عرض مشاركة واحدة
قديم 12-06-02, 08:15 AM   #3

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

فاقد الشيء لا يعطيه


بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد وعلى آله أولياء الله

الأخ الجليل الصراط المستقيم الموضوع الذي طرحته موضوع في قمة الأهمية والتميز, فكل المشاكل التي رزء بها مجتمعنا ناتجة عن ركيزة اساسية الا وهي التربية. فعلاج تلك المشاكل لابد وان يبدأ من الجدور, أذ ان جدور الشجرة هي التي تجعلها ثابتة رغم الرياح والعواصف, وكما ذكرنا فان جدور تلك المشاكل هي التربية, وليس التربية بمفهومها العام ولكن التربية السليمة التي تقوم على الأيمان بالله عز وجل والتمسك بمحمد وآل محمد(ع) والأستفادة من أسلوبهم التربوي الذي نتج وتمخض عن تخريج الأجيال الربانية امثال الأمام زين العابدين والحوراء زينب(ع), وما تفضل بذكره استاذنا الصراط ما هو الا مثال حي وواقعي لأسلوب التربية السليمة باتباع القدوة وزرع الروح المثالية في عقلية الطفل والتي ستكون مستقبلا هي القواعد الأساسية التي سيقوم عليها الجيل اللاحق, ولتحقيق تلك الغاية لابد من توفر المقومات والملكات السليمة في الأباء والمهات لتنعكس على الأبناء والا ففاقد الشيء لا يعطيه.

فمرحلة الطفولة أحسن مراحل تعلم الأسلوب الصحيح للحياة. فقدرة الأقتباس والتقليد وحاسة التقبل عند الطفل شديدة, فبسطاعته تلقي جميع حركات وسكنات المربي واقواله وافعاله بدقة عجيبة أشبه بعدسة التصوير. ان عواطف الطفل ومشاعره تظهر قبل عقله ويمكن الاستفادة من احاسيسه قبل ذخائره العقلية بكثير, وفي الوقت الذي لا يفهم فيه الطفل المسائل العلمية ولا يدركها(في سن ما قبل السادسة عادة) يدرك القضايا العاطفية وتؤثر فيه كالحدة والغلظة, واللين, والرفق, والعطف, والحنان والأحترام. لذلك فان موضوع تنمية الأحاسيس والمشاعر يشغل قسطا مهما من المسائل التربوية في ذلك السن المبكر للأطفال.

وعندما يبدأ جهاز الأدراك عند الطفل بالنشاط والعمل ويستيقظ حسن التتبع ويأخد في السؤال عن علل الأشياء ومنشأ كل منها, فان نفسه الطاهرة وغير الشبوهة تكون مستعدة تماما لتلقي الأيمان بخالق العالم, لذلك يجب في تلك المرحلة أشعار الطفل بوجود الله والايمان به بلسان سادج متيسر الفهم, وتفهيمه أن الذي خلقنا, والذي يرزقنا والذي خلق النباتات والحيوانات والجمادات, والذي خلق العالم, هو الله تعالى, وأنه يراقب اعمالنا في جميع اللحظات فيثيبنا على الحسنات, ويعاقبنا على السيئات. وبهذا الأسلوب نستطيع أن نخلق في نفس الطفل حب النظام والألتزام ونحثه على الأستقامة في السلوك وتعلم الفضائل الخلقية والملكات العليا بالتدرج, كفضيلة الصدق والوفاء بالعهد, والأعتماد على الذات, ....الخ



والمد لله رب العالمين

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل