سان جيرمان يؤمّن الوصافة بفوز سهل على دينامو زغرب

[عاشق السماء]

حقّق باريس سان جيرمان الفرنسي فوزاً متوقّعاً وسهلاً على حساب ضيفه دينامو زغرب الكرواتي بنتيجة (2-0) اليوم الأربعاء في المجموعة الأولى ضمن الجولة الثالثة من دوري المجموعات في مسابقة دوري أبطال أوروبا.
وعلى ملعب ماكسيمير، نجح كل من السويدي زلاتان إبراهيموفيتش (33) وزميله الفرنسي جيريمي مينيز (43) في حصد ثاني فوز للنادي الباريسي في المسابقة الأوروبية العريقة لهذا الموسم بعد الأول الذي كان على حساب دينامو كييف الأوكراني (4-1).
وبهذه النتيجة يحتل الـ"بي.آس.جي" مركز الوصافة برصيد ست نقاط متخلفاً بثلاث نقاط عن المتصدّر بورتو (9 نقاط) والفائز بدوره
على ضيفه دينامو كييف الأوكراني (3-2) في مباراة مثيرة.
بلا مقدّمات

وسط مزيج من أحاسيس النشوة بتجريد مرسيليا من صدارة الدوري الفرنسي من جهة ومشاعر القلق التي تترجمها تركة ثقيلة من الغيابات (تياغو موتا، إيزيكال لافيتزي، كليمون شانتوم، مامادو ساكو، ونيني) دخل الـ"بي.آس.جي" مغامرته الثالثة على الصعيد الأوروبي بحتمية خطف النقاط الكاملة من زغرب بالذات بهدف تعبيد طريق التأهل نحو الدور ثمن النهائي مبكراً وتفادي "عسر" المنافسة في الأمتار الأخيرة.
لم يحد العنوان الأبرز لبداية المباراة عما كان متوقعاً، حيث بسط النجم الأول للموقعة الفرنسية-الكرواتية والحديث عن السويدي زلاتان إبراهيموفيتش نفوذه على أحداث المباراة منذ بدايتها عبر تهديدين جادين كاد على إثرهما أن يوقّع باسمه مبكراً، الأولى لم ينجح في استثمارها رغم انفراده بشكل تام بحارس دينامو زغرب إيفان كيلافا الذي أبدع في التصدّي (3)، أما الثانية فكانت على شكل تسديدة يسارية قوية من زلاتان ولكن "عناد" حارس العرين الكرواتي حال دون افتتاح النتيجة (5).
عقب البداية المستفزة من سفراء عاصمة الأنوار سعى "الكروات" لردّ الفعل عبر بوابة الكرات الثابتة التي كادت تسفر إحداها عن هدف السبق للمحليين، حيث نفّذ صانع الألعاب النشيط سمير ركنية مخادعة بشكل مباشر كان بالإمكان أن تسفر عن الجديد
إلا أنّ يقظة حارس عرين الـ"بي.آس.جي" سلفاتوري سيريغو حالت دون ذلك (8).
ركود مفاجىء
بالنظر لسيناريو البحث عن المباشرة الذي استهلت به المواجهة بين الفريقين لم يكن من المرتقب أن نشهد تراجعاً سريعاً ومفاجئاً لنسق اللعب كما على مستوى الفرص السانحة للتهديف، إلا أن المعطيات الفنية للقاء شهدت ركوداً واضحاً طيلة 12 دقيقة كاملة لم تشهد أي مستجدّات تذكر عدا الكرات العشوائية والتمريرات الخاطئة والمحاولات الخجولة من الجانبين، رغم أنّ أفضلية الباريسيين في معطى امتلاك الكرة ومحاولة نسج هجومات منظمة كان أمراً جلياً، وهو أيضاً ما عكس حالة التردّد التي صبغت المردود الكرواتي في هذا الشوط.
عودة للهيمنة
لم يمكث باريس سان جيرمان كثيراً على حال الركود الفني التي كانت تناسب صاحب الدار على ضوء معطيات بداية اللقاء، حيث بادر زملاء "إيبرا" بلعب الورقة الهجومية بجرأة وهو ما تبرّره حتمية حصد نقاط الفوز لتشديد الملاحقة على متصدّر المجموعة بورتو البرتغالي.
وأصبحت نوعية الفرص المتاحة في هذه الفترة من الشوط الأول تنبئ بقرب الهدف الباريسي مع كل محاولة تمرّ، وهو ما تأكّد في محاولتين متتاليتين، كانت الأولى بقدم مينيز الذي ناور الدفاع الكرواتي بذكاء قبل أن يسدّد كرة مباغتة تصدّى لها كيلافا في مرحلة أولى قبل أن تشتّت ثانية في ظل غياب المتابعة الهجومية المطلوبة. أما الفرصة الثانية فكانت ببصمة العمل الثنائي بين إبراهيموفيتش والإيطالي ماركو فيراتي، إلا أن الحكم التركي فيرات أيدينوس أحبطها بداعي تسلل وهمي (25).
سطوة "إيبرا"

