عرض مشاركة واحدة
قديم 09-01-04, 09:44 AM   #11

عاشق الحسين
...(عضو شرف)...  







رايق

بسمه تعالى

وفيما يلي نطرح الجزء المتبقي من القسم الثاني




[ALIGN=CENTER]يوم البلوغ[/ALIGN]


ولنتطرق إلى مسألة فقهية مهمة لحياة كل فتاة مقبلة على عالم التكليف و لكن نأتي بمقدمة وهي لو أن الزهراء سلام اللَّه عليها أمرتني بصب الماء لها فماذا سيكون موقفي؟

بالطبع سوف ألبي طلبها وأنا فرحة حيث جعلت أمرها لي، فطلب العظيم يعتبر رحمة وبركة.

وكذا نحن الفتيات إذا أكملنا التاسعة ودخلنا العاشرة اللَّه تعالى يكلفنا بالأمور الشرعية من صلاة وصوم وحجاب وعفاف وأداء أمانة وغيرها من الأحكام لأن اللَّه تعالى قبلك ضيفاً عليه .

فالفتاة تبلغ إذا أكملت التاسعة ودخلت في العاشرة .

وهناك من العلماء من إذا صار يوم بلوغ ابنته يجعل في ذلك اليوم حفلة وفرحاً لكي تشعر الفتاة أنها تغيّرت مسيرة حياتها من الطفولة إلى طور النساء فافعلي أختي المؤمنة ببناتك كما يفعل العلماء لبناتهن .

ومع ملاحظة وهي أنه لا بد أن تعوَّد الفتاة قبل ذلك العمر على الصلاة والحجاب وشيئاً من الصوم لكي لا تتفاجئ بالتكاليف الإلهية والعجب أن كثيراً من الناس إذا رأى فتاة صغيرة محجبة قالوا: ما زالت صغيرة اجعلوها تمرح و تلعب .

وهذا ليس بصحيح فهل الفرح والمرح مقتصر على السفور بل ينبغي تشجيع الفتاة معنوياً بأن يقال لها مثلاً إنك سائرة على نهج الزهراء عليها السلام إنك من أهل الجنة إن سرت على هذا المنوال إنك ترضين صاحب الزمان عليه السلام بتصرفك ....الخ وبالأمور المادية كأن تعطى الهدايا لتقتنع أكثر فأكثر .



وهذه الرسالة لكل امرأة حريصة على مستقبل بناتها.



[ALIGN=CENTER]النية و العبادة[/ALIGN]

الأحكام الشرعية تنقسم إلى ثلاثة أقسام:

1- العبادات: بين العبد وبين ربه كالصلاة والصوم .

2- المعاملات: بين العبد وبين عبد آخر كالزواج والبيع .

3- الإيقاعات: يتولاها شخص واحد كالنذر والوقف .

وتشترك هذه في أمور منها القصد لإيقاع الفعل فلو جيئ بأحدها من دون قصد لم يحصل حقيقة ولكن تفترق أن المعاملات والإيقاعات تتحقق ولو لم يقصد بها القربة إلى اللَّه تعالى وإن أستحب قصد القربة في كل شيئ ليحضى على الثواب الجزيل ولكن في الأمور العبادية يشترط فيها التقرب بها إلى اللَّه تعالى ولقصد القربة أحكام وهي :

1 – لا يجب التلفظ بالنية بل لا يستحب التلفظ بها بل يكفي إخطارها في الذهن فلا يستحب أن يقال مثلاً أصلي صلاة الصبح قربة إلى اللَّه تعالى بل يكفي العزم وإخطار القربة في الذهن نعم في نية الإحرام للحج والعمرة يستحب التلفظ بها فقط كما هو موجود في العروة ومناسك الحج .

2 - ضم الرياء للعمل العبادي مبطل لها فلو صلى الشخص لكي يراه الناس أو يحبوه بطلت صلاته .

التطهير خارج عن هذه الأقسام فهو ليس من العبادات ولا الإيقاعات ولا المعاملات فيصح ولو لم يقصد الفعل منه , فلو طهرت الملابس أو البدن من دون قصد تحقق التطهر . ولربما هنالك غير هذا فلا تغفلي كالأمور التوصلية مثلاً.





