سلام :)
اشتقتُ لكم أكثرَ من " كثيراً "
اغفروا لي غيابي و تقصيري فلا عُذرَ لي
.
.
" تعلَّمْتُ "
تعلَّمتُ أن أتعلَّمَ دوماً لكي أستقيم
تعلَّمتُ أن آخُذَ الدرسَ من جاهلٍ أو حكيم
فأمَّا الحكيمُ فأبني بِأفكارهِ سُلَّماً نحوَ فكرٍ عظيم
و أمَّا الجَهولُ فَيُعطي مثالاً مُخيفاً لكي لا أصيرَ سخيفاً و فكري سقيم
تعلَّمتُ أنَّ الوجودَ بِلا أن أتغيَّر .. و أن أتطوَّر .. و أن أتحضَّر بلا شكَّ عندي وجودٌ عقيم
و أنَّ الوجودَ ثقافةٌ و عمل
و أنَّ على المرئِ أن يصنعَ فكراً لهُ راقياً نافِعاً مُستقِل
وإلَّا سيُصبحُ تابعاً غيرهُ منَ الثقافات
و إن أصبحَ المرئُ ظلاً إلى غيرهِ حكمَ على نفسهِ بالممات
و أوصى بِحرقِ جُثَّتهِ و درِّ رمادهِ في أحدِ المُحيطات
تعلَّمتُ كيفَ أُكوِّنُ نفسي .. و أخلقُ نفسي بِنفسي .. و أُوحي لِنفسي و أُرسِلُ نفسي
و كيفَ أُكلِّمُ نفسي و أسمعُ نفسي و كيفَ أُصادِقُ نفسي .. و إن كانَ فرضاً عليَّ أُأَدِّبُ نفساً فلا شكَّ نفسي .. لأَنِّي سأمشي طريقَ حياتي بصُحبةِ نفسي
تعلَّمتُ كيفَ أُقدِّرُ نفسي بلا أن أُغَرَّ بنفسي ..
تعلَّمتُ أن أتعلَّمَ نفسي بفنٍّ و حسِّ
و إن كُنتُ أرفعُ رأسي بشيءٍ سأرفعُ رأسي بِنفسي .. فإني لا أعرفُ شيئاً كما أعرفُ نفسي
تعلَّمتُ أن لا ألومَ الذي يستهينُ بقدري
و لا أغضبُ مِمَّن يصيحُ بشتمي
فَبعضُ العيونِ تضيقُ على استيعابِ حجمي
تعلمتُ أن لا أُطيلَ كلامي لِخصمي .. و أن لا أُطيلَ جلوسي بجانبِ خصمي
غباءٌ أُلاطِفُ ذئباً و أدري سينهشُ لحمي
و حينَ يقومُ الحسودُ بكَيدي و تَهمي .. تعلَّمتُ أن لا أُبرِّرَ شيئاً إلا لربي و أُمي
فربي عليمٌ ، و أميَ أمي
و أن لا أُخلي رضا الناسِ همّي
و أسعى بخيلِ المبادئِ نحوَ مفازي و حُلمي
تعلَّمتُ أن لا أُضيِّعَ وقتاً على غيرتي من فُلان
و جرياً وراءَ فُلان ..
فَعمري قصيرٌ و يُفنيهِ صيدُ الدَُّخَان
و إنَّ طموحيَ أطولُ من بقايا الزَّمان
و ذاتي الوحيدةُ عندي التي تستحقُّ الرِّهان
فَعفواً فُلان .. و عُذراً فُلان
قِطاري سريعٌ و ما فيهِ للعابثينَ مكان
تعلَّمتُ هذا ..
و أيضاً سأعلم
* أحمد الحسين 2012