السلام عليكم...
للأمانة العلمية أحببت أن أنقل لكم أصل الموضوع ثم الرد عليه (والمنشورين في جريدة الوطن) من وجهة نظر العلاج الطبيعي لأن في المقال تجنّي على أخصائيي العلاج الطبيعي.
الدكتور إبراهيم الصحاف : طقطقة الرقبة علم قائم بذاته يدرس في الكليات لمدة 7 سنوات
باحثون يتهمون العلاج الطبيعي بأنه سبب الجلطات الدماغية
الدمام:أجرى اللقاء جعفر البحراني
أوصى أطباء أعصاب وأوعية دموية بضرورة قيام أختصاصيي العلاج الطبيعي بإخبار مرضاهم بالعواقب والأخطار المتوقع حدوثها عن طريقة حركة الحبل الشوكي من خلال ثني رقبة المريض وطقطقتها، و يعتقد هؤلاء أن اختصاصيي العلاج الطبيعي يتسببون في الكثير من الجلطات الدماغية.
ويؤكد مدير وحدة الأعصاب والأوعية الدموية في جامعة كاليفورنيا اختصاصي الأعصاب (ويد سميث) أن أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بالجلطة الدماغية قبل سن الـ45 هو تمزق أحد شرياني الرقبة اللذين يرتبطان بالدماغ، فإذا تمزق أحد هذين الشريانين يتعرض الغشاء المبطن لهما إلى نزيف يؤدي بدوره إلى جلطة دموية تستطيع الدخول بسهولة إلى الدماغ محدثة جلطة مميتة. ويرى سميث أن اختصاصيي العلاج الطبيعي غالبا ما يقومون بلوي رقبة المريض بسرعة عالية فيما البعض منهم قد لا يدركون الأخطار المحدقة من هذا الأسلوب في العلاج، مشيرا إلى أن بعض الحالات ينتج عنها تمزق في الرقبة لدى بعض المرضى تؤدي غالبا إلى جلطات دماغية أو حالات تشبه الجلطة الدماغية تسمى نوبات الأسكيمية المؤقتة (فقر الدم الموضعي).
ومن جانبه أكد اختصاصي الطب الشرقي والوخز بالإبر الصينية إبراهيم الصحاف أن للعلاج الطبيعي أسلوبه الخاص في علاج كافة الأمراض وليس فقط أمراض الأعصاب والعظام، وإن هناك طرقاً متعددة للعلاج مثل العلاج الكهربائي والعلاج الحركي والتدليك والمساج وغيره من الطرق.
وأشار الصحاف إلى أن أسلوب طقطقة الرقبة وثنيها بسرعة فائقة أو تحريك الحبل الشوكي هو علم قائم بذاته والممارس يدرسه في كليات متخصصة لمدة 5 إلى 7 سنوات ويسمى الكايروبراكتيك أي علم تحريك العضلات والمفاصل، وممارسوه يعادلون ويصنفون بأنهم أطباء في مجالاتهم ويعالجون كل أمراض الجسم من خلال أجهزة وأدوات خاصة إضافة إلى استخدام الحركة اليدوية التي تتميز بالسرعة والخفة في طقطقة المفاصل والعظام أو إرجاع الفقرات إلى مكانها الصحيح وهو تخصص معروف ومنتشر في الدول الأمريكية والأوربية بينما انتشاره قليل في بقية دول العالم.
وقال الصحاف إن حالات مصع الرقبة والانزلاقات الغضروفية وتقلصات وتمزقات العضلات والصداع وغيرها تعتبر من أهم ما يستدعي طقطقة الرقبة وثنيها.
وأضاف أن أخصائيي العلاج الطبيعي يختلفون عن الممارسين لهذا النوع من العلاج حيث يعتبر الممارس قد تخصص وتدرب على هذا النوع من العلاج ولديه معرفة تامة بتشريح الرقبة، في الوقت الذي لا يملك اختصاصي العلاج الطبيعي الكثير من المعلومات عنها.
وقال الصحاف إنه من الخطأ التعميم وتوجيه الاتهام إلى جميع اختصاصيي العلاج الطبيعي بأنهم المتسببون في أمراض ومشكلات طبية لبعض المرضى نظرا لوجود أخطاء طبية عند أي طاقم طبي أي كان تخصصه وطريقة علاجه.
خاصة وأنهم تلقوا تدريبات كافية في كيفية التعامل مع مرضاهم ويعملون تحت إشراف طبي وبالتالي فهم محل ثقة العاملين بالقطاع الطبي، حيث إن النظام والتصنيف العالمي لا يجيز لاختصاصي العلاج الطبيعي استقبال المرضى مباشرة، وإنما يتم تحويل المرضى عليهم من قبل الأطباء المختصين بالمستشفى، من أجل تحديد التشخيص والعلاج المناسب، ولذلك فما دام الممارس مرخصاً ولديه القدرة والكفاءة لعلاج المريض فلا يجب الخوف من احتمال أي مشاكل صحية.
و أوضح اختصاصي العلاج الطبيعي بمستشفى الدمام المركزي محمد باقر الموسى أن الشريان الفقاري يمر من خلال الفقرة العنقية الأولى والثانية والتي تعرف بفقرة أطلس والفقرة الأخرى المحورية، كما أن الشريان المار بالفقرة يحدث له التواء عند تحريك الرقبة بشكل سريع ومفاجئ من قبل بعض الممارسين غير المحترفين مما يؤدي إلى انسداد الشريان وبالتالي حدوث الجلطة الدماغية.
ولهذا فيجب ألا يقوم غير المعالجين المحترفين والمؤهلين طبيا وأكاديميا بعلاج العمود الفقري عند مستوى العنق نظرا لخطورة المنطقة المعالجة، كما أن العلاج يجب أن يكون بصورة متدرجة وبشروط وقواعد خاصة تصل في النهاية إلى طقطقة الرقبة.