح
الحزن قد قهر القلاع جميعها وسبى الكنوز
وأقام حكاماً طغاه
الحزن قد سمل العيون
الحزن قد عقد الجباه
ليقيم حكاماً طغاه
يا تَعْسَها من كِلْمة قد قالها يوماً صديق
مغرى بتزويق الكلام
كنا نسيرْ
كفي لكفيه عناق
والحزن يفترش الطريق
قال الصديق:ا
يا صاحبي!...ا
ما نحن إلا نفضة رعناء من ريح سموم
أو منية حمقاء...ا
أو أن اسمينا ببرج النحس كانا، ياصديق
وجفلت فابتسم الصديق
ومشى به خدر رفيق
ورأيت عينيه تألقتا كمصباح قديم
ومضى يقول:ا
«سنعيش رغم الحزن، نقهره، ونضع في الصباح
أفراحنا البيضاء، افراح الذين لهم صباح»..ا
ورنا إليَّ...ا
ولم تكن بشراه مما قد يصدقه الحزينْ
يا صاحبي!ا
زوِّق حديثك، كل شيء قد خلا من كل ذوق
أما أنا، فلقد عرفت نهاية الحدر العميق
الحزن يفترش الطريق !






صلاح عبد الصبور

__________________
لنْ تستريح مِنْ سفر مؤقت..وإقامة مؤقتة..
وعِشق مؤقت,

سمرقند غير متصل  

قديم 06-04-08, 07:56 AM   #29

سمرقند
مدينة الحب  






رايق

.





الشيء الحزين


هُناكَ في نفوسنا شيء حزين
قد يختفى ولا يبين
لكنه مكنون شيء غريب . غامش . حنون
لعله الندم
فأنتَ لو دفنت جُثة بأرض
لأورقت جذورها .. وأينعت ثمارها . ثقيلة القدم
لعله الأسى
الليل حينما أرتمى على شوارع المدينة
وأغرق الشطآن بالسكينة
تهدمت معابر السرور والجلد
لا شيء يوقف الأساة لا أحد
يستقيظ الشيء الحزين في أواخر المساء
يمور في الأطراف والأعضاء
ويثقل العينين والنبرة والإيماء
لكنه حنون
يضمنا في خدر مستسلم مأمون
لا تسأل الشيء الحزين أن يمر كل يوم
على مرافيء العيون
لا تسأل الشيء الحزين أن يبين لأنه مكنون
لا تسأل الشيء الحزين أن يقر
لأنه كطائر البحار .. لا مقرّ
وقُل له :
اذا أهل في المدى
ونقر البياض في عينيك
وغيم المكان بالدموع مثل طلسم
لقد ملكتني
فتحت لك صندوق قلبي الكليم
فلتقطر الدموع كالنغم
لو كان للإنسان أن يعيش لحظة العذاب مرتين
أن يلد الآهه مرتين
أن يجس ذلك الشيء الحزين جستين
لكي يرى فجاءته
ويستبين وجهه ومشيته
لو اتكأت أيها الشيء الحزين
على مرافيء العيون
لو ركبك المسافرين ينزلون




صلاح عبد الصَبُور

__________________
لنْ تستريح مِنْ سفر مؤقت..وإقامة مؤقتة..
وعِشق مؤقت,

سمرقند غير متصل  

قديم 08-04-08, 06:08 AM   #30

زهرة
عضو شرف

 
الصورة الرمزية زهرة  







رايق

/


قبل أن أنصبك تمثالاً ..
لـــِ مروان الغفوري



إلى هشام الحربي :
قلّما تلمحُ عاشقةٌ مثلك .



