|
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلى على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعدائهم
هذه المشاركة كانت في موضوع سابق مشابه من مشاركاتك اخي الغالي اتمنى لكم الافادة (:
كتاب "جامع السعادات" للمولى محمد مهدي النراقي.
وطبعا قبل اختيار اي كتاب لابد من التعرف على الكاتب.
حول المؤلف: كتب الشيخ محمّد رضا المظفّر حول الشيخ محمّد مهدي النراقي يعرّفه، فقال فيه: أحد أعلام المجتهدين في القرنَين: الثاني عشر والثالث عشر من الهجرة المباركة، ومن أصحاب التآليف القيّمة.
يتميز هذا الكتاب بثلاث ميزات:
الأُولى: اهتمام المؤلّف في بعض فصول الكتاب بعلم النفس وقوى النفس، والخير والشرّ والفضائل والرذائل، لا سيّما في الباب الأوّل.. حيث قسّم أبواب الكتاب وفصوله تقسيماً دقيقاً فاق فيه كتب الأخلاق السابقة من هذه الناحية.
الثانية: جمع المؤلف بالإضافة إلى الأمور العلميّة جوانب روحيّة وفكريّة ونفسيّة وعقائديّة. فهو يخاطب العقل مرّة والنفسَ مرّة أُخرى، والقلب مرّةَ ثالثة والروح رابعة.. وهكذا يثير الدفائن ويحرّك الأحاسيس ويوقظ الضمائر وينبّه الأفكار، فيدخل الكتاب إلى مراكز التأثير والتغيير، فيبدّل حال من يقرأ هذا الكتاب بإمعانٍ وانبساط.
الثالثة: يحسّ القارئ للكتاب أنّ هناك تأثيراً منعكساً من روحيّة المؤلّف نفسه. وفي هذا أكبر الأثر في اجتذاب قلوب الناس، لأنّ قلب الرجل الأخلاقيّ يبرز ظاهراً على قلمه في مؤلّفاته، وكذلك أخلاقه هو بالذات لها أثر في كلماته التي يطلقها أو يدوّنها. وقيمة هذا الكتاب متأتّية من الروح المؤمنة المتقيّة التي يقرأها القارئ في ثناياه، وهي أفضل بكثير من قيمته العلميّة. حتّى أنّه من النادر أن يخرج القارئ لهذا المؤلّف دون أن يتأثّر به تأثيراً عميقاً، لا سيّما إذا كان مستعدّاً للخير والصلاح.
وهذا هو السرّ في إقبال الناس عليه وفي اشتهاره أيضاً، في حين لا يزيد الكتاب من الناحية العلميّة كثيراً على الكتب الأخلاقيّة المتداولة التي لا يجد فيها القارئ ذلك الذوق وتلك الروحانيّة كما يجدها في ( جامع السعادات ).
وقد نُقل عن الشيخ النراقيّ الكثير من النوادر والطرائف والقصص التي تحكي تواضعه وطيبة قلبه وأدبه الرفيع وأخلاقه المحمودة، فجاء كتابه فيما بعد يجمع لقارئه ومطبّقه سعادات الدنيا والآخرة، ويجمع لمؤلفه كرامة الدنيا وحسن ثواب الآخرة، إذ هو « جامع السعادات » بحقّ.
الجزء الأول
الجزء الثاني
|