" انه الجنون بعينه .. أن ترى شيئا .. لا يراه غيرك .. و أن تتعامل مع من ليس له وجود "
.. وجدت هذه الورقة مقلوبة في احد الشوارع .. لا اعرف ما الذي جذبني إليها .. و لكني قرأتها و من ثم ابتسمت .. و حدثتني نفسي إنها ورقة مثل ورق حظك .. الذي يقول .. على سبيل المثال .. سترزق بمصيبة قريبا .. و ابتسمت مجددا .. لا اعرف لماذا أيضا وضعتها في جيبي .. و لم اعرف أنني فعلت إلا عندما وجدتها .. بين طيات كشكول محاضراتي .. لم أتعجب كثيرا فقلت ربما وضعتها هنا و نسيت .. و لكني دهشت عندما وجدتها .. على مرآة الحمام ..
نسيت أن أعرفكم بنفسي .. أنا دكتور يوسف .. طالب بكلية الطب .. طبعا تعرفون أن طلبة الطب بمجرد أن يحصلوا على 98 % في الثانوية العامة يصبح الدكتور فلان في جميع الأوساط .. المهم أنني شاب عادي .. جدا ... لا أتميز بأي شيء يذكر غير رجاحة عقلي بشهادة الآخرين .. و إخلاصي لأصدقائي .. ليس لي أي اهتمامات سوى القراءة و الدراسة و الموسيقى الكلاسيكية ..
نعود لموضوع الورقة و التي كنت نسيت أمرها لمدة 3 أيام .. و نسيت أمر تكرار ظهورها المريب في كل مكان ... و عادت حياتي للهدوء المعتاد .. فانا اسكن وحدي في منزل في وسط العاصمة المزدحمة .. راحت عائلتي الصغيرة في حادث الطائرة المصرية على السواحل الأمريكية .. و منذ ذلك اليوم لا اعرف لنفسي صديق سوى عمرو جاري العزيز .. و الذي يأتي إلي من حين لأخر .. حتى لا اشعر بالوحدة و أنا اقدر له هذا تماما ..
وجدت الورقة مرة أخرى على مكتبي .. لا اعرف من أين تأتي و كيف تختار الأوضاع التي تلفت انتباهي .. و لكنها دائما ما تفعل .. أصبح الأمر الآن خطير .. لولا أنني شاب متعلم و متدين لكنت أيقنت أن هناك مس شيطاني ما أو أرواح تسكن المنزل .. و كنت بادرت لأحد الدجالين لكي يطهر المنزل و لكني حاولت أن استخدم رجاحة عقلي فقلت لنفسي أنها مصادفة بالتأكيد .. و لا تكن سخيفا .. و من ثم عرضت الأمر على عمرو .. الذي اندهش و طلب مني رؤية الورقة ... و طبعا لكم أن تتخيلوا أنني لم اعثر عليها أبدا .. و قال لي عمرو .. عندما تجدها رجاءا ارني إياها ..
و في إحدى الليالي .. في تمام الثالثة صباحا .. دق الباب .. دقات منتظمة .. دقات واثقة .. استيقظت و أرهفت السمع .. أنها بالفعل طرقات على الباب . و لماذا لم يستخدم الطارق الجرس .. و السؤال الأهم من هو الطارق .. في تلك الساعة .. ؟؟
لم يكن هناك مفر من أن افتح الباب .. ذهبت بخطوات مهتزة للباب .. و ناديت ... من الطارق .. لم يأتي رد .. و هممت للعودة إلي الفراش الدافئ إلا أن الطرق عاد من جديد .. ففتحت ببطء .. و نظرت .. إذا برجل .. عجوز .. هادئ الملامح نحيل الوجه .. و الجسد .. منحني يرتدي بذلة كاملة .. و مبتل الملابس .. قال لي بهدوء ..
- أسف يا ولدي للإزعاج .. لكن المطر شديد و أنا غريب .. هل تسمح لي بالبقاء هنا الليلة ..