أنا :
قامةُ الليل لا تترك الظلَّ بين أصابِعنا . فاستقِم،
أنت أرضٌ مفارِقةٌ، و سماءٌ لها تحت أجسامنا العفويّة ظلُّ .
هشام :
من سيذكرُ، حين نرى شجراً يتخطّى بغير قليل من الخجل البكرِ عينيّ، أن فؤادي يعجّ به الضوءُ،
أني، كمثلِك، يألفُني الطيرُ .. تشربُني الأرضُ ..
يترُكني الظاعنون جوار حقائبِهم .
أنني :
لم أكُن صنمًا بل أباً صالحاً،
و سهولاً تُهاميّةً تمسِكُ الماءَ .
من ..

أنا :
قامةُ الليلِ لا تنبتُ الشمعَ .
قلتُ : كذا الفقراءُ لهم ما سيخرجُ من تحتهم عندما يهلكون
كما لم يكونوا جروحاً موسّعةً .. مثلنا .
و ..

هشامُ :
أنا،
هل سيمسكُني – أن أغورَ بسارية الفجرِ – هذا الترابُ الوحيد ؟
يقولون، يا سيّدي :
يهلك الواقفونَ، لأن المساكين لا يأكلون النشيدَ،
و لا يتقنون الفناء .

· تجلّ، إذا شئتَ، بين الديار . التصِق بالرعاع لتحمل زوجاتُهم ما ستترُك،
كن للدعاءِ مسافاته، و علانيّةً، اِبتدع للتمائم خوفاً
ترَ، الآنَ، كيف يمر الجياعُ، و ينمون مثل الدّياناتِ،
ينقسِمون كلغزٍ قديم !

هشامُ :
أنا واقفٌ، هكذا .
تمرّ الجبالُ، مرورَ الحوامِل، ما بيننا .
و يذوبُ الحديثُ
– خصوصاً : حديثُ الأراملِ عن زمنٍ لا يذوبُ به الموتُ –
خلفي .
أيكفِي، لكي يخرجَ الودْقُ متّشحاً بالأناسيّ، أن أهمِلَ الموت عمداً،
و أزرعَ رمّانةً تحت أسمائنا ؟
هل ..

أنا :
ليس يكفي ؛ إذا متَّّ جوعاً فلا تدع القطرَ يروي عن الأرضِ،
لا تستحِ، الآن، أن تتفشّى - كخيل العدو – بأحلام أطفالِنا .
إن أسماءنا تتآكل أبوابَ صنعاءَ،
فانفض ترابَ القُرى عن شعورِك،
أحجارَها عن دماكَ،
و مرْ .
سوف تجري صروفُ الهزيمةِ في شرُفات البلادِ،
تلمّ الشروخ، و تضفرُ أوراقَ " سامِ بْنِ نوحٍ "
لتجبِرَهُ أن يدسّ البيوت القديمة في الماء
" خلف السفينةِ أو تحتها " .
و ترى
( وكأنّك لمّا رأيتَ الصّبَا في الزجاجة و الخمرَ تحت اللسانِ )
نساءً يؤبّرن عين الغريبِ بآثارِ أصواتِهنْ .
و ترى في القصائد :
خوفاً له سحنةُ الماءِ، ينشعُ من بين جدرانِها .

هشامُ :
يعودُ الترابُ ليجهلني، كل عامٍ، إذا أفرغوا في المدينةِ أسماعَهم .
و الصغارُ، ليجترحوا حدثاً بائتاً :
طفلةٌ :
لم تمُت خالتي وحدها . وحدها خالتي كتمت قلبها ثم ماتت به .
طفلةٌ :
لأبي طائرٌ لا نراه، يقول : الهلالُ يضيعُ إذا ارتفعت في المساء صراخاتُنا .
طفلةٌ :
في المساء يقيمُ أخي في الحظيرةِ،
ينقُشُ صوت النعاج التي نفقت منذ عامٍ،
و يسألُ عن ..
طفلةٍ :
كُسِرت سنّتي . كان يأكلُها :
هل أنا مطرٌ ؟ هل سأغدو إلى فقراء المدينة في حلْمتيك ؟
كان يأكلها جيّداً، فتمر روائحها في حليب المساء، و نفقدُ :
. ضرسي
. و معنى أبي
. و السحاب العفيف
. و بيتاً يُكدّسُ في دمعنا دمعَها .