[ALIGN=CENTER][ALIGN=CENTER]الأحكام الإسلامية[/ALIGN][/ALIGN]


تعريف الحكم

يعمل الإنسان في حياته اليومية أنواعاً متعددة من الأعمال وتصدر عنه الأقوال المختلفة.

وبالتأمل في هذه الأقوال والأفعال نجد بعضها خيراً نافعاً للإنسان كالأكل والشرب والزراعة والصناعة والتحية وكلمة الإصلاح بين الناس والحجاب.. الخ، ونجد بعضها شراً ضاراً كالكذب والسرقة والغش وعقوق الوالدين والغيبة والغناء وعدم احترام الغير…الخ.

وكما تعرفين فإن الإنسان بطبيعته مخلوق اجتماعي له علاقات اجتماعية بأفراد أسرته ومجتمعه الذي يعيش فيه كعلاقة الآباء بالأبناء والأبناء بالآباء والعلاقات الزوجية وعلاقة العامل بصاحب العمل والفلاح بالأرض والبائع بالمشتري…الخ.

وكما أن للإنسان علاقات بأبناء المجتمع الآخرين فإنه له علاقة بخالقه أيضاً فهو الذي خلقه وسواه وأنعم عليه ورزقه.. الخ، وهكذا تكون حياة الإنسان عبارة عن الأعمال والنشاطات والعلاقات الإنسانية وان هذه الأعمال والنشاطات الإنسانية تحتاج إلى تنظيم وبيان ليتضح النافع من الضار والقبيح من الحسن وبدون هذا التنظيم تصبح العلاقات الإنسانية فوضى وعبثاً وخطراً على حياة الإنسان ومصالحه.

ومن أجل حياة الإنسان هذه أنزل الله سبحانه الشرائع والأحكام الإلهية لإنقاذ البشرية من العبث والفوضى وحماية خيرها ومصالحها.

فهي (التشريعات والقوانين الإلهية التي تنظم حياة الإنسان وتحدد علاقاته المختلفة).

وكما عرفنا فقد جاءت هذه الأحكام بياناً وتوضيحاً للأعمال والعلاقات الإنسانية وحرمت الضار القبيح الذي يهدم الحياة الإنسانية وتعيق نموها فأوجبت الأعمال الخيرة التي لا يمكن للحياة الإنسانية أن تستقيم إلا بها وأباحت بقية الأعمال وفضلت فعل أو ترك بعضها.

وبذا انقسمت الأحكام الإسلامية التكليفية إلى خمسة أحكام هي :

1ـ الوجوب . 2 ـ الاستحباب . 3 ـ الكراهة .

4 ـ الحرمة . 5 ـ الإباحة .

وبذا قسمت هذه الأحكام الأفعال الإنسانية خمسة أقسام أيضاً:


أقسام الفعل الإنساني:

إذن فالأعمال التي يمكن أن يعملها الإنسان جميعاً سواء كانت حسنة كالصلاة والدعاء والعدل بين الناس وطلب العلم والأكل والشرب والعمل والزراعة والصناعة…الخ، أم كانت قبيحة كالكذب والظلم والغش.. الخ.

فإنها تنقسم إلى خمسة أقسام هي:

1 ـ الواجب

وهو كل عمل أمرنا الله بفعله ووعدنا بالثواب عليه كما توعدنا بالعقاب إذا تركناه كالصلاة والصوم والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر…. الخ.

2 ـ المستحب

وهو كل عمل حثنا سبحانه على فعله ووعدنا بالثواب إذا فعلناه ولكن لا يعاقبنا إذا تركناه كالدعاء وصيام شهر رجب وشعبان وإلقاء التحية وغسل الجمعة وزيارة أهل البيت عليهم السلام والاستماع إلى مآتمهم وعزائهم عليهم السلام.

3 ـ المكروه

وهو كل فعل حثنا الله سبحانه على تركه ووعدنا بالثواب إذا تركناه ولكنه لا يعاقبنا إذا فعلنا مثل شم النبات الطيب للصائمة والتثاؤب في الصلاة وكثرة المزاح…الخ.

4 ـ الحرام

وهو كل فعل نهانا الله سبحانه عنه وتوعدنا بالعقوبة إذا فعلناه كالكذب والغيبة وعقوق الوالدين وعدم الاحتشام وعدم لبس الحجاب… الخ.