عاد شبح إبراهيموفيتش "للسطو" والبروز بقوة مع قرب نهاية الشوط الأول وليلعب دور "الحاسم" الذي طالما أتقنه منذ قدومه إلى حديقة الأمراء، وإثر عملية منسقة استهلت من قدمه ومرت إلى زميله جيريمي مينيز الذي قام بدوره بفاصل مهاري رائع قبل أن يعيد الكرة لزلاتان على طبق من ذهب والذي لم يرفض بدوره هدية زميله وسدّد كرة انزلاقية يمينية عجز الحارس كيلافا عن ردّها هذه المرة معلناً أول أهداف اللقاء (33).
جدير بالإشارة إلى أنّ هذا الهدف هو الحادي عشر لزلاتان بقميص باريس سان جيرمان في المواجهات الرسمية (سجّل 9 أهداف في الدوري وهدفين في دوري الأبطال)، مع العلم أنّ إيبرا يحمل في جعبته رقماً شخصياً آخر كونه صاحب أسرع هدف للـ"بي.آس.جي" في الدوري الفرنسي برقم 27 ثانية وكان ذلك في مرمى ليل.
بعد تكبّد الهدف الأول حاول دينامو زغرب في حدود إمكاناته المتوفرة مجاراة "أمراء باريس" عبر محاولات من أقدام صانع الألعاب سمير أو ثنائي الهجوم جوسيب بيفاريتش ودوج كوب إلا أنها لطالما وصفت بالخجولة والمحتشمة نظراً لافتقادها للخطورة المطلوبة.
رصاصة رحمة مبكّرة

كان من الواضح أن حالة من الإحباط سيطرت على أداء الفريق الكرواتي في ظل اختلال التوازن الفاضح في إمكانات ودعائم الفريقين، وهو ما ترجمته أحقية أبناء كارلو أنشيلوتي بهدف التقدّم الذي تمّ تدعيمه في وقت حسّاس بعد نجاح "المجتهد" جيريمي مينيز في استثمار إمداد زميله خافيير باستوري فسدّد كرة قوية من داخل المنطقة اخترقت الشباك الكرواتية معلنة عن جدارة باريسية مبكرة ومطلقة بالهدف الثاني (43) بقياس المعطيات الإحصائية والميدانية.
ولم يكتف باريس سان جيرمان بالهدفين وكاد يوقّع على ثلاثية قياسية في هذا الشوط لولا الركلة الحرة المباشرة التي نفذها "العملاق" إيبرا وردّها كيلافا بصعوبة بالغة (45)، والتي أعلن على إثرها نهاية الشوط الأول بتفوق زملاء تياغو سيلفا على منافسهم بالطول والعرض.
شوط فقير
لم يشهد سيناريو الشوط الثاني أية تغييرات تذكر من حيث الصورة الإجمالية للقاء حيث تواصلت هيمنة الفرنسيين على مجريات اللقاء وأحكموا قبضتهم التامة على فصولها مع غياب المقاومة شبه التامة لدينامو زغرب الذي سلّم بواقع الفوارق الشاسعة بينه وبين "مجرة النجوم".
هذا الشوط كان فقيراً للغاية من حيث الفرص الواضحة للتسجيل، فتأمين النتيجة من جهة الفريق الباريسي جعله يفكّر في الاستحقاقات القادمة على المستوى المحلي من ذلك اعتماد الفني الإيطالي على عدد من العناصر الاحتياطية أو التي غابت عن الملاعب لفترات طويلة على غرار المالي محمد سيسوكو
الذي دخل مكان ماتيو بودمير (60)، أو غيوم هوارو الذي عوّض المتألق في مباراة اليوم جيريمي مينيز (77).
تحويرات بلا فائدة

