[الكشاف]

من خلال تجولي في النت لاحظت أن ( تدخل حزب الله في القصير ) أخذ أبعادا واسعة بحيث تعامل معه البعض بتزييف واضح وتدليس ظاهر وكذب مفضوح وربما تأثر به حتى بعض الشيعة الذين يرون أن حزب الله كان يفترض الا يتدخل في ( مناصرة النظام السوري ) .

هناك مقالة لغسان بن جدو يوضح هذه المسألة .. وتم توضيحها حتى في مقابلة قناة المنار للرئيس السوري نفسه حين قال ما معناه : كم مقاتل سيرسل لنا حزب الله ؟؟؟ الجيش السوري دفع بمائتين ألف جندي ونواجه مائة ألف مقاتل ما بين سوري وأجنبي .... فما يقال عن مشاركة حزب الله أنها تدعم الجيش السوري أمر غير واقعي ....

كذلك قالوا في أول الأحداث (قبل سنتين ) أن النظام السوري سيسقط خلال أسبوعين أو شهر ... فلماذا لم يهب حزب الله لنجدة النظام حينذاك لو كان هذا هو هدفه ... ولماذا هب للقتال في منطقة القصير بالذات ؟؟؟


أنا أضيف هذه الإضافة لتتوضح الأمور للجميع :

القصير هي منطقة متاخمة للحدود السورية اللبنانية وفيها قرى عديدة يقطنها شيعة ( لبنانيون ) مع أنها سياسيا تتبع سوريا حسب تقسيم الحدود بعد جلاء الاستعمار ...

التكفيريون احتلوا مدينة القصير وبدأوا في عمل ممنهج لقتل وتهجير الشيعة الساكنين في قرى القصير ... وهؤلاء الشيعة لهم امتدادات عائلية في البقاع اللبناني وبالتالي هم أقارب لبعض أفراد حزب الله .. والجميع يعرفون ذلك وأولهم التكفيريون ... لذلك لم يكن يمكن السكوت على تجاوزات هؤلاء التكفيريين و لا بد من ايقافهم عند حدهم

حتى من ناحية الحكومة اللبنانية كان واجبا أن تتحرك لأن هذا القتل والتهجير في القرى الحدودية يعني زيادة عدد المهاجرين المتوجهين إلى لبنان وهو ما يرهق لبنان في وجوب تقديم الدعم لهم

السبب الثاني لتحرك حزب الله ( اضطراريا ) وعدم قدرته السكوت عما يجري أن التكفيريين احتلوا القصير لهدف استراتيجي حيث أنه الطريق الذي من خلاله يعبر امداد السلاح من سوريا إلى حزب الله . فاحتلال التكفيريين لتلك المنطقة معناها وقف السلاح المتوجه إلى حزب الله

ثالثا : كانت القصير هي المنطقة الخلفية لحزب الله في حالة نشوب أية معارك مع اسرائيل .. من خلالها يأتي السلاح وأيضا من خلالها يستطيع المدنيون النزوح إلى سوريا مثل ما حدث في 2006م .. .فلذلك كون التكفيريين احتلوا القصير معناه أن يوضع حزب الله وجمهوره في كماشة بين اسرائيل والتكفيريين

لكل هذه الأسباب اضطر حزب الله أن يطهر تلك المنطقة بالذات مهما كان الثمن ... ولم يرفع حزب الله شعارا واحدا من شعارات الطائفية في تلك العمليات

القضية كانت سياسية وعسكرية فقط .. وكانت دفاعا عن النفس والعرض ... والطائفيون كانوا الطرف الآخر الذين جن جنونهم وقام فيهم القرضاوي خطيبا وواصفا أنه ( حزب الشيطان ) ....

ما أكثر التزييف والدجل في عصرنا هذا .
وإذا كان العرعور والقرضاوي قادرين على غسل أدمغة بعض السنة فلا يجوز أن تتسلل أكاذيبهم إلى بعض الشيعة