وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تحية عطرة للأخ الكريم شموخ رجل
أشكرك على طرح الموضوع المميز
ولي إضافة بسيطة على موضوعك
أثر الإيمان في تكوين شخصية المؤمن :
الاِيمان يشكّل محطة إنطلاق أمام الاِنسان إلى ذرى المجد والرفعة لكونه يزوده بالقيم والمثل ، ويساعده على ضبط نفسه وجوارحه ويجعله يقبض بإحكام على الدَّفة الموجهة لمساره ، فيسير بخطى ثابتة حتى يبلغ قمة الرُّقي والرِّفعة : «قيل للقمان عليه السلام : ألست عبد آل فلان ؟ قال : بلى ، قيل: فما بلغ بك ما نرى ؟ قال : صدق الحديث ، وأداء الاَمانة ، وترك ما لا يعنيني ، وغض بصري ، وكف لساني ، وعفة طعمتي ، فمن نقص عن هذا فهو دوني ، ومن زاد عليه فهو فوقي ، ومن عمله فهو مثلي» .
ثم أنّ الاِيمان يوفر للفرد العزّة والمكانة والكرامة ، قال تعالى : ( وللهِ العزَّةُ ولِرسُولِهِ وللمُؤمِنينَ ولكنَّ المُنافِقينَ لا يَعلَمُونَ ) .
فالمؤمن عزيز مكرّم ، لم يدع للذل إليه سبيلاً ، فقد ورد عن الاِمام الصادق عليه السلام :
« إنَّ الله فوّض إلى المؤمن أمره كلّه ، ولم يفوّض إليه أن يكون ذليلاً » .
والاِيمان يجعل للفرد مهابة ينظر الناس إليه بعين الاِعظام والاِكبار ، وقد قيل للاِمام الحسن بن علي عليهما السلام : فيك عظمة ! فقال عليه السلام : « بل فيَّ عزَّة قال الله : ( وللهِ العزَّةُ ولِرسُولِهِ وللمُؤمِنينَ ) ..» .
فالاِيمان يُحدث إنعطافاً حاداً في مسير الاِنسان يُخرجه من ذل المعصية إلى عزِّ الطاعة ، ومن خلال هذا التحور الكبير يحصل على معطيات لا تقدر بثمن ،
قال الاِمام الصادق عليه السلام : « ما نقل الله عزَّ وجلَّ عبداً من ذلِّ المعاصي إلى عزِّ التقوى إلاّ أغناه من غير مال ، وأعزّه من غير عشيرة، وآنسه من غير بشر » .
فالعبودية لله تعالى هي مبعث العزّة والكرامة ومصدر الفخر والرفعة .
قال أمير المؤمنين عليه السلام : « لا شرف أعلى من الاِسلام ولا عزّ أعزّ من التقوى» .
ومن مناجاته عليه السلام : « إلهي كفى بي عزّاً أن أكون لك عبداً ، وكفى بي فخراً أن تكون لي ربّاً » .
وهكذا نجد الاِيمان يزيد في مكانة الاِنسان المؤمن ، ويرفع من رصيده المعنوي مما ينعكس ذلك على قوة شخصيته ورفعتها ، وهناك آثار كثيرة أُخرى للاِيمان .
اكتفي بهذا القدر
وأسأل الله لي ولكم التوفيق والسداد
تحياتي السماوية
عاشق السماء