5 ـ المباح

وهو كل فعل أعطانا الله به حق الفعل والترك فنحن مخيرون في الفعل والترك كاختيار نوع السكن والعمل والأكل والشرب شريطة أن لا يؤدي إلى محرم .

ولكن المباح ينتقل من الإباحة إلى الاستحباب متى ؟. عندما تنوي بكل فعل القرية إلى الله والتقوى على عبادة الله ففي النوم والأكل ننوي به القربى والتقوى على العبادة.

إذن فأفعال الإنسان جميعاً تخضع لتنظيم وتحديد من قبل الفقه الإسلامي المنبعث من لسان الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام والصديقة الطاهرة عليها السلام. فما فعل صغير كان أو كبير إلا وللإسلام فيه حكم وقانون واضح وصريح هدفه الحفاظ على خير الإنسان وتقريبهم إلى الله جل وعلا. كما أوضح لنا الحديث الشريف ذلك.

فعن الإمام الصادق (عليه السلام): ((ما من شيء إلا وفيه كتاب أو سنة)).

إذن فواجبنا أن نفكر في كل عمل قبل أن نفعله فنفعل ما يرضي الله ويسمح لنا بفعله ونترك ما حرم الله علينا ونهانا عنه.

إذا علم ذلك وفهم هنالك اصطلاح خاص في الفقه وهو: الأحوط وجوباً, والأحوط استحباباً . فما المقصود بهما لكي تتم الفائدة :

الجـــــــواب :-

الأحوط وجوباًً :

هو ما يماثل الواجب ولكن هنالك فارق بينهما , فلو قال الفقيه الأعلم هذا واجب لا يجوز تقليد غيره في هذا الحكم . وأما لو قال هذا واجب على الأحوط فالمكلفة بين حلين:

1- العمل باحتياط هذا المجتهد الأعلم .

2- تقليد غيره مع مراعاة الأعلم فالأعلم .

مثال: السيد الخوئي يقول: الأحوط وجوباً للمستحاضة تغيير القطنة لكل صلاة مع الإمكان .

وفي المقابل فالسيد السيستاني يقول: لا يجب على المستحاضة القليلة والوسطى تغيير القطنة وأما الكثيرة فالأحوط وجوباً تغييرها للقطن مع الإمكان.

فمقلدات السيد الخوئي بين حلين إما الإلتزام بما احتاط به السيد الخوئي وتبديل القطنة , أو تقليد السيد السيستاني في حكم القليلة والمتوسطة ولا يجب عليهم تغيير القطنة فيهما .

وعلى هذا فعولي فمقلدات السيد السيستاني ينظرن من الأعلم بعده فهن مخيرات بين العمل باحتياطاته أو تقليد غيره مع مراعاة الأعلم فالأعلم .

ولكن هنا سؤال: لم يقول الفقيه الأحوط وجوباً ؟

الجواب: هنالك أمور عدة تواجه الفقيه فتجعله لا يفتي جازماً فيتوقف عن الفتيا ويحتاط , واحتياطه عن علم لا عن جهل , والتفصيل عند طلبة العلوم الدينية رعاهم الله تعالى .

الأحوط استحباباًً:

الأحوط استحباباً هو مصطلح فقهي الهدف منه بيان أن المدرك أو الرواية التي جاءت بهذا الحكم غير معتبرة عند هذا الفقيه ولربما كانت معتبرة عند غيره فيقول: الأحوط استحباباً.

فمن أرادت أن تحتاط حتى في الأحوط استحباباً فهذا ينم عن إيمانها القوي .



اللهم صل على محمد وآل محمد اللهم وقفنا لطاعتك ... وجنبنا عصيتك يا كريم



فهل ما زالت المتابعة مستمرة أيتها الأخوات الفاضلات؟!

__________________
دمعي أساً يجري لأي مصيبةٍ *حــ ياــــسيـن* ونواظري تبكي لأي رزيةٍ
سالت عليك دموعها لمحــبةٍ * حــ ياــــسين* تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ
لكنما عيني لأجلك *حــ ياــــسيـن* بــاكــيــــــــة

عاشق الحسين غير متصل