عرض مشاركة واحدة
قديم 09-06-02, 03:59 AM   #2

الصراط المستقيم
...(عضو شرف)...  






رايق

بسمه تعالى

السلام عليكم

تكملة الى ما توقفنا عليه وكما وعدناكم ان نتحدث حول :

فاطمة عليها السلام محدّثة

قد يتوقف البعض عند قصة مصحف فاطمة عليها السلام ويرفض مسألة تكليم الملائكة الزهراء عليها السلام متيجة توهّم التلازم بين النبوّة والوحي ، أو بين النبوّة وتحديث الملائكة ، وعليه فإن كون الرسول صلى الله عليه وآله وسلم خاتم الأنبياء والرسل يقتضي عدم نزول الملائكة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويجعلون هذا دليلاً على عدم صحة قصّة المصحف المذكور ، وقد اعتمد على هذا النحو من الإستدلال عبد الله القصيمي في كتابه الموسوم بـ (( الصراع بين الإسلام والوثنية )) متّهماً الشيعة الإمامية بأنهم يزعمون لفاطمة وللأئمة من ولدها ما يزعمون للأنبياء والرسل

كلّ ذلك اعتماداً على الملازمة المزعومة بين تكليم الملائكة وبين النبوّة وهذه غفلة ما بعدها غفلة .

تعال معي أخي الكريم إلى كتاب الله عزّ وجل وهو يتحدث عمّن كلّمتهم الملائكة أو أوحى الله سبحانه وتعالى إليهم :

1ـ { وإذْ قالت الملائكة يا مريم إنّ الله اصطفاك وطهّرك واصطفاك على نساء العالمين } .

2ـ { إذ قالت الملائكة يا مريم إنّ الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح } . .

3ـ { فأرسلنا إليها روحنا فتمثّل لها بشراً سوياً * قالت إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيّاً * قال إنّما أنا رسول ربّك لأهب لك غلاماً زكياً }.

4ـ { ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى .... وامرأته قائمة فضحكت فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب * قالت يا ويلتي أألد وأنا عجوز وهذا بعلي شيخاً إنّ هذا لشيء عجيب * قالوا أتعجبين من أمر الله ... } .

فهذه نماذج من النساء حدثنا القرآن الكريم عنهنّ ولم يكنّ نبيّات ومع ذلك شاهدن الملائكة وحدّثنهم ، أو أوحي إليهّن باسلوب آخر غير تحديث الملائكة ، ولم يستنكر ذلك أحد . ففاطمة عليها السلام دلّت النصوص على أنها كانت محدّثة ولم تكن نبيّة ، وكذلك تقول الشيعة الإمامية بالنسبة لأئمة أهل البيت عليهم السلام دون أن يدّعي أحد منهم لهم النبوّة إذ لا تلازم بينهما كما تقدم .

ثم إن الإ‘تقاد بنزول الملائكة على فاطمة الزهراء – سلام الله عليها – لا يعدّ غلوّاً ، ولا مبالغة في فضلها ، فهي سلام الله عليها سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين ، وأفضل من مريم بنت عمران ومن سارة امرأة ابراهيم عليه وعلى نبينا السلام ، وقد ثبت بالنصوص القرآنية مشاهدتهما للملائكة وتكليمهما لهم ، فأيّ غلوّ في نسبة مثل ذلك لمن هي أفضل منهما ؟

روى البخاري عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : (( فاطمة سيدة نساء أهل الجنة ))

وروى مسلم عنه صلى الله عليه وآله وسلّم أنه قال لها : (( يا فاطمة أما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين أو سيدة نساء هذه الأمّة )) .

وهي سلام الله عليها ممن نزلت بهم آية المباهلة والتطهير وضمّهم الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم بكسائه .

ومن الجدير بالذّكر أن الوحي له أساليب وأغراض متعددّة ولا تلازم بين الوحي والنبوّة ، وإن كان كل نبي لا بدّ أن يوحى إليه ، وكذلك لا تلازم بين الوحي والقرآنية ، فبالنسبة للرسول صلى الله عليه وآله وسلّم لم يكن كل ما نزل عليه من الوحي قرآناً ، فهناك الأحاديث القدسية وهناك تفسير القرآن وتأويله ، والإخبار بالموضوعات الخارجية وأمثال ذلك وكلها ليست قرآناً .

فاتضح أن تحديث الملائكة للزهراء سلام الله عليها لم يكن من الوحي النبوي ولا من الوحي القرآني

ولنا عودة معكم في نفس الموضوع لاكماله

والسلام

الصراط المستقيم غير متصل