نظرت له في توجس و أنا اعمل عقلي و تحدثني نفسي .. و ما عسى هذا الرجل أن يفعل .. لابد و انه صادق .. و منظره يدل على انه رجل طيب ضل الطريق .. فقلت ..
- تفضل يا عم .. أهلا بك و سهلا ..
دخل الرجل بخطوات عجوز .. مرتعشة .. و كاد أن يسقط عدة مرات و هو في طريقة إلي اقرب كرسي .. و جلس الرجل .. و دخلت لأحضر له .. شيء ما من ملابس والدي رحمه الله .. كي يرتديها حتى تجف ملابسة .. كما أعددت له قدح من الشاي .. و بعض الشطائر .. و دعوته للعشاء ..
فقال بصوت مرتعد بعد أن غير ملابسه :
- ربنا يكرمك يا ولدي .. جزاك الله خيرا .. أنت رجل كريم ..
- لا شكر على واجب يا والدي .. انتهي من عشائك و تفضل لقد أعددت لك غرفه لتنام بها حتى الصباح ..
- يا ولدي .. سأنصرف في الصباح الباكر و لن أزعجك ..
- لا إزعاج على الإطلاق يا والدي .. البيت بيتك .. و أنا هنا وحدي ..
تناول الرجل الطعام في شراهة و فرغ من تناول الشاي و طلب مني أن أدله على غرفة نومه .. و ذهب لينام .. طبعا أسمعكم تقولون أي أحمق هذا الذي يأتمن رجل غريب يدق الأبواب ليلا .. طلبا المبيت .. و لكني واثق من إنكم لو كنتم مكاني لما ترددتم لحظة إن الرجل يبدو ضعيفا و صادقا ..
لم انم بالطبع تلك الليلة حتى أشرقت الشمس .. بعد ليلة ممطرة جدا .. و أعددت الإفطار لي و للرجل ... و انتظرت إلي أن استيقظ في تمام الثامنة صباحا .. مشرق الوجه .. هادئ الملاح كما عهدته أمس .. و تناولنا الإفطار .. و شكرني كثيرا و طلب مني الرحيل .. و عرضت عليه أن أوصله إلي أي مكان يرغب ..و لكنه شكرني و رحل ..
و بعد أن غادر العجوز بسلام عادت الورقة من جديد .. و لكني لم اعد أبالي .. ماذا افعل .. فهي لن تؤذيني .. فتناسيت الأمر .. و ذهبت للكلية كالعادة ..
و في المشرحة اجتمعت و أصدقائي قبل موعد المحاضرة ب 10 دقائق .. و ما من لحظات إلا و قد أتى الدكتور وائل معلنا عن بدأ الدرس العملي اليوم ..
- صباح الخير يا سادة .. اليوم درس عملي جديد .. في عالم التشريح .. الجثة موضوع الدراسة اليوم .. حديثة الوفاة .. حيث تم العثور عليها منذ 3 أيام .. و فاقدة الأهلية .. و هي لرجل .. طاعن في السن .. توفى اثر نوبة قلبية أثناء سيرة في الشارع ..
و كشف دكتور وائل عن الغطاء .. و
لا اعرف متى سقطت و متى أفقت .. و لكني نظرت للوجوه حولي .. الوجوه تبتسم في سخرية و بدأت اسمع بعض التعليقات الساخرة و إلي تدور حول .. " في الفرقة الرابعة و يسقط مغشيا عليه لرؤية جثة " .. "يا خسارة الرجال " .. و لكني نهضت و نظرت لهم في ذهول و أصررت على العودة إلي المنزل .. فعرض عليا احدهم أن يقود السيارة لأنني في حالة يرثى لها .. و وافقت ... و في السيارة قال لي ..
- ماذا حدث يا يوسف .. ؟؟
- ماذا .. !!
- لقد سقطت في المشرحة ..
و هنا تذكرت أن هذا الوجه الذي رأيته في المشرحة اليوم .. رأيته بالأمس .. انه الوجه الهادئ .. النحيل .. قطع هذا الشرود صوت عادل زميلي .. يقول :
- ماذا هناك يا يوسف .. لماذا لا ترد .
قلت :
- عادل لقد رأيت هذا الرجل بالأمس .. لقد بات معي في المنزل .. و ..
قاطعني عادل ضاحكا و هو يقود السيارة :
- هاهاها .. يوسف إن الرجل ميت منذ 3 أيام .. لا تحاول أن تبرر إغماءك بمبررات واهية أنت تخشى الجثث .. هاهاها لا اصدق في الفرقة الرابعة و لا زلت تخشى الجثث .. هاهاها
- عادل .. أنا جاد .. هذا الرجل كان بالأمس .. معي بالمنزل .. أتى إلي طالبا المبيت فجرا .. فهو غريب و الجو كان ممطرا .. و هـ..
قاطعني مرة أخرى و اكتسب صوته نبرة حازمة :
- يوسف لا تحاول .. إن الرجل ميت منذ 3 أيام .. لعلك تتوهم .
وصلت المنزل .. و شكرت عادل و دعوته لتناول الغداء معي .. و لكنه شكرني و انصرف ..
جلست وحدي شارد الذهن .. أفكر .. ماذا حل بي .. لعلني لم أتبين وجه تلك الجثة جيدا .. و إن قلة النوم هي السبب وراء الإغماءة .. و إن الرجل علق في ذهني .. حتى إنني توهمت أنني أراه في المشرحة .. ربما .. و بدأت اهدأ شيء فشيء .. إلي أن زال توتري .. و مرت الأيام و لا جديد تحت الشمس ..
ذهبت مع أصدقائي إلي السينما .. لقضاء بعض الوقت الممتع ليلة الأجازة الأسبوعية .. و دخلنا السينما .. احد الأفلام الأجنبية .. طبعا فيلم رعب .. عن الموتى الأحياء .. و مر اليوم بسلام و عدت إلي المنزل ..
و في تمام الثالثة .. دق الباب .. نفس الدقات الهادئة الواثقة .. ماذا افعل يا الله .. أن الطرق يتجدد .. و الموقف يتكرر .. و لقد أصبحت أخشى ذكر تلك الليلة .. بعد موقف المشرحة .. مع أنني تأكدت من أني واهم .. و أني ربطت بين الوجه و الرجل دون سبب .. و لكن الموقف ثقيل .. لم أقوى على الحراك لدقائق و الطرق يتكرر بشكل آلي .. ماذا افعل .. هل اتصل بالشرطة .. و ماذا أقول لهم .. ؟؟ الحل الأفضل .. أنني أتجاهل الطرقات .. و تجاهلتها .. و لكنها .. أخذت تتعالى .. و تتكرر بانتظام .. فذهبت للباب .. و ناديت .. من الطارق .. ؟؟
- من الطارق ؟؟
- ...........................
- لن افتح إلا إذا عرفت نفسك ..
- ..........................
طرقات و لا غير .. منتظمة كأن الطارق لا يسمعني .. فكرت و قررت أن افتح الباب ... فلا مبرر منطقي لكل هذا الخوف ..
فتحت الباب .. و يا ليتني ما فتحته .. فإذا بالرجل إياه .. يطل علي بوجهه الهادئ النحيل .. و ملابسة المبتلة .. و ابتسامة على وجهه و نظراته توحي انه لا يعرفني .. و سألني :
- هل هذا هو منزل الأستاذ سعيد .. ؟؟
قلت بصوت مرتعد مهزوز :
- الأستاذ سعيد من .. ؟؟ لا يوجد في البناية من يحمل هذا الاسم ..
- أسف للإزعاج يا ولدي ..
- انتظر يا عم .. أنت لا تتذكرني ؟؟
- لا يا ولدي .. أسف .. من أنت ..
