الليلة الاولى
افتتح مشروع الزواج الخيري بجمعية تاروت الخيرية للخدمات الاجتماعية مساء الأربعاء ليلة الخميس 7 جمادى الآخرة 1434هـ في مسجد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بحي التركية بتاروت برنامج (همسات لكلا الزوجين) للسنة التاسعة على التوالي بندوة حوارية بعنوان (الحب بين الزوجين : مشاعر عبر الوسائط) باستضافة كل من مدير مركز البيت السعيد للتدريب الاجتماعي بصفوى فضيلة الشيخ صالح بن محمد آل إبراهيم وأخصائي علوم الحاسب الآلي الأستاذ بدر منصور الأمرد وأدار الحوار المشرف العام على ملتقى التطوير الاجتماعي بسيهات السيد تقي اليوسف.
وشهدت فعاليات ليلة الإفتتاح مشاركة بارزة من بعض الجهات الاجتماعية والطبية في معرض الأركان الاجتماعي المصاحب للبرنامج. ففي القسم الرجالي شارك كل من مشروع تيسير الزواج بجمعية القطيف الخيرية للخدمات الاجتماعية ومركز التنمية الأسرية بالدمام ومستشفى المواساة التخصصي بالقطيف ومكتبة فجر الثقافية. أما القسم النسائي فشاركت كل من اللجنة الصحية بلجنة التنمية الأهلية الإجتماعية بسنابس وجمعية العطاء الخيرية النسائية بالقطيف وقسم التغذية العلاجية والتثقيف الصحي بمستشفى الصادق بسيهات.
وافتتح البرنامج بقراءة آي من الذكر الحكيم بصوت القارئ في لجنة المجتبى للقرآن والتواشيح الإسلامية الأستاذ حسين بن حسن البحار.
ثم تحدث المشرف في برنامج همسات لكلا الزوجين سماحة السيد إبراهيم الموسوي عن تاريخ البرنامج التثقيفي والقضايا الأسرية الملحة التي تناولها على مدى السنوات السابقة منذ تأسيس البرنامج سنة 1426هـ وحتى هذا العام وأبرز الشخصيات المشاركة والتنوع المناطقي للضيوف المختارين والاستفادة من تجارب المراكز الأسرية والمختصين في المناطق الأخرى.
وتطرق الشيخ صالح آل إبراهيم إلى أن تعزيز الحب بين الزوجين ينبغي أن يظهر جليا عبر الاحترام القائمة على أساس من الاهتمام والسعي في إنماء جذوة الحب عبر أي وسيطة كانت بغية تمتين الروابط والعلائق بينهما ومن وسائلها الحديثة تبادل الرسائل عبر الوسائط حيث يتبادل الزوجان مشاعر الود وينفتحان أكثر على أخبار وأحوال معاشهم.
وأكد أن لزمن التكنولوجيا والاتصالات الحديثة إيجابيات لا تنكر وانعكاسات على العلاقة الزوجية كما لها أثرها الايجابي المتوخى منها وهو إحكام التواصل بين أفراد الأسرة وبين الزوجين بشكل خاص , مما قرب المسافات بين الأسر وبعضها , أضف إلى ذلك ما فيها من جانب ترفيهي ممتع.
وحذر الشيخ آل إبراهيم مما أشارت إليه بعض الدراسات المختصة بالشؤون الأسرية من الوجه الآخر الوجه السلبي لوسائط الاتصالات الحديثة المتمثل بعضها في :
1. انشغال أفراد الأسرة عن بعضهم البعض , وإهمال المسؤوليات و الواجبات الأسرية.2. ظهور حالة من ( الخرس الاجتماعي ) و حالة من الصمت بين الزوجين.3. الغموض في العلاقة الزوجية واعتماد الخفاء مما يثير المكاذب و الشكوك.4. الفتور العاطفي والجنسي بين الأزواج و انعدام الاهتمامات.5. ظهور حالات من الخيانة الإلكترونية عبر الوسائط والمواقع الحديثة.6. شيوع بعض الحالات النفسية السلبية , مثل : التوتر و القلق و الاكتئاب والعصبية.
ورداً على استفسار الجمهور بشأن جواز مراقبة أحد الزوجين لجهاز الاتصال الخاص بالطرف الآخر؟ أجاب فضيلته أن العلاقة بين الزوجين تتطلب الوضوح والصراحة والابتناء على الثقة , إلاّ إذا أظهر أحدهما نوعاَ من التصرفات المريبة. وأوضح أنه من باب عدم الوقوع في المشاكل يمكن لأحد الزوجين استقصاء الحالة بحيث لا تصل إلى التجسس , كما أنه يجب التستر على مثل هذه الأمور و إحاطتها بالسرية مع عدم ترك المواجهة .
وأضح الأستاذ بدر الأمرد أن التطبيقات الإلكترونية تساعد على التواصل المستمر بين الأزواج حيث إن المعرفة بالأنظمة الإلكترونية للأجهزة الحديثة والإطلاع على تطبيقاتها يعود على الزوجين نفعاَ بتعزيز العلاقات فيما بينهما , فهناك كثير من التطبيقات تتولى جدولة أعمال الزوجين – مثلا – و تذكرهما بمواعيد أحدهما للآخر في المناسبات .
وكد الأستاذ الأمرد أن الابتزاز الإلكتروني مشكلة والحماية منه واجبة. فالابتزاز الإلكتروني هو قلق يعيشه العالم ويتطرق بشكل مباشر في هفوة من هفوات أحد الزوجين , حين يصل المبتز إلى معلومات الضحية عن طريق الخدعة أو السرقة المعلوماتية خصوصا في الأجهزة الذكية التي تحوي أخص الخصوصيات لصاحبها. إلاّ أن هناك تطبيقات لا نهائية تمنع الخصوصية للأجهزة وتؤمنها بحيث يمكن السيطرة على مشكلة الابتزاز ومنع الصور والمواقع الإباحية , ومنها ما ييسر أيضاَ عملية التحكم الأبوي .
وقدم الأمرد نصيحة لكلا الزوجين هي الوعي والمعرفة العلمية باستخدام الأجهزة الذكية فذلك أمر بالغ الأهمية. وأضاف أنه يجب على الزوجين و أرباب الأسر الإلمام المعرفي الدقيق باستعمالات الأجهزة الحديثة ووسائطها المتعددة من أجل الحفاظ على الخصوصية والبيانات الفردية. كما يجب الحذر عند بيع الأجهزة الخاصة بعد استعمالها بالتخلص من البيانات والصور الخاصة تخلصاَ صحيحا.وشدد على عدم الثقة بالغرباء لكي لا نقع ضحية الابتزاز المالي أو النفسي أو الزوجي أو الاجتماعي وما إلى ذلك والحرص كل الحرص عند إرسال الصور إذ لابد من أن تكون مشفرة عبر برامج شفرات تفك بأرقام سرية.
وقدم الإداري في مشروع الزواج الخيري محمد الصيرفي شكره للرعاة الماسيين والذهبيين والفضيين والبرونزيين ولجميع الجهات الاجتماعية والطبية المشاركة التي تتولى إبراز خدماتها للجمهور الكريم وبالأخص مستشفى الصادق وجمعية العطاء النسائية ولجنة التنمية الأهلية الاجتماعية بسنابس.
واختتم الحفل بتكريم الضيفين الكريمين الشيخ آل إبراهيم والأستاذ الأمرد ومدير الندوة الحوارية السيد اليوسف.