عرض مشاركة واحدة
قديم 10-03-12, 03:27 AM   #44

المنهال
مشرف الأسلامي

 
الصورة الرمزية المنهال  






رايق

رد: لقاء يصافح القلوب مع المتألق المنهال


- يقول الأمام الصادق عليه السلام :
" استكثروا من الاخوان فإن لكل مؤمن شفاعة يوم القيامة .."

ما هي حدود الصداقة ؟ أو حدود الأخوة المقصودة في هذا الحديث ؟؟
نجيب على السؤال من خلال ما قاله المولى الأعظم أمير المؤمنين عليه السلام قال عليه السلام في ما ينسب له من كلمات حكمية :

(لايكون الصديق صديقاً حتى يحفظ أخاه في ثلاث : في نكبته وغيبته ووفاته ..)

أختنا المؤمنة ..للصداقة أحكام والتزامات وتحفظات قد يغفل عنها الكثير فيطلقونها على تعارفهم الاجتماعي وعلى زمالات العمل أو الدراسة أو مراحل الحياة الأخرى التي يمر عليها الإنسان بينما الصداقة مشتقة من الصدق والود والنصح يقال صادقته المودة والنصيحة ..وقد فسرت الصداقة بالمحبة مما يعطيها معنى دقيق يختلف عن المستهلك المبتدل القائم على المصالح واستنزاف الأطماع والمطالب ولهذه الالتزامات والشروط بين (عليه السلام ) ما يمكن للإنسان أن يكون صديقاً ويتحقق به مفهوم الصداقة فيكون هو من أفراد ذلك المفهوم ومصاديقه الخارجية ..
أولاً : أن يعينه في ما ينوبه من مشكلات وهموم ويساعده في تجاوزها ويخفف عنه مهما استطاع فلايتخلى عنه ولايتركه لوحده ولايساعد عليه ولا يتشمت به ولا يتنصل من الصداقة والمعرفة الشخصية لان ذلك من علامات ضعف الشخصية واهتزاز البناء الداخلي للذات والا لقاوم وتحمل ازاء صاحبه ومن كان يعتبره صديقه ..
وحالة النكبة تعني حلول المصيبة وهو ما يحتاج فيه الإنسان لمن يسليه ويواسيه وينسيه ما حل ونزل به ليقاوم ويواجه بصلابة من دون ما انهيار نفسي او جسدي لان ذلك من موارد الامتحان والشهامة وما من أحد إلا وله أعداء ومبغضو يتمنون وقوعه في محنة ومعاناة لياخذوا دورهم المناسب في القيل والقال واشاعة الخبر وترويج الأخبار الكاذبة المغرضة كأحد وسائل الحرب النفسية والإعلامية المضادة لإضعاف قدرات الطرف الآخر ..
ثانياً: أن يتساوى حال الحضور والغياب ففي الكل يبقى مناصراً له محافظاً على المحبة والود فلايطعنه بكلمة أو فعل أو أي شيء يسيء إليه وهذا لا يعني السكوت عن الحق أو المعاونة والمؤازرة حتى في الباطل بل المفروض هذه التجاوزات الشرعية بعيدة ولم تدخل معترك النزال وإلا فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وتتقدم نصرة الحق على الباطل ولو كان على حساب الصداقة ..
ومما يكثر وجوده في الصداقات العامة العائمة غير المرتكزة على مركز الصدق والحق هو أن يكون الاندفاع مقتصراً على حضور الشخص وما عداه فلا مانع من الإصغاء أو المساهمة فيما ينال منه من كلام أو تعريض وهذا مما يعكر صفو العلاقات ويجعلها مجاملات فارغة ..
كما هو المفترض في مبدأ اشتقاقها وقد يجد البعض هذا اللون في الازدواجية في التعامل من أحد أنواع الشطارة والقدرة على المراوغة وكسب الناس و..و..و..مما يتوهمونه لانه بعيد عن الثابت الأصلي من القيم والمبادئ ..
ثالثاً : أن يكون وفياً حتى بعد وفاته سواءً كان الوفاء لذكراه لعائلته لأولاده لأقاربه لأبويه لكل ما يذكر به حتى الأصدقاء كل ذلك رعاية للصديق فإذا ما كملت هذه المواصفات ولتزمت هذه الشروط صار المتصف بها صديقاً صدوقاً صحيحاً في ما أعلنه من صداقه وفيما ادعاه من انشداد وقرب روحي ..



- يقول الامام الرضا سلام الله عليه :
" من زارني عارفًا بحقي وجبت له الجنة "

كيفَ نكون من العارفين بحقه ؟

أن لأئمتك مقامات وحالات لا يسعها ولا يتحملها الا نبي مرسل او ملك مقرب او مؤمن امتحن قلبه بالإيمان

ولنعم الامتحان هذا الذي يجعلنا في مصاف الانبياء المرسلين والملائكة المقربين

وقد ورد في كتاب مكيال المكارم : لنا مع الله حالات هو فيها نحن ونحن هو وهو هو ونحن نحن ،

كما ورد عنهم انهم قالوا : نزهونا عن الربوبية وقولوا فينا ما شئتم

كما ورد عنهم : نحن دون الخالق وفوق المخلوق .

أقول : ان هذه الكلمات لتحكي مقامات واقعية لهم لا ينالها الا ذو حظ عظيم ممن صار قلبه مستعدا لتقي فيوضات علومهم ومعارفهم بعد السعي الحثيث وبذل الجهد الجهيد في التعرف على مقاماتهم ؛ قال تعالى :( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا )

وبختصار ياختنا الفاضلة : أن معرفة الامام كمعرفة النبي صلوات الله عليهما ؛ وذلك لأن الملاك والمناط في الحاجة اليه للمكلفين هو نفس المناط والملاك في الحاجة الى النبي
ولو اردنا الكلام في هذا لطال بنا المقام الا ان اكتفي بالاشارة وان اردتم فنحن نكتب رسالة يومية في معرفتهم يمكن ان نرسلها لكم بشكل دوري ولكم التحية

و كيفَ نؤدي حق الزيارة من البعيد ؟
بعد التوبة والاقرار له بالامامة يبقى التوجه بقلب غير ساه

ولنا عودة لبقية الاسئلة
__________________


ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال :
ليت السياط على رؤوس أصحابي حتى يتفقهوا في الحلال والحرام .
وقال عليه السلام : لو أتيت بشاب من شباب الشيعة لا يتفقه لأدبته .

المنهال غير متصل