- لقد أتيت يوما طالبا المبيت .. هنا .. و قضيت ليلة معي ..
- أنا يا ولدي !! .. لابد انك مخطئ .. أنا غريب و لم أتي القاهرة من قبل ..
- ................................
- إلي اللقاء يا ولدي ..
و انصرف الرجل .. و تركني أكاد اجن .. هذا الرجل أتى إلي هنا من قبل .. و هو الآن لا يعرفني .. ثم أنني رأيته .. في المشرحة .. و .... هل قال إلي اللقاء .. هل ينوي زيارتي مجددا .؟؟؟ أم أنها كلمة عابرة .. يا الله .. ما هذا الذي يحدث لي .. هل جننت .. ؟؟
مضت أيام .. و أيام .. و أصبحت قصة الرجل تسيطر على كل تفكيري .. فكل أحلامي تدور حول الرجل الذي يطاردني .. و كلما شردت فكرت .. كيف يتكرر الحدث مرتين .. و لكنه لم يتكرر .. لكنه تكرر .. آه هذا ما كان ينقصني لقد جننت ..
جلست على شبكة الانترنت على غير هدى .. شارد الذهن كعادتي في تلك الأيام .. و إذا برنا تفاجئني .. بلفظتها المعتادة ..
- ازيك ؟؟
تهللت أساريري لدخول صديقتي العزيزة و أختي الغالية و التي تعرفت عليها على شبكة الانترنت ... فانا منذ فترة ليست بقصيرة لم أتحدث معها .. و رددت كعادتي أيضا ..
- أهلا كيف حالك يا عزيزتي .. و أين اختفيت الفترة الماضية .؟؟
- أنت تعرف ظروف ..
- لا عليك .. كيف هي الأحوال
- الحمد لله تمام و أنت ؟؟
- الحمد لله
برهة من الصمت .. ثم كتبت رنا :
- يوسف أنا أعرفك جيدا .. هناك ما يضايقك
- بالفعل يا رنا ... لم اعد اندهش فأنتي تعرفي الكثير دائما ..
- ما بك يا فتى ؟؟
- كل شيء يحدث حولي غريب .. تقريبا اشعر أنني ألامس أعتاب الجنون
- و ما الجديد أنت كذلك من زمن ..
- ههههههه .. و لكن تلك الأيام أشياء غريبة تحدث ..
- ها .. اخبرني و لا تتمهل ..
و قصصت على رنا قصة الرجل الذي زارني ..و عن التوقيت الغريب الذي يأتي فيه .. و عن ادعائه انه لا يعرفني .. فقالت رنا :
- يوسف هل تحاول إخافتي .. أنت تعرف أنني أخشى تلك القصص ..
- لا يا رنا هذا يحدث بالفعل .. و لا اعرف ماذا افعل ..
- قد يكون احد المجانين الذي يقطن بالجوار و هو يعاني مثلا من الزاهيمر أو شيء آخر و لا يحلو له العبث إلا معك ..
- فكرة فعلا .. يا رنا .. لم يخطر هذا ببالي قط .. دائما ما يبهرني ذكائك ..
- أي خدمة ..
- لكن الغريب يا رنا هو قصة تلك الورقة ..
- أي ورقة .. ؟
- ورقة .. مكتوب عليها كلمات غريبة .. و تظهر دائما و تختفي .. في أماكن مريبة ..
صرخت رنا في دهشة (كادت تقفز من الكلمات عبر الشاشة).. :
- و هل قلت لك عنها .. كيف عرفت .. ؟؟
- كيف عرفت ماذا .. ؟؟
- أمر الورقة ..؟
- الورقة تظهر لي باستمرار .. بين طيات الكشاكيل .. و على مرآة الحمام و على المكتب .
صرخت مرة أخرى :
- ومكتوب عليها شيء ما عن الجنون .. و عن أشياء تراها و لا يراها غيرك و .....
كان دوري هذه المرة في الصراخ ..
