عرض مشاركة واحدة
قديم 24-09-04, 01:10 AM   #1

أبو بقاع
عضو مشارك  







رايق

علاقة المسلم بأهل البيت سلام الله عليهم


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

من محاضرات العلامة السيد منير الخباز حفظه الله


بسم الله الرحمن الرحيم


( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً )


انطلاقاً من الآية المباركة نتحدث عن علاقة المسلم بأهل البيت من خلال نقطتين :


النقطة الأولى : في تحديد الاتجاه الموضوعي في علاقة المسلم بأهل البيت .

النقطة الثانية : الآثار السلوكية والعملية المترتبة على العلاقة بأهل البيت .


النقطة الأولى : علاقة المسلم بأهل البيت تناولتها مجموعة من الأقلام وتحدثت عن هويتها وحدودها، فهناك اتجاهات ثلاثة حول علاقتنا بأهل البيت :

1- الاتجاه التجريدي .
2- الاتجاه التفصيلي.
3- الاتجاه الموضوعي.



[align=center]الاتجاه التجريدي [/align]


هذا الاتجاه يرى أنه ليس هناك أي ضرورة لأن نكون علاقة بأهل البيت، ليس هناك أي داعِ وضرورة تفرض علينا أن تكون لنا علاقة متميزة بأهل البيت، أهل البيت كسائر المسلمين الذين أذنبوا عوقبوا وإن أطاعوا أثيبوا .

فليس لأهل البيت صفة أو امتياز ليستوجب من المسلم أن يكوِّن علاقة خاصة بهم، أهل البيت جماعة ساروا على درب الهدى وعلينا نحن أن نسير على درب الهدى سواء ساروا عليه أم لم يسيروا.

أصحاب الاتجاه التجريدي ماهي تصوراتهم وماهو مداركهم في هذا طرح هذا الاتجاه ؟
يقولون الهدف القرآني يمكن تحقيقه من قبل الإنسان المسلم وإن لم تكن له علاقة بأهل البيت، ماهو الهدف من وجود الإنسان الذي طرحه القرآن ؟؟


الهدف من وجود الإنسان أن يصل إلى الكمال الروحي والكمال النفسي وهذا الهدف عبَّر عنه القرآن في كثير من الآيات

- مثلاً : "" وما خلقت الجن والإنس إلّا ليعبدون ""
فالعبادة مع طريق تحقيق الكمال الروحي .

- ويقول القرآن "" لا آله إلا أنا فاعبُدني وأقم الصلاة لذكري ""
فالمهم أن تكون في حالة تكامل روحي.


- ويقول القرآن الكريم "" فاعبد ربك حتى يأتيك اليقين ""

ليس المقصود باليقين هو الموت، اليقين أن تصل إلى درجة الكمال الروحي.

إذاً الهدف من وجود الإنسان أن يصل إلى الكمال الروحي من خلال العبادة ومن الواضح أن هذا الهدف لا يتوقف على العلاقة بأهل البيت .

سواء كانت لنا علاقة نفسية بأهل البيت أم لم يكن لنا علاقة نفسية بأهل البيت، فنحن نصل إلى الهدف سواء أكان لنا علاقة تقديس لأهل البيت أم لم تكن فنحن قادرون إلى أن نصل إلى الهدف وإلى الكمال الروحي وإن لم تكن لنا علاقة بيننا وبين أهل البيت أية علاقة.

إذاً لا موجب ولا ضرورة تفرض علينا أن تكون علاقة بأهل البيت دون غيرهم من أبناء المسلمين، ولا يمكننا أن نصل على هدفنا من دون توسيط هذه العلاقة.

ردا على هذا الاتجاه نقول :
طبعاً هذا الاتجاه يصطدم مع مجموعة من النصوص سواء كانت قرآنية أو نبوية مثلاً قوله تعالى "" قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى ""
وقد روى أحمد في مسنده والترمذي في سننه والحاكم في مستدركه ( قيل مالقربى يارسول الله قال القربى ذريتي علىٌّ وفاطمة وابناهما ).




القرآن الكريم يقول "" النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم "" أي لابد أن تكون بينك وبين النبي علاقة نفسيه بحيث تراه أولى من نفسك وهذه العلاقة نفسها نقلها النبي لأهل بيته فقال يوم الغدير الذي رواه مئات المفسرين والمحدثين والمؤرخين ( ألست أولى بكم من أنفسكم، قالوا بلى، قال فمن كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه، اللهم وال من والاه وعادي من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه أينما دار ).

الأحاديث النبوية كثيرة التي تؤكد على ضرورة العلاقة النفسية بأهل البيت، الثعلبي يروي في تفسيره ( من مات على حب آل محمد مات شهيداً، من مات على حب آل محمد مات مغفوراً له، من مات على حب آل محمد مات تائباً، من مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الإيمان ) .

ذكرنا في الليلة السابقة ( ليلة العاشر) حديث الرسول الذي يرويه صحيح البخاري في العلاقة بالأبناء ( حسينٌ مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط ).

يتبع .........................................

أبو بقاع يسألكم الدعاء

__________________
قال الإمام علي عليه السلام (( من نصب نفسه للناس إماماً فليبدأ بتعليم غيره وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسانه ))

أبو بقاع غير متصل