من جهته حاول صاحب الأرض والجمهور تحدّي ضعفه وقلة حيلته، فبادر المدرب أنتي كاسيتش بإجراء بعض التحويرات على التشكيل الأساسي بإقحامه كل من كاليلو مكان إيبانيز (64) وروكافينا عوضاً عن دوج كوب (70)، ولكن بلا جدوى فلم تحدث هذه التغييرات أية تطورات على أداء أبناء دينامو.
وبإمكاننا القول إنّ هذا الشوط كان شحيحاً على عكس الأول الذي شهد تواتراً لبعض اللوحات الفنية الجميلة لا سيما من جانب الباريسيين، إذ كانت الفرصة الأبرز في هذا الشوط الثاني من توقيع إبراهيموفيتش الذي تسلّم كرة ذكية من مجهود بدني وفني رائع لباستوري وانفرد بالحارس الكرواتي مرسلاً كرة ماكرة من فوقه أبت أن تزور شباك المحليين للمرة الثالثة وحادت عن المرمى بسنتيمترات قليلة (64).
باقي أحداث المباراة لم نسجّل فيها أي جديد عدا تذكيراً متجدّداً بأن الصراع في هذه المجموعة الأولى سيظلّ منحصراً تحت عنوان أوحد يمثله الصراع الفرنسي-البرتغالي بين قطبي المجموعة بورتو البرتغالي المتصدّر وباريس سان جيرمان الوصيف في انتظار حسم مسألة الزعامة من بوابة قمة الإياب على معقل الـ"بارك دو برانس" بالعاصمة باريس.
الملعب: ماسيمير بالعاصمة الكرواتية زغرب
التشكيلة الأساسية للفريقين:
دينامو زغرب :
حراسة المرمى: إيفان كيلافا (30) "القائد"
خط الدفاع: أنتي بولييتش (2)، لويس إيبانيز (3)، جوسيب سيمونيتش (4)، سيم فرساليكو (14)
خط الوسط: دوماغوج فيدا (24)، ماتيو كوفاسيتش (8)، سمير (10)، جوسيب بيفاريتش (19)
خط الهجوم: مارسيلو بروزوفيتش (77)، دوج كوب (90)
المدرب: أنتي كاسيتش
باريس سان جيرمان :
حراسة المرمى: سلفاتوري سيريغو (30)
خط الدفاع: تياغو سيلفا (2)، ألكس (13)، ماكسويل (17)، كريستوف جاليه (26) "القائد"
خط الوسط: بلاز ماتويدي (14)، ماتيو بودمير (12)، ماركو فيراتي (24)، خافيير باستوري (27)
خط الهجوم: جيريمي مينيز (7)، زلاتان إيبراهيموفيتش (18)
المدرب: الإيطالي كارلو أنشيلوتي
طاقم التحكيم: تركي الجنسية
حكم الساحة: فيرات أيدينوس
الحكمان المساعدان: سيركان أوك وأليك تاسيوغلو
الحكمان المساعدان الإضافيان: تولغا أوزكالفا وكوراي غينسيرلر
بورتو يواصل التحليق في الريادة

من جهة أخرى، تمكّن نادي بورتو البرتغالي من التحليق بالصدارة منفرداً بعد فوزه المثير على ضيفه دينامو كييف الأوكراني (3-2) في القمة الثانية للمجموعة التي أقيمت على معقل "دراغاو".
وتكفّل النجوم الكولمبيون الذين تزخر بهم كتيبة بورتو بالتوقيع على الأهداف الثلاثة عبر سيلفستري فاريلا (15) وجاكسون مارتينيز (36،78)، بينما بصم الثنائي أوليه غوسيف (21) والنيجيري إيدييه براون (72) على هدفي دينامو كييف.

وبهذه النتيجة، يواصل بورتو تزعمه للمجموعة بحصده العلامة الكاملة في ثلاث مباريات (9 نقاط)، بينما يحتل باريس سان جيرمان الفرنسي المركز الثاني (6 نقاط)، ويأتي دينامو كييف الاوكراني ثالثاً بـ(3 نقاط) يليه دينامو زغرب الكرواتي برصيد خال من النقاط في المركز الأخير.
هذه النتائج المسجّلة في هذا الجولة الثالثة تؤشر إلى احتدام الصراع أكثر فأكثر في المرحل القادمة لا سيما أن دينامو كييف لا يزال في جعبته فرصتين ثمينيتن للحاق بركب المنافسة على بطاقة العبور إلى الدور القادم باعتباره يستقبل النتصدر الحالي ووصيفه على أرضه في كييف.

المصدر:
الجزيرة الرياضية