- أنتي من تمازحينني يا فتاة .. أنها تلك الورقة اللعينة ..
- يوسف أن الأمر خطير جدا .. و لا يحتمل المزاح .. أن تلك الورقة تسببت لي في قلق منذ 3 أيام ... منذ وجدتها في سيارة أبي ..
لحظات من الصمت ثم كتبت :
- إذا أن الأمر خطير بحق .. هل زارك احد ..
- يا نهار اسود .. و هل من المتوقع أن يزورني احد ..
- أن هذا ما حدث معي بعد ظهور الورقة .. لقد زارني العجوز ..
- لا لا .. أن الموضوع أشبه بمزحة ثقيلة .. و لا يجب ربط الأحداث بعضها ببعض .. يوسف من فضلك أغلق هذا الموضوع ..
و تبادلنا بعض الأحاديث العامة التي ساد عليها طابع الكآبة و ثقل نفسي لم يحدث من قبل .. نتيجة لمناقشة موضوع الورقة إياه .. و انتهى الحديث .. على وعد بلقاء قريب على شاشة الحاسب كالعادة ..
و بعد ليلية كئيبة كالعادة و ارق .. و محاولة يائسة للنوم .. سقطت أخيرا تلك الحصون المنيعة للملكة النوم .. أمام جفوني المجهدة .. و لكن كعادتي تلك الأيام لم البس و أن استيقظت فزعا .. من كابوس .. غريب .. كل العالم تحول إلي ساعة مشيرة للثالثة .. و أبواب تدق .. و جثث تطلب المبيت .. ما أجمل الحياة عندما ترى الحلم .. كل يوم .. وكل ساعة تحاول أن تنام فيها ..
أنا الآن أتعامل مع ذكرى هذا الوجه العجوز .. على انه جثة تطاردني .. يا الله .. هذا ما كان ينقصني ..
و في اليوم التالي .. و على الانترنت .. دخلت رنا و على غير العادة .. قالت :
- يوسف أن القصة تتكرر معي ..
- قلت أي قصة يا رنا ..
- قالت لقد زارني العجوز بالأمس ..
لم استطع أن أجيب .. و ظللت اقرأ العبارة مرات و مرات و مرات إلي أن قطعت هي الصمت و قالت :
- يوسف سوف أموت رعبا .. ما معنى هذا كله ...
- اروي لي ما حدث ..
- بعد كلامي معك بالأمس .. تناسيت الموضوع و أويت للفراش .. و عند الثالثة فجرا .. دق الباب . تلك الدقات التي لابد و انك تعرفها جيدا .. و العجيب أن ما من احد استيقظ ليفتح الباب .. لا اعرف ما الذي أنساني موضوع الزيارة المرتقبة .. و ذهبت و نظرت من عين الباب .. فإذا برجل عجوز .. و الله لا عرف كيف جرأت على فتح الباب .. و لكني فتحته .. فإذا بالرجل يسأل عن الأستاذ سعيد .. فقلت له انه بالدور العلوي .. فشكرني و نزل .. لقد نزل يا يوسف و كان يرتعد ..
- نزل و لم يصعد ..
- نعم .. انه رجل عجوز كما تصفه .. هادئ الملامح .. نحيل الوجه و الجسد مبتل و يرتدي بذلة كاملة
شردت للحظات و قلت :
- لعلك .. تأثرت بما رويت لك .. و كان كل هذا كابوسا مزعجا لا أكثر ..
- أنها حقيقة يا يوسف .. حقيقة ..
- هدئي من روعك .. و حاولي أن تبقي مع أسرتك .. و لا تتحركي أبدا .. من السرير ليلا لأي سبب من الأسباب ..
- أن شاء الله .. و أنت ماذا ستفعل ..
- لا شيء .. لن يفيدني أن احضر من يبيت معي لان من الواضح أن الطرقات لا يسمعها إلا أنا ...
- يا الله انه كابوس ..