أنا :
يا هشامُ بلادي لها جرحُها، و لنا أن نقلّدَ أبناءهُ في العيون
لئلا يرى وجهُ صنعاء أشعارَنا العاطفيّةَ .
دعنا نقُل للجياعِ :
الزمانُ لنا و علينا.. و لكنّنا، أجمعينَ، لنا .
و أقِم في المدينةِ متّحداً بالأماني،
و غضّ المسافة ما بين " صنعا " و بلقيسَ .
أمهِلْ ضلوعَك قلبينِ،
نحنُ هنالك يعرِفُنا اللهُ، و الميّتون .

هشام :
و إن شفّ باب المدينةِ، و اشتعلَ الدمُ فيها ؟
و إن جَـا ..

أنا :
في المدينة عشقٌ يطارِده الجائعونَ،
و ثغرٌ تكسّر من غربة الشعرِ .
فيها قلوبٌ مجمّدةٌ بالتمائم، و الأوصياءِ.

هشامُ :
و إن ضلّ سحرُ المدينةِ، و انفكّ قلبُ الفتاةِ التي لا ..؟
أنا :
و إن ضلّ سحرٌ المدينةِ، و انفكَ قلب الفتاةِ التي حفظت بعض أشعارِنا، وَ .
هشامُ :
أنا، واقفٌ هكذا . في انتظارِ الذين مضوا قبل أن يخسروا قبرَهم .
يابسٌ مثلهم .
بيدَ أني أرى الدمَ يشعلني لمرايا الشبابيك،
يجبِرُني أن أكون بسيطاً :
يحبُّ فينكسرُ القوسُ،
يقرأ أبراج من يعشقون، فيكذبُ خوفاً على ظلّهِ من بكاهُم
و جوعاً إلى أن يرى في النجومِ بلادَه .

أرى الأرضَ قائمةً لا تجيزُ الأغاني احتراماً لمن يجهلون الموائدَ،
أسمعُ ما قالتِ الأمُّ، حين أحسّت بما تركت بنتُها في لساني :
الغريبُ يقولُ الحقيقة عن كل شيءٍ،
و لكنّه لا يعرّي فؤادَه .

أنا :
الغريبُ يرى كلّ شيءٍ بفطرته الأمِّ،
لكنّ صنعاءَ تجرحُه، و بنات القبيلةِ أجّرْنَهُ للحداثةِ،
.. صنعاءُ، هذي التي تنكرُ الآن أن أباكَ استشاط بها غضباً
، ذاتَ يومٍ،
تعيدُ الطريقَ إلى أوّل الخائفينَ،
و تنساكَ،
تحلفُ أن البلاد سترجئ دورتَها
في السيوفِ المعادة .
__________________
وعرُ هو المرقى إلى الجلجلة ، و الصخر يا سيزيف ما أثقله! سيزيف أن الصخرة الآخرون *.

زهرة غير متصل  

 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

قوانين وضوابط المنتدى
الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
sketch زهرة ركن المحذوفات البسيطة 69 06-10-08 07:25 PM

توثيق المعلومة ونسبتها إلى مصدرها أمر ضروري لحفظ حقوق الآخرين
المنتدى يستخدم برنامج الفريق الأمني للحماية
مدونة نضال التقنية نسخ أحتياطي يومي للمنتدى TESTED DAILY فحص يومي ضد الإختراق المنتدى الرسمي لسيارة Cx-9
.:: جميع الحقوق محفوظة 2023 م ::.
جميع تواقيت المنتدى بتوقيت جزيرة تاروت 01:00 PM.


المواضيع المطروحة في المنتدى لا تعبر بالضرورة عن الرأي الرسمي للمنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك
 


Powered by: vBulletin Version 3.8.11
Copyright © 2013-2019 www.tarout.info
Jelsoft Enterprises Limited