لا .. ليست كافية
... تلاحظين أننا أحيانا قد نجلس قريبا من نار الحطب ونتدفأ عليها في الشتاء .. صح ؟ حين نتدفأ فإن الحرارة تصل إلينا بطريقة الإشعاع ولذلك قد يكون منطقيا أكثر أن نستعمل معاها الفرن الشمسي لتركيز إشعاعاتها الحرارية والطبخ عليها .. ومع ذلك لا أحد يفعل ذلك لأن الإشعاعات الحراراية الناتجة منها لا زالت أقل من المطلوب .. فيتم الطبخ على هذه النار مباشرة بوضع الإناء فوق النار .. فما بالنا بالشموع التي تنتج حرارة أقل بكثير ؟
هدف الفرن الشمسي هو تكثيف الطاقة الواصلة إليه من مصدر ما وتركيزها في مساحة يوضع فيها إناء الطعام .. ومن المعلوم أن الحرارة تنقل بثلاث طرق هي التلامس والإشعاع وتيارات الحمل . في حالة الفرن الشمسي تصل الطاقة من الشمس إلى الفرن بطريقة الإشعاع وتنعكس من الجهات المختلفة إلى المركز الذي فيه الإناء
طاقة الشمس كبيرة جدا ولذلك يكفي أن تتضاعف مرتين أو ثلاث لتصل إلى الحرارة اللازمة للطبخ وخاصة إذا غطينا الفرن بغطاء شفاف ( مثلا غطاء زجاجي ) ليحفظ الحرارة المتجمعة من التسرب
في حالة الشموع تنتج الحرارة من احتراق الشمع و لكن الاحتراق غير كامل بمعنى أن الاحتراق لا يستخرج كل الطاقة الممكنة من الشمع ولذلك يكون لون الشعلة أصفر ( بالمقارنة مع لون احتراق الغاز مثلا حيث يكون اللهب أزرق بمعنى احتراق كامل وإنتاج كامل للحرارة الكامنة فيه ) فلذلك الشمعة يعيبها أمور كثيرة ليستفاد منها كمصدر للطاقة الحرارية .. وإذا أردنا استعمالها في هذا المجال نستعملها مباشرة كمصدر حراري ونضع - مثلا - ابريق الشاي فوقها حتى لا يبرد ... فهنا نقدر أن نستفيد من حرارتها المتواضعة بشكل مباشر عبر الطريقتين الأخريين من طرق انتقال الحرارة وهما اللمس والتيارات الحرارية الهوائية لانتقال الحرارة من الشمعة إلى الإناء و لا نستعملها للتسخين بطريقة الاشعاع .
الآن .. وكبديل لاستعمال الشموع في التسخين والطبخ في الظروف الصعبة .. يمكن استعمال الخشب في الطبخ .. ولكن هنا أيضا نواجه مشكلة الاحتراق غير الكامل ( أصلا النار الصفراء المصيئة هي عبارة عن جزيئات فحم متطايرة وهي ساخنة لدرجة الاحمرار ) .. والمفروض أن نحاول استخراج أكبر طاقة ممكنة من الحطب الموجود لأن بلدنا فقيرة في الأخشاب و لا يستطيع كل منا أن يحتطب ويضيع الحطب في نار غير مكتملة الاحتراق فهو كمن عنده ماء قليل وكل مرة يعطش يملأ الكوب كاملا ويشرب نصفه ويرمي الباقي !!!!
... أيضا في الطوارئ يكون الخشب غير متوفر . .حتى أخشاب البيت من أبواب وغيرها مصبوغة وحرقها ينتج غازات سامة . لذلك ينبغي التفكير في أساليب ترشيد لاستعمال الخشب كوقود
يمكن إذا تسنى لي الوقت أكتب عن أحد المواقد التي يستعمل فيها الخشب ولكن الموقد صمم بطريقة خاصة تجعل احتراق الخشب أكثر اكتمالا ولذلك يمكن أن نستعمل قطع صغيرة من الخشب لانتاج كميات كبيرة من الحرارة .. واسمه الموقد الصاروخي حيث يمر تيار هوائي يغذي الشعلة بالأكسجين ويساعد على الاحتراق الأفضل من الطريقة العادية الناقصة الاحتراق ..